أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 17th January,2001 العدد:10338الطبعةالاولـي الاربعاء 22 ,شوال 1421

مقـالات

رؤى وآفاق
وَتَبقَى الرياض مِشعلاً للثقافة
د, عبدالعزيز ابن محمد الفيصلو
هاهي الجنادرية تُحيي عرس الثقافة في مدينة الرياض، بعد انقضاء عام الثقافة المخصص لمدينة الرياض، فالرياض في ثقافة متجددة، في عام الثقافة وفي غيره من الأعوام، فهي زاخرة بجوامعها، وجامعاتها، ومكتباتها، ونواديها الأدبية والرياضية والمدرسية، وصحفها ومجلاتها، وفنونها المختلفة، على مدار العام، بالاضافة الى الصالونات الأدبية، والندوات الاجتماعية، فقد انقضى عام الثقافة المخصص لها، بعد ان بُذِلَت جهود مختلفة لإبراز وجه المملكة الثقافي لإخواننا العرب، في جميع الأقطار العربية، فالدولة دعمت الثقافة بنشاطات منبرية، وكتابية، وتأليفية.
والنوادي الأدبية وجهت نشاطها الى الناحية الثقافية الشاملة عن المملكة، والصالونات الأدبية خرجت عن النمط الأدبي الى الاطار الثقافي العام لتشارك في إبراز النشاط الثقافي في عامه المخصص لمدينة الرياض، وقد أثمرت الجهود ولله الحمد في العام المنصرم، فتكونت فكرة ثقافية جيدة، نقلها إعلامنا في المملكة العربية السعودية الى إخواننا العرب، فهي ان لم تكن كاملة فقد نقلت واقعنا الثقافي في صوره المختلفة.
وتأتي الجنادرية في مطلع العام التالي لعام الثقافة، لتثبت لإخواننا العرب ان مدينة الرياض مدينة ثقافة في سنواتها المتتابعة، وليست ثقافتها محصورة في سنة بذاتها، وضيوف الجنادرية في كل عام من أبرز المثقفين العرب، فمنهم المؤلفون، والكتّاب، والشعراء، وهم يرون ما يجري في الجنادرية، فهو مشهد ثقافي عربي، وسعودي، ويبرز ألوان الثقافة المختلفة، الثقافة العربية القديمة، والثقافة العربية المعاصرة، والثقافة الشعبية او المعارف، ففي المقام الاول العناية بالثقافة العربية ونشرها، وتكريم المهتمين بها، ويظهر ذلك في المحاضرات والندوات الفكرية من أجل إثراء الثقافة العربية، كما يظهر في تكريم عدد غير قليل من أعلام الثقافة العربية من السعوديين، وهم الشيخ حمد الجاسر رحمه الله، والأستاذ محمد بن احمد العقيلي، والشاعر حسين عرب، والشاعر محمد حسن فقي، والأستاذ يحيى المعلمي رحمه الله، وستكرم الجنادرية في هذا العام علما من أعلام الفكر العربي، وهو السعودي عبدالكريم الجهيمان، ومما تعنى به الجنادرية، وله صلة بقديم الأمة العربية منذ العصر الجاهلي، سباقات الهجن، فالإبل هي عماد حياة العرب في قديمهم، فهي وسيلتهم في التنقل، وهي أموالهم، فالعناية بها في هذا العصر عناية بتاريخ العرب، واحيائه حاضراً للأجيال، فالشباب يشاهد الإبل وهي تسير بسرعة عشرين كيلاً في الساعة او أكثر من ذلك، مع قدرتها على الاستمرار والتحمل، ويشاهدها تُستخدم في الزراعة، في بئر الجنادرية، فيعرف استخداماتها في القديم, وعناية الجنادرية بالخيل مقرونة بعنايتها بالإبل، فالخيل لها شأن عظيم عند العرب فهي أساس النصر في المعارك الحربية، فسباقات الخيل في الجنادرية، وعروضها المختلفة من قبل فرسان الحرس الوطني، يبرز صورتها القديمة المدونة في الكتب، في هيئة مشاهدة وقريبة، ففرسان الحرس الوطني يقدمون عروضاً بخيلهم تعجب المشاهدين، وتشدهم الى مشاهدتها، والإعجاب بها، وبفرسانها.
والثقافة العربية المعاصرة لها حضور في الجنادرية، في محاضراتها، وندواتها، يتمثل في تناول القصة، وعرض الشعر ونقده، وطرح الآراء الأدبية، ومناقشتها، فيما يثري الساحة الأدبية المعاصرة، ويقوي صلة الأدب السعودي المعاصر بالأدب العربي المعاصر، ومن ثم ربط الأدب العربي المعاصر بالأدب العالمي، فيما يعود على الأمة العربية بالتقدم في المجال الأدبي, اما الثقافة الشعبية، والمعارف والفنون، فلها نصيبها في الجنادرية، فالموروث الشعبي من حرف، ومعارف، يعرضه سوق القرية، الذي يضم الحدادين، والنجارين، والخرازين، ففيه الحرف القديمة بأنواعها المختلفة، فاذا تجول الشباب في هذه السوق وَقَفُوا على الحرف التي كان يرتزق منها آباؤهم وأجدادهم, وبما ان حرفة الزراعة لها أهمية خاصة فقد خُصصت بئر، وإبل لهذه الحرفة، فالسانية في القديم هي الوسيلة لإسقاء الاشجار والزرع، وقد وضعت المزرعة، ودياسة الزرع بالدواب امام الرائي، ليعرف الطريقة القديمة في الزراعة، وبجانب حرفة الزراعة حرفة الرعي حيث وضع حِسو ماء ومجموعة من الإبل لتقريب حرفة الرعي للمشاهد.
ومن الفنون الشعبية العرضة والسامري، والرَّبابة، وهي فنون محببة لكثير من الناس، وقد ذكر صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله ان عرض الصقور سيكون من ضمن ما تقدمه الجنادرية في هذا العام، فإذا توافرت الصقور، والربابة، وبيت الشعر تكاملت الصورة التي تنقل حياة الصحراء الى المشاهد في الجنادرية.
إن الجنادرية معرض سنوي لثقافتنا العربية القديمة، والمعاصرة والشعبية فإلى مزيد من التوفيق للحرس الوطني.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved