أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 20th January,2001 العدد:10341الطبعةالاولـي السبت 25 ,شوال 1421

المتابعة

البيت الأبيض يدشن مع الأمريكيين الألفية الثالثة برئيس جديد
بوش الابن رجل ذكي,, ذاكرة رائعة ,,جاذبية هائلة وروح دعابة
ملأ إدارته بشخصيات لامعة ذات طاقة كبيرة على العمل في الساحتين الداخلية والخارجية
*اعداد:
جاسر عبد العزيز الجاسر
عادل العيثان
يكتمل اليوم كرنفال الانتخابات الامريكية، اذ بدخول الرئيس المنتخب جورج دبليو بوش البيت الابيض الرئيس الثالث والاربعون للولايات المتحدة الامريكية تكتمل العملية الانتخابية الامريكية التي تتميز عن غيرها من الانتخابات الغربية بصخبها وأيضاً سلاستها، فبالرغم من كل ما رافق انتخابات الرئاسة الامريكية الاخيرة من اشكاليات وخاصة فيما يخص اصوات الناخبين في ولاية فلوريدا، هاهو الرئيس المنتخب يقطع جادة بنسلفانيا مثل غيره من الرؤساء الذين سبقوه، ويدخل البيت الابيض ليدير من هناك العالم بعد ان انفردت امريكا كقطب اوحد في العصر الحديث، وليدشن مع الامريكيين الالفية الثالثة برئيس جديد يقول عنه العديد من المحللين انه لا يملك المكانة السياسية لأسلافه الجمهوريين فهو ليس تيودور روزفلت الذي حكم ثمانية اعوام من 1901 الى 1909 ولا دوايت ايزنهاور 1953 1961 ولا حتى رونالد ريغان 1981 الى 1989 النجم السينمائي القادم من هوليود، والذي اطلق حرب النجوم، واحد مفككي امبراطورية الشر الحمراء، كما انه ليس بمستوى والده 1989 الى 1993 الاتي من الشركات النفطية ووكالة الاستخبارات الامريكية، واحد صناع حرب تحرير الكويت، فلا ثقافته السياسية ولا عمله السياسي تؤهل ليكون من فئة الرؤساء المبدعين، فالرئيس الجديد المولود في نيوهافين بولاية كونيتيكت في 6 يوليو سنة 1946م عندما كن والده طالبا في جامعة بيل، فقد تزوج والده والدته باربرا وهما في سن المراهقة في يناير 1945م بعد عودة بوش من الخدمة العسكرية كقبطان بحري في جنوب المحيط الهادي.
جورج ووكر بوش هو ابن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، وحفيد السناتور بريسوت بوش الذي ينتسب مباشرة للرئيس فرانكلين بيرس، وابن العم الثالث عشر لملكة بريطانيا إليزابيث، أما الأعمال وأعمال الآباء فقد كانوا ولا يزالون اصحاب نفوذ في شارع المال الأمريكي الشهير وول ستريت.
يقول عنه الكاتب الأمريكي لارس إيريك نيلسون: حياة بوش العملية التي تحظى بالاحترام تدحض الفكرة القائلة بأن الولايات المتحدة باتت نظاماً يقوم القدرة الفردية، حيث ولدنا فيه جميعاً متساوين، ثم كان الحكم علينا تبعاً لذكائنا أو مواهبنا او قدراتنا على الابداع ان بوش رجل عادي ومجرد ارستقراطي وما حققه من نجاح هو بطريقة أو بأخرى محصلة مباشرة لاسمه وعائلته .
كان بوش طالباً عادياً في المدرسة الثانوية ومع ذلك التحق بأكاديمية فيلبس بأندوفر، وهي واحدة من أكثر المدارس تميزاً في أمريكا؛ لأن والده دخلها قبل، وكان طالباً عاديا في اكاديمية فيلبس ومع ذلك دخل الجامعة التي درس فيها ابوه وهي (بيل)، وكان طالباً عاديا في (بيل) ومع ذلك التحق بكلية إدار الأعمال بجامعة هارفارد, وعندما قرر الانضمام للحرس الجوي في تكساس أثناء حرب فيتنام تم قبوله على الفور ومنح رتبة ملازم بعد خمسة اسابيع فقط من التدريب.
دخل بوش الابن صناعة البترول بما يتراوح بين 13 و20 ألف دولار من صندوق ائتمان عائلي، وفشل فيها ليقبله من عثرته المرة تلو الأخرى مستثمرون أصدقاء كانوا على استعداد لأن يخسروا المال في سبيل الارتباط باسم بوش.
وقد دعا بوش الابن الى شراكة مستثمرين كانوا بحاجة إليه كواجهة لشرائهم فريق تكساس رنيجرز للبيسبول، واضطر بوش لاقتراض حصته في الاستثمار، وتحولت حصته البالغة 6000 آلاف دولار الى 15 مليون دولار عندما أقامت مدينة ارلنجتون بولاية تكساس أستاداً جديدا للفريق بالمال العام، وكان المقصود بشراء هذا الفريق زيادة رؤية الناس لبوش في تكساس؛ لكي يمكنه الدخول في السياسة مثل والده، ودخل بوش انتخابات الكونجرس من منطقة في غربي تكساس سنة 1978م وخسر، ورغم انه لم يكن ينقصه المال الذي وفرته له عائلته وأصدقاؤه في صناعة البترول، وعندما خاض انتخابات حاكم الولاية سنة 1994م طلب شيكاً بمبلغ 100 الف دولار، وعندما قرر سنة 1999م دخول انتخابات الرئاسة جمع الكثير من المال بسرعة اكثر من 50 مليون دولار حتى إنه كان محصناً ضد الاحتمال السياسي المعتاد وهو ان الهزائم المبكرة في نيوهامبشاير وساوث كارولينا قد تخرجه من السباق.
راجت شائعات حول تعاطي بوش الماريجوانا وشم الكوكايين، لكنها ظلت مجرد شائعات لم تثبت صحتها، ولكن المؤكد أنه كان يكثر من شرب الخمر، وهو الإدمان الذي لازمه حتى سن الأربعين.
عندما قرر بوش ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة سلطت عليه الاضواء بقوة، وصدرت عنه أربعة كتب فيها سيرته الذاتية,, وقد استخلص لارس إيريك نيلسون من هذه الكتب أهم سمات بوش الابن ذلك الأرستقراطي المدلل الذي يسعى الى حكم العالم,, فبوش الابن رجل ذكي يتمتع بذاكرة رائعة وجاذبية هائلة وروح دعابة,, لكنه ليس لديه إحساس بأن الآخرين مهدوا له الطريق، ووفروا له الحماية، وأقالوا عثرته عندما كان يتعرض للفشل، فقد تحول كل شيء لمسه بوش في صناعة البترول الى رماد، ومع ذلك فقد كان يخرج دائما دون ان يمسه ضرر، وناسيا لكل شيء، فهو لم يعترف أبداً بدور من فرشوا له الطريق بالسجاد في حياته,, ويرتكز زعم بوش بأن لديه مؤهلات ليصبح رئيساً للولايات المتحدة على الفترة التي كان فيها حاكماً لولاية تكساس، لكن هذه الوظيفة ضعيفة من الناحية الدستورية، حيث يشاركه في سلطاته نائب الحاكم ورئيس البرلمان، كما انه امضى الكثير من فترات بعد الظهر يلعب السوليتير على جهاز الكمبيوتر الخاص به, أي أنه أمضى في عمله كحاكم لولاية تكساس وقتا يقل عما أمضاه منافسه على ترشيح الحزب الجمهوري جون ماكين في سجون فيتنام الشمالية.
وفي كل ما كُتب عن بوش؛ ليس هناك ما يؤهله لأن يكون رئيساً باستثناء قدرته على كسب الأصوات وجمع المال من المساهمين الأغنياء فهو يتسم بالحيوية والود، وهو بطبعه قائد للمشجعين، ومن المؤكد انه ليس غبياً ولكننا عندما نتأمل طاقته الهائلة كمنظم للحملات الانتخابية يبدو لنا كسولاً بصورة غير مبررة في الجوانب الاخرى ,, وهو يفتقر الى الخبرة السياسية القومية؛ لذلك فسوف يكون تحت رحمة المستشارين الذين ورث معظمهم عن أبيه.
ويبدو بوش متناقضاً في تصريحاته، فهو مثلاً يهدد بإزالة أية أسلحة دمار شامل ينشرها العراق، وذلك أثناء حملته الانتخابية في ولاية ايوا في يناير الماضي، لكنه في الوقت نفسه يدافع عن الدفاع الصاروخي الخاص بحرب النجوم الذي يتكلف مليارات الدولارات,, فهو في تصريحه الأول يعمل على كسب رضا (صقور الحزب الجمهوري)، وفي التصريح الثاني يحاول جذب المحافظين الذين يؤيدون إقامة درع مضاد للصواريخ كان رونالد ريجان أول من نادى به بحماس يكاد يكون دينيا.
قد يكون جورج بوش ووكر بوش رجلا صاحب مؤهلات وميزات عادية لا تؤهله لرئاسة دولة تقف على قمة العالم، وقد يكون بلا انجازات حقيقية صنعها بنفسه طوال تاريخه، وقد يكون مجرد محصلة نهائية لظروف حسنة جعلته يمتلك الاسرة العريقة، والمال، والنفوذ، وقد يكون شخصية انانية لا تعترف بأفضال الآخرين وتنسب كل نجاح الى نفسها، لكن لارس ايريك نيلسون يقول: إن أبرز نقطة ضعف لدى بوش هي أنه في الوقت الذي يسعى فيه للوصول الى البيت الابيض، فإنك كلما أطلت النظر إليه قلما تراه فيه، فكل إنجاز حققه يتبخر عند تمحيصه ,, لكنه يتساءل ساخراً: وفي حياته قدم له الآخرون الكثير جدا,, فلماذا لا يحدث ذلك ايضاً في الرئاسة؟!
والذين يعرفون الرئيس الجديد يعتبرونه رجلاً ادارياً ناجحاً في حكمه تكساس تعامل مع المشكلات والارقام والاوضاع بأسلوب المحاور البراغماتي الحاذق، وواجه مشاكسات كونغرس الولاية وانتقاداته لمشاريعه الاصلاحية بهدوء, يعرف متى يتراجع لكي يقفز بعد ذلك عندما تحين الفرصة نحو اهدافه ففي العام 1997 مثلا، كانت شعبيته التكساسية في اوجها غير انه مني بهزيمة تشريعية على جبهتين: الاولى هي القضاء على مشروع اصلاح القانون الضريبي، على يد اعضاء الكونغرس، والثانية اصلاح ادارة الخدمات الصحية وفي جلساته الخاصة عبر عن غضب شديد، لكن كانت لديه طموحات وطنية، واراد ترسيخ صورته كمحافظ متحمس وبدلا من المجازفة بمواجهة علنية اختار ان يتقبل هزيمته، ويلتزم الحذر وفي وقت لاحق حول الواقع لمصلحته، وتبنى سلسلة اصلاحات كان قد تحفظ عليها ولذلك يقول مستشاروه ان اسلوبه في الحكم قد يكون نسخة طبق الاصل عن الطريقة الريغانية التي قامت على املاء المبادئ الكبرى للمعالجات، وترك مهمة تصريف الشؤون اليومية لمساعديه ورد على الذين ينتقدون عدم ميله الى المفكرين في علم السياسة والاقتصاد بأنه يثق بقدراته ومهاراته ولا ينحصر دوره في ان يكون اكثر ذكاء من اي شخص في ادارته، بل ان يملأ هذه الادارة بشخصيات لامعة ذات طاقة كبيرة على العمل، وهذا المنحى ظاهر في استعانته بأصحاب الاوزان الثقيلة، ذوي الخبرات في الساحتين الداخلية والخارجية، فالى ديك تشيني، نائبه، هناك الجنرال الاسود كولن باول، وكوندوليزا رايس الاختصاصية في روسيا واوروبا الشرقية، وبول ولفوويتزر، ووراءهم، وامامهم، يقف والده المحنك والبارع، والاستثنائي، اضافة الى جيمس بيكر وعصابته التكساسية، وتتركز مهمته الاولى والعاجلة في رأب الصدع السياسي في الداخل، وحيث ان الديمقراطيين يعتبرون انه سرق الانتصار ولم يستحقه، ومن ثم معالجة الملفات الشائكة، والارتطام بنار المواجهات الاسرائيلية الفلسطينية، وبجدار العقوبات على العراق، وبأسوار العداء مع ايران، وحزام الارهاب الدولي.
والرئيس جورج بوش الابن متزوج من السيدة لورا ويلش بوش وهي من اهالي تكساس مولوده في ميرلاند من ولاية تكساس كانت مدرسة في المدارس الحكومية في كل من دلاس وهيوستن واوستن من عام 1968 الى 1977م وهي حاصلة على درجة الدكتوراة في علم المكتبات من جامعة تكساس في اوستن وتزوجت من بوش الابن في عام 1977م وولدت له ابنتين تؤمين في عام 1981.
والسيدة لورا بوش التي ستحمل بدءاً من مساء اليوم سيدة امريكا الاولى، ستكون مثل نظيراتها واللائى سبقنها الى البيت الابيض دائماً تحت منظار وسائل الاعلام العالمية والامريكية بالذات التي لا ترحم ولابد ان هذه الوسائل ستقارن بينها وبين هيلاري كلينتون التي كانت اول سيدة امريكية اولى لها طموح السياسي مستقل عن زوجها توجته بحصولها على مقعد مجلس الشيوخ عن لاوية نيويورك فاعادت بالتالي تشكيل مفاهيم عديدة ارتبطت بسيدة البيت الابيض، وستذهب مقارنات وسائل الاعلام الامريكية الى ما قبل هيلاري كلينتون الى حماتها بربارة بوش فهل ستكون لورا بوش شبيهة بهيلاري كلنتون ام بربارة بوش، ترد السيدة الامريكية الاولى الجديدة على ذلك بالقول, ربما يمكننا التنبؤ من خلال التعرف على ابرز ملامح شخصيتها.
القراءة في السيرة الذاتية للورا بوش تقول انها لم تطمح ابداً بأن تكون شريكة ضالعة في الحياة السياسية، لكنها شاركت على قدر ما تستطيع في حملة زوجها بوش للرئاسة اما ابنتها البالغتان من العمر 18 سنة فقد حرصت على تجنيبهما ا لاضواء طيلة هذه الحملة، قالت لن استخدم ابنتي في اية اعلانات تخص الانتخابات، كما اني اكدت عليهما بعدم الحديث مطلقا مع الصحافة.
تبلغ لورا من العمر 53 سنة ايضا مثل زوجها، وهي تبذل قصارى جهدها للحفاظ على كيان عائلتها منذ زواجها الذي استمر 22 عاما حتى الآن، تقول لورا العائلة هي محور حياتي وانني اجد ملاذي الاخير في حضن زوجي .
عاشت طفولة هنيئة مع والديها هارولد الذي توفى عام 1995 بمرض السرطان وامها جينا 80 سنة التي تفتخر بمشروع الكتب والقراءة لدى ابنتها وتوصيها بالا تنجب ابناء آخرين.
وعن دخولها معترك السياسة مع عائلة زوجها تقول لورا لقد احببت الزواج من عائلة بوش فهي عائلة ودودة، كما ان حماتي بربارا تتعامل معي كابنتها، اما الحماة نفسها فتقول عن لورا انها تقوم بدور الوسيط في العائلة وهي تدفعنا للافضل دائماً، وحينما سئلت عما ان كانت تنوي ان تصبح مثل بربارا بوش او هيلاري كلينتون ردت ببساطة سوف اكون مثل لورا بوش .
في احد المؤتمرات الانتخابية التي عقدت في ولاية تكساس، سألها احد الصحفيين عما اذا كانت تختلف مع زوجها فردت حين اختلف مع زوجي فلن احكي لك بالتأكيد، وعلى هذا دارت معظم ردودها على اسئلة الصحفيين، تظهر لورا دائما كشخصية مميزة كلها ثقة بالنفس كما انها تعتمد على حس رائع بالفكاهة وتعطي الصحفيين دائما ردودا مريحة على اسئلتهم، حتى انهم يلقبونها دائما بالخجول او الشاردة لكنها بصورة عامة لا تتورط في الاحاديث السياسية العميقة.
تقول لورا في احد المؤتمرات الصحفية التي كانت تصف فيها مراحل التحول في حياتها يعرف الكثيرون انني اقاوم الانخراط في العالم السياسة لكن هكذا شاءت الظروف ان انضم بكل مافي استطاعتي الى الحملة التي يقودها زوجي للفوز بمقعد الرئاسة.
انني قلقة دائما على مستقبل العائلة لكنني اعرف ايضا اننا سنكون دائما على ما يرام حيث اني اشجع زوجي دائما ولا احب ان اراه ابداً في موضع انتقاد, والدليل على ما نقول ان بوش ظل فترات طويلة في حملته بدون زوجته ا لتي كانت تساعد ابنتيه التوأم في الاستعداد لدخول الجامعة.
ورغم انها تعلن دائما انها ليست على استعداد للانخراط في عالم السياسة، لكن فترة رئاسة بوش الاب منحتها نوعا من الحصانة في ممارسة الدور نفسه.
تقول عن زوجها، بوش متحدث عظيم ولذلك فأنا منصته عظيمة ايضا وانا انسانة عملية لم اضع عليه وقتا في حياته السياسية، حتى اننا قمنا بالغاء شهر العسل ليبدأ زوجي على الفور حملته الانتخابية كعضو في الكونغرس في اليوم التالي لزواجنا مباشرة .
تنتمي لورا الى ولاية تكساس حيث ولدت في مدينة ميدلاند وتعلمت في مدارس دالاس وهيوستن واوستن من 1968 لغاية 1977، ثم نالت درجة البكالوريوس في التعليم من جامعة ميثودست الجنوبية، ثم درجة الماجستير في علوم المكتبات من جامعة تكساس في اوستن, تزوجت بوش في ميدلاند عام 1977، وقد اثمر هذا الزواج بنتين توأمين هما بربارا وجينا، ولدتا عا م1981 وقد سمياهما على اسمي جدتيهما, قضيت فترة الخدمة العسكرية في سلاح الطيران، ومن هواياتها الصيد ولعب البيسبول, وهي تمارس التجارة في قطاع البترول والغاز الطبيعي ومسائل الطاقة بشكل عام.
وعلى مدار حياتها تعرضت لورا للموت مرتين فقد كان حملها عصيبا للغاية فقد هدد كليتيها بالتسمم فولدت قيصريا قبل خمسة اسابيع من تاريخ الولادة المحتملة، لكن ابنتيهما جاءتا في احسن حال من حيث الوزن والصحة.
وقبل ذلك وفي سن 17 تعرضت لحادث مميت وهي تقود السيارة حيث اصطدمت في يافطة الطريق وارتطمت بها من الخلف سيارة لزميل دراسة توفى على الفور,وهي تشير الى هذه الكارثة لكونها اكثر وقت تراجيدي في حياتي .
معركة اساسية
ولورا التي تحب قضاء عطلاتها الاسبوعية مع زميلات الدراسة في هدوء يراقبن الطيور في البرية كانت معركتها الاساسية مع زوجها ان يكف عن تعاطي الخمور ونجحت في ذلك حيث توقف نهائياً عن الشراب عام 1986 في عيد ميلاده الاربعين.
معركة مشابهة مع نفسها فقد كانت مدخنة شرهة للسجائر بدأت التدخين منذ فترة المراهقة وكانت تدخن حتى قبل الافطار، اما الآن فقد هجرت التدخين قطعيا منذ ثمانية اعوام وعموما فأنه يمكن القول ان بوش فوضوي اما لورا فمنظمة ودقيقة ومغرمة بصناعة الحلويات.
وهي تقول عن زوجها اننا نتناقش في كل شئ, لكني لا اقدم له الكثير من النصح فلا اعتقد انه يحتاج نصحا مني، لكن في المقابل فأنا لا احتاج منه ايضا الكثير من النصح، وتدافع لورا دائما عن القيم العائلية واحترام الابوين طيلة فترة الحملة الانتخابية، وظلت تقول انني اعتمد على زوجي ، واريد من ابنتي ان تحترما هذا الاب ا لذي سيصير رئيسا للولايات المتحدة.
تفضل لورا الملابس التقليدية المحافظة ومعظم ملبسها من الحرير، وتجلس منتصبة، وتضع مكياجا معتدلا، وفي حملة زوجها كانت دائما في الظل من ورائه لانها تريد منه ان يظهر كما يريد وبعد مرحلة الكلية كانت هي وبوش في نفس المدينة، وتقاطعت طرق الحياة بهما كثيراً، كانت لورا تدرس في المدارس ا لتمهيدية اما بوش فكان في مرحلة الشباب اللاهي وغير المسؤول كانوا يطلقون عليه وقتها حيوان الحزب المدلل .
تقابلا رسميا على عشاء في بيت احد الصحفيين صيف 1977، فجمعهما الحب من اول نظرة، قال عنها بوش كانت لورا هادئة وتملأها الثقة، وقد شدني اليها جمالها الخاص، هل كان هذا هو الحب من اول نظرة لا اعرف لكني استطيع ان اقول انها كانت شخصا مقربا وعزيزا لنفسي من تلك الليلة.
وفي العام نفسه وبعد اربعة شهور فقط من هذا اللقاء تزوجا في حفل عائلي بسيط حضره الاصدقاء المقربون والعائلة من الطرفين وتقول باربارا عنها لورا هي الشخص المناسب لابني بوش كل منهما يحب الآخر حبا عميقا وعن فترات الحملات الانتخابية تقول لورا، هذه الفترات هي التي تقربنا اكثر من بعضنا بعضا.
نار في بحر السياسة
عندما كان زوجها حاكم ولاية تكساس، استضافت لورا سبعة مؤلفين لقراءة اجزاء من كتبهم في جامعة تكساس، وقد قدمت هذه القراءات دليلا على ذهنية امرأة تهتم بالثقاقة والتعليم وتستحق بأن تكون زوجة الرجل الاول في اميركا عملت لورا فترة في مجال التدريس ثم امينة مكتبة، لكن عاطفتها الجامحة ظلت مع هواية القراءة طيلة عمرها فهي التي منحتها حافزا كبيرا لعديد من التصرفات الحكيمة التي دفعت بها زوجها للنجاح في مجالات مختلفة, بدأت لورا عام 1998 مشروعا لتنمية الطفل ومساعدة الابوين في الاستعداد لتولي مهمة الابوة كما ساعد هذا المشروع ايضا على تحفيز الصغار على ممارسة القراءة قبل دخول المدرسة، وشمل المشروع ايضا محو الامية العائلية في جهد تحسد عليه بالفعل.
وقد ساعدت لورا ايضا في تنظيم مهرجان للكتاب في تكساس والذي اصبح بعدها تقليدا سنويا ترعاه جميع المكتبات العامة في الولاية وفي السنين الاربع الاخيرة، ظلت المكتبات العامة في تكساس وعددها 325 مكتبة تتلقى منحا سنوية تبلغ حوالي المليون دولار,
ولورا بوش انشأت ايضا برنامجا مع زوجها لرعاية المصابات بسرطان الثدي,وساعد هذا البرنامج على تنظيم التطوع لخدمة هذه الاغراض الصحية عبر الولاية.
ومن ا لادوار التي تحب لورا بوش القيام بها ايضا رعاية الفنون التشكيلية فقد كانت تستقبل الفنانين التشكيليين في مكتبها وتساعدهم على اقامة معارض لهم على مدار العام وهي عضو في المجلس الاستشاري للقراءة في الولاية.
رغم ان لورا اكبر من هيلاري بعام واحد لكن الاختلافات بينهما تجعلهما تبدوان وكأنهما من جيلين مختلفين.
واحيانا من عالمين متباينين، تعليم لورا كان يؤهلها فقط للدخول في مجالات عمل تقليدية, اما هيلاري فقد اهلها تعليمها لدخول مجال المحاماة في وقت كانت المحاميات النساء فيه قلة في اميركا.
وبعد الزواج بوقت قصير تركت لورا العمل لتربية الصغار والاستمتاع بالقراءة وزراعة الحدائق، اما هيلاري فقد كانت ولا تزال تعمل محامية لدى شركة في اركانسس وفي مشوارها داخل البيت الابيض حرصت على ان توضح انها ليست من نوعية تلك النساء التي تجلس في البيت تطبخ وتطهي الكعك,طموحات هيلاري لعالم السياسية واسعة، اما لورا فعلى النقيض تماما، ليس لها طموحات سياسية، كما انها ليست مهتمة اصلا بأي قرارات سياسية يتم اتخاذها.
وعن دورها المقبل كسيدة اولى في الولايات المتحدة تقول لورا سوف ابقى في الاماكن التي انا بالاصل مهتمة فيها الامية والقراءة والطفولة المبكرة.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved