أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 18th January,2001 العدد:10339الطبعةالاولـي الخميس 23 ,شوال 1421

مقـالات

ضحى الغد
الرايات إذا نُشرت لاتُطوى إلا بحقها!
عبدالكريم بن صالح الطويان
* يجب ألا تغيب هذه الأعلام الفلسطينية المرفرفة فوق حشود المتظاهرين الفلسطينيين الذين يُحيون ويُجددون أجواء (انتفاضة الأقصى) كل يوم!
يجب ألا تُطوى هذه الرايات المنشورة إلا بحقها، وحقها سلام حقيقي يسترد فيه الفلسطينيون حقوقهم كاملة كاملة!!
علينا أن نُسخن الضفة الغربية وقطاع غزة تحت أقدام المحتلين بكل وسائل المقاومة والاحتجاج والعصيان المدني، نحن لا نملك ترسانتهم العسكرية الجبارة، لكننا نملك أعظم وأقوى منها: إيماننا الصحيح والحقيقي بالله المنتقم الجبار ثم بما منحنا من كرامة وإرادة وعزة ومصابرة! لقد سخن الجنوبيون الشجعان جنوب لبنان طيلة عشرين عاماً حتى استردت العجائز الاسرائيلية فلذات أكابدها الذين تحولوا إلى وجبات يومية يصطادها الشجعان الذين استردوا ارضهم بعدما وضعوا ارواحهم على أكفهم تضحية في سبيل الله، فمنحهم الله النصر بعد الصبر!
فلتخفق الأعلام الفلسطينية ولترتفع ولتظل في شاشات العالم مرفوعة وتحتها قبضات الرجال العزل الذين يطالبون بعتقهم من الرق الإسرائيلي، ويُعلنون رفضهم للمحتل الجبان الذي سامهم سوء العذاب طيلة خمسين عاماً، لقد آن للضحية ان يرفس الجلاد، وأن يبصق عليه من دمه، وأن يرفع راية حمراء قانية مصبوغة بدماء الأطفال والشيوخ والنساء فلربما عرف العالم وأدرك وأحس ان ثمة شعبا وحيدا في العالم لازال معذبا مسجوناً منذ خمسين عاماً، وأن على كل إنسان يتصف بالإنسانية ان يُساهم في إنصاف شعب فلسطين الذي طال ليله وانتشر لاجئوه، وكثر معذبوه، وقلَّ ناصروه، فارتفعي يا أعلام الانتفاضة، واصلي الرفرفة، فالحق يُوشك ان يُشرق على راياتك ليثبتها على منائر ومعالم فلسطين الصابرة!
ايها الفلسطينيون الأباة، إن عزكم ونصركم هو في بقاء راياتكم مرفوعة لا تتنازلوا عن هذه الرايات لا تطووها إلا بعد القبض على سلام كامل مضمون!
لقد ارتفعت الرايات ولا يحق لشعب رفع راياته معلنا المسير لاسترداد حقه ان يقبل نصف حقه، ونصف حريته، ونصف كرامته! لا أنصاف في الحقوق! إن السلام الناقص ندم كامل! وإن اربعة أشهر من الانتفاضة قد حققت بإذن الله الكثير وهي في سبيلها لتحقيق الأكثر، إنكم في أجواء الانتفاضة تعيشون أجواء استقلال وتحرر كامل، وشكل السلام الذي تُريد اسرائيل منحه لكم منزوعاً منه القدس وحق العودة هو شكل للاستسلام والرضا بحكم ذاتي منزوع السلاح مقصوص الجناح!
والبدوي في صحراء الجزيرة العربية منذ قرون طويلة أنكر مثل هذه العطية للصلح والسلام، ووصفها بأنها قُلامة، وأن أسنة الحرب خير من ركوب المظالم، فركوبها هو العيش الذليل والموت المهين:


فحارب إذا لم تُعط إلاقلامة
شبا الحرب خير من ركوب المظالم

لا قيمة أبداً للدولة الفلسطينية ما لم تقبض بيدين قويتين على كامل حقوقها ومن اهمها استرداد (القدس).
لقد قاومت أجيالنا التاريخية السابقة المد الصليبي في ذروة طغيانه حين هدد (القدس) واستلبه منا واسترجعناه منه بنصر الله، وحق على الأجيال التي تعيش حاضر المد اليهودي في ذروة طغيانه وهو يأسر (القدس) ان تقاومه وتقارعه حتى تسترده منه بنصر الله, إن قدر المسلمين ان يبقى (القدس) المؤشر الحقيقي الذي يمتحن إيمانهم، ويُمحص إخلاصهم لربهم على مدى تعاقب حلقات تاريخهم على الأرض قوة وضعفا!
سيظل (القدس) المؤشر الحقيقي في الخط البياني الذي يُحدد درجة قوتنا وضعفنا، لقد كنا في أوج تصاعد مدنا الإسلامي حين دخل الخليفة الفاروق رضي الله عنه(القدس) ووصلنا إلى أدنى درجة ضعفنا حين احتلها الصليبيون، وأشر المؤشر على درجة عالية في اعتصامنا بالله، وتضامننا ووحدتنا حين دخلها (صلاح الدين) رحمه الله، ثم وصلنا الى أدنى الانحطاط حين وقعت واقعة (حزيران 1967م)! والأمة اليوم تحشد إيمانها بربها وتوكلها عليه لترقى الى مؤشر بياني لا يصف قوته الا استرجاعها لكامل (القدس الشريف) فمن قال (لا) لسلام دون القدس فالحق معه، والمسلمون معه، والتاريخ شاهد عليه وله! ومن بصم على سلام ليس فيه (القدس) فهو يبصم على هوانه وذلته وخذلانه لأمة لا تنسى الذين خذلوها على امتداد تاريخها ما مضى منه وما يُستقبل!

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved