أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 19th January,2001 العدد:10340الطبعةالاولـي الجمعة 24 ,شوال 1421

متابعة

ابن عثيمين ولسان حاله يقول,,, ماخلقت لهذا
الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد، كتب على خلقه الفناء وتفرد سبحانه بالبقاء، القائل: (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير من وطىء الثرى وأعز من فقد فهو لمصابنا سلوى، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فكنا قبل أيام قلائل ومازلنا نعزي أنفسنا بفقد شيخنا وإمامنا العلامة الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله وجعل الجنة مثواه، إن مثل هذا العالم الجليل والمعلم الناصح المشفق لتعجز الكلمات والعبارات ان تفصح عما تكنه في نفوسنا من المحبة والوفاء له، ذلك الرجل الذي سخر وقته لخدمة الإسلام والمسلمين بما تركه لنا من العلم الغزير والكتب النافعة التي تحوي في بطونها عصارة علمه وفقهه رحمه الله, فمنذ ان نشأ جعل تلك هي همته وغايته التي يسعى إليها، والمتتبع لسيرة الشيخ منذ صغره يجد ذلك جلياً واضحاً ، فقد لازم العلم والعلماء فحفظ القرآن منذ حداثة سنه، بل إنه أمضى في حفظه مدة وجيزة قل ان تجد من يحفظه في مثل هذه المدة فقد حفظه رحمه الله في غضون ستة أشهر فانظر كيف تعمل الهمم العالية بأصحابها، اعرض عن الدنيا وبهرجها فانصرف عن اللهو والعبث إلى طلب العلم والتحصيل في سن مبكرة.
وأسوق هنا حادثة للشيخ تبرهن لنا ما كان عليه رحمه الله منذ صغره من الجد والإعراض عن اللهو يرويها لنا والدي رحمه الله حيث كان يسكن في الشارع الذي يسكن فيه الشيخ مع أهله في عنيزة وهم صغار السن وكعادة الصغار بعد الخروج من عند شيخ الحلقة الذي كان يدرسهم القرآن يميلون إلى قضاء بعض الوقت باللعب، وكانوا يدعون الشيخ للعب معهم ولكنه رحمه الله يعرض عن ذلك وكأني بلسان حاله يقول: ما خلقت لهذا تلك العبارة التي كان يرددها الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله وهو صغير في مثل هذا الموقف فما أشبه البارحة بالأمس, وكأن الشيخ رحمه الله على موعد مع تلك المنزلة الرفيعة والمكانة العالية التي جعلها الله له في المستقبل وكأن الله عز وجل أعده ليكون ذلك العالم الرباني الذي يدعو إلى الله على بصيرة ويبصر الناس في أمور دينهم.


قد هيئوك لأمر لو فطنت له
فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل

فرحمك الله أبا عبدالله رحمة واسعة، عشت حميداً ومت سعيداً، فاللهم أعل منزلته، وارفع في الجنة درجته، واجعل الفردوس الأعلى مستقره وموعده، واحشرنا وإياه ووالدينا وجميع المسلمين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم آمين.
أحمد بن سليمان العبيد
الرياض ثانوية الأمير سلمان

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved