أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 17th January,2001 العدد:10338الطبعةالاولـي الاربعاء 22 ,شوال 1421

الاقتصادية

بالرغم من ذلك
كيف تفهم أجهزتنا الحكومية تكريم الدولة لرجال الأعمال
د, محمد الكثيري*
ما يحدث هذا المساء في الجنادرية من تكريم الدولة لبعض رجال الأعمال يعتبر نقلة نوعية في العلاقة ما بين الدولة ورجال الاعمال والقطاع الخاص الذي ينتمون إليه بصفة عامة، بل إن ما يحدث ليس سوى ترجمة فعلية للمبدأ الذي ازداد تأكيد الدولة عليه في السنوات الاخيرة وهو أهمية القطاع الخاص ودوره ليشارك في تنمية البلد بكافة جوانبها، ثم أنه رسالة مهمة إلى كافة فئات المجتمع ومؤسساته بضرورة اعادة النظر في العلاقة مع منشآت القطاع الخاص والرجال القائمين خلفها، كون هذه المنشآت وصلت إلى مرحلة يجب ان تقف من خلالها جنباً إلى جنب مع الدولة لتحقيق اهدافها وخططها التنموية, ثم هو اتجاه لتصحيح ذلك الانطباع السائد الذي يحاول البعض خلقه عن هذه الفئة من المواطنين وتصويرهم وكأنهم قادمون من كوكب آخر همهم نهب ثروات البلد وخيراته في سبيل تحقيق مصالحهم الشخصية, وأخيراً هو تفعيل لذلك التوجه العالمي نحو تأكيد التمازج القوي بين القطاعين العام والخاص، بل وأسبقية القطاع الخاص ليكون لاعباً في كثير من المجالات التي فرضتها التطورات الاقتصادية وأعيد بناء عليها تعريف الادوار التي على كل قطاع ان يؤديها.
ولكن المهم من كل ذلك هو كيف تقرأ أجهزتنا الحكومية والقائمون عليها ذلك التكريم؟ وكيف يستوعبون المغزى وراءه، بل وكيف يستطيع اولئك من نقل أجهزتهم ومؤسساتهم بما تحويه من انظمة واجراءات لتكون عوناً للدولة في إعطاء القطاع الخاص الارضية التي ينطلق من خلالها وبالتالي يحقق ما تأمله الدولة منه؟
انه من المؤسف ان الكثير من انظمة واجراءات الاجهزة الحكومية ذات العلاقة بالقطاع الخاص ما زالت عائقاً امام تطور ذلك القطاع ودعمه لتحقيق اهدافه وطموحاته, فهي اجراءات تتسم بالبطء وأحيانا الشك والريبة في نوايا ذلك القطاع مما يعيق نموه ويضيع الكثير من جهوده وامكاناته بل ويجبره في بعض الاحيان الى الالتفات يمنة ويسرة بحثاً عن اماكن تمنحه حرية افضل ومساحة أوسع.
إن المتأمل في حال اجهزتنا الحكومية يدرك اننا لا نستطيع ان نحقق طموحاتنا وان القطاع الخاص لن يكون قادراً على المساهمة فيما يتوقع منه بل ولن تنجح دعواتنا للتخصيص وخلافه من التوجهات الاخرى ما لم يتحرك القطاع العام بطريقة اسرع وما لم تتم مراجعة الانظمة والاجراءات ذات العلاقة بالقطاع الخاص, فالكثير من تلك الانظمة والاجراءات بحاجة إلى نفض الغبار عنها أو بالاصح عن عقول القائمين عليها كي يستطيع القطاع العام ان يسير بخطوات تناسب خطوات القطاع الخاص ليس في بلدنا هذا فقط بل في كل بلاد الدنيا حيث اصبحت الكرة الارضية مجالاً لمنافسة الجميع بعيداً عن الحدود الجغرافية والقيود الثقافية, وحينما يحدث ذلك فثقوا أننا سنرى قطاعاً خاصاً مختلفاً سنتفوق من خلاله على الكثير من الدول التي ليست افضل منا في الامكانات او الطموحات ولكن اجهزتها الحكومية اقدر على التكيف مع ما تمليه ظروف العصر.
Kathiri@ zajoul.com

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved