أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 1st February,2001 العدد:10353الطبعةالاولـي الخميس 7 ,ذو القعدة 1421

محليــات

لما هوآتٍ
صندوق المحطات (2)
د, خيرية إبراهيم السقاف
الحياة محطات,,.
ومحطة الحياة الكبرى هي الحياة في اطارها العملي، حيث يواجه المرء النَّاس بكل ألوانهم، وقيمهم، ومبادئهم، بأفعالهم وردود أفعالهم، باقبالهم على العمل للعمل بوصفه قيمة للحياة من خلالها يحقق الإنسان حاجته، وذاته، ويمارس مبادئه، ويتمثل قيمه، أو باقبالهم عليه كواجهة يمارسون فيها تلميع ذواتهم، وتنافسهم على المناصب، وتناكبهم على الاستفادة، وفي مثل هذا يطوحون بالآخرين لا شأن لهم سوى شأنهم الذاتي، ولا ما يهم عندهم غير أمورهم الخاصة، وبعضهم يتحول العمل عنده إلى مصدر رزق بقدر ما يأخذ عنه، يعطيه,,.
وفي هذه المحطة يلتقط المرء مفاهيم الآخر عن الوطنية، أهي قول أم هي فعل؟، وما هي علائق المرء بالآخر، وكيف يعبر المرء عما يريد في إطار ما تمنح هذه المحطة من رؤية للإنسان من واقع الحياة، ومن خلال أناسها الذين يتحركون في مقصوراتها، ويتنقلون في مرافئها.
ومن محطة الحياة الكبرى خلصت خلال رحلة لم تنته بعد بما يلي:
إنَّ الوطنية أن تعمل دون أن تتكلم، وأن تعمل دون أن يدفعك أحد لأن تعمل.
وإنَّ من يتخذ الوطنية شعاراً دون أن يعمل لها بصمت، إنسان يتسلق وسرعان ما يسقط.
وإنَّ عليك أن تبني، وتحرص على ما بنى غيرك فلا تهدمه,,.
وإنَّ عليك أن تتم ما بدأ غيرك دون أن تلغيه، وفي ذلك قوتك، لا ضعفك,,.
وإنَّ عليك أن تندمج في الجماعة دون أن تناكب على الصدارة وفي ذلك خصوصيتك.
وإنَّك كلما كنت في الصدارة كنت أقرب للسقوط، ما لم تؤمن وتعمل على أنها تتسع لغيرك.
وإنَّ العطاء لا ينمو إلا في بوتقة المحبة,,,، وإنه غذاء الحياة كي تحيا.
وإنَّ من يرغب في النجاح لابد ان يعتقل شيطان النفس والهوى، كي ينجح وينجح معه الآخر.
وإنَّ التفكير في إتقان العمل يأتي أولاً، قبل التفكير في معادله.
وإنَّ من يحب نفسه لن يعطي سواه.
وإنَّ الحياة تتسع قمَّتها للجميع لذا فنجاح الواحد ليس إيذاناً بفشل غيره.
وإنَّ التجاوز عن أخطاء الآخرين هو الطريق لمعرفتهم بها، وهو المحك لقدرتك على الصبر.
وإنَّ الخطأ ليس وقفاً عليهم وحدهم دونك.
وإنَّ من يحاسب نفسه أولاً لا يخطىء في حقها، ومن ثمَّ لا يخطىء في حق الآخرين.
وإنَّ القادر إن لم يمنح من هو أضعف منه فإنه ضعيف.
وإنَّ القيادي الذي لا يحتضن الفريق الذي معه لا ينجح.
وإنَّ القيادي الذي لا يقدِّر ضعف الإنسان معه، واختلاف مشاربه فيجور عليه بسلطته ويُضعفه بها يفشل في إدارة الإنسان,.
وإنَّ العمل الذي يُتطلَّعُ إلى نجاحه بقائده وحده لا ينجح.
وإنَّ أقرب الطرق إلى السعادة هي تقوى الله.
وإنَّ نفسك أمانتك لا تصونها إلا بتقواه,,.
وإنَّ كلَّ فكرة لا يتحقق ما لم تكن قادراً على فهمها,,.
وإن ,,, وإن,,, فكم من الإنَّات تكشف عمَّا هو آت، في محطة الحياة وفي كافة ما يمر به المرء من المحطات,,.
فهلموا بما لديكم,,, مما يخزنه لكم صندوق المحطات، ذلك لأن الولوج إليه، والكمون فيه,, يلهم بكلِّ ما يعكس المعطيات في رحلة الحياة,,.
لجميع قراء الخميس أقول:
لكِ وحدكِ ستعود,,, ذلك لأن حميمية الاتصال بها، ومجيئها في مهاتفاتكم، ومكاتباتكم يجعلني مناطة بالاستجابة,,.
فقط مهلة من زمن أعود فيه من رحلة المحطات، كي اكون مهيأة لإغلاق صندوقها الذي فتحته على مصراعيه ,,, وأعاود معكم الرحيل معاً في غربة التوحد، والتوحُّد في سرمدية العدم، تتلاشى كي تتنامى مع نوَّارة تلك التي دخلت معي كلَّ بيت، ففُتحت لها الأبواب كافةً كي يظلَّ تواصلهم معها في (لكِ وحدكِ) عن قريب.
فأذنوا لي بإغلاق صندوق المحطات .
كي نذهب معاً,,.
نحو لكِ وحدكِ .

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved