أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 20th January,2001 العدد:10341الطبعةالاولـي السبت 25 ,شوال 1421

متابعة

الدمع الحزين في نعي ابن عثيمين
الحمد لله الذي يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير قد قدر على عباده أن يخرجوا من الأرض وإليها يعودوا ومنها يبعثوا تارة أخرى فله الحكمة البالغة وإليه يرجع الأمر كله ولا حول ولاقوة إلا به.
والصلاة والسلام على خير الأنام نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى أثره إلى يوم الدين,, أما بعد:فقد انخلعت قلوب المؤمنين وضاقت بهم الأرض بما رحبت بموت علم من أعلام الهدى وفقيه من فقهاء الأمصار.
وهذا وإن كان أمر جار على ابن آدم وهو بقدر الله وقضائه إلا أنا مع تسليمنا لأمر الله وإيماننا بقضائه لنحزن أشد الحزن ويعترينا الأسى على فراق شيخ جليل وإمام فاضل ومرب حنون.
كيف لا وهو الذي سخّر حياته في طلب العلم الشرعي وأتقنه أيما اتقان,كيف لا وهو الذي ألحا ما آتاه الله من علم وبصيرة للناس فلم يدعغافلاً إلا ذكره ولا جاهلاً إلا علمه ولا طالباً للعم إلا علمه ولا سائلاً إلا أجابه.
كيف لا وهو الذي بفقدانه قد فقدنا علماً كبيراً قل ان تجد ما في صدره في بطون الكتب ولكنها القريحة الصافية والعقل النير والفتح الرباني.
كيف لا وهو العالم الرباني التقي الورع الفقيه المجتهد الذي قلَّ ان يوجد له مثيل ولاسيما في هذا الوقت الذي تلبس أهل الباطل فيه بأهل الحق وكثر من يتصدى لتعليم الناس وافتائهم وهو ليس للعلم أهلاً فكثير من هؤلاء يحمل أفكاراً ضالة وشبهاً منحرفة واعتقادات باطلة أو ربما على أقل تقدير مسائل مغلوطة ومع ذلك لم تسلم ألسنتهم من أعراض العلماء الصادقين والاتقياء الورعين الذين يفتون الناس على علم وبصيرة وفقه واسع في دين الله تعالى وعقيدة صافية صحيحة فقد لمزوهم بالتشدد والتزمت وهم والله اكثر الناس علماً بكتاب الله وبسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وأكثرهم تقوى وورعاً وأرسخهم علماً وأثبتهم حجة هكذا نحسبهم والله حسيبنا وحسيبهم.
فيا لها من مصيبة تحل بالأمة حين تفقد علماً من أعلامها وركناً من أركانها وسداً منيعاً في وجوه أعداء الدين من كفار وملحدين ومتبدعين وسفهاء ضالين.
ولكن ما نقول إلا ما يرضي ربنا، إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم
فنسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يتغمد شيخنا الفاضل الإمام محمد بن صالح العثيمين بواسع رحمته وأن يجعل درجته في عليين وأن يخلف لأمة الإسلام من أمثاله الكثير ممن تعز بهم الأمة ويسير الناس بسببهم على طريق الخير والهدى.
آمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
عمر عبدالعزيز الحمد
الأحساء

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved