أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 3rd February,2001 العدد:10355الطبعةالاولـي السبت 9 ,ذو القعدة 1421

الاقتصادية

مياهنا الجوفية بخير ولكن الترشيد مطلوب
عبدالله بن عبدالرحمن الحمين *
الماء نعمة وهبة من الله سبحانه وتعالى لا يستطيع اي كائن حي ان يعيش بدونه وهو عصب الحياة وأهم عنصر من عناصر التنمية حيث تبنى عليه خطط التنمية وتحظى هذه البلاد بحمد الله بعدد من التكوينات المائية الرئيسية التي مازالت بخير والتي اختزنت المياه منذ ملايين السنين واستنفد جزء من مياهها في عشرات السنين مع تطور آلات الحفر والضخ وما شهدته البلاد من تنمية في مختلف المجالات ولكن هذه المياه ولضمان استمراريتها بإذن الله تعالى تحتاج إلى المزيد من الترشيد والمحافظة والتقنين وقد اخترت الكتابة عن متكون ام الرضمة لكونه من المتكونات الرئيسية ولطبيعة عملي كجيولوجي بوزارة الزراعة والمياه فقد تعاملت مع هذا المتكون منذ اكثر من ستة وعشرين عاما حيث اشرفت على العديد من حقول ومشاريع المياه المحفورة آبارها على هذا المتكون الذي يظهر منكشفة في مركز ام الرضمة الواقع جنوب شعبة نصاب ب25كم في منتصف المسافة تقريباً بين حفر الباطن ورفحاء والعديد من الهجر والقرى في المنطقتين الشرقية والحدود الشمالية تعتمد على هذا المتكون في اغراض الشرب والزراعة وتتكون صخور هذا المتكون (الطبقة) من الاحجار الجيرية والدلومايت وبالتالي يعتمد انتاج المتكون على مدى توفر الفجوات والشقوق في الصخور المكونة له حيث تتواجد صخور هذا المتكون بمساحة تصل إلى 446,000 كيلومتر مربع وهي ما تمثل نسبة 20% تقريباً من مساحة المملكة.
وتمتاز المياه في منطقة منكشفة بجودة نوعيتها حيث لا تتجاوز 1300 ميكروموز/ سم (800 جزء بالمليون) بانتاجية في حدود 300 جالون/ دقيقة (المتر المكعب يعادل 264 جالون امريكي) وتزداد انتاجية التكوين مع سوء في نوعية مياهه كلما اتجهنا شرقا من منكشفة بحيث تكون أسوأ ما يمكن في الجزء الجنوبي الشرقي من المملكة حيث تتجاوز 100,000 جزء بالمليون في مركز رأس المحراض.
تبلغ ذروة انتاجية متكون ام الرضمة في حرض والمنطقة الواقعة جنوبها (100 150كم) حيث تصل الانتاجية اكثر من 1500 جالون/ دقيقة بالتدفق الذاتي كما تتجاوز انتاجية هذا المتكون في الصرار ووادي المياه بالمنطقة الشرقية 700 جالون/ دقيقة بالتدفق الذاتي ومثل هذا الانتاج في نفس المنطقة في حالة استخدام الضخ في الآبار غير المتدفقة.
لاهمية هذا المتكون فقد حظي كغيره من تكوينات المياه الرئيسية في المملكة بالدراسة من قبل الشركات الاستشارية التي اسندت إليها اعمال دراسية سابقة لمتكونات المياه في المملكة وكذلك من قبل الجيولوجيين والفنيين المختصين في وزارة الزراعة والمياه لاعتماد العديد من المناطق في تأمين مياه الشرب والزراعة في المدن والقرى والهجر المختلفة بالمملكة على الله ثم عليه وقد غطت الدراسة المناطق التي تظهر فيها هذا المتكون وكان من نتائج دراسات المتكون ان أُختير موقعان لاقامة حقول مياه فيهما لخدمة منطقتين من مناطق المملكة أحدهما حقل مياه ويسة الواقع جنوب غرب الهفوف 55كم لتغذية محافظة الاحساء بالمنطقة الشرقية بالمياه وقد بُدئ في تنفيذ آبار هذا الحقل في بداية عام 1402ه .
ويبلغ مجموع الآبار المحفورة على هذا المتكون بهذا الموقع ثماني وعشرين بئراً منها بئران للمراقبة وتبلغ طاقة الآبار الانتاجية اكثر من 180 ألف متر مكعب يومياً كما يصل عمق الآبار إلى 300 متر وانتاجية بمعدل 1200 جالون/ دقيقة وبنوعية لا تتجاوز 1600 ميكروموز/ سم (1000 جزء بالمليون) وتستفيد محافظة الاحساء من مياه هذا الحقل منذ الانتهاء من انشاء المرحلة الاولى منه والمشتملة على نصف آبار الحقل وقد تم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الثانية وسيتم الاستفادة منها قريباً.
كما أُختير موقع آخر هو موقع الحني على بعد حوالي 220كم شرق الرياض جنوب طريق الرياض الاحساء لاقامة حقل مياه لدعم مصادر مياه الرياض بحوالي 350 ألف متر مكعب من المياه بُدئ في تنفيذها في منتصف عام 1414ه ويتم في الوقت الحاضر تنفيذ المجموعة الاخيرة من آبار هذا الحقل الذي يبلغ مجموع آباره 70 بئراً منها خمس آبار للمراقبة موزعة على خمس مجموعات ويصل عمق كل بئر في هذا الموقع إلى 450 متراً كما تصل الانتاجية 2000 جالون/ دقيقة لكل بئر ولم يتم استغلال مياه هذا الحقل الذي تصل نوعية مياهه إلى حوالي 2200 ميكروموز/ سم (1300 جزء بالمليون) حتى الآن، وقد يرجع الاختلاف في انتاجية آبار الحقلين من حيث الكمية الى ليثيولوجية التكوين بالاضافة لاختلاف طاقة وحدات الضخ.
ولأهمية هذين الحقلين للمنطقتين فقد تم تنفيذ حقل مياه ويسة على مجموعتين من الآبار كل مجموعة تشتمل على 14 بئراً وحقل مياه الحني على خمس مجموعات من الآبار وبعدد 14 بئراً لكل مجموعة واستصدرت موافقة سامية كريمة بحظر المنطقتين اللتين تم تنفيذ الآبار فيهما بابعاد 30 x 40 كم لحقل مياه ويسة و50 x 60كم لحقل مياه الحني ليمكن حفر مجموعات أخرى من الآبار للتوسع المستقبلي لتدعيم مصادر مياه كل منهما كلما دعت الحاجة لذلك وقد روعي ان تكون هناك مسافات بين آبار كل مجموعة في كل حقل من الحقول لا تقل عن كيلومتر واحد بين البئر والاخرى بالاضافة للمسافات بين مجموعات الآبار التي لا تقل عن كيلومترين بعداً لآبار كل مجموعة عن آبار المجموعة الاخرى في الحقل الواحد كما ان المسافة بين اقرب نقطتين من نقاط حظر الحقلين تتجاوز الثلاثين كيلومتراً ناهيك عن المسافة بين موقع آبار الحقلين والتي قد تتجاوز ضعف هذه المسافة والمساحة المحظورة لكل حقل كفيلة بالسماح بحفر عدد كبير من الآبار التدعيمية داخل الحقل دون التأثير على بقية آبار الحقل الاخرى.
الدولة اعزها الله بذلت ومازالت تبذل المبالغ الطائلة في سبيل اقامة المشاريع المائية العملاقة لتأمين المياه لكل مواطن ومقيم اينما وجد على ارض هذه البلاد الطاهرة ولاستمرارية هذه المشاريع فإن المياه تحتاج إلى محافظة عليها وترشيد في استخدامها وللجهات الحكومية المسؤولة عن تشغيل وصيانة وتوزيع المياه والمواطن والمقيم ادوار مهمة في المحافظة على المياه وترشيد استخدامها، فالجهات الحكومية المسؤولة عن التشغيل والصيانة عليها مسؤولية كبيرة في كشف التسربات من الشبكة والحد منها قدر الامكان كما ان عليها عمل تنظيم لتوزيع المياه بشكل دوري على احياء المدن التي تصل إليها هذه المياه فإذا تم الضخ للاحياء دفعة واحدة فإنه مهما تم من تدعيم لمصادر المياه فإن هذه المياه لن تكفي لذا لابد من توزيع المياه بشكل ورديات على الاحياء واشتراط وجود خزانات مياه ارضية وعلوية في كل وحدة سكنية يطلب ايصال المياه إليها وكذلك زيادة الرقابة على المياه المتسربة من المنازل خاصة خلال العطل الرسمية وعطل نهاية الاسبوع ودراسة امكانية الاستعانة ببعض المتعاونين من سكان الاحياء للابلاغ عن المياه التي تتسرب من منازل أحيائهم لان الرقابة ضرورية وفي كل وقت للحد من اهدار المياه والمحافظة عليها والمواطن والمقيم عليهما مسؤوليات جسيمة في توعية المسؤولين عن رعايتهم من أسرهم في اهمية ترشيد استخدام المياه والمحافظة عليها واصلاح التسربات التي تحصل في منازلهم وعدم التهاون في ذلك وبهذا الصدد لابد من الاشادة بجهود معالي وزير الزراعة والمياه الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن معمر في تنفيذ توجيهات ولاة الامر يحفظهم الله في تأمين مصادر المياه للمواطنين والمقيمين اينما كانوا في هذه البلاد الطيبة وتنفيذ الحملة الوطنية لترشيد استخدام المياه بمراحلها الثلاث للتوعية بأهمية المياه والمحافظة عليها.
حفظ الله لهذه البلاد قادتها وأدام أمنها واستقرارها.
مساعد مدير عام إدارة تنمية موارد المياه بوزارة الزراعة والمياه

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved