أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 21st January,2001 العدد:10342الطبعةالاولـي الأحد 26 ,شوال 1421

الجنادرية 16

في محاضرة الحوار العربي العربي
د, الباز يطالب الجمهور بالإجابة على تساؤلاته
هل يمكن أن نتوصل إلى نموذج عصري للإسلام؟!
* تغطية تركي إبراهيم الماضي:
ضمن فعاليات النشاط الثقافي لمهرجان الجنادرية أقيمت مساء أمس الاول في قاعة الملك فيصل للمحاضرات محاضرة بعنوان الحوار العربي العربي ألقاها معالي د, أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري وقد أدارها الأستاذ تركي السديري رئيس تحرير صحيفة الرياض.
استهل المحاضر بداية حديثه بتعريف ماهية الحوار فذكر انه نقاش مكثف منتظم بين عدة أشخاص أو بين عدة مؤسسات في موضوعات ذات اهتمام مشترك بقصد تقريب وجهات النظر بين المتحاورين.
ثم بعد ذلك تطرق إلى الأسس والمبادئ التي يقوم عليها الحوار وحددها في التالي:
أولا: لابد ان يلتزم الحوار بهدف محدد كما ان على كل طرف متحاور ان يطرح رؤاه بطريقة واضحة لا تتحمل الشك أو اللبس لدى الطرف الآخر.
ثانيا: يقوم الحوار على مبدأ المكاشفة والصراحة، وفي غياب هذين العنصرين يبدو الحوار غير منتج، لأن محاولة كل طرف اخفاء حقيقة رؤاه سيؤدي بالحوار إلى نتيجة سيئة.
ثالثا: الهدف من الحوار هو تقريب وجهات النظر وليس تباعدها لأنه لو كان الهدف هو شرح المواقف لدخل الحوار في متاهات عدة.
ثم أكد د, الباز على انه ليس هناك تناقض جوهري بين المصالح العربية واستدل على ذلك بالنسبة للأمن القومي العربي الذي يجب ان يكون هدفا واحدا لجميع الاطراف العربية.
وتطرق المحاضر إلى آداب الحوار فذكر ان على المتحاور ان يكون موضوعيا وان يبتعد عن الذاتية قدر الإمكان وان يبتعد عن توجيه الاتهامات للطرف الآخر لأن ذلك سيجعل أي تقارب من الصعب تحقيقه وقد استدل ببعض الآيات القرآنية ومنها قوله تعالى: وجادلهم بالتي هي أحسن فيجب ان يلتزم الجدل بهذه القاعدة الإسلامية التي تشكل أساساً رصينا لآداب الحوار.
وقد استعرض د, الباز مراحل العلاقات العربية العربية فأوضح ان هذه العلاقات لم تقم من فراغ بل كانت ضمن إطار تاريخي مشترك وقد شهدت العلاقات العربية العربية بعض الهدوء النسبي ثم أعقبها فترات من الصراع والتنافر ثم وصلت إلى مرحلة التعاون البناء في شتى المجالات.
وحول عدم قدرة العرب على التعاون وتشكيل اتحاد اقتصادي مثل الاتحاد الأوروبي أوضح د, الباز ان هذه المقارنة خاطئة ولا تجوز وعندما نقول بأن الأوروبيين نجحوا فيما عجزنا عن تحقيقه نحن العرب فهذه مقولة غير صحيحة 100%، لأن اوروبا مرت بمراحل تاريخية متعددة منذ نشوء الدولة القطرية من قرون خلت ثم انتقلت بعد ذلك إلى مرحلة الدولة القومية أما الدول العربية فلم تعرف بعضها الدولة القطرية الا في السبعينيات الميلادية من القرن الماضي، والسؤال المطروح هو: متى نتجاوز مرحلة الدولة القطرية إلى مرحلة الدولة القومية؟! وباعتقادي انه يجب ان تمر سنوات عدة حتى نصل إلى الوعي والحاجة بأهمية الانتقال إلى مرحلة الدولة القومية.
ثم تحدث المحاضر عن الواقع العربي بعد الحرب العالمية الثانية فذكر انه شهد في بدايته صراعا مع القوى الاستعمارية ثم تلاه صدام مسلح مع إسرائيل في حروب عدة ثم بعد ذلك قامت نزاعات حادة وعمليات شبه حربية بين الأطراف العربية ثم بعد ذلك ظهرت مسألة الاحلاف السياسية بين الدول العربية في الخمسينيات الميلادية ثم بعد ذلك شهد بداية التسعينيات تحديات اخرى مثل التصدي لمحاولة اقامة نظام شرق أوسطي يهدف إلى تدمير فكرة السوق العربية المشتركة وحتى تذوب الهوية العربية في هذا النظام الشرق الأوسطي الذي تبنته إسرائيل من البداية,وفي نهاية المحاضرة طرح د, الباز على الحضور عدة أسئلة هامة دون ان يجيب عليها ومنها: كيف نصف المصالح القطرية والمصالح القومية؟ هل هي متوافقة أم متعارضة؟! هل هناك فرق في تحديد الأولويات بين الدول العربية في القضايا الهامة؟! ما هو الدور الذي لعبته القوى الإقليمية والدولية التي لا تتلاقى مصالحها في عدم تقاربنا مع بعضنا البعض؟! كيف نقيّم هذا الدور؟ وكيف نواجهه؟! ما هو النموذج الذي يجب ان تحتذي به الدول العربية في مواجهة التحديات القادمة؟! وهل هناك نموذج يمكن ان نسميه نموذج إسلامي نستطيع ان نستخدمه للتقدم في ركب الحضارة؟! وإذا كان هناك نموذج إسلامي,, فهل هو نموذج واحد أم نماذج متعددة؟! هل الحل هو في التغريب؟! أم التمسك بمبادئ الإسلام؟! هل يمكن ان نتوصل إلى نموذج عصري للإسلام؟!.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved