أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 17th January,2001 العدد:10338الطبعةالاولـي الاربعاء 22 ,شوال 1421

الجنادرية 16

د, الربيعة:
مهرجان الجنادرية سجل حافل لشواهد التطور والرقي في كافة المجالات
أوضح وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتطوير د, عثمان بن عبدالعزيز الربيعة ان المهرجان الوطني للتراث والثقافة مناسبة كبرى لتأكيد الهوية الثقافية للمجتمع السعودي بل وإبرازها في شكل عصري ولعل العروض الفنية والندوات الثقافية التي تقدم من خلال المهرجان شاهد على ذلك.
لكن المهرجان هو أيضاً سجل حافل لشواهد التطور والرقي الذي عاشته المملكة خلال مراحل تكوينها حتى وقتنا الحاضر، في كافة المجالات التي منها التطور الصحي على وجه الخصوص حيث سيشاهد مرتادو المهرجان نماذج من خطوات بل قفزات تاريخية من الحقبة التي كانت تفتك فيها أمراض مثل السل والملاريا والبلهارسيا وحمى النفاس وغير ذلك من الأوبئة.
وكانت فيها نسبة وفيات الأطفال الرضع تفوق المائتين في الألف.
وكانت فيها وسائل تشخيص العلاج بدائية أو معدومة إلى العصر الذي نعيش فيه اليوم وقد اختفت أو كادت معظم الأوبئة الفتاكة التي كانت تحصد الأرواح, وانخفضت نسبة وفيات الرضع عشر مرات حتى وصلت عشرين في الألف.
وانتشرت وسائل التشخيص والعلاج المتقدم في كل منطقة من مناطق المملكة.
وازداد معدل العمر المتوقع إلى ان جاوز السبعين عاماً.
هذه نتائج تطور شامل في كافة مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية وكان للخدمات الصحية دور كبير, لكنها لم تكن وحدها في موكب التطور, فالتطور في التعليم وفي الزراعة وفي الطرق وفي الإمداد بمياه الشرب وفي الإسكان وفي الطاقة وارتفاع مستوى الدخل والمعيشة وغير ذلك مما يمس صحة الإنسان بشكل مباشر أو غير مباشر كل ذلك ساهم في تحقيق التطور الصحي.
فهل تبقى بعد ذلك شيء من تراث صحي؟ وفي أي شيء يتمثل هذا التراث؟
في رأيي ان هذا التراث يتمثل في عدة أشكال منها ما اندثر واغرقه طوفان الوعي والتطور ولانريد له بعثاً جديداً, وهذا كان موجوداً في بعض العادات والسلوكيات غير الصحية التي كان يدفع إلى ممارستها الجهل وغياب الخدمات الصحية، والاعتقاد بجدواها في الوقاية من المرض ومن العين.
ومن أشكال التراث الصحي الأخرى تلك الأساليب والأدوات التي استخدمها الناس في علاج بعض الأمراض مثل أدوات الكي والتجبير والحجامة ونحوها مما ينبغي علينا ان نجمعه ونعرضه للعلم به كأثر من الآثار.
ومن التراث الصحي البالغ الأهمية من الناحية الثقافية ما ورد في الشعر الشعبي أو الفصيح وفي الأساطير وفي الروايات التاريخية وفي الكتب وفي الرسائل من شؤون الصحة والمرض والوقاية والعلاج وما ارتبط بذلك من تأثير على حياة الأفراد والمجموعات.
على ان من أشكال التراث الصحي ماهو حي ينبض ويمارسه الناس, ذلك هو الطب الشعبي أو الطب التقليدي كما يسمى في مصطلحات منظمة الصحة العالمية.
ويتجاذب الطب الشعبي رأيان موغلان في التباعد أحدهما انه خير كله وثانيهما انه شر كله إلا ان أياً منهما لا يصدقه الواقع الملموس.
فمن جهة لا أحد يجهل الممارسات الخاطئة للأطباء الشعبيين التي تنتهي بضحاياها إلى المستشفيات وممارسات بعض المشعوذين المفضوحة , ومن جهة أخرى لايمكن إنكار التأثير النفسي المحمود الذي تحدثه القراءات والرقى الشرعية على فئات من المرضى, كما ان التداوي بالأعشاب وبعض الأغذية التي تأخذ نصيباً كبيراً من ممارسات الطب الشعبي قد لاقى اهتماما علميا واعترافاً محدوداً بجدواه.
ماهو مطلوب إذاً هو فرز الخبيث عن الطيب من تراث الطب الشعبي وإخضاع الطيب منه للدراسة والتطوير بالطرق العلمية، وليس الطب الصيني التقليدي عنا ببعيد فبعض وسائله الموروثة مثل الوخز بالإبر أصبحت موضع الاعتراف والتقدير كأسلوب علاجي حديث.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved