أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 1st February,2001 العدد:10353الطبعةالاولـي الخميس 7 ,ذو القعدة 1421

الثقافية

كلام عن الكويت,, الرياض 2000
محمد العثيم
الكويت هي عاصمة الثقافة للعام 2001 والموضوع بأسره تحصيل حاصل لأن الكويت مع بيروت هما أبرز عواصم الثقافة العربية بلا منازع لأن كل المناخات المطلوبة للثقافة تتوفر في هاتين العاصمتين وأولها أوعية النشر الحر المتنوعة والثقافية منها بالذات.
الثقافة العربية والمحلية في الكويت مزدهرة الآن قرابة الخمسين سنة وعلاقة كثيرين من جيلي مع ثقافة أهل الكويت النخبوية والوسطى بدأت في الستينيات الميلادية حيث كانت المطبوعات الكويتية تجد رواجا لا يضاهى وبالذات مجلة العربي التي صاغت أفكار كثير من الشباب ناهيك عن قوة الاذاعة الكويتية في ذلك الوقت والتي لا تنافسها إلا إذاعة لندن وكانت اذاعة الكويت تتميز عن اذاعات أخرى بالقرب الثقافي لنا نحن أبناء المملكة وكانت حينها مدرسة في الموسيقى والغناء والمسرح حيث كان الكويتيون يستدعون الكثيرين من نجوم العالم العربي يؤدون أعمالا,, مع مساحة لنشر الثقافة العربية والعالمية ومتابعة لكل ما هو جديد؛ وكانت الكويت منارا في عالم الكتاب يوم كان الكتاب الجيد نادراً وما يسمح به أندار فكانت الترجمات العالمية للفنون والمسرح بالذات مع سلاسل أخرى من الكتب في كل فروع المعرفة أخذت طابع التميز والاستمرار.
أريد هنا ان أصل الى القول ان الكويت عاصمة للثقافة العربية بدون أن تتوج في أول الألفية الثالثة للتاريخ الميلادي,, ولكننا نرجو أن تكون المناسبة فرصة لاستدراك عثرات ثقافية حصلت بعد الغزو العراقي للكويت، ونرجو وقد بدأت الأمور تعود الى طبيعتها أن تتمكن الكويت من اكمال خط الريادة العربية في مجال الثقافة.
أرحب مع كل من رحب بعيد الثقافة الكويتي راجين للكويت دائما التقدم والازدهار.
*** الرياض الثقافة
لا أحسب أي من المؤسسات الثقافية قدمت تقريرا الى الآن عن نشاطها في مناسبتين هامتين وهما مئوية التوحيد التي تحكي توحيد المملكة على يد قائد مسيرة الحضارة التي تعيشها,, والمناسبة الثانية مناسبة اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية للعام 2000 وهو عام اعلامي لابراز الظواهر ثقافية التي تنم عن المناسبة.
وكثير من الزملاء توقعوا ان تصاحب المناسبة نشاطات أكثر وأن تتميز بقدر أكبر من الاصدارات والمناسبات عن الأعوام الماضية,, وقد كتب بعض الزملاء من صفحات الثقافة ملقين باللوم هنا وهناك إلا ان الحق ان بعض الجهات الثقافية المعروفة نشطت ترتيباتها في مجال الثقافة ومنها ادارة الثقافة بالحرس الوطني فقد حاولت هذه الادارة الباس المهرجان الوطني للثقافة والتراث العام الماضي 2000 لبوس المناسبة وزادت هذه النشاطات بندوة كبرى اضافية أقامتها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة كما نشطت جمعية الملك فيصل الخيرية بتقديم عدد من النشاطات الثقافية المتميزة منها المحلي ومنها ما دعي له ضيوف آخرون من خارج البلاد.
لكن المؤسسات الثقافية الكلاسيكية لم تقدم أعمالا بنسبة تزيد عن المعتاد وقد تكون أقل بكثير وغير مبرزة إعلاميا وأقصد بها الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون حيث يبين الرصد أنها قدمت أقل من اعلاناتها السنوية وخططها.
إذا ما استثنينا مهرجان الثقافة والتراث الذي ينظمه الحرس الوطني وهو موعد سنوي للمناسبة,, وإذا ما استثنينا نشاطات معدودة للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وما ذكر من نشاطات فإننا بكل أسف بقينا عند المعدل المعتاد اذا لم نقل عنه في الاستفادة من المناسبة بما كان يجب ان نستفيد.
وبعيدا عن اللوم فنحن نعرف ان كلمة عاصمة للثقافة هي في واقعها اعلام ودعوة لتنشيط الثقافة كان بامكاننا ان نستثمرها أكثر من الاستثمار الاعلاني البسيط لان عالم اليوم يحارب ثقافيا لا عسكريا,, واذا كانت أسلحتنا الثقافية بيد بعض أدباء الأربعينات والمعجبين الى الآن بطه حسين والعقاد والذين يتغنون بأسلوب الرافعي فإننا نعتقد اننا في ورطة لا بعدها ورطة لأن الحرب الثقافية الحالية شرسة بما يكفي لابتلاع هويتنا ولا تنفع فيها معطيات رواد النهضة العربية قبل مائة سنة.
لو قارنت المؤسسات الثقافية العام قبل الماضي لوجدت ان النصف الأول للعام 2000م جاء باهتا لا يتميز بمحاضرات أو ندوات أو مهرجانات أو طباعة كتب أو مسرحيات ما عدا نشاطات قطاع الثقافة بالحرس الوطني وجمعية الملك فيصل.
المؤسسات الثقافية التنفيذية تميزت بكثير من الاعلان عن نفسها وأنها تواكب مناسبة اختيار الرياض عاصمة للثقافة وهو اعلان عن نفسها وعن مشاريع وخطط لا يبدو في المكان منها شيء إلا إذا كانت أعيدت للألفية الجديدة.
وقبل شهور لاعلان الرياض عاصمة للثقافة من العام قبل الماضي كتبت مع غيري في هذا الموضوع ونبهت,, وربما نبه بعض الكتاب الى مشكلة قائمة في ذلك الوقت قبل ما يزيد على نصف سنة انه ليست هناك بوادر ولا حتى مبادرات من الجهات التنفيذية في الثقافة وان الجداول المطروحة للخطط شكلية ولا تحوي تصورا كافيا للمناسبة وأقصد بالجهات التي أعلنت خططها في ذلك الوقت الجمعيات والأندية الأدبية,, وقلت في حينه ليس هناك ما يزيد عن النشاط المعهود أو يقل,, واحسب ان اخواننا في الثقافة لا يقرأون.
هذا العام أعلنت الكويت عريسا الثقافة العربية للعام 2001م,,
وبدأت الاستعدادات مبكرا وكل متابع يستطيع تلمس قوة البداية لبلد صغير لكن بناه الثقافة قوية بما يكفي لمواجهة أخطار الانفتاح والعولمة والثقافات الوافدة ونحن نرحب بالكويت مشروعا ثقافيا عربيا نرجو ان نرى عاما ثقافيا كبيرا لا تخنقه البيروقراطية والروتين من الواقع الذي تحدثت عنه وهو أن الثقافة هي سلاحنا الباقي لمواجهة العالم.
Othaimm@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved