أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 12th January,2001 العدد:10333الطبعةالاولـي الجمعة 17 ,شوال 1421

متابعة

حياة الشيخ ابن عثيمين العلمية والعملية
ولد الشيخ ابن عثيمين يرحمه الله في مدينة عنيزة، احدى مدن القصيم، عام 1347ه، في السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك، في عائلة معروفة بالدين والاستقامة، بل تتلمذ على بعض أفراد عائلته، أمثال جده من جهة أمه، الشيخ عبدالرحمن بن سليمان آل دامغ، رحمه الله؛ فقد قرأ عليه القرآن، فحفظه، ثم اتجه إلى طلب العلم، فتعلم الخط والحساب، وبعض فنون الآداب,
وكان الشيخ قد رزق ذكاء وزكاء، وهمة عالية، وحرصا على التحصيل العلمي في مزاحمته الركب لمجالس العلماء، وفي مقدمتهم الشيخ العلامة المفسر عبدالرحمن بن ناصر السعدي,
وكان الشيخ عبدالرحمن السعدي قد أقام اثنين من طلابه لتعليم الصغار، وهما الشيخ علي الصالحي، والشيخ محمد بن عبدالعزيز المطوع، فقرأ الشيخ محمد بن صالح العثيمين عليهما مختصر العقيدة الواسطية للشيخ عبدالرحمن السعدي، ومنهاج السالكين في الفقه للشيخ السعدي أيضا، والآجرومية والألفية في النحو والصرف، وهكذا كانت نشأة الشيخ بين أحضان العلماء,
والشيخ متزوج من امرأة واحدة، وله من الأولاد الذكور عبدالله، وعبدالرحمن، وابراهيم، وعبدالعزيز، وعبدالرحيم، وله من الإخوة الدكتورعبدالله، رئيس قسم التاريخ في جامعة الملك سعود في الرياض، والأمين العام لجائزة الملك فيصل، وأخوه عبدالرحمن,
ولم يرحل الشيخ لطلب العلم إلا إلى الرياض، حين فتحت المعاهدة العلمية عام 1372ه، فالتحق بها, يقول الشيخ رحمه الله:دخلت المعهد العلمي من السنة الثانية، والتحقت به بمشورة من الشيخ علي الصالحي، وبعد ان استأذنت من الشيخ عبدالرحمن السعدي، رحمه الله، وكان المعهد العلمي في ذلك الوقت ينقسم الى قسمين خاص وعام، فكنت في القسم الخاص، وكان في ذلك الوقت من شاء أن يقفز، بمعنى أنه يدرس السنة المستقبلة له في أثناء الاجازة، ثم يختبرها في أول العام الثاني، فإذا نجح انتقل الى السنة التي بعدها، وبهذا اختصرت الزمن، ثم التحقت بكلية الشريعة في الرياض انتسابا، وتخرجت فيها ,
وبعد وفاة شيخه عبدالرحمن السعدي، الذي توفي في عنيزة عام 1376ه، عن عمر يناهز التاسعة والستين، رشح بعض المشايخ لامامة الجامع الكبير، إلا أنهم لم يستمروا على ذلك إلا مدة قصيرة جدا، فرشح الشيخ محمد بن صالح العثيمين لامامة الجامع الكبير، وعندها تصدى للتدريس مكان شيخه، ولم يتصد للتأليف إلا عام 1382ه، حين ألف أول كتاب له وهو فتح رب البرية بتلخيص الحموية وهو تلخيص لكتاب شيخ الاسلام ابن تيمية الحموية في العقيدة ,
واستغل الشيخ وجوده في الرياض بالدراسة على الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، فقرأ عليه من صحيح البخاري، وبعض رسائل شيخ الاسلام ابن تيمية، وبعض الكتب الفقهية، ويقول الشيخ محمد العثيمين:لقد تأثرت بالشيخ عبدالعزيز بن باز حفظه الله من جهة العناية بالحديث، وتأثرت به من جهة الأخلاق أيضا، وبسط نفسه للناس ,
وقد عرض على الشيخ تولي القضاء من قبل مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ، رحمه الله، الذي ألح على فضيلته بتولي القضاء، بل أصدر قراره بتعيينه رئيسا للمحكمة الشرعية بالأحساء، فطلب منه الاعفاء، وبعد مراجعات واتصالات سمح باعفائه من منصب القضاء,
مشايخه:
استفاد الشيخ ابن عثيمين في طلبه للعلم من عدة شيوخ، بعضهم في مدينة عنيزة، وبعضهم في الرياض عندما سكنها للدراسة النظامية، ومن الشيوخ الذين درس عليهم:
1 الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي، المتوفى عام 1376ه، المفسر المشهور، صاحب التفسير المعروف بتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان في ثمان مجلدات، وله مؤلفات كثيرة في الفقه وأصوله، وقواعده، وفي العقيدة، وغيرها من الكتب النافعة,
وتخرج على يد هذا العالم الجهبذ علماء بارزون، لهم دورهم الكبير في الساحة العلمية، وبعضهم أعضاء في هيئة كبار العلماء، منهم شيخنا رحمه الله محمد العثيمين، الذي لازمه، واستفاد منه قرابة احدى عشرة سنة، وهو من أبرز طلابه فيما يظهر، ولذا خلف الشيخ في امامة الجامع الكبير، والتدريس فيه والافتاء,
وقد قام زميلنا وأخونا الشيخ الدكتور عبدالرزاق بن الشيخ عبدالمحسن العباد باعداد رسالة الماجستير بعنوان الشيخ عبدالرحمن بن سعدي وجهوده في توضيح العقيدة ، وضح فيها مكانة الشيخ السعدي العلمية، وجهوده وآثاره,
2 الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، رئيس هيئة كبار العلماء, درس عليه عندما كان مواصلا لدراسته النظامية في الرياض، فقرأ عليه من صحيح البخاري، وبعض كتب الفقه، والشيخ عبدالعزيز من أبرز علماء هذه الأمة في هذا العصر,
3 الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي، المتوفى عام 1393ه، المفسر واللغوي، صاحب التفسير المشهور والمعروف بأضواء البيان في ايضاح القرآن بالقرآن , ويعد من أبرز آثاره العلمية,
وقد درس عليه شيخنا في المعهد العلمي، يقول شيخنا محمد العثيمين عنه:كنا طلابا في المعهد العلمي في الرياض، وكنا جالسين في الفصل، فإذا بشيخ يدخل علينا، إذا رأيته قلت: هذا بدوي من الاعراب، ليس عنده بضاعة من علم، رث الثياب، ليس عليه آثار الهيبة، لا يهتم بمظهره، فسقط من أعيننا، فتذكرت الشيخ عبدالرحمن السعدي، وقلت في نفسي: أترك الشيخ عبدالرحمن السعدي، وأجلس أمام هذا البدوي؟ فلما ابتدأ الشنقيطي درسه انهالت علينا الدرر من الفوائد العلمية، من بحر علمه الزاخر، فعلمنا أننا أمام جهبذ من العلماء وفحل من فحولها، فاستفدنا من علمه، وسمته،وخلقه، وزهده، وورعه ,
4 الشيخ علي بن حمد الصالحي، ولا يزال على قيد الحياة، أطال الله عمره، وأحسن عمله، ورزقنا وإياه حسن الخاتمة,
5 الشيخ محمد بن عبدالعزيز المطوع، رحمه الله، فقد قرأ شيخنا عليه مختصر العقيدة الواسطية ، للشيخ عبدالرحمن السعدي، ومنهاج السالكين في الفقه، للشيخ السعدي أيضا، والآجرومية والألفية في النحو والصرف,
6 الشيخ عبدالرحمن بن علي بن عودان، رحمه الله، قرأ شيخنا عليه بعض كتب الفقه، كما درس عليه الفرائض، علم المواريث ,
7 الشيخ عبدالرحمن بن سليمان آل دامغ، رحمه الله، حيث قرأ شيخنا القرآن عليه حتى أتم حفظه، والشيخ عبدالرحمن الدامغ جد الشيخ من جهة أمه,
تلاميذه:
لا يمكن حصر جميع من تتلمذ على الشيخ؛ لأنهم ازدحموا في مجلسه لاسيما في السنوات الأخيرة بما يزيدعلى الخمسمائة طالب في بعض الدروس، على اختلاف مستوياتهم,
وأذكر في بداية طلبي للعلم عند الشيخ في مطلع عام 1402ه كنا ربما لا نزيد على عشرة طلاب في المجلس الواحد، ولم تكن للشيخ شهرة على ماهي عليه الآن، ولعل اكتسابه للشهرة، وتوافد طلاب العلم عليه من كل حدب وصوب، يرجع الى عدة عوامل منها:
1 صدقه واخلاصه في طلب العلم والتعليم وبذل نفسه في ذلك,
2 تصديه للدروس والمحاضرات والفتوى في الحرم المكي في شهر رمضان؛ لأن الناس لاسيما طلاب العلم يزدحمون في الحرم المكي في شهر رمضان، خصوصا العشر الأواخر من رمضان، فليتفون حول الشيخ,
3 وضوحه في الأداء، سواء ما يرجع الى اللفظ أو ما يرجع الى المعنى، فكان غاية في الوضوح، مع قوة الأسلوب، وجزالة العبارة، التي يفهمها عامة الناس، فضلا عن طلاب العلم,
4 سلامة المنهج في العقيدة، وهذه صفة في جميع علماء نجد، والحمد لله، فلم يعرف عن واحد منهم ، فيما أعلم خروجه عن عقيدة السلف؛ لأنهم حديثو عهد بإمامهم شيخ الاسلام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله,
5 عدم تعصبه وجموده لمذهب معين في جميع مسائل الأحكام، بل كان متجردا للحق، حيثما ثبت الدليل يمم وجهه إليه، حتى لو كان ظاهره مخالفا لصريح المذهب الحنبلي الشائع في هذه البلاد، فلا يضره ذلك,
6 تقليده بعض المناصب المهمة، مثل عضويته في هيئة كبار العلماء، ورئاسته لقسم العقيدة في فرع جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية في القصيم، ورئاسته لجماعة تحفيظ القرآن الكريم في مدينة عنيزة، ومشاركته في برنامج نور على الدرب الذي يذاع في المذياع واتصالاته الواسعة بكبار المسؤولين من أجل المصلحة العامة، ومشاركاته في مناسبات كثيرة في أنحاء العالم,
7 استجابته لكثير من الدعوات الموجهة اليه لالقاء المحاضرات من كثير من مدن المملكة، لاسيما المدن الكبيرة التي يتردد اليها، كالرياض، وجدة، والمدينة المنورة، والمنطقة الشرقية، وبعض مدن القصيم, ولا تقتصر على المساجد، بل كان يلقي محاضراته حتى في المجمعات العسكرية,
8 كثرة الأشرطة العلمية التي سجلت له، والتي وصلت الى دول أوروبا وأمريكا وغيرها من دول الغرب، فاستفاد منها كثير من المغتربين من الجالية العربية المسلمة، ومتابعتهم لأشرطته بانتظام، التي تمثل شروحاته لكثير من الكتب العلمية التي تخص طلاب العلم، التي شرحها شرحا كاملا بهذه الأشرطة مثل كتاب التدمرية وفتح رب البرية والعقيدة الواسطية ، كلها لشيخ الاسلام ابن تيمية، وكتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب، والعقيدة السفارينية ، وهي منظومة للشيخ محمد بن أحمد السفاريني، المعروفة بالدرة المضية في عقد الفرقة المرضية ، وفي شرحه لكتب الأحكام مثل بلوغ المرام للحافظ ابن حجر، إلا أنه لم يكمل شرحه، وزاد المستقنع في فقه الإمام أحمد، وغيرها من الكتب الكثيرة التي سجلت بالأشرطة، وانتشرت في أقطار الدنيا، يستفيد منها طلاب العلم,
9 كثرة مؤلفاته، التي أكثرها صغيرة الحجم، غزيرة الفائدة، واضحة العبارة، ليس فيها غموض أو تعقيد، يفهمها العامة فضلا عن طلبة العلم, وكان الاقبال عليها شديدا، وترجم بعضها الى عدة لغات، لاسيما الانكليزية، وانتشرت في أكثر بقاع الأرض, وقد قمت بنفسي في السعي بترجمة كتابين من كتبه في العقيدة البنغالية، ووزعت مجانا على نفقة بعض المحسنين,
فهذه بعض العوامل التي أدت الى شهرة الشيخ، وكان من أبرز نتائجها توافد طلاب العلم عليه من داخل المملكة وخارجها من جنسيات شتى,
وسأذكر بعض تلاميذ الشيخ الملازمين له سنوات طويلة، والمستفيدين منه، والحريصين على مجالسه، والمتابعين للعلم، الحريصين على التحصيل:
فمنهم: الشيخ عبدالرحمن بن صالح الدهش، والشيخ محمد بن عبدالرحمن الاسماعيل، والشيخ غانم بن مرزوق الحربي، والشيخ عبدالرحمن بن عبدالله الابراهيم، والشيخ محمد بن سليمان السلمان، وهو الذي ينوب عن الشيخ في خطبة الجمعة والعيدين، والشيخ الدكتور محمد بن صالح البراك، المدرس بالجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة، والشيخ احمد بن محمد العبيد، والشيخ الداعية ابراهيم بن محمد الدبيان، والشيخ الدكتور خالد بن علي المشيقح، والشيخ سامي بن محمد الصقير، والشيخ خالد بن عبدالله المصلح، وهما متزوجان من ابنتي الشيخ,
والشيخ خالد بن سليمان المزيني، والشيخ أحمد بن عبدالرحمن القاضي، مدير المعهد العلمي في مدينة عنيزة، والشيخ علي بن عبدالله السلطان، والشيخ خالد المطرفي، والشيخ عبدالله بن حمد السليم، والشيخ بندر العبدلي، والشيخ يحيى بن عبدالعزيز اليحيى، والشيخ عبدالله بن عبدالعزيز الصائغ، والشيخ أحمد المشرف، والشيخ عادل بن عبدالشكور الزرقي، والشيخ عبدالله بن حمد الزيداني والشيخ الدكتور يوسف بن عبدالله الزامل، عميد كلية الاقتصاد والادارة بجامعة الملك سعود فرع القصيم سابقا، والشيخ عبدالله بن صالح الحمود، والشيخ رشيد بن عبدالرحمن الحربي، والشيخ صالح الحجاج,
ومن الكويت: الشيخ حمد العثمان، والشيخ عثمان الخميس، والشيخ سالم بن سعد الطويل، والشيخ ماهر بن فهد الساير,
ومن دولة البحرين: الشيخ خالد بن سالم، والشيخ عبدالوهاب الزياني,
ومن سوريا: الشيخ مصطفى بن محمد بن كامل حورية,
ومن مصر: الشيخ الدكتور طبيب رشاد بن زارع,
ومن اليمن: محمد بن أحمد الواصل، والشيخ عمار بن ناشر، والشيخ يحيى بن صالح الراعي، والشيخ زيد بن ثابت، والشيخ طارق بن عبدالواسع,
ومن باكستان: الشيخ محبوب بن أحمد بن محمد علي,
فهؤلاء نخبة من طلابه البارزين,
وهناك طلاب بمنزلتهم، أو قريبون منهم، أو دونهم، أعرضت عن ذكرهم خشية الاطالة, وهناك طلاب درسوا على الشيخ، إلا أنهم لم يطيلوا المكث عنده، فمنهم الشيخ الداعية سلمان بن فهد العودة، أبومعاذ، والشيخ الأمير عبدالرحمن آل سعود الكبير، والشيخ عبدالله السعد، والشيخ فهد السنيد، وغيرهم كثير جدا,
ومنهم من يتردد إلى الشيخ أوقات العطل الدراسية، فيستفيد منه، حيث الدروس المكثفة الصباحية والمسائية,
زهده وورعه:
الزهد، كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية، هو الزهد عما لا ينفع، إما لانتفاء نفعه، أو لكونه مرجوحا، لأنه مفوت لما هو أنفع منه، أو محصل لما يربو ضرره على نفعه, وأما المنافع الخالصة أو الراجحة، فالزهد فيها حمق ,
أما الورع فقال شيخ الاسلام:هو الامساك عما قد يضر، فتدخل فيه المحرمات والشبهات؛ لأنها قد تضر, فانه من اتقى الشبهات، فقد استبرأ لعرضه ودينه، ومن وقع في الشبهات، وقع في الحرام، كالراعي يحوم حول الحمى يوشك أن يواقعه ,
والفرق بين الزهد والورع، كما قال ابن القيم في الفوائد :إن الزهد ترك مالا ينفع في الآخرة، والورع، ترك ما يخشى ضرره في الآخرة، والقلب المعلق بالشهوات لا يصح له زهد ولا ورع, فالزهد والورع صفتان نبيلتان رئيستان، اتصف بهما الأنبياء، والتزم بهما العلماء، الذين جعلوا من منهج الأنبياء صورة حية يعيشونها ويطبقونها في واقع حياتهم، يزهدون فيما عند الناس من أمور الدنيا؛ فينالون محبة الناس، لا يرغبون إلا فيما عند الله، يتورعون عن كل ما يجلب لهم الشبهة ويلصق بهم التهمة ,
وما شيخنا رحمه الله إلا صورة من هؤلاء العلماء، حيث التزم الزهد والورع من جميع جوانبه، فقد عرضت عليه المناصب، كتولي القضاء، حيث أصدر مفتي المملكة الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ، رحمه الله، قرارا يقضي بتعيين الشيخ رئيسا لمحكمة الاحساء، وبعد مراجعات واتصالات ووساطات أعفي من القضاء,
ولو أراد اشيخ لجمع بمنصبه وشهرته ومكانته عند الأسرة الحاكمة في هذه البلاد الأموال الكثيرة، ولكن زهده وورعه يمنعانه من ذلك، ولم يكن الشيخ يرحمه الله، يتردد على أبواب الأسرة الحاكمة طمعا وحبا فيما عندهم من المال أو المنصب، أو مصلحة لنفسه، وإنما تردده عليهم، مع قلته، لمصلحة عامة يراها الشيخ، يرحمه الله، في حضوره وما كان يتردد عليهم إلا بدعوة منهم,
وهناك مواقف كثيرة رأيناها وسمعناها أو خفيت علينا تثبت حقيقة الزهد والورع الذي كان يتصف به الشيخ، فكان منصفا بالزهد بجميع أقسامه التي اشار إليها ابن القيم في الفوائد، بقوله الزهد أقسام:
1 زهد في الحرام، وهو فرض عين,
2 زهد في الشبهات، وهو بحسب مراتب الشبهة، فإن قويت، التحق بالواجب، وان ضعفت، كان مستحبا,
3 زهد في الفضول، وهو الزهد فيما لا يغني من الكلام والنظر، والسؤال واللقاء وغيره، وزهد في الناس، وزهد في النفس، بحيث تهون عليه نفسه في الله,
4 زهد جامع لذلك كله، وهو الزهد فيما سوى الله، وفي كل ما يشغلك عنه، وأفضل الزهد إخفاء الزهد، وأصعبه الزهد في الحظوظ ,ا,ه,
فلو تأملت هذه الصفات في هذه الأقسام كلها لوجدتها مجتمعة في ذات الشيخ، لا تنفك عنه في جميع حركاته وسكناته, زهد لا كزهد الرهبنة والتصوف، وانما زهد معتدل على منهاج النبوة، زهد كزهد المصطفى عليه الصلاة والسلام,
دقته في الأمور وتثبته فيها:
إن دقة الشيخ وتثبته في الأمور نابع من الورع وابراء الذمة في التوصل الى موافقة الحق,
وربما فهم المقابل ان ذلك تعقيد للأمور وتضييق على المسلمين الذين يترددون اليه؛ لقضاء حوائجهم, ولاشك أن نظرتهم،إما أن تكون نابعة عن قصور في العلم؛ بسبب جهلهم بالحكم الشرعي، والحال الذي يتنزل عليها ذلك الحكم، وإما ان تكون نظرتهم نابعة عن سوء في الفهم؛ بسبب عجزهم عن تصور تلك المسألة، أو القضية المعينة, فإذا كان الواجب على المسلم احسان الظن بعامة المسلمين فكيف بعلمائها، لاشك ان ذلك آكد وأوجب,
وهذه طبيعة وسجية عند الشيخ يرحمه الله ألا وهي الدقة والتثبت في الأمور يتعامل بها مع أخص المقربين إليه، كأن يتقدم إليه أحد طلابه المقربين إليه، أو أي شخص مقرب إليه من غير طلابه، ممن يثق بهم حين يطلبون منه قضاء دين عليهم مثلا، فإنه لا يكتفي بمعرفته الخاصة بهم، فربما طلب منهم الدلائل والبينات من الوثائق الأصلية، التي تثبت حلول ذلك الدين، وعدم مقدرتهم على قضائه، فإذا اقتنع الشيخ أنهم مستحقون، فالغالب أنه لا يقضي عنهم جميع ديونهم، بل يساهم بسداد بعض الدين، بل بالنسبة القليلة منه، وربما قضى ربع الدين أو ثلثه اذا اقتضى الأمر ذلك,
فإذا كان على الشخص خمسون ألف ريال، فانه ربما قضى عنه خمسة آلاف ريال، أو أكثر قليلا؛ لأن الشيخ يحب أن ينتفع بهذا المال أكبر عدد من المحتاجين المستحقين من المسلمين, ولا شك أن هذا التصرف من الشيخ نابع عن حكمة وخبرة في هذا المجال؛ لأن المدين، إذا رأى أن دينه الكثير يقضى من جهة واحدة، ربما عاود الكرة مرة أخرى، وربما تقصد المعاودة الى دين آخر, أما إذا كان طلبه لقضاء دينه يتطلب أن يطرق جهات عديدة، فربما أغلق في وجهه الأبواب، وكل إنسان يحب ان يحفظ ماء وجهه بتعففه عن السؤال، وبهذا لا يمكن ان يعاود الكرة في تحمل دين عليه,
وهناك مواقف كثيرة تسجل للشيخ تدل على دقته في الأمور وتثبته فيها، نستفيد منها عبرا وعظات في حياتنا، ومعاملتنا مع عباد الله,
ويستعمل الشيخ أسلوب الدقة والتثبت حتى في المسائل العلمية الشرعية، عندما يأتي الطالب بمعلومة، سواء في تصحيح حديثه، أو تضعيفه، أو نقل قول عالم من العلماء المتأخرين، أو المعاصرين، أو غير ذلك من مسائل العلم، فإنه يكلف الطالب بمراجعتها والتثبت منها، ولاشك ان هذا الأسلوب أحكم وأسلم,
وكثيرا ما يوصي طلابه ويؤكد عليهم منهج التثبت في الأمور، وعدم العجلة فيها، وابراء ذممهم في كل قضية لها تعلق بحكم شرعي، ولها أبعادها الشرعية,
منهجه العلمي:
لقد أوضح الشيخ يرحمه الله منهجه، وصرح به مرات عديدة، أنه يسير على الطريقة التي انتهجها شيخه العلامة الشيخ عبدالرحمن الناصر السعدي يقول شيخنا أبوعبدالله:لقد تأثرت كثيرا بشيخي عبدالرحمن السعدي في طريقة التدريس، وعرض العلم، وتقريبه للطلبة بالأمثلة والمعاني ,
والمنهج الذي سلكه الشيخ عبدالرحمن السعدي هو منهج خرج به عن المنهج الذي يسير عليه علماء الجزيرة علماء نجد عامتهم أو غالبيتهم، حيث اعتماد المذهب الحنبلي في الفروع من مسائل الأحكام الفقهية، والاعتماد على كتاب زاد المستقنع في فقه الامام أحمد بن حنبل، فكان الشيخ العلامة عبدالرحمن السعدي معروفا بخروجه عن المذهب الحنبلي وعدم التقيد به في مسائل كثيرة، حتى أخبرني أحد علماء مدينة بريدة التي تبعد عن مدينة الشيخ عنيزة حوالي خمسة وعشرين كيلومترا أن علماء بريدة، رحمهم الله، في عهد الشيخ السعدي كانون ينقمون على الشيخ السعدي بسبب خروجه عن المذهب الحنبلي، حتى رفعوا عليه دعوى إلى الملك عبدالعزيز ال سعود يشكونه اليه، حتىان الشيخ السعدي،اذا اراد ان يجتمع مع محبيه ومناصريه من اهل بريدة لايجتمع معهم في داخل مدينة بريدة، بل كانوا يخرجون اليه ويجتمعون به في اطراف المدينة، وهكذا اخبرني شيخي ابو عبدالله العثيمين,
ومنهج الشيخ السعدي هو انه كثيراً مايتبنى اراء شيخ الاسلام ابن تيمية،وتلميذه ابن القيم ويرجحها على المذهب الحنبلي، فلم يكن عنده الجمود تجاه مذهب معين، بل كان متجرداً للحق، وقد انطبعت هذه الصفة وانتقلت الى تلميذة محمد الصالح العثيمين,
ولم يكن تبني الشيخ لآراء شيخ الإسلام نابعاً عن هوى او تقليد اعمى، بل كان متجرداً للحق ايضا، فحيثما وجد الحق فهو ضالته ومطلبه، بل انه خالف شيخ الاسلام في عشرات المسائل اكثر من مخالفة شيخه السعدي لشيخ الاسلام، ومخالفته لشيخ الاسلام في هذه المسائل لايدل على استنقاصه لشيخ الاسلام ولا تقليلاً من شأن شيخ الاسلام ومكانته العلمية، ولايدل علىانه اعلم منه في هذه المسائل،بل ربما يكون الحق في جانب شيخ الاسلام فيما خالفه فيه، ومازال العلماء قديما وحديثاً يخالف بعضهم بعضاً في عشرات او مئات وربما الوف المسائل لكن العيب في المخالفة ان تكون نابعة عن هوى او سوء نية، او عدم توفر الكفاءة العلمية وعدم الدقة في فهم النصوص واحتراء الخلاف فيها بالنسبة للمخالف، وكل هذه الصفات يتنزه عنها شيخنا حفظه الله فهومعروف بسعة علمه، ودقة فهمه، وآثاره العلمية، من مكتوب ومسموع، شاهدة على اهليته وكفاءته,
وكل مسألة يخالف فيها شيخنا ابو عبدالله العثيمين من هو اعلم منه، له حظ من النظر فيها، وماكان كذلك فلا حرج في المخالفة,
قال الناظم:


وليس كل خلاف جاء معتبراً
الا خلاف له حظ من النظر

ولا بأس في ان نذكر امثلة لبعض المسائل التي خالف فيها شيخ الاسلام ابن تيمية منها:
1 يرى شيخ الاسلام ابن تيمية ان الجماعة شرط لصحة الصلاة، ويرى شيخنا انها واجبة,
2 يرى شيخ الاسلام ان المتمتع في الحج يكفيه سعي العمرة عن سعي الحج، ويرى شيخنا ان سعي العمرة لايكفي عن سعي الحج,
3 يرى شيخ الاسلام جواز سفر المرأة بلا محرم مع الامن، ويرى شيخنا عدم جواز سفر المرأة بلا محرم مطلقا,
4 يرى شيخ الاسلام جواز الجمع بين الاختين من الرضاع، ويرى شيخنا التحريم لعموم حديث يحرم من الرضاع مايحرب من النسب ,
5 يرى شيخ الاسلام جواز دفع الزكاة في قضاء دين الميت الذي لم يخلف وفاء، ويرى شيخنا عدم الجواز,
6 يرى شيخ الاسلام جواز تعفير الوجه بالتراب تذللاً لله تعالى ذكرها في الاختيارات ويرى شيخنا ضعف هذا القول، لان الاصل في العبادات المنع والحظر، حتى يقوم دليل على المشروعية,
7 يرى شيخ الاسلام ان للأم الثلث مع الإخوة المحجوبين بالأب، ويرى شيخنا ان للأم السدس، أي ان الاخوة، وان كانوا محجوبين بالاب، لكن تأثيرهم على الأم يظل باقياً، فيحجبونها حجب نقصان من الثلث الى السدس، وهو قول الجمهور,
8 يرى شيخ الاسلام جواز الزيادة بين الربويين من جنس واحد في مقابلة الصنعة، ويرى شيخنا عدم الجواز للعمومات الدالة على ان الذهب بالذهب لابد فيه من التساوي وزنا بوزن، سواء بسواء، يداً بيد,
9 يرى شيخ الإسلام ان المأموم تكفيه قراءة امامه في الصلاة الجهرية،وهو المذهب، ويرى شيخنا وجوب قراء الفاتحة على المأموم في الجهرية,
طبيعة الدرس عند الشيخ:
ان طبيعة الدرس التي التزمها الشيخ وسار عليها واتخذها منهجاً له منذ توليه التدريس في الجامع الكبير خلفاً لشيخه منذ اكثر من خمس وثلاثين سنة تكمن في نمط معين، يختلف عن الاساليب التي ينتهجها عامة العلماء في هذه البلاد، ومن خلال مجالستي لبعض علماء البلاد كالشيخ عبدالعزيز بن باز، والشيخ الحافظ عبدالله الدويش، رحمهما الله، وغيرهما من الشيوخ تبين لي ان طريقة الشيخ اكثر نفعاً، هذا على وجه العموم، ذلك ان الشيخ يركز كثيراً على حفظ المتون، ويطالب التلميذ ويتابعه على الحفظ في كل درس، بل ان الشيخ ينكر على من يحضر درسه ولايلتزم الحفظ,
وقد حفظنا على الشيخ كثيراً من المتون المنثورة والمنظومة والكتب التي حفظت وتحفظ في درس الشيخ منها:
1 القرآن الكريم وقد وصل الى سورة النساء في دروس التفسير,
2 زاد المستقنع في فقه الإمام احمد بن حنبل رحمه الله,
3 بلوغ المرام من ادلة الاحكام، للحافظ ابن حجر رحمه الله,
4 كتاب التوحيد، للشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله,
5 منظومة محمد السفاريني في العقيدة,
6 العقيدة الواسطية، لشيخ الاسلام ابن تيمية,
7 منظومة البرهانية في علم المواريث,
8 الفية ابن مالك في علم النحو والصرف,
9 الآجرومية في علم النحو، النظم والنثر، كلاهما فرغ من حفظهما,
10 نزهة النظر في علم مصطلح الحديث للحافظ ابن حجر,
11 منظومة البيقونية في علم مصطلح الحديث,
والمتون المطولة لاتجد طالباً قد امر بحفظها كلها، كبلوغ المرام وزاد المستنقع لان الزمن الذي يتطلب انهاء مثل هذا الكتاب قد يصل الى عشرين سنة مثل بلوغ المرام فقد حسبنا الزمن الذي يستغرقه كتاب بلوغ المرام فوجدناه لايقل عن ثماني عشرة سنة وزاد المستقنع اكثر من ذلك,
واذكر في بداية قدومي للدراسة عند الشيخ عام 1402ه كان اول يوم جلست عنده في الدرس ابتدأ فيه باول اية من سورة البقرة، والآن وصل في تفسيره الى الجزء الخامس من سورة النساء، الآية الستون، فعلى هذا يستغرق تفسير القرآن الكريم اكثر من ستين سنة، ولاشك انها مدة طويلة جداً، لايستطيع اي طالب ملازمة الشيخ هذه المدة بل ولايمكن ان يمتد عمر الشيخ اليها او يقاربها في غالب اعمار الناس، والسبب في ذلك يرجع الى عدة امور منها:
1 ان الشيخ يرحمه الله يطيل الشرح في تفسيره فيتعرض الى الجانب اللغوي، والنحوي، والفقهي، والعقدي، وغيرها من الجوانب المتعلقة بالآية، وماتحتاج اليه من ايضاح تلك الجوانب المتعلقة بها,
فربما استغرق تفسير آية واحدة درسين او ثلاثة، يستغرق الدرس الواحد مايقرب من الساعة,
2 قلة الدروس، لاسيما الدروس للكتب المطولة، بما لايزيد عن درس او درسين في الاسبوع,
3 كثرة تخلف الشيخ عن الدروس، لاسيما في السنوات الاخيرة وكان في بداية طلبنا للعلم عنده قليل التخلف، ربما لايزيد تخلفه في السنة عن اربعة عشر يوما، اما الآن فقد يصل تخلفه عن الدرس اكثر من تسعين يوما في السنة، ولايتخلف الشيخ عن الدروس الا للمصلحة العامة، والضرورة الملحة، كاجتماعه مع هيئة كبار العلماء، ودروسه في الحرم المكي في رمضان، وإلقائه بعض المحاضرات، وغير ذلك,
وتقوم طبيعة الدرس عند الشيخ بمراجعة الباب او الفصل بعد الانتهاء منه، والمراجعة تشمل مراجعة الحفظ، والمناقشة فيه، فلا ينتقل الى الباب او الفصل الذي بعده حتى يكون الطالب قد اتقن الباب او الفصل الذي قبله,
ويحرص الشيخ على رفع الهمم وزرع الحرص في نفوس طلابه، وذلك بتكليفهم في تحرير بعض المسائل، او مايشكل عليهم في اثناء الدرس، سواء كان الإشكال من جهة اللغة، او النحو او الفقه، او الحديث او غير ذلك, فيقوم الطالب بتحرير تلك المسألة وقراءتها امام الشيخ وطلابه، ويناقش الطالب سواء من قبل الشيخ او من قبل طلابه في مايرد من الملاحظات، ان وجدت في بحثه، حتى يخرج البحث في احسن صورة وابدعها,
آثاره العلمية:
لقد صنف الشيخ يرحمه الله، اثاراً علمية في مجالات شتى، من مسموع و مكتوب في العقيدة والفقه والحديث والاخلاق، والسلوك، والمعاملات، وغيرها مما كان لها الاثر الكبير في استفادة الناس منها، سواء على مستوى عامة الناس، او طلبة العلم، وكان الإقبال عليها شديداً ومنقطع النظير، وماذاك الا لثقة الناس به، لما يلمسون في ذات الشيخ من الاهلية والكفاءة التامة التي ترشحه الى اصدار الاحكام الشرعية والتصدي للفتوى والتأليف,
وتمتاز مؤلفات الشيخ بالوضوح، وضوح في الالفاظ، ووضوح في المعاني، بعيدة عن التطويل الممل، والتعقيد والاختصار المخل، استدلالاته مدعومة بالادلة الصحيحة، والتعليلات والاقيسة الصريحة، مع ابداع في التبويب، وحسن في التقسيم، فيما يحتاج الى تقسيم، الى غير ذلك من الاساليب البديعة التي يحلي بها الكتاب حتى يخرجه في اروع واحسن لباس,
ومن الجوانب المثالية التي تشير الى اهتمام الشيخ، وحرصه على طلابه، هو تكليفهم بالبحوث، وتحرير المسائل المشكلة,
بل انه يكلف حتى المبتدئين في علمهم، ليزرع الهمة والحرص في نفوسهم، ويحاول الشيخ الا يفرض رأيه وينفرد به في الامور التي تحتاج الى مشورة، بل يحاول جاهداً ان يجعل الطلاب يشاركونه الرأي والمشورة، وربما قدم رأي الطالب على رأيه، لقربه من الصواب،ولاشك ان مثل هذا فيه تعويد للطلاب على التجرد للحق,
وان رجوع الشيخ عن رأيه واجتهاده الى قول تلميذه لايعد عيباً، بل هي منقبة عظيمة، يشكر عليها,
كما يستعمل الشيخ يرحمه الله اسلوباً مثالياً في تدريب طلابه على القاء الكلمات الوعظية والدروس العلمية، فيكلف الطلاب باعداد كلمة، والقائها امام الطلاب، بحضور الشيخ، ثم توجه الملاحظات من قبل الشيخ، او الطلاب للطالب، ليجيب الطالب عليها,
كما جعل الشيخ يرحمه الله دروساً مسندة لدروسه من قبل بعض طلابه من ذوي الكفاءات العلمية، فيكلفهم في تنظيم دروس علمية للطلاب المبتدئين، فقد قام الاخ الفاضل الشيخ محمد بن عبدالرحمن الاسماعيل، بتدريس الفرائض علم المواريث والاخ الشيخ عبدالرحمن بن صالح الدهش بتدريس النحو، والاخ الشيخ خالد بن عبدالله المصلح بتدريس كتاب التوحيد، والاخ الشيخ سامي بن محمد الصقير بتدريس الفقه، والاخ الشيخ خالد المطرفي بتدريس النحو,
تلميذه/ وليد بن أحمد الحسين

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved