أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 19th January,2001 العدد:10340الطبعةالاولـي الجمعة 24 ,شوال 1421

أفاق اسلامية

حديث المرأة
إعادة صياغة للمجتمع!!
د, رقية بنت محمد المحارب
ذكر أحد مفكري الخليج العربي في مقالة له نشرت مؤخراً ان هناك تركيزاً من قبل بعض القوى الغربية على موضوع اعادة صياغة المجتمع الخليجي بما يتناسب مع النموذج الأمريكي، هذه الصياغة تلغي أي امكانية لنشوء ولو مستقبلاً أي مقاومة لتمددهم في الخليج والجزيرة العربية الذي يرتبط كما هو معلوم بالتمدد الصهيوني مكاناً وزماناً، والشيء الذي لفت انتباهي هو أن هذه الصياغة للمجتمع الخليجي تعتمد على مسألة المرأة كما ذكر في مقاله، لأن صياغة عقل المرأة ووجدانها على الطريقة الأمريكية سواء من ناحية تشجيع الاستهلاك أو تأصيل النزعة الفردية وجعل الحرية الشخصية من حقوق الأفراد ومتجردة من كل قيد حتى لو كانت تسيء للمجتمع، وتصوير الدين على أنه مجموعة من العقبات وانه ضد ما يجلب السعادة من شأنه ان يمسخ الهوية الثقافية للمجتمع وبالتالي سهولة السيطرة عليه.
إن ما ذكره هذا المفكر يشهد بصحته الواقع كما تصدقه هذه الحركة الدائبة على مستوى المنظمات الدولية لدفع مشروع تغريب المرأة العربية على وجه العموم والخليجية على وجه الخصوص إلى الأمام عبر دعم كل ما يحقق هذا الهدف من مؤتمرات ولقاءات وتوصيات تلزم بها الدول، ان إثارة قضايا مفتعلة للمرأة في الخليج لن يخدم دعاة التغريب بقدر ما يساعد المصلحين على تدارك برامجهم الموجهة للمرأة والاسرة، ومعرفة مواطن الخلل في رؤيتهم للمرأة، وفي اصلاح التصرفات المنافية للشرع في تعامل الرجل مع زوجته وبناته، كما أن هذه الإثارة تكشف أوراق أصحاب التوجه المتحرر من القيم والأخلاق الذين كانوا يوماً ما يتمسحون بالشريعة ويدعون المحافظة على الأخلاق، من فوائد اثارة قضايا المرأة بهذه الصورة أيضاً ان تكون هناك عناية خاصة بتربية المرأة لأجل أن تحمل قضيتها وتدافع عنها وتتكلم مبينة ان ما يدعوها إليه قساوسة التغريب لن تجد آذاناً صاغية لأن ذلك مرتبط بالوجود الحضاري لأمة الإسلام على الأرض والفوز الأخروي بجنات النعيم, ومع ادراكنا لكون مسألة اعادة صياغة المجتمع المسلم بشكل عام والخليجي بشكل خاص أمراً في مقدمة اهتمامات أعداء أمة الإسلام واستخدام المرأة كسلاح قوي لتحقيق هذا الهدف فإنني أطرح بعض الوسائل التي تعين على التصدي لهذا الخطر، وأهم هذه الوسائل هو ألا تسمح المرأة بأن تكون سلاحاً في يد اعدائها، وذلك أولاً بأن تعلم دورها ومكانتها والواجبات التي كلفها الله عز وجل بها، وثانياً أن تساهم في حفظ المجتمع من الانحراف بألا تخرج سافرة متبرجة وقد قال أحد اليهود ان امرأة واحدة تخرج سافرة متبرجة تؤخر مسيرة العالم الإسلامي كله اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وسياسياً، وثالثاً بان تنتبه لمن يدعي انه من أنصارها وهو يعلن صراحة ان المرأة ما لم تكن رشيقة جميلة فلا قيمة لها عنده, من الوسائل تناول دور المؤسسات الدولية المشبوهة وتحذير النساء من الانخداع بمصطلحات المساواة والسلم والتنمية وغير ذلك، وكما أن هناك من يعمل من أجل صياغة مجتمعنا لخدمة أهدافه التوسعية بعيدة الأمد، فإننا بحاجة إلى اعادة النظر في مسيرة حياتنا وأن تقوي شعور الاعتزاز ومفهوم الولاء والبراء وان ندرك ان علاقتنا مع غيرنا تحكمها توجيهات ربانية وأوامر نبوية.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved