أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 20th January,2001 العدد:10341الطبعةالاولـي السبت 25 ,شوال 1421

متابعة

أي حزن,,؟!
إن حديثي هذه المرة ملؤه الحزن والاسى وطابعه اليقين بأن ارادة الله ماضية على أي مخلوق في هذه الدنيا كبيرا كان أم صغيراً مهما كان ام عاديا, لقد ودعت الامة الاسلامية بأسرها علماً من أعلامها البارزين في مجال الدعوة الى الله عز وجل بالتي هي أحسن ومرجعا دينيا واجتماعيا يلجأ اليه بعد الله عز وجل المتعطشون الى معرفة اسرار الأمور الدينية التي تقربهم من الله زلفى, إن حديثي عن الشيخ الجليل سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين تغمده الله ورحمه رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته نظير ما قدمه للاسلام والمسلمين من علم نافع دونه في أمهات الكتب ومن طلاب علم أجلاء تخرجوا على يديه من حلقاته الدينية التي يقدمها لهم على شكل دروس في مسجده أو في كليته التي يدرس فيها، لا نقول إلا كما قال رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما توفي ابنه ابراهيم: إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك يا ابراهيم لمحزونون وكما قيل: (الموت كأس وكل الناس شاربه) إن فراق الشيخ محمد خسارة كبيرة يتوجع منها اكثر من غيرهم طلبة العلم ثم الذين يلونهم في الأهمية الدينية ثم عامة المسلمين، الناس يموتون بمختلف طبقاتهم الاجتماعية منهم من تفقده اسرته فحسب ومنهم من لا يفقده أحد ومنهم من يفقده ويتأثر بموته مئات أو حتى ألوف الناس لما له فيهم من ثقل كبير لا يعادل له في نفوسهم شيء ومن أمثال هذه فقد العلماء امثال الشيخ محمد يرحمه الله روي في الأثر عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله لا ينزع العلم انتزاعاً من صدور الناس ولكن ينزع العلم بموت العلماء حتى لا يبقي عالماً أو كما قال صلى الله عليه وسلم لقد زرت الشيخ يرحمه الله منذ اكثر من سنة كاملة في مسجده الجامع الكبير في عنيزة بعد صلاة العصر ذات يوم فسبحان من الهم هذا الشيخ علماً نافعا وسبحان من ألهمه خلقاً حسنا، إنك حينما تحضر معه بعد الصلاة وتسمع وترى الناس وهم يتدافعون عليه كالورد على الماء التي تتدافع من شدة العطش تجزم بأن الخير في هذه الأمة الى يوم القيامة، هذا يسأل عن امور الطلاق وما حصل له مع زوجته وهذا يسأل عن تقسيم الميراث وهذا يريد رأياً من الشيخ في مشكلته الاجتماعية ويبحث عن حل لهذه المشكلة وجميعهم يستمع لهم بصدر رحب يرحمه الله ويفهمهم فهماً جيدا ثم يجيبهم بكل هدوء وثقة وتجدهم احياناً يجادلونه في بعض المسائل ولكن إجابته لا تتغير ويعيد عليهم حتى يقنعهم بأنها الإجابة الصحيحة بموجب الأدلة والامثلة التي يضربها لهم ويخرج الجميع من عنده بكل قناعة وألسنتهم تلهج له بالدعاء، لقد فقدت الأمة الإسلامية سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز وكادت الجروح لا تلتئم ثم حدث هذه الايام وفاة الشيخ محمد رحمة الله عليه، فزادت الجروح نزيفاً الى أن يشاء الله تعالى، نحن نعلم بأن علماءنا الأحياء فيهم الخير والبركة ولكننا حينما نفقد عالماً منهم أمثال الشيخ محمد رحمه الله وقبله الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمة الله عليه فمعناه تهدم ركن من أركان الأمة الاسلامية ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم نسأل الله تبارك وتعالى ان يرحم موتانا من العلماء المسلمين وأن يمتع بالصحة والعافية ما تبقى من العلماء الأفاضل وأن يجعلهم ذخراً للاسلام والمسلمين وأن يحسن عزاء ولاة الامور في هذه البلاد في فقد الشيخ محمد رحمه الله ويحسن عزاء جميع المسلمين في وفاته يرحمه الله إنا لله وإنا اليه راجعون.
محمد بن ابراهيم بن ضيف الله العتيبي
مدير مدرسة الوهابية

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved