أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 3rd February,2001 العدد:10355الطبعةالاولـي السبت 9 ,ذو القعدة 1421

عزيزتـي الجزيرة

السجون,, ومنهجية التربية والتقويم
عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لقد كرم الله الإنسان بالعقل والإنسان العاقل هو من يستخدم عقله بالشكل المناسب، والإنسان العاقل هو من يأبى العودة إلى الخطأ، نعم إن الخطأ ليس نهاية العالم، وعلى كل إنسان عاقل ان يتعلم من أخطائه، ومن لم يستفد من أخطائه، فإنكم تتفقون معي بأنه من الحمقى.
ودعوني أكتب لكم عن السجين والذي يعيش في المجتمعات المحرومة من نعمة الإسلام فالسجين في تلك المجتمعات يعيش صراعات نفسية رهيبة، وما ان يخرج من السجن حتى يعود لسجنه مرة أخرى لافتقاده الكثير من مقومات الحياة الإنسانية، ولأنه لم يجد النصحية والتهذيب والتشجيع على بداية حياة جديدة بعيدة عن الاجرام وإيذاء البشر فالسجن عندهم مدرسة لتعليم الإجرام وليست للاصلاح.
وفي المملكة العربية السعودية يختلف الوضع نهائياً حيث ينظر لمن دخل السجن على أنه شخص قد ضل الطريق، حيث يجري ويتم اصلاحه وإرشاده إلى الطريق السليم، وإحياء نوازع الخير داخله في السجن، فقد يكون ذلك السجين قد دخل السجن لظروف خاصة أو لظروف اجتماعية أو غيرها.
كما يجري في المملكة إشعار السجين بقيمته كإنسان وان عليه ان يؤدي دوره في المجتمع بعيداً عن المشاكل والتي لن يجني من ورائها إلا وجع الرأس والقلب.
كما أن العفو السنوي في شهر رمضان من كل عام من لدن ولي الأمر سلمه الله له اثر واضح في نفس كل سجين وأسرته، حيث يشجع السجين على بداية حياة جديدة بعيدة عن الإجرام، ويرفع فيه الروح المعنوية، ويشعره ان الحياة ما زالت جميلة، ولن يكتمل جمالها إلا بالتقوى والصلاح، وعدم العودة إلى الذنب مرة أخرى وللعلم أيضاً فإن الجريمة تعني إتيان مانهى الله عنه، وعصيان ما أمر به وطاعة ولي الأمر واجبة، وعصيانه جريمة، وعبر الغراء الجزيرة والتي تعودنا منها إيصال نداءاتنا إلى أولياء الأمر سلمهم الله، فإنني أناشدهم الاستمرار في نهجهم الكريم بالعفو لمن يستحق، وبالذات لأهل الأحكام الطويلة،باستثناء الحدود، لأنه لا شفاعة في الحدود، حيث ان الكثير من الأسر انهارت وتدمرت بسبب غياب راعيها في السجن، فهيبة الأب في المنزل قد تردع المراهق وتمنعه من الوقوع في الخطأ، وأغلب السجناء قد قطعوا على انفسم وعداً وعهداً بعدم الرجوع لما بدر منهم، خاصة وأن كثيراً منهم قد حفظ كتاب الله الكريم، أو أغلب أجزائه، فما أجمل ان يكون الإنسان بين أطفاله.
كما أود توجيه رسالة إلى كل سجين، لقد وجدت كل الرعاية والاهتمام وندعو المولى بأنك قد استفدت من اخطائك، وكن على ثقة بأن الظروف تصنع الأقوياء ولا تصنع مجرمين، وللمجتمع دوره في عدم عودة السجين للسجن، بأن تقابله بالصفح والعفو، ولا ننسى ان الدين المعاملة وان البشاشة جوهر المعاملة.
وللقطاع الخاص رسالة أيضاً بالاستفادة من الشهادات والمهن والتي قد تعلمها وأتقنها السجين أثناء فترة سجنه.
مفلح حمود الأشجعي
عرعر

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved