أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 6th February,2001 العدد:10358الطبعةالاولـي الثلاثاء 12 ,ذو القعدة 1421

الثقافية

لافتة
جسد الذائقة
الكل يعرف أن لغة الخطاب الأدبي لا يمكن أن تقسم أو تفيّأ,, إذ لا يمكن على الاطلاق أن يُقال إن هناك، أو هنا أدباً نسائياً، وآخر رجالياً، أو إنه من المفروض أن يكون الأدب طافحاً بأدب الأطفال وآخر للراشدين,, أو إن هناك أدب مجانين وأدب عقلاء,.
الأخطر أنهم يقولون اليوم شعر فصيح وشعر شعبي، وأدب محلي وآخر عالمي، وما إلى ذلك من عبث، وتقسيم، وتقليم، ولعب وطبطبة وامتهان لسمعة الكلمة والذوق باسم مناصرة الشعر الشعبي، وأدب المرأة,, حتى أصبحنا كقراء، ومتابعين مرهونين إلى مثل هذه النزوات التي لا تترك عادة إلا مزيدا من الندوب، والأخاديد في جسد الأنثى المجازية أعني الذائقة ,, وأعني بقاء تلك الذكريات الهشة وغير العطرة في مسيرة ذلك التواصل الأجوف.
أذكر أن هناك أسماء جاءت، وعبرت,, أهرقت الكثير من الحبر، وأرهقت المتابع وشلت قدرات الواعدين الأوفياء لفنهم، وأدبهم، إذ عبثت هذه الأقلام، وتلك الأصوات بكل شيء,, بالملاحق وصفحات الابداع، والفكر، وأخبار المجتمع إلا أن هذا العبث واللهو ولله الحمد لم يستمر,, بل توارى وظلت القدرات البسيطة والجادة للواعدين مثل الشجرة العظيمة تنحني للعاصفة حتى ترحل لتعود الى شموخها الجميل.
وباسم هذا التصنيف، والتشطير الذي نادى به بعض النقاد ذابت القيمة الجمالية لدأب الطاقة الجادة,, تلك التي تسهم في بناء المشهد الثقافي بعيدا عن الأنانية وبناء الذات بطريقة ماكرة.
أعرف، وأظل على اليقين أن كل من يأتي من هؤلاء الى مشهدنا الثقافي لا يهمه من أمر الذائقة شيئا انما أهم أهدافه وأكبرها بناء ذاته وهدم كل ما لدى الآخرين بوصفه طاقة وموهبة خصنا الله بها دون غيرنا,, وعلى هذا المنوال ومعمعة هذا السياق لم نعد نميز بين هذه الوجوه، وتلك التجارب النرجسية,, لنصبح أمام عيب الرؤية، وضمور التفكير لنتوه في حيرتنا، ودهشتنا,, وكأنهم حواة راقصون,, أهل سرك جوال لهم في كل زمن أرض,, وأهل في كل مكان.
كيف نعيد صياغة الفهم لهذا العالم,,؟!,, وكل يوم يطل رأس القضية الأشيب من جديد نحن أمام مشهد محير,, تتكاثر فيه الأصوات الصاخبة,, حتى نقف أمام هذه الاشكالية مسلحين بقول واحد تكاثرت الظباء على خُراش ,.
نحن في حيرة إلى أي لون ينتسب ولاؤنا,,؟! إلى من نصير,,؟ وعلى من نُجهز,,؟ سأبدأ بث لواعجي فلدينا,, رؤية,, ولا كل الرؤى,, ولدينا هم ولا كل الهموم,, لننتظر هدوء العاصفة,, ونعود كالشجرة المعافاة نتذكر زمن ذلك الصخب العابر,, فليس أعفى من أن يتماثل جسد الذائقة للشفاء.
عبدالحفيظ الشمري

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved