الاولــى

احتجاجات وعدد هائل من الشرطة في حفل تنصيبه جورج بوش الابن يبدأ اليوم مهامه في البيت الأبيض * * واشنطن الوكالات أعرب الرئيس الأمريكي المنتخب جورج دبليو بوش في تصريحات مقتضبة في بداية الاحتفالات بتنصيبه رئيسا للولايات المتحدة عن شعوره بالفخر لخدمة بلاده. ونقلت شبكة سي,ان,ان الاخبارية الأمريكية عن بوش قوله في الخطاب في قاعة لينكولن التذكارية أنه سيتعامل مع المنصب بحذر ولن يتعامل معه على انه أمر مسلم به وسيتذكر دائما الى من يعود الفضل فيه موجها الشكر الى من ساعدوه في الوصول إليه، مشيرا الى ان الرئاسة لا تخص أي شخص بل الجميع، أي الشعب الأمريكي. وكانت الاحتفالات بتنصيب بوش قد بدأت مساء أمس الأول. وكان بوش قد صرح قبل الاحتفالات ان حملته الانتخابية وضعت مسارا جديدا للحزب الجمهوري وهو الأسلوب المحافظ معربا عن ثقته في مبادىء هذا المسار التي تساعد كل أفراد الشعب بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية. وأضاف ان البناء سيستمر من أجل تغيير لهجة واشنطن,, من أجل ادارة ترتكز على النتائج الايجابية لجميع الأمريكيين من بينها خفض الضرائب بواقع 1,3 مليار دولار. وقد وضعت قوات أمن واشنطن في حالة تأهب حيث بدأ آلاف المحتجين يتدفقون على العاصمة للمشاركة في مظاهرات حاشدة مقررة اليوم السبت، يوم تنصيب الرئيس المنتخب جورج بوش رئيسا للولايات المتحدة. وتتوقع الشرطة مشاركة أكبر عدد من متظاهري يوم التنصيب منذ أداء ريتشارد نيكسون اليمين في عام 1973م عندما خرج أكثر من ستين ألف شخص للاحتجاج على حرب فيتنام ورشق البعض سيارة الرئاسة بثمار الفاكهة والحصى. وسيكون معظم رجال الشرطة السرية البالغ عددهم 2800 شخص و1200 ضابط نظامي في الخدمة يوم السبت وسينتشر ضباط شرطة المدينة وعددهم 3600 شخص بكامل قوتهم بالاضافة الى 1400 ضابط آخر سيحضرون من مناطق محيطة. وواشنطن نقطة جذب لمظاهرات حاشدة طوال العام وقالت جميع أجهزة الأمن المعنية إنها مستعدة بشكل جيد للتعامل مع أي احتمال. وقال جيم ماكين المتحدث باسم المخابرات: بالتأكيد سنكون مستعدين الى جانب شرطة العاصمة وأجهزة الشرطة الأخرى المعنية لأي أحداث طارئة قد تظهر . وأضاف: نعمل لضمان حدث آمن ومؤمن للغاية لكننا لا نريد أن تغلب اجراءات الأمن على أهمية الحدث . وسيفصل بين كل شرطي والآخر مسافة تتراوح بين 1,8 متر و2,4 متر بطول طريق حفل التنصيب الذي سيمر به بوش والسيدة الأولى لورا بوش. وأقيمت لأول مرة في التاريخ نقاط تفتيش في جميع نقاط الدخول وسيقوم رجال أمن خصوصيون بتفتيش كل حقيبة وطرد تنقل في المنطقة. وتتضمن الاحتياطات الأخرى ازالة جميع صناديق البريد على طول طريق الاحتفال واغلاق محطتين لقطار الانفاق أثناء حفل التنصيب, وسيوضع سياج حول جزء كبير من منطقة المتاجر وستقام حواجز. ومن المتوقع أن يصل عدد الحشد الى 750 ألف شخص لكن عدد المحتجين لم يتضح. وقالت حركة العمل العادل أحد منظمي الاحتجاج انه الى جانب مظاهرات نهار ذلك اليوم ستقام أيضا حفلات مناهضة للتنصيب لنشطاء يفدون بعد انتهاء الحدث لتوفير مكان آمن للمحتجين. وفي كلمته الوداعية شجع الرئيس بيل كليتون خلفه جورج بوش على التحلي بالمسؤولية في السياسة المالية والحفاظ على دور أمريكا القيادي في العالم والعمل على تعزيز وحدة البلاد وذلك في خطاب متلفز لمواطنيه بعد ثماني سنوات في البيت الأبيض. وأكد كلينتون الذي تحدث للمرة الأخيرة امام عدسات التلفزيون من المكتب البيضاوي في البيت الأبيض انه ممتن جداً للشعب الأمريكي لأنه منحه مرتين شرف الخدمة والعمل من أجلكم ومعكم لتحضير أمتنا لدخول القرن الحادي والعشرين . وشدد على ان السنوات الثماني التي أمضاها في البيت الأبيض كانت بالنسبة لأمريكا مرحلة تحول عظيمة جعلت شعبنا أكثر ازدهارا . واستطرد بالعمل سوياً نجحت أمريكا فعلاً وعدد التقدم والنجاحات التي تحققت في ظل حكمه. لكنه خصص القسم الأكبر من كلمته لرسالة ثلاثية موجهة الى الادارة الجمهورية المقبلة التي ستتسلم مقاليد البلاد اليوم السبت. فقال: أولاً يجب على أمريكا أن تحافظ على نموذجنا للنظام المالي (,,,) ان الاستمرار في هذا الطريق سيؤدي الى نسب فائدة منخفضة وازدهار أكبر وتوفير امكانية أفضل لمواجهة التحديات الكبيرة . ولفت الى أنه إذا قمنا بانتقاء خياراتنا بحكمة فإننا سنتمكن من تسديد الديون وتسوية مشكلة التقاعد لأجيال فترات ارتفاع الولادات والاستثمار أكثر في مستقبلنا وخفض الضرائب . ثانياً ان العالم يزداد ترابطا يوما بعد يوم وازدهار وأمن أمريكا يقضي بأن نستمر في الاضطلاع بدور قيادي . وثالثاً دعا كلينتون بلاده لمزيد من العمل من أجل وحدتها ولحمتها وقال في هذا الصدد: علينا أن نتذكر بأن أمريكا لا تستطيع أن تقود العالم بدون أن تستعين في الداخل بأولادنا بمختلف ألوانهم لنسج أمريكا واحدة موحدة . وقدم كلينتونأفضل تمنياته لخلفه جورج بوش وعائلته وادارته وقال انه يغادر البيت الأبيض وهو أكثر مثالية ومفعم بأمل أكبر . وأكد لمواطنيه على رغبته في الاستمرار في خدمة بلاده ثم ختم كلمته بتأكيد فخره واعتزازه لعودته ثانيةً الى مجرد مواطن عادي. أعلـىالصفحة رجوع