أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 3rd February,2001 العدد:10355الطبعةالاولـي السبت 9 ,ذو القعدة 1421

لقاءات

وكيل جامعة الملك عبدالعزيز للدراسات العليا والبحث العلمي في حديث لـ الجزيرة
البحث العلمي ضرورة وليس ترفاً والابتعاث الداخلي لن يفي بمتطلبات العصر
*لقاء :أحمد العلي
تقاس حضارة الشعوب بمدى ما وصلت إليه ثقافتها, فالثقافة هي المرآة الحقيقية والمقياس لتقدم هذه الشعوب، وهذه الثقافة والحضارة تحتاج إلى تجديد وتطوير مستمر حتى يواكب العصر والمستجدات وخير داعم لذلك هو البحث العلمي، والذي يكشف الحقائق، ويزيل الغموض، ويفتح الآفاق، وينور العقول، وحكومتنا الرشيدة لم تأل جهداً في دعم البحث العلمي وأهدافه والقائمين عليه.
وبين تلك القنوات التي تقدم البحث العلمي جامعة الملك عبدالعزيز ممثلة في وكالة الدراسات العليا والبحث العلمي ويقوم عليها سعادة الأستاذ الدكتور مصطفى بن محمد الحسن الادريسي وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي ولإلقاء مزيد من الضوء حول هذا الموضوع كان لنا معه هذا اللقاء.
* نود من سعادتكم ان تعطوا السادة القراء نبذة مختصرة عن البحث العلمي في الجامعة؟
يعتبر البحث العلمي احدى الركائز الأساسية المهمة التي تقوم عليها الجامعات والمؤسسات التعليمية العريقة بل ربما كان هو الركيزة الأساسية التي تستند إليها الجامعات.
ولست هنا في صدد الحديث عن أهمية البحث العلمي بالنسبة لتقدم المجتمعات ورفاهيتها، فهذا الأمر أصبح حقيقة مسلما بها، وما تشهده دول العالم المتقدمة من تقدم تقني ورفاهية اقتصادية يأتي نتيجة حتمية لاهتمام تلك الدول بالبحث العلمي وجعله من الأولويات التي يتم الانفاق عليها بسخاء حيث يخصص للبحث العلمي نسب جيدة من الدخل الوطني لهذه الدول.
لذلك لم يعد الاهتمام بالبحث العلمي قضية مقصورة على العلماء والمختصين في العلوم والتكنولوجيا فقط بل أضحى منذ وقت بعيد قضية مصيرية تهم جميع المفكرين والمسؤولين والرأي العام على السواء، ويرجع ذلك إلى الاهتمام بالمردود منه على المجتمع ليصبح قادراً على مواجهة تحديات العصر والاتجاهات العلمية الحالية للبحث العلمي والتكنولوجيا.
وجامعة الملك عبدالعزيز بالرغم مما يخصص للبحث العلمي فيها من مبالغ قليلة مقارنة بميزانية الجامعة الإجمالية، إلا أنها سعت منذ نشأتها إلى دعم البحث العلمي عن طريق قيام برامج البحث العلمي المدعم من الجامعة التي بلغ عددها 15 برنامجاً سنوياً بميزانية اجمالية قدرها 88 مليون ريال خصصت لدعم أكثر من 805 مشروعات بحثية لأعضاء هيئة التدريس بها,, بالاضافة إلى الأبحاث العلمية المدعومة من خارج الجامعة التي بلغت ما يقرب من 200 مشروع تم دعمها من قبل جهات عديدة منها على سبيل المثال:
مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.
شركة سابك.
مجموعة فقيه.
بعض شركات الكهرباء والأسمنت.
وغير ذلك من الشركات والمؤسسات.
وقد بلغت ميزانية هذه المشاريع ما يقرب من 87 مليون ريال سعودي.
ولم تكتف الجامعة بذلك بل قامت بانشاء معهد البحوث والاستشارات، وذلك للاستفادة من الامكانات البشرية والعلمية المتوفرة في الجامعة وتسويقها لاعداد الدراسات وتقديم الاستشارات التي تحتاجها القطاعات الانتاجية المختلفة في البلاد حيث قام معهد البحوث والاستشارات خلال العامين الماضيين بعمل زيارات ميدانية للعديد من المنشآت العامة والخاصة لمد جسور التعاون بين الجامعة وتلك المنشآت ونتج عن هذه الزيارات توقيع 140 عقداً للمشاريع المدعمة من خارج الجامعة تمثلت في الآتي:
المشاريع الوطنية المدعمة من قبل المؤسسات والشركات العامة والخاصة، مشاريع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، مشاريع سابك لتشجيع البحث العلمي، الخدمات الاشرافية، الخدمات الاستشارية.
كما تنظم الجامعة لقاء سنوياً للبحث العلمي من أجل فتح نافذة واسعة يطلع من خلالها المجتمع على امكانات البحث العلمي بالجامعة وقدرات باحثيها وارساء حلقة جديدة في سلسلة التواصل بين الجامعة والمجتمع.
حيث يقوم الباحثون بعرض نتائج أبحاثهم وأهم ما توصلوا إليه في مجالات عديدة يمكن الاستفادة منها في التطبيق العلمي وفي خدمة المجتمع، وذات علاقة بتنمية المملكة العربية السعودية بشكل عام ومنطقة مكة المكرمة على وجه الخصوص، وهناك العديد من المجالات المختلفة التي يشملها هذا اللقاء منها:
مجالات الصحة.
المياه والموارد الطبيعية.
الزراعة.
البيئة وتخطيط المدن.
التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
أربعة عشر برنامجاً
* ما هي أبرز انجازات البحث العلمي في الجامعة؟
بلغ عدد البرامج التي قدمتها الجامعة للأبحاث المدعمة من داخل الجامعة منذ عام 1406/1407ه وحتى 1420/1421ه أربعة عشر برنامجاً، كما بلغ مجموع الأبحاث التي تم تدعيمها لأعضاء هيئة التدريس بالكليات المختلفة بالجامعة ومعاهد ومراكز البحوث المختلفة فيها من خلال هذه البرامج في غضون المدة المذكورة 847 بحثاً موزعة على الكليات والمعاهد ومراكز البحوث المختلفة بالجامعة.
كما قام المجلس بتدعيم مشروعات تعريب الكتب العلمية خاصة ما يتعلق منها بالبرامج الدراسية لكليات الجامعة، ويولي المجلس الاهتمام بهذا الأمر.
وقام المجلس بالاهتمام بتدعيم البحوث التي تهدف إلى خدمة المجتمع وساهم بقسط وافر في القيام بأبحاث تخدم القطاع العام، مثل مصلحة المياه والصرف الصحي بالمنطقة الغربية وشركة سابك التي خصصت أيضاً اعانة سنوية مقطوعة للجامعة وتخصيصها في تدعيم مشروعات البحوث الهادفة في هذا المجال بالاضافة إلى البنك الإسلامي للتنمية, كما اتجه المجلس أيضاً في انجازاته بتقديم خبراته لمساعدة القطاع الخاص أيضاً في علاج قضايا مهمة للمجتمع بطرق علمية بالأخذ باسلوب البحث العلمي والدراسات الاستشارية.
وانطلاقاً من اهتمامات المجلس بالأبحاث التي تخدم المجتمع قام أخيراً بعقد اللقاء السنوي الأول للبحث العلمي وتفعيل الدور المهم لاعلام كافة القطاعات الحكومية والخاصة والقطاع العام وغيرها بما تقوم به الجامعة من خدمات ومشروعات مميزة تخدم المجتمع مع التعريف بقدرات وامكانات الجامعة الاكاديمية والعلمية والتطبيقية وعرض أهم انجازات الجامعة البحثية في حل قضايا المجتمع بالبحوث المدعمة سواء من داخل الجامعة أو من القطاع الخاص.
كما يقوم المجلس أيضاً سنوياً باصدار دليل لمستخلصات البحوث المدعمة من داخل الجامعة ونشره على كافة الوزارات والمصالح والشركات المعنية والقطاع الخاص للتعريف بما تنجزه الجامعة سنوياً من بحوث يمكن الاستفادة بها واستثمارها بالاضافة إلى قيام المجلس بعرض البحوث التي يتم تدعيمها في المعرض الدائم للانتاج الفكري لأعضاء هيئة التدريس بالجامعة وعرض نتائج الأبحاث فيها من واقع التقارير النهائية المقدمة عنها من فرق البحث المختلفة بالاضافة إلى اعداد النشرات العلمية عن هذه البحوث واتاحة الحصول عليها من جميع الجهات المعنية.
ومن هذا المنطلق سار البحث العلمي بجامعة الملك عبدالعزيز قدماً في مجال البحوث من خلال كل فترة من فترات تطوره وأصبح له برنامج سنوي يطرح على جميع أعضاء هيئة التدريس بكليات الجامعة ومعاهدها المختلفة لتقديم مشروعات أبحاثهم للتدعيم من داخل الجامعة.
هدف استراتيجي
* ما هي نظرة الجامعة الحالية للدراسات العليا؟
الجامعة تنظر للدراسات العليا كهدف استراتيجي وكخيار لابد منه لتحقيق أهداف الجامعة الرئيسية الأخرى والخاصة بالبحث والتطوير واجراء الدراسات والأبحاث ذات العلاقة بالقطاعات الانتاجية والمجتمع، فمن خلال برامج الدراسات العليا يكتسب اعضاء هيئة التدريس الخبرة على الاشراف على الرسائل العلمية ودراسة بعض المشاكل العلمية وسبل ايجاد الحلول المثلى لها، كما أن عمل عدد من طلاب الماجستير وخاصة في المجالات العلمية في كثير من المؤسسات والصناعات يسهل من عملية اختيار مواضيع الرسائل العلمية بحيث تكون مواضيع هذه الرسائل ذات صلة بمشاكل المجتمع الصناعية والانتاجية.
كما ان الحاجة للدراسات العليا تكون في الغالب هي المنطلق لانشاء برامج للدراسات العليا لكن يظل المعيار الأساسي هو امكانات القسم الاكاديمي من ناحية أعضاء هيئة التدريس والمعامل والامكانات الأخرى من المساعدين والفنيين وغيرها ونحن لا ننظر للتوسع في الدراسات العليا وفتح الباب على مصراعيه، فالدراسات العليا هي للنخبة من الطلاب وفي النخبة من الأقسام العلمية التي تستطيع ان تقوم بهذه المهمة بكل أمانة وكفاءة وتميز وبالتالي فإن القبول يجب أن يكون مقنناً ويأخذ في الاعتبار هذه الأمور، اما التوسع في الدراسات العليا فقط بهدف ان يكون لدى الجامعة برامج دراسات عليا أعتقد ان هذا ليس هو الشيء الذي تسعى اليه الجامعة وتحاول قدر الامكان الا يكون لدينا برامج دراسات عليا الا اذا كانت هذه البرامج على مستوى متميز وهناك الامكانات التي تستطيع ان تخدم هذا البرنامج.
* لماذا يظل عدد المقبولين في الدراسات العليا محدوداً للغاية ولم لا تزاد المقاعد الدراسية مع وجود عدد كبير من الاساتذة والاساتذة المشاركين في الجامعة في الوقت الحاضر؟
الاحصائيات السنوية الصادرة من مركز المعلومات والاحصاء بالجامعة ومن وحدة المعلومات بالدراسات العليا توضح تزايداً في عدد المقبولين عاماً تلو الآخر، وذلك نتيجة لتنوع البرامج المتاحة وكذا للوفرة الحالية في أعضاء هيئة التدريس من أساتذة مشاركين وأساتذة ، ولذا عند الرجوع للبيانات والمؤشرات الاحصائية الصادرة عن مركز المعلومات بالجامعة والدراسات العليا لتطور تلك الأرقام يتضح ان الواقع غير ما تشيرون إليه، كما أن الجامعة لا تتبع سياسات تقوم على تخريج أعداد كبيرة، ولكن أهم الأسس التي تركز عليها الجامعة هي النوعية والجودة في المتقدمين والطلاب، وفي أبحاثهم ولا تمثل الأعداد وحدها فقط أولوية في هذا الشأن، هذا بالاضافة إلى أن الأعداد تقبل بناء على أرقام محددة تضعها الأقسام والكليات ويعتمدها مجلس الجامعة بما يتفق مع ظروف كل قسم على حده.
مع العلم بان الجامعة بدأت منذ العام الحالي بفتح باب القبول للدراسات العليا في الفصلين الأول والثاني من كل عام بعد أن كان مقتصراً على الفصل الأول فقط، كما أن هناك العديد من البرامج الجديدة ماجستير دكتوراه تم اعتمادها من قبل مجلس الجامعة مؤخراً وسوف يفتح باب القبول بها, كما أن بعض الأقسام العلمية قد بدأت بتطوير برامج الماجستير بالمقررات الدراسية والمشروع البحثي وهذه البرامج سوف تتيح للجامعة قبول أعداد أكبر بحول الله تعالى، لكن تظل الجامعة عند قناعتها بان برامج الدراسات العليا هي للنخبة المتميزة من الطلاب وفي الأقسام القادرة على تنفيذ هذه البرامج بالصورة والمستوى اللائق بسمعة الجامعة.
مدة طويلة
* كيف ترون مدة الدراسات العليا في رسالة الماجستير 4 6 سنوات ألا ترون أنها طويلة جداً مقارنة بما هو موجود في الجامعات الأجنبية؟
نعم تعتبر مدة الدراسات العليا في برامج الماجستير 4 6 سنوات مدة طويلة ولا شك ان في ذلك هدرا للوقت وللجهد وهي احدى السلبيات لبرامج الماجستير والدكتوراه ليس في جامعة الملك عبدالعزيز فقط، ولكن في معظم الجامعات السعودية، ولا شك أننا ندرك ذلك في هذه الجامعة، وقد اتخذت كافة الاجراءات للتصدي لهذه الظاهرة غير الايجابية ووجد ان هناك بعض الأسباب المؤدية إلى ذلك، بعضها يعود إلى الطلاب وعدم تفرغهم للدراسة وانشغالهم بأعمالهم التي يمارسونها، كما أن حداثة التجربة لبعض أعضاء هيئة التدريس هي احد المسببات للتأخير حيث ان الاشراف على الرسائل العلمية يتطلب خبرة وتجربة تختلف عن تجربة التدريس، كما ان البعض من اعضاء هيئة التدريس يعامل رسالة الماجستير مثل رسالة الدكتوراة ويطلب من الطلاب جهدا يفوق كثيرا عدد الساعات المخصصة لرسائل الماجستير في كل جامعات العالم، كما ان عدم وجود برامج دكتوراة في بعض الأقسام يؤدي الى هذه الظاهرة بالاضافة الى ذلك فان بعض الاجراءات الادارية وكثرة المجالس العلمية التي يعرض عليها مواضيع طلاب الدراسات العليا ايضا يؤدي الى اطالة فترة الدراسة، وفي هذا الصدد فقد وجه معالي وزير التعليم العالي بعقد ندوة عن الدراسات العليا في الجامعات السعودية يناقش بها كل ما من شأنه تطوير برامج الدراسات العليا واللوائح الخاصة بها وسوف تعقد هذه الندوة بعون الله تعالى في رحاب جامعة الملك عبدالعزيز وفي شهر محرم 1422ه الموافق ابريل 2001م.
* سمعنا انه سوف يتم فتح باب القبول للدراسات العليا في قسم الاعلام الصحافة بشكل خاص مع العلم انه لا يوجد سوى ثلاثة متخصصين او اربعة ولا يكادون يغطون مرحلة البكالوريوس؟
كما اشرت مسبقا ان كافة ما يتخذ من قرارات بانشاء برامج دراسات عليا يخضع لشروط ودراسات ومراجعات لمجالس عديدة حتى يتم الرفع بها الى مجلس الجامعة ولا يمكن اعتماد بدء برنامج للدراسات العليا الا في ضوء توافر المقومات والتسهيلات ومن اهم عناصرها توافر اعضاء هيئة التدريس وقد أعدت عمادة الدراسات العليا دليلا ينظم اجراءات البدء في اعتماد برامج جديدة يأخذ في الاعتبار اهداف البرنامج وأهميته، الحاجة الفعلية اليه مدعما ببعض الاحصاءات المهمة، توفر اعضاء هيئة التدريس والامكانات الاخرى من معامل واجهزة وقوى بشرية تشمل مساعدي الباحثين والفنيين وسوف تطبق على قسم الاعلام المعايير السابق ذكرها.
نعم يتم قبولهم
* يشكو الكثيرون من المتقدمين للدراسات العليا من ان قبول الطلاب غير المتخصصين في الاقسام العلمية لم ينفذ حتى على ارض الواقع,, ثم صدور قرار بخصوص هذا الموضوع منذ وقت طويل ماهو تعليقكم على ذلك؟
للقبول بالدراسات العليا شروط عامة يجب استيفائها ,, كما ان بعض الاقسام العلمية او الكليات تضع شروطا اضافية بما يتفق مع طبيعة الدراسة بها ومتطلباتها وهناك بعض الأقسام تسمح بذلك على ان يكون التخصص مناسبا ومتوافقا مع المخصص المطلوب دراسته على ان يدرس الطالب بعض المواد التكميلية ولكن بصورة عامة هذه لا تمثل قاعدة لكنَّ هناك عددا من الطلاب يتم قبولهم سنويا في برامج ماجستير في تخصصات تختلف عن تخصصاتهم في درجة البكالوريوس.
* التخصصات للدراسات العليا في بعض الكليات كيف ترون اهميتها وكفاءة وكفاية اعضاء هيئة التدريس؟
تلعب التخصصات العلمية للدراسات العليا في بعض الكليات اهمية بالغة حيث ان العملية العلمية تعتمد بشكل رئيسي على وجود التخصص وطالب الدراسات العليا وعضو هيئة التدريس المشرف على الأطروحة تحت الدراسة وبزيادة عدد التخصصات تزداد تخصصات المواضيع البحثية او الرسائل العلمية ولاشك ان البدء بالدراسات العليا في تخصصات معينة يأتي بعد دراسات ومناقشات واجتماعات مطولة ولإقرار برنامج جديد في احد التخصصات يتطلب موافقة عدد من المجالس على مستوى القسم العلمي والكلية ومجلس الدراسات العليا ثم مجلس الجامعة ويتم ذلك للتأكد من احتياج المجتمع للدراسات العليا في ذلك التخصص وانه تتوافر كافة المقومات والامكانات اللازمة كما انه يوجد عدد كاف من المتقدمين للالتحاق بذلك التخصص ومن بين المقومات الأساسية كفاءة وكفاية اعضاء هيئة التدريس.
فكفاءة وكفاية اعضاء هيئة التدريس يمثلان جوهر العملية العلمية حيث بدونهما لا تقوم الدراسات العليا, فعلى عاتقها تقع مسؤولية وضع خطة البحث والمتابعة الاكاديمية والبحثية لطالب الدراسات العليا حتى يتم منح الدرجة العلمية وكفاءة عضو هيئة التدريس تتمثل في اختيار مواضيع بحثية ذات جودة عالية مما يتبعها من تدريب طالب الدراسات العليا على طرق وأساليب بحثية تلعب دورا فعالا وجوهريا في تحسين نوعية وجودة طالب الدراسات العليا وتنمية قدراته البحثية ليصبح عضو هيئة التدريس او باحث المستقبل بحول الله وقوته.
وتتميز برامج الدراسات العليا ماجستير ودكتوراه بجامعة الملك عبدالعزيز بتنوعها فهناك ما يقارب من 80 برنامجا لكليات الهندسة، تصاميم البيئة، العلوم، الاقتصاد والادارة، الآداب والعلوم الانسانية، الطب والعلوم الطبية، علوم الأرض، علوم البحار، الارصاد والبيئة وزراعة المناطق الجافة بالاضافة الى كلية التربية بالمدينة المنورة.
* الابتعاث وأهميته,, ألا تتفقون معي في انه قل عن السنوات القليلة الماضية؟
لاشك ان الابتعاث للدراسات العليا في الخارج له أهميته من مختلف النواحي وتلك الأهمية لم تخف كما قد يتصوره البعيدون عن المجال الاكاديمي,, بل الحقيقة ان الابتعاث للدراسات العليا في الفترة الاخيرة وفي ظل لائحة الابتعاث والتدريب تم دعمه وأصبح متاحا في جميع التخصصات وليس فقط بالنسبة لمعيدي ومحاضري الجامعة بل ايضا للقوى البشرية الاخرى الفنية والصحية والادارية في الجامعة حتى تواكب احتياجات الجامعة وخططها المستقبلية.
كما ان آخر احصائية اعدتها ادارة البعثات في الجامعة توضح بأن لدى الجامعة 216 مبتعثا و116 مبتعثة في جامعات مختلفة في امريكا، كندا، بريطانيا، فرنسا، استراليا، بالاضافة الى بعض الجامعات السعودية لكن ما تواجهه الجامعات السعودية في هذا الصدد هو عدم تخصيص وظائف معيدين جديدة وبالتالي فان الجامعات ستواجه مشكلة في المستقبل القريب لإحلال الاعداد الكبيرة من هيئة التدريس السعوديين المتوقع احالتهم للتقاعد.
معوقات البحث العلمي
* ماهي اهم معوقات مسيرة البحث العلمي في دول العالم الثالث؟
لا تزال بعض دول العالم تنظر الى البحث العلمي كترف فكري وليس له اولويات في الصرف والانفاق من ميزانيتها وهذا لاشك ادى الى انخفاض مجالات البحث العلمي مقارنة بالدول الغربية المتقدمة وقد يكون السبب في ذلك:
توفر الامكانات البشرية والمادية بشكل كبير في الدول المتقدمة.
قناعة المجتمع الصناعي والتقني في تلك الدول بأهمية البحث العلمي.
توفر مراكز المعلومات القادرة على تزويد الباحثين باحتياجاتهم من المعلومات في مختلف مجالات المعرفة.
توفر المراكز والآليات البحثية بالاضافة الى تعدد الجهات الداعمة للبحث العلمي ومتى ما توفرت مثل هذه الامكانات وساهمت الدول في تخصيص جزء بسيط من دخلها القومي وكذلك المؤسسات الانتاجية العامة والخاصة في الصرف على البحث العلمي فان ذلك سيكون ولاشك دافعا للكثير من الابحاث العلمية المتميزة التي تساهم في تحقيق التنمية الوطنية والرفاهية الاقتصادية والمساهمة في حل مشاكل المجتمع المتعددة بأساليب علمية توفر الوقت والجهد والمال.
* يعتبر برنامج الاشراف المشترك بالتعاون مع الجامعات البريطانية لتأهيل بعض محاضرات الجامعة للحصول على درجة الدكتوراه من البرامج الفريدة في المنطقة ,, فهل يمكن تقديم نبذة مختصرة عن هذا البرنامج وتكاليفه المالية مقارنة بالابتعاث؟
هذا البرنامج من البرامج المتميزة والتي يمكن ادراجها ضمن برامج التعاون مع الجامعات العالمية في مجال التعليم عن بعد فبالرغم من وجود اكثر من 116 مبتعثة لجامعة الملك عبدالعزيز في الخارج الا ان هناك بعضا من المحاضرات السعوديات اللاتي لا تسمح لهن ظروفهن للبقاء فترة 5 او 6 سنوات متواصلة في الخارج لدراسة الدكتوراه لذا فقد صممت جامعة الملك عبدالعزيز بمباركة من المقام السامي برنامجا للحصول على الدكتوراه بالتعاون مع 24 جامعة بريطانية مشهورة مثل جامعات لندن، مانشستر، ليستر، ستراثكلايد، نوتنجهام، بورتسموث، هارتوفردشاير وغيرها, حيث يوفر هذا البرنامج فرصة تسجيل المحاضرات لدرجة الدكتوراه في احدى الجامعات التي يتم قبولها بعد اطلاع الجامعة على السيرة الذاتية والسجل العلمي ورسالة الماجستير الخاصة بالطالبة وكذلك المقترح البحثي لها ثم يحدد للطالبة مشرف من الجامعة البريطانية توافق عليه جامعة الملك عبدالعزيز ومشرف مشارك من جامعة الملك عبدالعزيز ويقوم المشرف البريطاني بزيارة الجامعة لاكثر من مرة في العام وكذلك تقوم بعض الطالبات بزيارة الجامعة البريطانية في بعض الاوقات لقضاء فترات فيها اذا دعت الحاجة كما يعد المشرف الخارجي والمحلي تقارير دورية عن سير الطالبة وتقدمها يعرض على القسم العلمي كما تقوم جامعة الملك عبدالعزيز بتدريس بعض المقررات الاجبارية في مجال طرق واساسيات البحث العلمي الاحصاء، الحاسب الآلي واستخدام قواعد المعلومات بالاضافة الى بعض المقررات التخصصية التي يحددها المشرف على الطالبة، وقد تم تجهيز معامل حديثة ومتطورة لهذا البرنامج حيث ان الابحاث التي تجريها الطالبات تتم في داخل جامعة الملك عبدالعزيز وفي النهاية تتم مناقشة رسالة الدكتوراه اما في جامعة الملك عبدالعزيز او الجامعة البريطانية بحضور لجنة المناقشة التي تشكلها الجامعة البريطانية ويشارك فيها المشرف المحلي والمشرف العام على برنامج الاشراف المشترك بالجامعة وتمنح الدرجة العلمية الدكتوراه من الجامعة البريطانية وهي نفس الدرجة التي تمنح للطلاب الدارسين في بريطانيا.
هذا وقد ساهم البرنامج منذ قيامه في عام 1414ه في حصول 18 محاضرة على درجة الدكتوراه في تخصصات الكيمياء، الاحياء، الطب، العلوم الطبية الأساسية، الاقتصاد والادارة، الآداب والعلوم الانسانية، في فترة قياسية تتراوح بين 4 5 سنوات كما ساهم البرنامج في دعم التعاون بين جامعة الملك عبدالعزيز والجامعات البريطانية وإثراء تجارب اعضاء هيئة التدريس السعوديين في الاشراف المشترك على رسائل دكتوراه في الأقسام التي لا توجد بها برامج دكتوراه في الجامعة.
بالاضافة الى دعم النشاط البحثي العلمي في الجامعة من خلال مشاركة الاساتذة المشرفين البريطانيين في ورش العمل والدورات المكثفة التي تعقد بمقر البرنامج وبحضور طالبات البرنامج لكسب المزيد من المهارات العلمية والتزود بما هو جديد في مجال تخصصهن المتجدد والمتطور دائماً.
أما بالنسبة للتكاليف المالية للبرنامج فهي بالرغم من الزيارات المتكررة للمشرف للجامعة إلا انها اقل بكثير من تكاليف الابتعاث,, هذا بالاضافة الى ان البرنامج قد ساهم في تطوير الاجهزة والمعامل بالجامعة وتحديثها بالاضافة الى توفير بيئة علمية جيدة لمحاضرات الجامعة الطموحات واللاتي لا تسمح لهن ظروفهن الاجتماعية بالسفر الى الخارج للدراسة.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved