أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 6th February,2001 العدد:10358الطبعةالاولـي الثلاثاء 12 ,ذو القعدة 1421

عزيزتـي الجزيرة

شريعة اليسر والسماحة
هذه الشريعة هي شريعة اليسر والسماحة أنزل الله كتابها شفاء لما في الصدور، وأرسل رسولها رحمة للعالمين رفع الله عن هذه الأمة الآصار والأغلال التي كانت على من قبلهم، فهي شريعة عدل خيار بين إفراط اليهود وتفريط النصارى.


خير الأمور الوسط الوسيط
وشرها الإفراط والتفريط

روى ابن جرير رحمه الله تعالى في تفسيره: عن ابن عباس، قال: قال موسى لقومه: (فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم).
قال: أمر موسى قومه من أمر الله عز وجل أن قتلوا أنفسهم قال: واحتبى الذين عبدوا العجل فجلسوا، وقام الذين لم يعكفوا على العجل، فأخذوا الخناجر بأيديهم، وأصابتهم ظله شديدة، فجعل يقتل بعضهم بعضا، فانجلت الظلة عنهم، وقد أجلوا عن سبعين ألف قتيل، كل من قتل منهم كانت له توبة وكل من بقي كانت له توبة.
فحذر الله سبحانه من التنطع والتشديد ونهى عن التعمق والعلو وأمر بالتوسط والاعتدال قال الله تعالى بعد ان ذكر أحكام الطهارة في سورة المائدة (ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم ولعلكم تشكرون), وقال سبحانه وتعالى في سورة الحج: (هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج)، وقال سبحانه بعد ذكر أحكام المعاشرة من سورة النساء (يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا) وقال جل شأنه بعد أن ساق أحكام الصيام في سورة البقرة (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون).
قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: (ونيسرك لليسرى) أي نسهل عليك أفعال الخير وأقواله ونشرع لك شرعا سمحا سهلا مستقيما عدلا لا اعوجاج فيه ولا حرج ولا عسر.
أما في السنة الصحيحة فقد وردت الأحاديث تترى في التحذير من مسلك الأمم السابقة فقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من العلو وأبدى وأعاد فقال صلى الله عليه وسلم إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين.
وكما حذر من التشديد في الدين حذر من التساهل في الدين وتمييعه فنهى عن نقر كنقر الغراب في الصلاة وفي مقابل ذلك قال يا أيها الناس إن منكم منفرين فمن أمَّ الناس فليتجوز فإن خلفه الضعيف والكبير وذا الحاجة وسط واعتدال لا نقر ولا غلو.
محمد علي الجوني
الرياض

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved