أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 24th December,2000العدد:10314الطبعةالاولـيالأحد 28 ,رمضان 1421

رمضانيات

حدث في رمضان
مقتل الوزير الفاطمي الأفضل بن بدر الجمالي
* القاهرة مكتب الجزيرة شريف صالح
في شهر رمضان عام 515ه قُتل امير الجيوش الأفضل بن بدر الجمالي وهو صاحب الأمر والحكم بمصر آنذاك وكان الأفضل قد خرج ليفرق الاموال على الاجناد على جاري العادة في الاعياد، وسار معه الكثير من الرجالة والخيالة، فتأذى الوزير من الغبار وامر بالبعد عنه وسار منفرداً مع اثنين من رجاله فحسب.
في تلك اللحظة هجم عليه ثلاثة رجال بسوق الصياقلة فضربه الاثنان بالسكاكين بينما هجم عليه الثالث من ورائه فأصابه في خاصرته ليسقط عن دابته مضرحا في دمائه، واستطاع رجاله قتل الرجال الثلاثة والعودة به الى بيته وهو يعاني من سكرات الموت.
على الفور ذهب اليه الخليفة الفاطمي وسأله عن الأموال، فقال لوزير: اما الظاهر منها فأبو الحسن بن اسامة الكاتب يعرفه وأما الباطن فابن البطائحي يعرفه, وقال الرجلان: صدق,, فلما توفي الافضل مكث الخليفة في داره أربعين عاما والكتاب بين يديه والدواب تحمل وتنقل الاموال والاعلاق النادرة ليلاً ونهاراً.
وكان عمر الأفضل عند وفاته سبعا وخمسين سنة قضى نصفها تقريباً كوزير.
يُحكى أنه لما قتل وظهر الظلم بعده اجتمع جماعة من الناس واستغاثوا بالخليفة الفاطمي وكان من جملة قولهم انهم لعنوا الافضل فسألهم عن سبب لعنهم إياهم، فقالوا إنه عدل وأحسن السيرة ففارقنا بلادنا وأوطاننا وقصدنا بلده فأصابنا بعده الظلم فكانت وفاته سببا في ظلمنا إذن!! فأحسن الخليفة اليهم.
كما يُحكى ان الخليفة فكر في التخلص من وزيره الأفضل لقوة نفوذه بين الناس، واراد ان يقتله اذا دخله عليه قصره للسلام او في ايام الاعياد, فمنعه ابن عمه ابو الميمون عن هذا الفعل حتى لا يجلب على الدولة سوء السمعة لأن الأفضل واباه بدر الجمالي قد خدما الدولة خمسين سنة ولم يعلم الناس منهما الا النصح والمحبة, كما ان قتله سيجعل من يتولى بعده خائفا من نفس المصير مما يسقط منزلته بين الناس.
واقترح ابو الميمون ان يكلف الخليفة ابن البطائحي بعد ان يطمعه بمنصب الوزارة بقتل الافضل فإذا ظفر به ابن البطائحي اظهر الخليفة الحزن وطلب بدمه ممن قتله وبالتالي يبلغ غرضه وفي نفس الوقت يزول عنه قبح الاحدوثة.
اذا صحت هذه الرواية فإنها تعني ان ابن البطائحي هو الذي أمر باغتيال الأفضل بموافقة ضمنية من الخليفة والبطائحي كان مجرد حمال في الأسواق أتى به الافضل وظل يتدرج في المناصب الى ان صار الذراع اليمنى للوزير وسبحان من يمهل ولا يهمل، فقد قتل ابن البطائحي مصلوبا بعد اربع سنوات وفي رمضان ايضاً بسبب مؤامرة فاشلة على الخليفة وكما تدين تُدان!

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved