أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 4th January,2001 العدد:10325الطبعةالاولـي الخميس 9 ,شوال 1421

مقـالات

ضحى الغد
إشاعة عنكبوتية
* ساهم الانترنت في تغذية الاشاعة وانتشارها ووجدت الاشاعة فيه أرضية ومناخا مناسبا فنمت في بيئته وحلت وارتحلت، وغدت المجالس بيئة قديمة لها تمر عليها في ثوبها الجديد لتضحك عليها! ولا تجلس اليوم مجلسا يجتمع فيه الناس إلا سمعت من الاشاعات ألوانا وأنواعا ينقلها سفهاء الناس ويشقى بها عقلاؤهم! منها العجيب ومنها الطريف، ومنها ما ينفيه العقل، ومنها ما تزيد روايته كل يوم، وعليك أن تسمع وتصدق ولك الحق أن تزيد وتستعيد، ولك الحق أن تنقلها لمجلس آخر باضافاتك الخاصة وحدث عن الانترنت ولا حرج!!.
الرجل المشهور فلان مات، والثري الفلاني أفلس، والحادثة الفلانية تفاصيلها على الصفة التالية، ثم تسمع بعد أيام تكذيبا لكل الأخبار السابقة، ونقضا لها واخبارا على نحو جديد!.
وإذ غدا هذا الجهاز التقني العنكبوتي المسارب لعبة كلعب الأطفال، كل يُعبئه بالمعلومات، وكل يتناقل عبره المعلومات، وكل يأخذ منه ويعطيه باسماء مستعارة وشخصيات وهمية، ومستندات ضوئية! فإنه بذلك قد حلق في سماوات الخيال، وأودية الغاوين، وكهوف ومغارات الدجالين والوضاعين!.
فكن على حذر اليوم إذا سمعت بخبر تفحصه جيداً، وأبصر به مليا، وانظر في ملامحه وموارده ومصادره، فإن علمت أن منابعه انترنتية بكسر النون الثانية والتاء بعدها فتوقف من أخذه أو نقله أو تمريره، فإنه لُقطة برية، وشجرة صحراوية، ومتاع لا تدري ماكنهه ولا صاحبه! أفليست اللقطة بلية والشجرة التي تظنها دواء فإذا هي سمية، والمتاع الذي تدريه ربما كان لغماً أو منية؟!
حقق فيما تسمع، وأعرضه على النقل والعقل، وتوقف عن تصديقه لمجرد أنه حُدِّث به أمام عينيك، وسمعته بأذنيك، فإن للأخبار آفات، والمخبرون بها عادة هم أشد آفاتها التي تفتك بها!.
إن كثيرا من الأخبار التي تُروى اليوم هي أكاذيب لمراهقين وسفهاء وأصحاب أهواء وأقوام يعيشون الفراغ فأحيوه باستنبات وتصدير الاشاعات والأكاذيب والأراجيف، ووجدوا في وسائل المعلومات الحديثة ما يُغذي باطلهم ويُروي منابع أهوائهم ويملأ فراغهم الطويل!.
فتأكد من مصادر شبكة دوائر المعلومات العنكبوتية فإن بعضها وهمي وهو أوهى من بيت العنكبوت، إلا ما توثقت من مصادره ومراجعه وحقائقه! وتأمل بيت العنكبوت إن نسيجه الهندسي البديع خادع فلطالما أكل المخدوعون به الذين احتموا به ودخلوا عليه فتاهوا في خيوطه الحريرية وخطوطه الشبكية التي صُنعت شباكاً للصيد!.
لا تصدق ما تسمع، وتبين وتثبت، واسأل الذي يروي الخبر عن مصادره؟ فإن قال لك يقولون : فاعرف أن صاحبك هذا أحد المساهمين في شركة وكالة نِت يقولون! بجهل منه أو بعلم! فلا تسمع منه، ولا تنقل عنه، ولا تنسب إليه! دع اشاعته تنقطع منه إليه، فإنها تموت في أرضها وينقطع نسلها، وتتلف أجنحتها، فنحن الذين نمنحها الأجنحة إذا صدقناها وتناقلناها!.
دعونا نقطع الاشاعات ونقضي على نسيجها العنكبوتي، فإنها مثل الأشياء الضارة تكاثرها هائل، ولكن القضاء عليها سهل إذا توفرت النية الصادقة، والعقل المدقق السليم المميز الذي يُمسك الزائف من القول فيدفنه تحت قدميه فيموت حيث وُلد!.
عبدالكريم بن صالح الطويان

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved