أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 26th January,2001 العدد:10347الطبعةالاولـي الجمعة 1 ,ذو القعدة 1421

تحقيقات

ستقضي على شكاوى المتعاملين وتوفر للشباب آلاف الفرص العملية:
ورش السيارات تنتظر دورها في السعودة
* تحقيق :غازي القحطاني - وفارس القحطاني
ورش إصلاح السيارات تعج بالايدي العاملة الوافدة وتجد اقبالا كبيرا وتنافسا بينهم على هذه المهنة، إذن هي بلاشك محل تقدير مصدره المردود المادي الهائل الذي يمكن جنيه بأساليب قد تكون أمينة وغير أمينة فيها الاخلاص والصدق وفيها أحيانا الغش والتدليس، فيها المهارة والاتقان وفيها اكتساب الخبرة والمهارة على حساب الزبون واتلاف أجزاء أخرى من سيارته يعود فيما بعد لاصلاحها وتستمر الاسطوانة لاستغلال جيبه على حساب اعصابه ووقته وعلى حساب ثروات الوطن التي تهدر بغفلة من شبابنا السعودي الذين مازالوا محجمين عن مثل هذه الاعمال التنافسية المهارية المربحة لاسباب قد تكون معقولة نوعا ما لبعضهم وغير معقولة البتة لآخرين وفي ظل نظرة الزبون وتعامله وارتياحه للعامل ابن الوطن والوافد نقرأ هذه الآراء المتباينة.
التفاهم بالاشارة
* التقينا في إحدى الورش بالمواطن مشعل ناصر البقمي حيث قال نواجه صعوبة كبيرة في التفاهم مع الكثير من العمالة خصوصا في بعض الجوانب الفنية والميكانيكية خاصة الوافدين من دول شرق آسيا وذلك لانهم يتقنون عملهم ويحملون شهادات وخبرة لا يشق لهم غبار، وأكد ان الحاجة تدعو لتوجه الشباب السعودي للعمل بالورش كعمل شريف مشيرا إلى ان المردود المادي للورش كبير وأفضل من بعض الوظائف بل المفترض ان يعطي الشباب دفعة قوية وعزيمة صادقة للانخراط في مثل هذه الاعمال المربحة والمتميزة والمضمونة مستقبلا.
واسترسل البقمي بقوله بأن إحدى المشاكل التي نواجهها باستمرار وفي جميع الورش بمختلف تخصصاتها هو تعلم الاجنبي للمهنة على سيارات الناس تعلم الحلاقة على رؤوس الايتام حيث يقول في أحد الايام ذهبت إلى إحدى الورش لاصلاح بعض اعطاب السيارة تفاجأت بأن الشخص الذي قام بفصحها كان في السابق عامل لتلحيم العوادم الشكامين والآن يفحص المحرك ويحدد الاعطال وبعض الخرابات فقمت بأخذ سيارتي من ورشته إلى ورشة أخرى خوفا من ان يزيد من الأعطال في السيارة.
تذبذب الأسعار
ويوضح المواطن مشعل حامد النفيعي بأننا نعاني من تذبذب الاسعار من ورشة إلى اخرى وكأننا في إحدى البورصات العالمية وتكمن المشكلة الأعظم في عدم معرفة أي من هذه الورش اصدق من غيرها ولديه الخبرة في مثل هذه الاعطال وكيفية اصلاحها واي القطع مطلوبة، ويؤكد بأنه عايش الخداع والتزوير في عمل بعض الورش حيث يقول ذهبت إلى إحدى الورش وطلب مني العامل قطعة من اجل تركيبها عوضا عن التالفة فأحضرت القطعة وذهبت إلى المنزل وعند العصر رجعت الى الورشة لأحذ السيارة وذهلت بأن القطعة التي جلبتها لم تركب ووضعوا بدلا عنها قطعة أخرى مستعمله وعندما سألت العامل عن القطعة الجديدة أجاب بأنها ركبها وبأن القطعة التالفة رمى بها بعيدا في أحد الحاويات ومع تأكدي بأن القطعة الجديدة ما تزال مخبئة في مكان آخر لم أدفع لهم مقابل عملهم، وبعد هذا الموقف اصبحت اقف مع العامل حتى يركب اي قطعة اجلبها له.
واسترسل النفيعي بقوله بأن العمالة الموجودة في أغلب الورش لا يحملون من الشهادات الميكانيكية ولا من الخبرة التي تجعلهم مؤهلين للعمل في الورش ويقول الدليل على هذا بأن العمال يطلبون قطعة ما وعندما تأتي بها يطلب تغييرها لعدم تطابقها للقطعة السابقة وهكذا حتى تصل إلى مبتغى العامل.
ويضيف النفيعي من أكثر ما يحصل عند استلام السيارة مع اغلب الزبائن يتفاجأ عندما يقول له العامل بأن هناك عطلا آخر غير الذي جاء من اجله الزبون اصلا وهذا ناجم من العامل نفسه عندما يفك القطعة بشكل غير سليم حيث تتضرر بعض القطع القريبة منها.
رأي مخالف
وكان للمواطن سعيد راجح الاكلبي رأي مغاير لمن سبقه حيث قال بأن سعودة الورش تسبب نوعا من غلاء الأجور على صاحب الورشة الذي يدفع للوافد أجرا متدنيا مقابل مردود كبير من الورشة، وكذلك من إحدى المشاكل التي قد تطفو على السطح ارتفاع اسعار شغل اليد وهذا بسبب الفرد السعودي نفسه لانه يعيش في مستوى معين من الرفاهية ولا يستطيع التخلي عنه بأي طريقة من الطرق ويحاول ان يرفع هذا المستوى إلى أقصى درجة ممكنة.
ويضيف بأن التعامل مع الوافدين أفضل من السعودي نظرا لأن الوافد قد يمهلك عدة ايام حتى تتمكن من التسديدات ان لم تجد ما يكفي.
بينما السعودي لا تستطيع التفاهم معه خصوصا بأن افراد الشعب السعودي دمهم حار إذا لم تدفع المطلوب او لم يكن المبلغ متوفر لديك لا تستطيع ان تأخذ سيارتك من الورشة إلا بعد دفع المبلغ المستحق عليك، ومن جهة اخرى لا يمكن تقديم اي خدمة له مثل الاجنبي او تقيم معه علاقة صداقة وطيدة مثل غيره.
الخبرة والمهارة
ويشاطر المواطن وليد الغبثر من سبقه حيث قال بأن الشاب السعودي لا يملك الخبرة الكافية للعمل في الورش ومعرفة الاعطال وقطع الغيار مثل الاجنبي الذي يملك من الخبرة الشيء الكثير وأغلب الذين يعملون حاليا في الورش مضى على وجوده في هذه المهنة اكثر من عشر سنوات وقد يكون العامل الاجنبي قد عمل في بلده لفترة طويلة غير التي امضاها هنا، ولهذا تستطيع الاعتماد عليه في اصلاح الاعطال.
أما من ناحية التعامل مع الشاب السعودي افضل بكثير من الاجنبي خصوصا بأنه يستطيع تحمل مواطنه اكثر من تحمل الاجنبي للسعودي، وقال: بأننا نعاني من الورش وكثرة الاعطال التي تصيب السيارة عند ادخالها للورشة بحيث لديك من الدراية والمعرفة في اعطال سيارتك وعندما تعود لاخذ السيارة تصدم بخراب جديد لا تعلم من اين اتى وأرجعها إلى ان العمال يحاولون خداع الزبائن ويوهمونهم بضرورة اصلاح هذه القطعة حفاظا على سلامة السيارة لزيادة دخلهم وارتفاع الارباح، وليس الخداع الوسيلة الوحيدة لديهم بل عندما يقوم العامل بفك القطعة بطريقة خاطئة قد يكسر أو يجرح قطعة مجاورة لها ويتهم بأن خراب القطعة السابقة سبب في تلف القطعة المجاورة لها.
أحلام الطيور
وفي إحدى الورش التقينا بالمواطن فيصل محمد حيث أيد من سبقوه في عدم جدوى عمل الشاب السعودي في الورش قائلا: للاسف اغلب الشباب يحلمون بوظائف سهلة وليس فيها عناء ذهني أو بدني وخصوصا في الوظائف الحكومية البعيدة عن خدمة المواطنين حتى لا يبذل مجهودا يذكر وانما الجلوس خلف الطاولة واستغلال الوقت في قرائد الجرائد أو تجاذب اطراف الحديث حول بعض الامور الاجتماعية مع الموظفين او التحدث مطولا مع شخص على الهاتف ومحاولة تمزيق الوقت والتهرب من العمل بأي وسيلة ممكنة وبأي عذر ممكن.
ويضيف قائلا: بأن الشاب السعودي عند عمله في إحدى الورش يسبب نوعا من غلاء الاجور شغل اليد مما قد يسبب نوعا من ارتفاع الاسعار في الورش.
ويضيف فيصل بأنه ذهب إلى إحدى الورش ذات السمعة الرنانة في مدينة الرياض وكان موظفو الاستقبال من الشباب السعوديين أردت ان اعيد طلاء السيارة من جديد وعندما رأوني حددوا السعر سلفا وكان مبلغا كبيرا لم أتوقعه فتوجهت إلى أحد الورش وتفاجأت باختلاف السعر بين الورشتين والفارق الكبير جدا وأعتقد أنهم يحددون السعر حسب هيئة الزبون.
مجالات عدة للشباب
وكان للمواطن أحمد فهد رأي مخالف لمن سبقوه حيث قال بأن عمل الشاب السعودي في الورش شرف للوطن بالدرجة الاولى والمحافظة على الاقتصاد الوطني من تحويله إلى الخارج خصوصا بأن الورش في اغلبها يدخل عليها مردود مادي كبير يصل إلى مئات الآلاف سنويا ويضيف بأن أجور بعض العمال تصل إلى 3000 ريال خصوصا لمن يحمل شهادات في الميكانيكا وخبرة واسعة تؤهله لاستلام زمام الامور بدلا من الكفيل نفسه الذي في الغالب لا يهمه من عمل الورشة إلا ما يقبضه نهاية كل شهر من العمال المتصرفين وحدهم بالورشة.
ويحكي أحمد بأن الكثير ممن يعرفهم يرغبون في العمل في الورش ولكن الظروف المادية تعيقهم وتكاليف أجهزة الورشة باهظة الثمن والبعض الآخر ظروفه العائلية لانه الشخص الوحيد لعائلته التي تعتمد عليه او يكون متزوجا ولا يستطيع التفرغ للعمل في الورشة التي تتطلب التواجد مع الصباح حتى الليل دون الذهاب إلى زوجته طيلة الأسبوع أيام وقد تكون الالتزامات الاجتماعية لها نصيب من عدم اقبال الشباب على العمل في الورش ولكن للاسف البعض ينظر لمن يعمل في الورشة بأنه عيب ولا يجوز على الشاب السعودي العمل فيها مطلقا.
واستمر أحمد بقوله أكثر ما يعكر راحة الشخص عند الذهاب إلى محلات الإلكترونيات لما يواجهه من نصب واستغلال عيانا بيانا وذلك لعدم وجود خلفية كافية في الامور الالكترونية لدى الشخص العادي حيث تجد تنوع الايدي العاملة وتذبذب الاسعار من محل إلى آخر وقد يتوه الشخص بين العروض المقدمة من كل محل ويدخل في دوامة عدم معرفة الصادق منهم.
مقتطفات على هامش التحقيق
* من خلال جولتنا في الورش شاهدنا الكثير من العمالة التي لا تهتم بمسألة النظافة كثيرا وتنتشر الاوساخ في جميع الاماكن دون اعتبار لأحد ومهما تبذل البلدية من توفير للحاويات لكن دون جدوى.
* الكثير من الورش تقوم بتعليم الوافدين لديها بعض المهمات البسيطة تمهيدا لاستلام زمام امور الورشة.
* انعدام دور حماية المستهلك في حماية الزبائن من بيع قطع الغيار المقلدة على اساس بأنها اصلية وتقاضي مبالغ بأنها أصلية وخداع للزبون على الدوام لعدم معرفة الزبون بالقطع.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved