أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 9th January,2001 العدد:10330الطبعةالاولـي الثلاثاء 14 ,شوال 1421

عزيزتـي الجزيرة

ليس على المكارم حجاب,, عزيزي ساكن الدنيا
ودارت الأيام دورتها لالتقي بك عبر (عزيزتنا) وعلى صفحاتها نجوب عالماً بسيطاً يحف جنباته التساؤل والحيرة,, إنه عالم غريب ليس لذاته بقدر ماهو لأناسه وسكانه,.
عزيزي ساكن الدنيا,.
لست ممن حباه الله صولات وجولات في عالم الكتابة والأدب، ولست ممن شمر عن ساعد قلمه وواجه جهابذة الكلمة الراقية,, لكنني أفتخر بأنني عند الانتهاء من كتابتي إليك أوقع تحت حروفي ب(إحدى سكان الدنيا)! أنا يا عزيزي مثلي مثلك أسكن هذا العالم الفسيح الضيق! وتختلج نفسي الأماني وتبحر بي في عالم ربما لا يسكنه معي سوى نفسي,, أنا يا عزيزي مجرد إنسان قدّر الله له أن يمسك القلم ويكتب لك أنت,, أجل، لك أنت ,, لذاتك,, لشخصك ,, لبذرتك الإيمانية التي أتمنى ان ترعاها وتسقيها بطاعة الرحمن وحده,.
عزيزي ساكن الدنيا:
يدور في خلدي الكثير فأظل أبحث عن ماهية أخاطبك بها فأنت أعقل مما اتخيل لذا أحسست بأن الحمل عليّ ثقيل فبأي طريقة أخاطبك؟! وبأي حرف أستنجد كي أحادثك؟! أدرك تماماً مكانة عقلك بين كل العقول، وأدرك تماماً نضج فكرك وسلامة تفكيرك,, أدرك أنك تتحمل كماً هائلاً من المسؤوليات التي هي بدورها تصقل فكرك وتشغل تفكيرك!
عزيزي:
لست ممن يتفلسف عليك فما أنا إلا عابر حط رحله بين ظهراني هذا العالم الفسيح الذي بدوري أبحث فيه عن سكان يتمتعون بكامل العقلانية لأتحدث معهم وأحادثهم (عن بُعدٍ قريب)!!
ساكن الدنيا:
ونحن على الأرض نحاول ان نقطع مفازاتها الواسعة,, نحاول ان نجمع منها الكثير,, نحاول ان نحقق رغباتنا وننسى أو نتناسى رغبات الآخرين، ننسى حقوقهم علينا وواجباتنا تجاههم.
أليس من حولنا شيخ كبير وطفل صغير وإنسان سعيد وآخر حزين ؟!
أليس لهؤلاء علينا حقوق؟!
فالشيخ الكبير له علينا السمع في طاعة وتقديم العون له سواء عرفناه أم لم نعرفه، والطفل الصغير له علينا العطف وإسداء النصيحة وتحمل عثراته ولتلحظ ياعزيزي أنني قلت (طفل) وأضفت لذلك (صغير) فإنني أعني بذلك صغير السن وأتعداه إلى صغير العقل محدود الفكر وذلك الإنسان السعيد قد تستغرب ان له حقوقاً وليس في نظري عليه واجبات أتعلم لماذا؟ لأن الإنسان السعيد في حاجة لمن يشاركه أفراحه من أحبّته فقط فتضاف لتلك السعادة سعادة لاتضاهيها سعادة بعكس ذلك الحزين الذي أرى أن له حقوقاً وعليه واجبات.
فحقوقه الاستماع إليه,, إلى سبب حزنه والتخفيف عنه ومساعدته حتى لو كان ذلك بتقديم الروح له سواء عرفنا عن ذلك الانسان الكثير أم لم نعرف، وحقوقه تلك قد لايحصل عليها إلا إذا أدى واجبه أتعرف ماهو؟! إنه الإفصاح عما بداخله وليس ذلك للكل وإنما لمن يرجو عنده الدواء لذلك الداء.
أي ان عليه ان يفتح قلبه لمن يثق به ولايجعل من أسراره سجلاً يطلع عليه العامة والخاصة.
أعود إليك ياعزيزي وأهمس في أذنك:
(من أراد أن يصطاد القلوب,, نشر لها حب الإحسان),عزيزي ساكن الدنيا:
بماذا تفتخر في حياتك؟!
ربما تفتخر بالكثير فتقول: أفخر بنفسي ,, بأهلي,, بوطني,, ب ,, و ,,,, و,, ,.
فان كنت تفتخر بنفسك فإنني أحذرك من مغبة هذا الفخر الذي قد يقودك (أعمى) للغرور فتخسر نفسك وتخسر من حولك، وان كنت تفخر بأهلك فلك ذلك ولكن دون تحيز لهم عندما تجد أن الخطأ قد ركبهم واستفحل أمره فيهم، وان كنت تفخر بوطنك فأنا مثلك أحب وطني,, أحبه كثيراً ولكن ليس حباً في القلب فقط بل أحاول وتحاول معي تقديم شيء لهذا الوطن المعطاء الذي جمعني بك على أرضه وقدم لنا ماكنا نطمح إليه وما كنا لانتوقع حصوله أيضاً!
خلاصة ذلك ياعزيزي أو ما كنت أريد قوله هو أن الفخر ليس في نفسك عندما تقهر قوياً وإنما الفخر هو ان تنصف ضعيفاً وأفضل الفخر عندما يكون ذلك الإنصاف لذلك الضعيف من نفسك، كيف لا والنفس أمّارة بالسوء إلا مارحم ربي؟! لأن النفس بطبيعتها تحب ذاتها وتسعى لتقديم مامن شأنه ان يرفع منها ويجعلها ذاتاً يشار إليها بالبنان؟!!
ففخرك ذلك صفة تضاف لحسناتك وتثري رصيدك في بنك حياتك لتكون على أهبة الاستعداد لأي طارىء (ادفع أقساطك المتأخرة,, ادفع ايجار مسكنك,, ادفع تأمين إقامتك,,الخ).
فليس على المكارم حجاب ولايغلق دونها ياعزيزي باب فهي منهل يرتاده العامة والخاصة ولكن من يستغل ذلك ويقدم لنفسه مايفيد؟!!
أتمنى ان أكون أنا وأنت من يستغل تلك الفرصة ويضيف لرصيده ما يؤمن حياته ويشفع له بإذن الله تعالى.
عزيزي ساكن الدنيا:
في نفسي الكثير أريد ان أبوح به وأسطره على صفحات (عزيزتنا) ولكن أعلم أن كثرة الكلام ينسي بعضه بعضا وأعلم ان طول البقاء يجلب الملل فأتمنى ان أكون (ساكناً) خفيفاً على القلب,, خفيفاً على صفحات (عزيزتنا), أتمنى ألا أكون ممن يقول ولايفعل وألا ينظر إليّ بمنظار الكمال فالكمال كله لله وحده ولكننا نسعى للوصول إلى المثالية وليكن ذلك أمام من نتعامل معهم ويكنون لنا المحبة والتقدير، وإلى الملتقى مع حرف قادم بإذن الله.
عزيزة القعيضب
إحدى سكان الدنيا

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved