أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 20th January,2001 العدد:10341الطبعةالاولـي السبت 25 ,شوال 1421

مقـالات

نهارات أخرى
عالية العالية
فاطمة العتيبي *
** يعتلي المرء حين يؤوب عن أخطائه وحين يشاء الله أن يجعله من العالين بالنور الذي يدفقه باتجاه قلبه,, وبالضوء الذي يسربه باتجاه عينيه فيريه الحق حقا والباطل باطلا.
ولشد ما يضيق المرء بمن يحيل الباطل إلى حق ويدافع عنه ويذود عنه ويحارب مناقضيه من أهل الحق ويرميهم بالتهم وهو واقع تحت تأثير التعتيم الذي يجعله لا يتبين أخطاءه، ويكتشف اعوجاج سيره وميله عن الطريق المستقيم,.
وهذا الأمر يقاس على أبسط الأشياء وأعظمها فكم هم الذين يعتبرون أنفسهم في موضع الحق ويصرخون بأعلى صوتهم مؤيدين لمواقفهم رامين كل من يخالفهم بالظلم والجهل والتكبر عن رؤية الحق مع أنهم هم الواقعون تحت مظلة معتمة وأوهام سادرة.
وقد نجد ذلك من أناس بسطاء وعوام وقد نجده من مثقفين، وهنا يكون الأمر أشد وأعظم تأثيرا.
ولقد كانت عالية شعيب من مثقفات الخليج اللاتي برزن بأطروحاتهن الثقافية واهتماماتهن التشكيلية حتى إذا أصبحت أستاذة جامعية لمادة الفلسفة الأخلاقية في الكويت انبرت في إطلاق أفكار غريبة فلم تكن عالية شعيب الساخرة الوحيدة لكنها أمعنت بالحديث عن عدم ارتباط الحجاب بالمثل والأخلاق، وان تبرج المرأة، وعدم تحرزها في ملبسها لا يعني ضمنا أنها سيئة الخلق مثلما أن المرأة المتحجبة لا يجعلها حجابها من الفاضلات، لذا فالحجاب ليس ضرورة بل إنه اتخذ من قبل كثير من النساء كتغطية وستار يمارسن من خلاله سوء السلوك واعوجاج المسيرة,, ولقد استمعت بنفسي لهذا الرأي الذي جاهرت به عالية شعيب في قناة الجزيرة في احدى استضافاتها لها على هامش كتابها الذي أثار لغطاً كبيراً في الكويت من حيث مساسه الذات الالهية حسبما يقول بعض النقاد الذين رفعوا الدعوى القضائية ضدها والمحنة التي مرت بها وحسبما تقول عالية شعيب كشفت لي ان الاخوان والزملاء من المسلمين الذين كنت أراهم متشددين هم الذين وقفوا معي وحاولوا الرفع من معنوياتي والسؤال عني وتتبع موقفي.
أما الآخرون الذين كنت معهم على ذات الخط والفكر فلقد انسحبوا واختفوا من حياتي فجأة.
وكتبت الصحافة في الخليج حول قضايا متعددة أثارتها عالية شعيب.
ولقد كتبت في هذه الزاوية قبل نحو عام عن هذه الكاتبة وقلت: انها واحدة من هواة الفرقعة الاسلامية وإنها وبجهل ممعن تتحدى الحقائق فكيف لي ان أحترم امرأة وهي كاشفة الوجه والصدر والساقين وهل لي حينها ان أقول عنها: انها كاملة الدين نحن هنا لا نتهمها بعدم الشرف، لكننا لا يمكن أن نقول عنها أنها سليمة المعتقد كاملة الدين مثلما انني لا أقول عن متحجبة أنها كاملة الدين فقط لأنها متحجبة بل لابد أن يتبع ذلك سلامة خلق وسلوك وقويم,هذا لا يعني أن الحجاب ليس ضرورة بل هو تشريع إلهي لابد من الالتزام به والتقصير فيه يعد قصورا بالدين والالتزام به لا يغني عن غيره من السلوكيات القويمة لكنه في كلا الحالين التزام لابد منه.
وفاجأتني صحيفة السياسة الكويتية وهي تنشر صورة للكاتبة والأستاذة الجامعية عالية شعيب وهي ترتدي عباءة وحجاباً يخفي شعرها وغالب وجهها وقد ظهرت خلية الملامح من تبرج وتزين وكانت تلقي محاضرة خصصت للنساء تحدثت فيها عن تجربتها مع الهدى والنورانية والحجاب وقد تضمنت تفاصيل كثيرة عن هدايتها واقتناعها بكل الثوابت واستخفافها بحياتها الأولى,ولقد كان في المحاضرة الكثير لكن يكفي أن أذكر لكم هذه العبارة,إن التزامي بالحجاب هو التزام إيمان وعقيدة وفهم لدور المرأة في الاسلام وليس صحيحا أن حجابي مؤقت بل هو حجاب دائم ومستمر وهو تكريم للمرأة المسلمة وهو حاضرها ومستقبلها خاصة إذا فهمت المعنى الحقيقي للحجاب,وإليكم بعض من انتقادها للمحجبات وهو ما نؤيده عليها كثيرا:
إن ثمة محجبات يخلطن بين الحجاب والأصباغ والعطور المحرمة، فالحجاب ليس فقط ستار جسد بل هو منهج أخلاقي والتزام بشرع الله والاعتزاز بهذا الفعل في كل زمان ومكان ,ليس ثمة تعليق يمكن ان يقال إلا ان قدرة الله سبحانه وتعالى على أن يجعل النور الايماني يتسلل الى القلوب فتستعذبه وتأنس به وتكره كل ما يخالفه هي التي تبدت هنا, فهنيئا لعالية شعيب علوها الايماني ثبتها الله وهدى كل ضال عن الطريق.
* عنوان الكاتبة 26659 الرياض 11496.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved