أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 6th February,2001 العدد:10358الطبعةالاولـي الثلاثاء 12 ,ذو القعدة 1421

المتابعة

قضية السلام توجه حملة الانتخابات الإسرائيلية
* القدس من كريستين هاوزر رويترز:
تظهر الاعلانات الانتخابية لحزب العمل الاسرائيلي الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في صورة صانع سلام يمد يده لرئيس الوزراء الراحل اسحق رابين.
ويصور حزب ليكود عرفات وهو يصيح قائلا: ان من حق اللاجئين الفلسطينيين العودة إلى ديارهم في اسرائيل حاليا.
ومع استمرار الانتفاضة الفلسطينية التي مضى عليها اربعة اشهر وقتل خلالها 378 شخصا تتمحور انتخابات رئاسة الحكومة الاسرائيلية التي تجري يوم الثلاثاء القادم حول اسلوب التعامل مع الفلسطينيين.
وقال مناحم كلاين الباحث بمعهد القدس للدراسات الاسرائيلية: هذه هي القضية التي تتركز عليها الاضواء, وهي التي حركت الرسائل والخطب والاعلانات الانتخابية،, ما من قضية اخرى تلعب مثل هذا الدور في تشكيل الخطاب الاسرائيلي وتؤثر مثل هذا التأثير على نتائج الانتخابات الاسرائيلية.
ومع ارتفاع عدد قتلى العنف بصورة شبه يومية يوجه النقاش حول الانتفاضة والعلاقات في المستقبل مع الفلسطينيين نبرة واسلوب الخطب والوعود الانتخابية والاعلانات الدعائية.
وأمضى رئيس الوزراء وزعيم حزب العمل ايهود باراك الجانب الأكبر من الأشهر الثمانية عشر التي قضاها في الحكم يسعى للتوصل من خلال التفاوض الى اتفاق للسلام مع الفلسطينيين حتى بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في سبتمبر/ ايلول الماضي.
ويقول منافسه ارييل شارون زعيم حزب ليكود اليميني انه ينبغي الا تجرى مفاوضات ما دامت الانتفاضة مستمرة.
وقال كلاين: المحور المستتر للحملة الانتخابية هو المدى الذي يتعين ان تذهب إليه اسرائيل في مجال استخدام القوة ضد الفلسطينيين, باراك يقول انه يمارس ضبط النفس وشارون يقول له انت اضعف مما ينبغي .
ويستند باراك الى رصيد حزب العمل الذي حقق اتفاقا للسلام مع الفلسطينيين, وقال مفاوضوه بعد انتهاء المحادثات مع الفلسطينيين في مصر في وقت سابق هذا الاسبوع انهم سيجرون مزيدا من المحادثات بعد الانتخابات.
غير ان بعض المحللين يشككون فيما اذا كان التلويح بإمكان اجراء مزيد من المحادثات او استخدام صورة عرفات في الاعلانات الانتخابية من شأنه ان يجتذب الناخبين أم يبعدهم في ظل مناخ العنف الحالي.
وتقول مصادر اسرائيلية قريبة من باراك ان الجهود مازالت جارية لعقد اجتماع قبل الانتخابات بينه وبين عرفات.
وعلق افرايم اينبار مدير مركز بيجن/ السادات للدراسات الاستراتيجية قائلا: هذا خطأ فالناس لا يحبون عرفات, اعتقد ان فكرة الاجتماع مع عرفات قبل الانتخابات يجانبها الصواب .
واضاف ان بنيامين نتنياهو هزم شمعون بيريس في انتخابات سابقة من خلال عرض صورة عرفات وهو يصافح بيريس.
وحاول باراك ان يصور شارون علىانه رجل سيقود اسرائيل الى الحرب لكن المحلل باري روبن شكك في جدوى استخدام رئيس الوزراء لصور عرفات وهو يصافح رابين وصور باراك نفسه مع الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون وعرفات.
وقال روبن: ليس هذا هو ما يحتاجه في اعلاناته .
الا ان روي بيليد وهواحد من يساعدون في تنظيم الحملة الانتخابية لباراك قال ان استطلاعات الرأي الداخلية تظهر ان باراك يحظى بتأييد الناخبين لاحرازه تقدما مهما في عملية السلام.
واضاف: عرفات يظهر في اعلانات باراك في سياق يبرز ضرورة الاختيار بين حكومة سلام وحكومة حرب .
وتحاول اسرائيل والفلسطينيون التوصل الى اتفاق نهائي للسلام يتضمن تسوية قضايا مثل وضع القدس واللاجئين الفلسطينيين والحدود التي ستقام داخلها دولة فلسطينية في المستقبل ومصير المستوطنات اليهودية في الاراضي المحتلة.
ولا يمكن لأي مرشح ان يتحدث عن المشاغل الداخلية لاسرائيل بمعزل عن النقاش حول شكل الدولة التي يريد الفلسطينيون اقامتها في الضفة الغربية وقطاع غزة على ان تكون القدس الشرقية عاصمتها.
ويتقدم شارون في استطلاعات الرأي بفارق يصل الى 22 نقطة مئوية وهو ما يعزوه كثير من المحللين الى ما يرون انه فشل باراك في التصدي للانتفاضة الفلسطينية على الوجه الصحيح والتوصل الى اتفاق للسلام.
ويقول كلاين: ومع ذلك فهذان الرجلان متقاربان كثيرا حتى الان .
وشارون جنرال سابق دبر الغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982 الذي ادى الى المذبحة التي راح ضحيتها مئات من اللاجئين الفلسطينيين في مخيمين في بيروت على يدي ميليشيا مسيحية متحالفة مع اسرائيل, وقد وجد تحقيق اسرائيلي انه مسؤول بصورة غير مباشرة عن المذبحة.
اما باراك فهو صاحب ارفع الاوسمة بين جنرالات اسرائيل وله أيضا سجل حافل في العمل العسكري ضد العرب.
ومع ذلك فكل من الحزبين يصور مرشحه في ملصقاته ولافتاته الانتخابية على انه الرجل الذي سيجلب السلام لاسرائيل.
ويقول خبراء الاستراتيجية في حملة باراك ان السلام والامن سيحلان في اسرائيل نتيجة للفصل بين اسرائيل والفلسطينيين.
ويرى روبن ان باراك يقول السلام,, السلام, السلام ولا يقول الأمن, وهذا خطأ كبير في الانتخابات .
ويقول كلاين ان شارون لا يشعر بحاجة الى تأكيد صورته كرجل حريص على الأمن,, ويضيف: ومن ثم يصبح السلام عنصرا رئيسيا في حملة شارون ,،
ويقول خبراء الاستراتيجية في حملة شارون ان مرشحهم سيتخلى عن مساحات من الاراضي اقل كثيرا مما سيعرضه باراك لاقامة الدولة الفلسطينية وسيضع الفلسطينيين في موقف دفاعي.
وقال الخبير رعنان جيسين: خلافا للمتصور من ان شارون سيستخدم اشد الوسائل في قمع الفلسطينيين او قطع رؤوسهم هذا غير صحيح, الاسلوب الذي سيستخدمه شارون يقوم على مبدأ أخذهم على غرة .
واضاف: اذا كانوا يريدون الحرب فلهم ما يريدون ولكن ليس ضمن الاطر التي يتوقعونها, سيكون شغل زعمائهم الشاغل عندما يستيقظون في الصباح اين سينامون الليلة التالية .

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved