أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 1st January,2001 العدد:10322الطبعةالاولـي الأثنين 6 ,شوال 1421

الطبية

المخدرات
يطلق اسم المخدرات على مجموعة متبانية من العقاقير التي تختلف في تأثيراتها النفسية والجسدية ومن أمثلة ذلك الأفيون ومشتقاته، مجموعة الحشيش، مجموعة المنشطات والمنبهات مثل الكوكايين، الامفيتامين، أو القات بالاضافة الى عقاقير المهلوسة,, والمشكلة الأساسية في هذه العقاقير هي قابليتها للتفاعل مع الكائن الحي بحيث يؤدي ذلك التفاعل الى الاعتماد النفسي أو العضوي أو كليهما على هذه العقاقير, يظهر هذا الاعتماد على المتعاطي بصورة سلوكية واضحة للحصول على المخدر، بصفة مستمرة أو متقطعة ومع الوقت والاستمرار في التعاطي يبدأ الاحتياج النفسي لهذه المادة للتخلص من المشاعر غير المريحة لعدم توفرها يصاحبها ارتفاع في مستوى الجرعة الى مستويات أعلى للحصول على التأثير النفسي المطلوب وهو الشعور بالارتياح.
ويمكن تقسيم هذا النوع من الاعتماد الى قسمين رئيسيين:
أولا: الاعتماد النفسي: يولد لدى المتعاطي رغبة نفسية قوية للاستمرار في تعاطي العقار المعين وهذا الاعتماد النفسي قد لا يكون مصحوبا بأي اعتماد جسدي بحيث أن الشخص لو ترك هذا العقار لا تظهر عليه آثار بدنية حادة مثل الاسهال أو الصرع مثلما يحدث في العقاقير المسببة الاعتماد الجسدي, ومن أهم العقاقير المسببة للاعتماد النفسي الحشيش أو الماريجوانا والامفيتامين والكوكايين.
ثانيا: الاعتماد الجسدي: وهو من أخطر الظواهر التي يتعرض لها المدمن ذلك ان الامتناع عن تناول العقار المعين يؤدي الى ظهور أعراض جسدية خطيرة قد تؤدي الى وفاة الشخص أو اصابته بأعراض بدنية خطيرة ومن أمثلة ذلك ما يحدث عند التوقف المفاجىء لعقار الهرويين والمورفين حيث تظهر علامات سحب العقار تبدأ بانسكاب الدموع لا إراديا وكثرة اللعاب يصاحبها عرق غزير وشعور بالقلق الشديد مع نوبات من الاحساس بالبرد تارة والحرارة تارة أخرى وتتسع حدقة العين مع آلام شديدة في الساقين والقدمين واسهال وعدم رغبة في أخذ الطعام ويفقد كمية كبيرة من السوائل واذا لم يعط العلاج اللازم فقد يتوفى, ومن المهم عند الحديث عن الادمان أن نعرف أنه نتاج تفاعل لثلاثة عناصر أساسية وهي:
1 الانسان: الذي قد يكون في حالة مرضية نفسية ولم يتم تشخيصها كحالات الانفصام أو الاكتئاب أو اضطرابات الشخصية, هذا الشخص يجد صعوبة في التأقلم مع المتغيرات والمؤثرات في حياته وتختلف هذه القدرة من شخص لآخر وخصوصا فئة الشباب قليلي الخبرة في هذه الحياة الذين تكون شخصياتهم غير مستقرة ويتأثرون بسهولة وينبهرون من التأثير الوقتي والشعور بالارتياح لهذه المخدرات.
2 العقار المخدر: والتأثير هنا ثنائي، فالمشكلة الأولى في طريق أخذ هذه العقاقير وتأثيرها الضار على أجهزة الجسم المختلفة، وقد تسبب انتشار أمراض أخرى كالايدز والتهاب الكبدي ب ، وج مثلا عن طريق أخذ حقن ملوثة من أكثر من متعاطي,, أما المشكلة الأخرى فهي التغير السلوكي الناتج عن الادمان والمضر بالشخص والعائلة والمجتمع اضافة الى إمكانية الوفاة الناشئة عن الجرعات الكبيرة.
3 البيئة: تلعب دورا مهما ومؤثرا في حياتنا, بداية من المنزل والأسرة ووجود القدوة والرفيق الصالح حيث تكثر المشاكل مع وجود رفاق السوء فيلجأ الصغار والمراهقون الى تقليدهم.
تأثير المخدرات
مع تغير السلوم العام للشخص المتعاطي تصبح قدرته على التفكير المنظم ضعيفة ويبدأ يفقد احترامه واهتمامه بنفسه مع تدهور عام بالصحة وعدم الاهتمام بالمظهر أو النظافة العامة وسوء تغذية قد تكون ناشئة عن صرف مادي متزايد على المخدر الذي يسعى من خلاله لتوفير شعور بالارتياح النفسي ويكون هذا الشعور بالارتياح هو الدافع الأساسي للادمان في المستقبل ومع الوقت يصبح البحث عن المخدر هو جل اهتمامه وعلى حساب نفسه وحياته وقيمه الدينية والاجتماعية وهذا يقود الى عزله من أقاربه ومعارفه مما يحتم عليه اللجوء الى رفاق السوء والانغماس بالمخدرات بصورة أكبر مما يساهم بعزله بصورة أكبر,, إلخ.
أما العلاج فهو متعدد الجوانب بحيث يشمل هيئات مختلفة تتعامل مع بعضها للاكتشاف والتوجيه والعلاج وإعادة التأهيل لكي يعود فردا نافعا لنفسه ولعائلته والمجتمع.
الدكتور فهد بن عبدالله الحسين
استشاري طب الأسرة والمجتمع
مستشفى الملك فهد للحرس الوطني

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved