أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 29th December,2000العدد:10319الطبعةالاولـيالجمعة 3 ,شوال 1421

عزيزتـي الجزيرة

وداعاً,, أيها الإنسان النبيل
ما أصعب الوداع على المرء يسكن الأسى أعماق النفس ويخيم الحزن فيها وتضيع الشجاعة,, في ساعة لم أترقبها فاجأني النعي الأليم والخطب الجسيم الذي فتت كبدي وألجم لساني وخارت معه قواي,, فبأي بنان أسطر وبأي عقل أفكر وبأي لسان أعبر فالمصاب فوق الطاقة,, مصاب لم يدع مقلة لم تدمع ولا فؤادا لم يتوجع,, لا أستطيع مهما أوتيت من بلاغة أن أصف ذلك اليوم وتلك اللحظات الحرجة الملجمة بالصمت المفشى بدمعات أبت الجفاف وستار الحزن يومها أرخى سدوله وخيم الوجوم على جميع الأسرة,, على فقيدنا الغالي الوالد البار الذي رحل من دار الفناء الى دار البقاء وترك فراغا كبيرا لا يسد,, رحمك الله يا والدي فقد كنت الظل الذي ارتمي تحته وكنت المصباح الذي أنار لنا الطريق,, وكنت الدوحة التي يلتم شملنا تحتها,, ولكن هذا حال الدنيا يا أبي اذا أعطت أخذت واذا اينعت نعت,, متاع الغرور,, لا يدوم فيها سرور فالموت مصير كل حي,, الموت أعظم أسرار الحياة ومآل كل جليل


وحقير وحتم على الصغير والكبير.
حكم المهيمن في الخلائق مبرم
من ذا يرد قضاءه إذ يحكم

ولا نملك أمام حكمه سبحانه وتعالى الى أن نسلّم الأمر له ونرفع أكف الضراعة والابتهال بأن يتغمد فقيدنا بعفوه وغفرانه ويفرغ في قلوبنا صبرا جميلا ويعوضنا جزيل ثوابه ويجعل انجاله خير خلف لخير سلف فبهم عقدنا الآمال.
لقد خلفت يا والدي الحبيب من الذكر الجميل ما سيخلد اسمك في صحف الأيام,, لقد كنت انسانا نبيلا بمعنى الكلمة,, فأنت سبّاق لفعل الخير واعانة المحتاج من قريب وبعيد وما أكثر ما أفرحت القلوب وأسعدت النفوس بلمساتك الحانية ومبادراتك الانسانية لا ترى الى من يثني عليك,, فقد كنت أبا حنونا وأخا وعضيدا لجميع أقاربك ومعارفك الذين ألجمهم النبأ والذي نزل كالصاعقة عليهم لأنهم أحبوك من كل قلوبهم فحق أن تجود مقلهم بالدموع حزنا عليك.


تحالف الناس في محبته
كأنما بينهم في وده رحم

وما تركت لنا من المآثر المحمودة والسير الحسنة سيبقى نماذج نحتذي بها


مات أناس وما ماتت مكارمهم
ومات ناس وهم في الخلق أحياء

فالى جنة الخلد يا صاحب القلب الكبير والأيادي الكريمة البيضاء الى الفردوس الأعلى أمنيتك دائما ان شاء الله أسأل الذي اختارك في اليوم السابع من رمضان جلت قدرته بأن يجعلك مع السبعة الذين يظلهم تحت ظله كما أسأله الذي كلنا له وإليه واعتمادنا في كل حال عليه أن يهب لنا من جميل الصبر ما يجبر مصابنا ويجزل ثوابنا وأن يفيض على فقيدنا سحائب الرحمة والرضوان ويجعله مع الصديقين والشهداء وألا يحرمنا أجره ولا يفتنا بعده.
أم محمد العبدالكريم

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved