|
| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
تعقيباً على ما طالعنا به أحد الكتاب عبر (عزيزتي الجزيرة) في العدد 10329 تحت عنوان (الانجليزية يا وزارة المعارف) مطالباً بإدراج اللغة الانكليزية في المرحلة الابتدائية بحجة أن التعليم في الصغر كالنقش في الحجر!! أي حجر وماذا تنقش فيه؟ سبحان الله ألهذه الدرجة وصلت بنا التبعية والعجب بلغة القوم؟ على الرغم من أننا نعلم ان الغرب أخذوا أبجديات الطب والحساب والهندسة من المسلمين الأوائل (العرب), وفي هذا العصر نجد الجامعات في بعض الدول العربية تدرس الطب وغيره من العلوم باللغة العربية! فليس هناك ضرورة لتدريسه عندنا بغير العربية, ألا يمكن ان نعرّب ونترجم المصطلحات؟ إذن ليس هناك ضرورة لتعلمها بغير العربية في الجامعات فما بالك بمن ينادي بتعليم الانجليزية في الابتدائية؟ خصوصاً إذا علمنا أن سياسة التعليم في هذه البلاد المباركة نصت بقرار مجلس الوزراء الموقر رقم 779 في 16 17/9/1389ه على مايلي:
1 في المادة (24) الأصل ان اللغة العربية لغة التعليم في كافة مواده وجميع مراحله.
2 في المادة (140) تنشأ دائرة للترجمة تتابع الأبحاث العلمية في كافة المواد، وتقوم بترجمتها وتحقيق تعريب التعليم العالي.
3 وفي المادة (164) يُعنى بالتربية الإسلامية واللغة العربية في معاهد وكليات إعداد المعلمين حتى يتمكنوا من التدريس بروح إسلامية عالية ولغة عربية صحيحة.
4 وفي المادة (137) تتعاون الجامعات في المملكة مع الجامعات الأخرى في البلاد الإسلامية لتحقيق أهداف أمة الإسلام في بناء حضارة إسلامية أصيلة.
5 في المادة (33) تربية المواطن المؤمن ليكون لبنة صالحة في بناء أمته، ويشعر بمسؤوليته لخدمة بلاده والدفاع عنها.
6 وفي المادة (38) بيان الانسجام التام بين العلم والدين في شريعة الإسلام، فإن الإسلام دين ودنيا، والفكر الإسلامي يفي بمطالب الحياة البشرية في أرقى صورها في كل عصر.
7 في المادة (114) ترجمة العلوم وفنون المعرفة النافعة إلى لغة القرآن، وتنمية ثروة اللغة العربية من مصطلحات بما يسد حاجة التعريب، ويجعل المعرفة في متناول أكبر عدد من المواطنين.
فرحم الله المؤسس رحمة واسعة الذي أرسى دولة قائمة على كتاب الله وسنة نبيه، وحفظ خادم الحرمين الشريفين، وساعده الأمين ولي عهده، وسمو النائب الثاني وجعلهم ذخراً للإسلام والمسلمين فقد حققت حكومتنا كل ما يخدم أمتنا وديننا ولغتنا وثقافتنا الإسلامية من خلال مواد سياسة التعليم آنفة الذكر وغيرها.
لكننا نجد بعض المعجبين بحضارة الغرب (المخدوعين) أو المقلدين لهم يرددون بين الفينة والأخرى المطالبة إدخال اللغة الانجليزية للمرحلة الابتدائية ناسين أو غير عارفين بما سيؤول له حال الطلاب وقتئذ!!
إن خطورة هذه الدعوة على الأجيال القادمة عماد الأمة وحصنها الحصين بعد توفيق الله جسيمة والخطب جلل ويظهر ذلك من ناحيتين:
الأولى: بعيدة المدى ابعاد أبناء المسلمين عن لغة القرآن وحضارة الإسلام وثقافة أمتهم, عندها لا تسأل في أي وادٍ هلكوا!
الثانية: قريبة المدى لعل منها على سبيل الذكر لا الحصر:
1 أن حصص اللغة الانجليزية في المرحلة الابتدائية ستكون على حساب حصص القرآن الكريم ومواد الدين، واللغة العربية، لغة القرآن.
2 ان اهتمام الطالب في هذه المرحلة ووالديه سينصب على هذه اللغة على حساب العقيدة ولغة القرآن, وهذا مجرب في المدارس الأهلية القائمة الآن!
3 سيكون ولاء الطالب في سن مبكرة للغة الانجليز، على حساب ولائه لدينه وعقيدته ولغة القرآن وبالمقابل سيصيب براءته من الكفار ما يصيبها.
4 تأثر ثقافة الطالب بالثقافة الغربية، فإذا تعلم لغتهم فسيتناول كتبهم، ومجلاتهم ووسائل إعلامهم بالقبول والحب والتعلق (وهذا هدف الغرب وأتباعهم، لذا حرصوا على فرض تلك اللغة في هذه المرحلة).
5 ولكم ان تنظروا في طلاب المدارس الأهلية التي تعلم هذه اللغة في المرحلة الابتدائية، كيف تأثيرها على الطالب وعلى مستواه في باقي المواد, وإن تظاهر بعض المسؤولين بخلاف ذلك، وإن جامل أولياء أمور الطلاب أو لم يفقهوا الحقيقة,.
فالمصيبة عظيمة، والخطب جلل، ألا فلتتقوا الله يا من تسعون في تغريب أبناء المسلمين دون شعور بخطورة ذلك واعلموا أنكم مسؤولون عن ذلك يوم لا ينفع مال ولا بنون, وكذلك من يعلمون بخطورة هذه الدعوة وبالحق لا ينطقون.
ولا غرابة ان نجد الغرب كما في فرنسا ان يمنع القانون تعلم ودراسة اي لغة غير اللغة القومية (الفرنسية) في رياض الأطفال وغيرها, ونسمع انهم يمنعون وصول وسائل الإعلام الأخرى خوفاً على ثقافتهم حتى وصل الأمر بفرض غرامة مالية وإيقاف بث احدى القنوات الفرنسية لمدة معينة لأنها عرضت فيلماً كرتونياً لدقائق معدودة باللغة الانجليزية! ونحن نرحب ونهلل ونسهل لأولادنا إذا نطقوا بالكلمات الانجليزية, ونفرح به ونمدحه إذا رطن بالأعجمية, بل من بني جلدتنا من يطالب بتعليم اللغة الانجليزية في المرحلة الابتدائية!!!
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ونسأله سبحانه ان يهدي ضال المسلمين، كما نسأله ان يبارك في أبناء المسلمين في الدارين، وهو المسؤول سبحانه ان يهديهم الصراط المستقيم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
عبدالعزيز بن علي العسكر
الخرج
alasker9@ayna.com
|
|
|
|
|
