أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 5th January,2001 العدد:10326الطبعةالاولـي الجمعة 10 ,شوال 1421

تراث الجزيرة

تراث الجزيرة يشعل الذاكرة
كعادته أتحفنا الحميدي الحربي في عدد الجمعة قبل الماضية وعبر الصفحات المتألقة دائماً تراث الجزيرة بقصيدة من العيار الثقيل بعنوان ودي بخوتهم للشاعر الحاضر الغائب مبارك بن منير العوني هذا الشاعر الذي نشأ وترعرع في بلدة الخشيبي جنوب غرب محافظة الرس بين أحضان جبال أمرّه وكير وخزاز وابانات وسواج والربوض هذه الأعلام التي تغنى بها وبجمالها وشموخها شعراء الفصحى والعامي منذ عصور بعيدة.
أعرف مبارك المنير شاعر فطري موهوب يقول الشعر على السليقة وأعرف أيضاً أنه تشرب الغزل العفيف جداً حتى الثمالة وهو القائل:


يا زين خل الباب لاجيت مفتوح
أشوف زولك والردى ما نويته

وهو هنا لا يريد إلا أن يلمح زول من سلبت عقله وانكوى بنار فراقها.
ويكبر عتبه وتزداد شرهته على من يهوى عندما يقول بكل أدب ولطف:


الناس تعطي من توده من الروح
وأنته علامك ليه خلك جفيته

وفي قصيدة أخرى طريفة يسندها إلى صديقه الحميم سعد بن محمد الشامي الحربي رحمه الله يقول فيها مبارك:


ليت فايز يوصل العلم ويجيبه
يم خلي ياسعد يوصل سلامي

وفايز هذا هو النجل الأكبر للشاعر مبارك المنير قالها وفايز صغير السن ولم يبلغ الرابعة من عمره بعد إلى أن قال:


ما نفعني طب ماهر والطبيبه
لو أعالج كل يوم وكل عامي,.

كلام صادق يخرج من القلب وبدون تكلف أو تصنع وعسف للقوافي كما يحدث في وقتنا الحاضر حيث اختلط الحابل بالنابل والغث بالسمين في ظل هذه الإصدارات الشهرية المراهقة,.
ما دعاني إلى اجترار هذه الذكريات والتغني بها مجدداً هو تلك القصيدة ودي بخوتهم التي تنطق بكل أنواع الحرمان وقلة الحيلة ومرارة الظروف وقسوتها عندما يقول:


البارحة لوعات قلبي تشده
تعاقبن به بين ورد ومصادير

إلخ القصيدة التي يتمنى فيها مرافقة الصقارة القنوص ولديه الرغبة الجامحة في ممارسة هواية القنص الولع ولكن هيهات في ظل هذه الظروف القاسية وهو أيضاً يحسد سالي القلب الذي متى ما وضع رأسه على مخدته نام مرتاح البال وبعيداً عن الهموم والأفكار والأماني الصعبة,.


يا هني مرتاح يحب المخده
ينام ما تطري عليه التفاكير
ما صار له بالبرشف وموده
له سجةٍ بين البلد والغنادير

إلى أن قال:


طرد الولع كايد ولا أنته بقده
يبي الجيوب مضخمات المواطير

وهو هنا يخاطب موتره سيارته وأنها لا تستطيع تحمل مشاق الطريق ووعورته لأن الصيد يحتاج إلى سيارات خاصة تتحمل وعورة الطريق وصعوبة المسالك مثل الجيوب ذات المواطير الضخمة.
ولكنه في نهاية الأمر يعتز بنفسه ويثق بخالقه سبحانه وتعالى ويتوكل عليه لتدبير أموره جميعها.


لا كان عز النفس قلبي يوده
نشوم والخالق عليه التعابير

إلى أن قال:


الله كريم وطالبه ما يرده
أمر يتمه ما يجي فيه تأخير

لقد أخرج أستاذنا الكبير الحميدي الحربي بأسلوبه ولباقته وحسن معاملته وثقة الجميع به أخرج لنا هذا الشاعر الكبير من صمته وعزلته وبعده عن الأضواء في وقت صارت فيه الجولة لمدعي الشعر ومتسلقيه.
تحية مرة أخرى لربان الصفحات الشعبية الماهر الحميدي الحربي وهذه يعلم الله حقيقة شاء من شاء وأبى من أبى.
والتحية أيضاً لشاعرنا المبدع مبارك بن منير العوني على هذه القصيدة القوية والصادقة.
وللجميع خالص التحية
محمد الخربوش
الرياض

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved