أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 1st February,2001 العدد:10353الطبعةالاولـي الخميس 7 ,ذو القعدة 1421

عزيزتـي الجزيرة

وظيفة المرأة حفظ الحصون من داخلها وتربية الأجيال وصنع الأبطال
اطلعت على مقال الدكتور فهد بن ابراهيم بن عبدالعزيز الابراهيم حفظه الله الذي نشرته جريدة الجزيرة في يوم الاربعاء الموافق 29/10/1421ه تحت عنوان (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) تحدث فيه عن شيء مما حرص عليه المستعمر، بل جعله في رأس قائمة اولوياته، وهو إخراج المرأة من حصنها لتكون بعيداً عن مقر أداء رسالتها، ولتتخلى عن خصائصها، وهو ما تبعه عليه من تبعه من أبناء المسلمين.
وإني إذ أشيد بما كتبه أخي الدكتور فهد بن ابراهيم جزاه الله خيراً، واسطر إعجابي بحسن تلخيصه لقضية بالغة الأهمية، وجودة عرضه لأهم نقاطها، أحب ان اضيف الآتي:
أولاً: لقد عانى المستعمر طويلاً خلال الحروب الصليبية، تلك الحروب التي قذف فيها بفلذات كبده الى بلاد المسلمين، فكان نتاج ذلك قتل بعضهم، وأسر آخرين، وإسلام جموع آخرين، وخلال قرون تطاولت كان لزاماً ان يخرج منهم من يفكر بطريقة تغاير ما هو سائد، فكانت كلمات قائد الحملة الصليبية الذي وقع في اسر المصريين في المنصورة، ومنها: إن ضرب المسلمين عسكرياً أمر أثبت فشله، ولابد من التعامل معهم بطريقة مختلفة، يكون أثرها مباشراً في صرفهم عن الرجوع الى دينهم إذا ادلهمت الخطوب، ويجعلهم بعيدين عن مصدر ترابطهم وسرعة عودتهم الى قوتهم، وهو: تلك الأم التي ترضع الصغير حب الدين والتمسك به مع حليبها,, وقد فكر وقدر فوجد أنه لابد من ايجاد طرق مقنعة تخرج المرأة من حصنها ومملكتها ليتمكن العدو من إبعادها عن الدين، فإذا ابتعدت عنه فسيكون أثرها على صغيرها هو الحال الذي تعيشه من التفسخ والانحلال، فإذا كبر صغيرها فلن يجد ما يعود إليه إلا ما كانت أمه عليه من بعدها عن الدين، وتعلقها بالغربيين، حينئذ يحصل لهم ما أرادوا.
ثانياً: لم تذهب تلك الكلمات أدراج الريح، بل عاد بها معه الى بلاده ليبحث لها المستعمر عن طرق تنفيذ فاعلة، فكان أن جاءت حملة نابليون، ومعها بعض الآلات والأجهزة التي فاق بها الغربيون المسلمين، وانبهر بها من انبهر، ووافق محمد علي باشا على ارسال بعثة لتدرس العلوم التي بها تصنع تلك الآلات.
ثالثاً: عاد بعض افراد تلك البعثات محملين بأفكار المنبهر، الذي عرف من حياة الغربيين انحرافهم الموافق لشهواته، فأصبح بوقاً لهم، لا صانعاً للآلات والأجهزة التي ذهب من أجل تعلم العلوم الموصلة لصناعتها، وعلى رأس القائمة رفاعة الطهطاوي، الى قاسم أمين الى هدى شعراوي التي رجعت وهي تقول: لقد قطعنا على أنفسنا عهداً ان نحذو حذو أخواتنا الغربيات، مهما كلفنا ذلك.
وأختها درية شفيق التي قالت: إن الأهداف المباشرة لنا هي: منح المرأة حق الاقتراع، ودخول البرلمان، وإلغاء تعدد الزوجات، وإدخال قوانين الطلاق الأوربية.
وكانت انطلاقة هؤلاء النسوة عام 1919م، وكن أول الداعيات الى السفور في بلاد المسلمين.
رابعاً: مما ينبغي التفطّن له أن دعاة السفور والاختلاط وإن اختلفت صورهم، وتباينت مجتمعاتهم والأزمان التي يعيشون فيها اصحاب دعوة واحدة، اتفقوا فيها على الأساليب والوسائل، لعلمهم أن دعوتهم ترفضها كل الأديان السماوية والأخلاق الفطرية المرضية، لذلك جعلوا محورهم الذي يدرون حوله، وقطب رحاهم الذي لا يفارقون اصله: الضغط على قضية مسايرة الواقع، وهذا لا يمكن إلا بتشغيل جميع أفراد المجتمع حتى يلحق بركاب الغرب، ومنهم خرجت كذبة (الرئة المعضلة) و(نصف المجتمع المعطل) الى أن خرج (مارد العولمة) ذلك المارد الذي طبل له هؤلاء الدعاة وزمروا، وأزبدوا وأرعدوا، وأخذوا يحذرون الجميع وأجسادهم لا تكاد تحمل رؤوسهم من شدة فرحهم بأن طوفان العولمة لا يبقي لأحد خصيصة، وسيذيب الجميع في بوتقة واحدة، لا تعرف ديناً، ولا حجاباً، ولا,,, إلخ القائمة التي جثت على صدورهم.
خامساً: لا يستطيع دعاة الاختلاط والتبرج والسفور مقارعة الحجة الشرعية بمثلها، لأن نصوص الشرع لم تبق ما يمكن ان يتذرع به من التبست عليه أموره: لذلك فإن أعظم سلاح يمكن للمصلحين أن يصدوا به هجمات دعاة الاختلاط والتبرج هو إعطاء المرأة ما أعطاها الله تعالى من حقوق، وتعليمها ما جاء في كتاب ربها وسنة نبيها محمد صلى الله عليه وسلم بشأن الحجاب، وبيان وظيفة المرأة الأساس، وهي حفظ الحصون من داخلها، وإخراج الأجيال، وصنع الأبطال، وأن تلتزم ذلك، فإن فعلوه أمنوا على مجتمعهم بأسره من كيد الكائدين، ودس المتآمرين، لأن صلاح المرأة لا يكون إلا بالتزام شرع الله تعالى، فإذا صلحت صلح المجتمع كله، وإذا فسدت فلنكبر على المجتمع اربعاً، ولنسلم عليه, والله من وراء القصد.
أحمد بن عبدالعزيز الحمدان
عضو الدعوة والإرشاد بمحافظة جدة

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved