أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 6th February,2001 العدد:10358الطبعةالاولـي الثلاثاء 12 ,ذو القعدة 1421

تحقيقات

السعودة,, حلم يتشكّل واقعاً,, ولكن!!
أحد المصانع: مرتباتنا جيدة,, وموظفونا لا يعرفون التقاعس!!
مواطنون: الرواتب أحد أكبر العوائق أمامنا في الالتحاق بالقطاع الخاص
* تحقيق :هدى بنت عبدالمحسن المهوس
تأتي التوجيهات بضرورات السعودة وإحلال المواطن محل العمالة الوافدة كنهج متميز لتمكين المواطن من التصدي لمهمة تنمية بلاده، كما ان السعودة وسيلة لتوظيف المواطنين وتمكينهم من أداء الأدوار الوطنية المرجوة منهم,, وفي نفس الوقت تتيح الفرصة لهم للكسب الحلال وتلبية متطلباتهم الشخصية والاسرية.
ولكل نظام ايجابياته وسلبياته، ورغم الايجابيات الطاغية لنظام السعودة، فإن هناك سلبيات تتطلب تلافيها.
ومن خلال تلك الخلفية كان ل (الجزيرة) جولة شاملة استمعت فيها للكثير من الآراء والأفكار حول السعودة وحول ما يشاع عن شبابنا بأنهم كسالى، ممن هم على رأس العمل,, وكانت المحصلة كما يلي:
المواطن لا يقل كفاءة عن الوافد
في البداية يحدثنا عبدالله خليفة المطلق مدير عام الإدارة بشركة يوسف احمد كانو عن تجربة الشركة في تطبيق السعودة فيقول:
لا شك ان قرارات السعودة التي صدرت منذ فترة سابقة عن صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله جاءت ملبية لآمال وطموحات الكثير من المسؤولين في بلادنا وكذلك الشباب السعوديين المتخرجين الذين بدؤوا رحلة البحث عن وظائف في سوق العمل, وأنه يجب ان نؤكد على حق المواطن في توفير الوظيفة المناسبة له والتي تتناسب مع مؤهلاته وقدراته العملية لأن مسؤولية الحفاظ على مكتسباتنا الوطنية يجب ان يتحملها أبناؤنا بالكامل بل يجب عليهم التطوير والتحديث بشكل دائم، ومن واقع تجربتنا مع السعودة في شركة يوسف بن احمد كانو فإنني أؤكد أن البديل لا يقل كفاءة عن الوافد بأي حال من الاحوال إذا تم توفير التدريب اللازم له, ولدى يوسف بن احمد كانو مراكز للتدريب في كل من الشرقية بالخبر والرياض وجدة لإعداد وتأهيل الخريجين قبل تسلمهم العمل بالشركة مقابل مكافأة شهرية يحصلون عليها لانتظامهم بالتدريب، كما يتم متابعتهم على رأس العمل وتوجيههم لاكتساب الخبرة الوظيفية ومعرفة طبيعة العمل, وتوفر الشركة لمنسوبيها الدورات التدريبية التي يحتاجونها من واقع تقارير رؤسائهم والبرامج التي تقدمها مراكز التدريب بالشركة بانتظام، حيث يتم ترشيح المتدربين من قبل مديري الأقسام ورؤسائهم المباشرين, وقد بلغ عدد الملتحقين بالدورات التدريبية التي اعدت للموظفين على رأس العمل في العام الماضي ما يقرب من 1200 موظف التحقوا ب 27 دورة تدريبية وأكثر بالاضافة الى المستجدين الذين التحقوا ببرنامج المواهب المعدة لتدريب وتأهيل السعوديين ومدته سنة تقريبا، حيث يتدرب الملتحق على الوظيفة التي سيشغلها بعد فترة التدريب, مما يدل على أهمية التدريب لإحلال العنصر الوطني محل الوافدين وبنفس القدرة من الكفاءة.
* وسألنا المطلق إن كانت قد طرأت بعض السلبيات على العمل بعد إحلال العمالة الوطنية!! ولماذا!!
فأجاب:
كل تجربة جديدة في بدايتها لها إيجابياتها وسلبياتها ولكن التقييم العام يكون من خلال المحصلة النهائية وحصر العناصر الإيجابية مقابل السلبية فإذا رجحت العناصر الإيجابية فمعنى ذلك ان التجربة ناجحة ويجب التمسك بها, وبالنسبة للسعودة فالوضع يختلف كثيرا لأن القرار هنا قرار استراتيجي مدروس من قبل الحكومة الرشيدة أيدها الله ويجب تنسيق وتكاتف كافة الجهود الوطنية لإنجاحه وتطبيقه بشكل كامل وتذليل كافة العقبات لنصل الى المستوى المطلوب, ومن واقع تجربتنا في شركة يوسف بن احمد كانو ان اعدادا كبيرة من المتدربين بعد انتهاء تدريبهم يتركون العمل بالشركة ويتجهون الى شركات اخرى مما يكلف الشركة الكثير من الأموال دون مردود ولا توفر لنا مكاتب العمل الحماية المطلوبة مثل التعاقد مع الخريجين لمدة عامين على الأقل وهو الشيء الذي يضمن لنا بعض الحقوق على المتدربين الذين قمنا بإعدادهم ولنحقق نسباً عالية في السعودة.
* ما مدى تجاربكم مع هذا القرار وما هي ايجابياته وسلبياته بعد تطبيقكم له؟ وكم وصلت نسبة السعودة في مؤسستكم؟
يمكن تلخيص الخطوات التي اتخذتها المجموعة في هذا المجال في النقاط التالية:
1 دعم مركز تدريب الشركة بالكفاءات البشرية والوسائل التعليمية والبرامج الفعّالة.
2 إيجاد نظام جيد للاجور والحوافز المادية والمعنوية المشجعة للشباب السعودي على بذل أقصى الجهد لإثبات جدارته وتحمل المسؤولية.
3 استطلاع آراء الأقسام المختلفة في اداء موظفيها لتقييمه وتصميم البرامج التدريبية المناسبة لسد اي فجوات في الاداء إن وجدت وتطوير مستوى العمل من مجرد الكفاءة الى الفعالية.
4 العمل على سعودة الوظائف الإدارية العليا والمناصب القيادية لأنه لن يكون اقدر على فهم ثقافة وسلوكيات السعوديين إلا إدارة عليا من السعوديين تتحمل مسؤولية القرارات التنفيذية المهمة من واقع الخبرة والممارسة بكافة المعطيات.
5 وضع خطط مستقبلية لتقيم الخطوات السابقة لبحث نقاط القوة للتركيز عليها وتتبع نقاط الضعف لتجنبها في المستقبل.
إما إيجابيات السعودة فهي عديدة ومنها على سبيل الذكر لا الحصر تلبية حقوق المواطنة لأبنائنا السعوديين بتوفير أولوية شغل الوظائف العامة والخاصة لهم ومما اسعدني كثيرا في الآونة الاخيرة هو استبدال عبارة الافضلية للسعوديين في إعلانات التوظيف بعبارة للسعوديين فقط مما يؤكد اهمية وجود العناصر الوظيفية والكوادر الوطنية لشغل تلك الوظائف,, كما ان تشغيل العمالة الوطنية ستكون قوة لدعم الاقتصاد الوطني وزيادة حركة الاسواق لأن العمالة الوطنية قوتها الاستهلاكية والشرائية اقوى من العمالة الوافدة التي تسعى الى الادخار والتوفير قدر الامكان, وكما سبق ان اشرت فإن السعودة لا تحمل في طياتها اية سلبيات ويستحيل ان ينجم عنها اضرار إذا ما تمت تدريجيا دون احداث فجوة باستثناء النقطة التي اشرت اليها آنفا وهي عدم استمرارية المتدربين بالشركة وتركهم العمل بعد صرف مبالغ كبيرة عليهم, والذي احب ايضاحه ان شركة يوسف بن احمد كانو قد تجاوزت نسبة السعودة على مستوى المجموعة الحد الذي اقرته وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ونحن نعد برامجنا للوصول الى مستوى يفوق المطلوب بإذن الله تعالى، والحمد لله فقد حصلت شركة يوسف بن احمد كانو على جائزة السعودة التي تقدمها الغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة الشرقية برعاية صاحب السمو الملكي امير المنطقة الشرقية في عام 1997م؛ مما يعني ان التزام الشركة بسعودة الوظائف وتعيين الشباب السعوديين المؤهلين هو التزام جدي وعملي ليس الآن فقط ولكن منذ ثمانية عشر عاما بتوجيه مدعوم من أصحاب الشركة وفقهم الله , وهم الآن يحثون المسؤولين لتحقيق هذا المطلب والمطمح الوطني ونسأل الله التوفيق في ذلك.
لا عمالة زائدة
* هل يتناسب حجم العمال مع حجم النشاط بعد صدور القرار وتطبيقه وإثر التخلص من العمالة الزائدة؟
ليس لدينا عمالة زائدة لأننا شركة قطاع خاص في المقام الأول وأعتقد ان كافة شركات القطاع الخاص ليس عندها ما يسمى عمالة زائدة لأن الجدوى الاقتصادية عندها محسوبة هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن الإحلال للعمالة الوطنية يتم وفق خطوات مدروسة وخطط عمل موضوعة للسعودة بشكل علمي وتدريجي.
* هل تواجهون صعوبات في التعامل مع العمالة الوطنية وإن وجدت, فما هي؟
إننا نختار أفضل العناصر الجادة القادرة على العمل بشكل إيجابي ونقدم لها كل العون والمتابعة وتدعمهم بالتدريب على رأس العمل وفي مراكز كانو للتدريب المنتشرة في المناطق الرئيسية بالمملكة بحيث يتم إكسابهم المهارات والسلوكيات الوظيفية المطلوبة، وبعد ذلك تأتي عمليات التقويم والمتابعة الادارية والإجراءات الشكلية التي لا تختلف في طبيعتها بين عمالة وأخرى، وإنما تحكمها أنظمة ولوائح الشركة بحيث يكون شعارنا دائما الاستمرار للأفضل.
خيار وطني
* الكثير والعديد يتشدق بالسعودة ولا يطبقها، فأين هي من المصانع والشركات والمستشفيات العملاقة, أم أن السعودة اقتصرت على أسواق الخضار والبقالات ومؤسسات النقل والبدالات الاوبريتير ؟
السعودة خيار وطني يلبي كافة الاحتياجات والمتطلبات الوطنية ويحقق آمال وطموحات كافة فئات المجتمع بلا مزايدات او شعارات لأن العمالة الأجنبية لا بد أن يأتي عليها يوم للرحيل عاجلا أم آجلا، وإنما هي مسألة وقت, وقد كانت الحاجة للعمالة الوافدة في الماضي ملحة نظراً لنقص الكوادر الوطنية المدربة ولكثرة متطلبات التشييد والعمران وقت الطفرة والتي استلزمت استقدام الخبرات الخارجية والعمالة الاجنبية لتنفيذ الخطط التنموية الطموحة التي وضعتها حكومتنا الرشيدة أيدها الله، وفي اعتقادي أن الاستعانة بتلك الخبرات في تلك الفترة لا مناص عنه، أما الآن فقد حققنا أهدافنا التنموية بفضل الله ثم بدعم حكومتنا الرشيدة التي وضعت البنيات الأساسة لمجتمعاتنا الحديثة في وقت قياسي, كما أصبحنا الآن مالكين لكوادر وطنية مؤهلة يتم إحلالها تدريجيا, إلا انه قد تنقصنا بعض التخصصات النادرة التي ما زلنا في حاجة اليها وكذلك بعض الاعمال التي لا يعمل بها المواطنون وهي ما ذكرتموه من أمثلة، فالقطاع الطبي ما زال بحاجة الى كوادر مؤهلة وكذا عمال المصانع وشركات التنظيف وغيرها لا يمكن الآن سد النقص بها, اما القطاع المصرفي فهو جانب مشرق في عملية السعودة وقد وصلت نسبة سعودة الوظائف به اكثر من 80% وكذلك قطاع الأعمال والتعليم وكافة المصالح الحكومية التي تعتمد بالدرجة الاولى الآن على العمالة الوطنية المدربة، وهذا توفيق من الله لهذا الوطن الكريم.
مهن غير تقليدية
* نظام السعودة, هذا القرار الرائد الى ماذا يطمح في نظركم وكذلك الى ماذا تطمح العمالة الوطنية ايضا من وجهة نظركم؟ وهل سيردد هذا المواطن عند تطبيقه لهذا القرار لأي من الجهات المعنية نظرة الى ميسرة ؟
الهدف المنشود هو تحقيق السعودة بنسبة مائة في المائة وإحلال العمالة الوطنية المدربة محل العمالة الوافدة، وهو مطمح استراتيجي وركيزة من ركائز التنمية والتطوير، والشباب الخريجين لهم الحق في إيجاد الوظيفة المناسبة لهم التي تتفق ومؤهلاتهم العلمية وقدراتهم الوظيفية, وفي الوقت نفسه فإنني أوجه الدعوة للشباب المؤهلين والباحثين عن الوظائف في سوق العمل ان يتجهوا الى الوظائف والمهن غير التقليدية التي تدر عليهم دخلا اكبر من الوظيفة التقليدية، فربما يكون قطاع الخدمات هو الأنسب لاستيعاب اعداد الخريجين الباحثين عن وظائف, فالعمل في الفنادق وخدمات السفر والسياحة والنقل يحقق دخلا اعلى من الوظائف التقليدية، وكذلك المشاريع التجارية الخاصة المتميزة كلها أفكار جديدة اتجه اليها الكثير من شباب العالم حتى لا يضيعوا وقتهم انتظاراً للوظيفة, وكما ذكرت فإن السعودة الآن في حيز التطبيق الفعلي وهي في ازدياد وينطبق عليها مقولة (لا تؤجل عمل اليوم الى الغد).
نرحب بالعمالة الماهرة
ثم انتقلنا الى مصنع الدانة للقوارب واليخوت حيث التقينا بالمسؤول هناك لنخرج منه بالحوار التالي:
* بعد صدور قرار السعودة لصاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز لإحلال المواطن السعودي بدل الوافد، في المهن والوظائف وبعد استجابتكم لهذا القرار من واقع التطبيق فلنقل الجزئي، هل البديل من وجهة نظركم أعطى الدور الذي أنيط به حقه؟ أم تقاعس لظروف ما كضعف المرتب مثلاً.
لا شك ان السعودة قرار جيد, ونحن في مصنعنا لم نتأخر لحظة في إحلال المواطن السعودي بدل العمالة الاجنبية ومرتباتنا جيدة وكل من وظف في مصنعنا لم يتقاعس وما زال على رأس العمل.
* هل طرأت سلبيات على العمل بعد إحلال العمالة الوطنية بدل الوافدة ولماذا؟
بالنسبة لمصنعنا هناك مهن يصعب على العمالة السعودية تطبيقها بما ان نشاطنا مرتبط بالبحر في صناعة القوارب واليخوت فلا يوجد فنيو فيبر جلاس او نجار بحري او مكنيكي بحري او كهربائي بحري لعدم وجود اكاديميات في هذا النشاط في المملكة.
* ما مدى تجاوبكم في تطبيق القرار، وهل يتناسب حجم العمال مع حجم النشاط بعد صدوره وإثر التخلص من العمالة الزائدة، وكم وصلت نسبة السعودة في مصنعكم!!
نحن كما ذكرنا لكم في البداية طبقنا توظيف العمالة السعودية بدلا من الوافدة والحمد لله والتواجد من السعوديين في تقدم مستمر وحجم العمالة متناسب مع حجم النشاط والتخلص من العمالة الزائدة يعتبر توازناً في مصروفات المصنع، وتبلغ نسبة السعودة في مصنعنا حوالي 35%.
* هل تواجهون صعوبات في التعامل مع العمالة الوطنية!! وإن وجدت فما هي!!
ليس هنالك صعوبات تذكر الا اننا نفتقد للعمالة الماهرة في هذا المجال ومصنعنا يفتح ذراعيه لاستقبال أي فني سعودي في هذا النشاط.
تفهم من الشباب
وانتقلنا الى مدير التوظيف والسعودة في شركة كوكا كولا السعودية لتعبئة المرطبات السيد محمد الطائفي الذي قال: يمكنني وبكل ثقة ان اقول ان العمالة الوطنية أعطت الدور الذي أنيط بها رغما عن الصعوبات التي واجهت العمالة الوطنية عند بدء تطبيق القرار وتمكنت من التغلب على أثر الصدمات الاولى المتمثلة في تقبل الأعمال المطلوبة منها وتفهم اصحاب الاعمال لحداثة خبرة الشاب السعودي واحتياجاته الاجتماعية, وبالعزم والإصرار اقتنع الطرفان ان هناك نقطة تحول وتحد ينبغي العمل على اجتيازها.
* ولكن هل واجهتكم أي سلبيات؟
نعم طرأت بعض السلبيات شأنها شأن التجارب في بداياتها، وذلك يعود لعدة أسباب سأشير الى اهمها وهي صعوبة تقبل العمالة الوافدة للتحول وصعوبة فهم الشاب السعودي لطبيعة المرحلة، فعملية نقل المهام التي كلفت بها العمالة الوافدة، لسنوات طويلة مرت بمصادمات نفسية، والحمد لله تمكن شبابنا من اجتيازها وأثبتوا ان قدراتهم تحتاج فقط للصقل والتدريب والدعم النفسي والإداري وهذا ما نسعى ونطمح إليه نحن في الشركات الخاصة حتى يتمكن شبابنا من القيام بدورهم المنوط بهم.
* ما مدى تجاوبكم مع هذا القرار؟ وما هي إيجابياته وسلبياته بعد تطبيقكم له؟ وكم وصلت نسبة السعودة في مجموع شركاتكم؟
اننا جميعا نحترم ونقدر قرار السعودة لما يعود به من فائدة لهذا الوطن الغالي، فقد قمنا بما هو مطلوب على اكمل وجه ولله الحمد ونسعى لتطوير النسبة كل عام وفق ما هو مطلوب منا فنحن نعتني بالشاب السعودي لأنه الاستثمار المربح للشركة واستمرار ذلك يرجع لمدى اهتمام ورغبة الموظف في التدرج على سلم الوظيفة بسرعة وهو ما يتنافى مع الخطط التدريبية الموضوعة ولكن بمزيد من الشرح والتبين لأهمية المحاضرات والخطط التدريبية تمكن شبابنا من التفهم والتجاوب.
* هل يتناسب حجم العمال مع حجم النشاط؟
ليس هناك مصاعب تواجهنا في هذا الشأن، فقد ادركت الشركات الخاصة الطرق المتوفرة للبحث عن الشخص المناسب، وحاليا اسعى جاهدا لتأسيس بنك معلومات يخص الشركات الكبيرة والمنضوية تحت لواء الغرفة التجارية للتنسيق فيما بينهم للحصول على الشخص المناسب على ضوء البيانات الذاتية التي ستكون متوفرة بين الشركات، ولا ننسى دور الجامعات والمعاهد والكليات الإدارية والتقنية الفعال لتطوير المناهج التعليمية لتلائم احتياجات السوق العالمية والمحلية.
* صعوبات التعامل مع العمالة الوطنية,, هل هي حقيقة أم مجرد مزاعم؟
لا توجد صعوبة في التعامل مع العمالة الوطنية فالجميع استطاع التعامل مع العمالة الوافدة بإيجابيتها وسلبياتها فكيف يصعب علينا التعامل مع أبناء وطننا؟
* الكثير متشدق بالسعودة فأين هي من المصانع والشركات والمستشفيات العملاقة؟ أم السعودة ستقتصر على أسواق الخضار والأجرة العامة، والبقالات والبدالات؟
الخطوة المباركة التي اتخذتها حكومتنا الرشيدة بسعودة أسواق الخضار والاجرة العامة والبقالات هي اكبر دليل على وجود العمالة الوطنية الجيدة, وقد وجد القطاع الخاص الفائدة المرجوة من توطين الوظائف، قد تكون هناك بعض الشركات الصغيرة التي لا تسمح ظروفها المادية بالتحول السريع نحو توطين الوظائف بتعديل ميزان الرواتب لتشجيع الشباب السعودي وتسعى هذه الشركات جاهدة لخلق حلول تتناسب مع خططها.
* نظام السعودة، هذا القرار الرائد الى ماذا يطمح في نظركم وكذلك الى ماذا تطمح العمالة الوطنية ايضا من وجهة نظركم؟
نظام السعودة كما ذكرت سابقا خطوة مهمة لبناء اقتصاد قوي ومتوازن وتطوير الكوادر الوطنية والتخلص من العمالة الوافدة وهذا سيحد مع مرور الوقت من الأموال المحولة شهريا للخارج إضافة الى الحفاظ على الأمن وإشاعة الطمأنينة بين المواطنين, وتطمح العمالة الوطنية من وجهة نظري الى الاستقرار في القطاع الخاص كما هو الحال في القطاع العام.
الرواتب,, أسباب اقتصادية
* قلة رواتب القطاعات الخاصة وضعفها للعمالة السعودية، ما مبرراتها؟
هي بالتأكيد اسباب اقتصادية بحتة، فجميع الشركات تسعى لأكبر كسب ممكن واكثرية الشركات اعتادت على ارقام معينة من الأرباح، ولكن في رأيي يجب تدخل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لوضع حد أدنى للرواتب مثل ما هو معمول به في بعض الدول النامية وسيكون ذلك بداية لتأمين رواتب للعمالة الوطنية تتناسب مع متطلبات الحياة الاجتماعية للمواطن.
* لماذا تفضل القطاعات الخاصة العملاقة العمالة الأجنبية بدلاً من العمالة الوطنية؟
هناك عدة اسباب منها تدني الرواتب، وقدرة الوافد للعمل عدة ساعات نظرا لتفرغه التام فهو قادم من بلاده لهدف محدد وليس لديه التزامات اجتماعية وعائلية، وقلة تنقلهم بين الشركات، علما بأن التكاليف التي تتكبدها الشركات عند مغادرة المواطن لوظيفته هائلة فالشركات لديها ميزانيات محددة من اجل البحث عن الموظفين المناسبين، إضافة الى نفقات التدريب والمصروفات الإدارية الأخرى.
وانتقلت (الجزيرة) الى قطاع آخر فكان مقصدنا المصنع السعودي الحديث/ صناعة برادات المياه وشوايات الدجاج واللحوم والأفران وسخانات الطعام وثلاجات العرض وغرف التبريد وثلاجات السيارات واعمال الستانلستيل.
والتقينا بصاحب المصنع حامد بن عصام بن عبدالرحمن بلبل وسألناه:
* بعد صدور قرار السعودة لصاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز يحفظه الله لإحلال المواطنين السعوديين بدلا من العمالة الوافدة في المهن والوظائف وبعد تطبيقكم لهذا القرار هل أدت الكفاءات السعودية الدور الذي أنيط بها أم تقاعست لضعف الراتب مثلا!! نرجو توضيح ذلك من وجهة نظركم الشخصية!!
لقد أعطى المواطن السعودي كامل الدور المطلوب منه في الوظائف التي تم قرار السعودة بها, ولكن هناك وجود لبعض الأشخاص الذين يرغبون منذ البداية في الراتب العالي علماً بأن رواتب السعوديين محددة من قبل مكتب العمل، وكذلك البعض يجد صعوبة في المجيء الى المصنع يومياً لبعد المصنع عن مدينة الدمام بما يقارب 35 كم والبعض يتذمر من طول الدوام, مع العلم ان ساعات الدوام بالمصنع هي 8 ساعات كما حددت من قبل مكتب العمل ولكنها متواصلة وتتخللها ساعة للطعام والراحة, وهنالك نوع من التعالي لدى البعض على نوعية الوظيفة، فلا يرضى العامل السعودي ان يقوم بعمل الحرفي او الفني علماً بأن المصنع يعمل في مجال الصناعات وبالتالي فإن جميع الوظائف المتاحة هي وظائف فنية والرغبة دائماً في العمل الإداري ولكن العمل الاداري محدود في مجال الصناعة.
* هل طرأت سلبيات على العمل بعد إحلال العمالة الوطنية بدل الوافد نرجو توضيح ذلك؟
لم يحدث أي تغيير في العمل ولكن كما ذكرنا سابقاً بعد المسافة يشكل عائقاً على العمالة وطول الدوام وبالتالي كثرة الغياب تؤثر على العمل, فتركيز العامل على الراتب فقط يحدث مشكلة بالنسبة الى العامل بعدم التركيز على العمل وبالتالي يفقده اية مهارة او اكتساب مهارات جديدة, وبالتالي عدم تطوير نفسه ويؤثر ذلك على راتبه.
* ما مدى تجاوبكم مع هذا القرار، وما هي في نظركم ايجابياته بعد التطبيق وخصوصا على العمل نفسه؟
لقد قام المصنع منذ البداية بالتجاوب مع هذا القرار، وقد قام بطلب بعض الوظائف من مكتب العمل, وقام مكتب العمل بإرسال عدد من العمالة السعوديين ولكن ما نطلبه هو التعاون والتجاوب من الطرف الآخر وهم العمالة السعوديون فعدم الاستقرار في العمل وكثرة الغياب وعدم التركيز في العمل يسبب في بعض الأحيان مشاكل للمصنع, وهنالك ايجابيات كثيرة لهذا القرار منها تقليل البطالة ودعم الاقتصاد الوطني وتوجد بعض الامور التي تساعد على توفير بعض المصاريف منها عدم وجود إقامات او رخص عمل وبالتالي عدم تجديدها وعدم دفع بدل السكن الى العمالة السعوديين لوجود سكن لهم او خاص بعائلاتهم, وبالتالي فإن توفير هذه المصاريف يساعد المصنع على التطور.
* هل يتناسب حجم العمال مع حجم النشاط بعد صدور القرار وتطبيقه والتخلص من العمالة الزائدة, وكم تصل نسبة السعودة في مصنعكم!!
إن عدد العمالة في المصنع يتناسب مع حجم النشاط الذي نقوم به، ونسبة السعودة لدينا وفق المعدل المحدد في قرار السعودة.
* وهل تواجهون صعوبات في التعامل مع العمالة الوطنية غير التي ذكرتموها؟
لا لا يوجد اية صعوبات في التعامل غير التي ذكرناها فالامور التي ذكرناها تحول بينه وبين تطور قدراته وبالتالي يبقى كما هو, ويسعى المصنع دائماً الى تطوير العمالة الوطنية.
نضطر للأجانب:
وانتقلنا الى القرية الحجرية للحجر الطبيعي والرخام والجرانيت والسراميك, وأجرينا الحوار التالي مع صاحبهافايز بن سعود شعبان.
* بعد صدور قرار السعودة لصاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز يحفظه الله لإحلال العمالة الوطنية بدلا من الوافدة في المهن والوظائف وبعد البدء في تطبيق هذا القرار من وجهة نظركم، هل الشاب السعودي اعطى الدور الذي انيط به حقه؟!!
بداية اريد ان اوضح ان مجال عمل المؤسسة، هو مجال البناء والتركيب للحجر والرخام ونظراً لعدم رغبة الشاب السعودي العمل في هذا المجال أضطر للتعامل مع العمالة الأجنبية.
* هل طرأت بعض السلبيات على العمل بعد إحلال العمالة الوطنية، وما السبب!! نرجو توضيح ذلك؟
لم تطرأ سلبيات على العمل بعد احلال العمالة الوطنية فحسب، بل غياب بدون عذر، وتأخير في الحضور، وعدم القدرة على الاداء الفعال واخيرا ترك العمل بدون انذار.
* ما مدى تجاوبكم مع هذا القرار؟ وما هي ايجابياته وسلبياته بعد تطبيقكم له؟ وكم وصلت نسبة السعودة في مؤسستكم!!
نحن من أسعد الناس بهذا القرار الحكيم ومن أكثرهم تشجيعا للعمالة الوطنية لما لهذا القرار من ايجابيات منها:
أ توفير فرص العمل للشاب السعودي وتفجير طاقاته الكامنة وسد باب البطالة.
ب الاموال والمبالغ الطائلة والتي تحول للخارج سيتم الاستفادة منها في دفع عجلة التنمية والتجارة وتفعيل حركة الاسواق السعودية, وقد وصلت نسبة السعودة في المؤسسة 10% نظرا لصغر حجمها.
* هل يتناسب حجم العمال مع حجم النشاط، اثر التخلص من العمالة الزائدة على ضوء القرار؟
لا لا يتناسب حجم العمالة مع حجم النشاط الذي تمارسه المؤسسه فهي بحاجة لزيادة الايدي العاملة لازدياد النشاط وخاصة بعد التخلص من الأيدي العاملة الأجنبية.
* هل تواجهون صعوبات في التعامل مع العمالة الوطنية!! وإن وجدت فما هي؟
نعم توجد بعض الصعوبات والتي سنتخطاها بإذن الله مع الوقت خلال التعامل مع العمالة الوطنية ومن الصعوبات قلة الخبرة لدى المواطن.
2 عدم قناعة المواطن بالمجال الذي يعمل به، عدم رضا الموظف بالراتب الذي يتقاضاه من قبل المؤسسة.
* الكثير يتشدق بالسعودة ولم يطبقها في القطاعات الخاصة خصوصا, والإ فأين هي من المصانع والشركات والمستشفيات العملاقة أم أن السعودة ستقتصر في نظر البعض على اسواق الخضار ومؤسسات الاجرة العامة والبقالات والبدلات والسنترال، فما رأيكم؟
بالرغ من ان بعض المصانع والشركات والمستشفيات الكبرى ترفع ظاهرياً شعار السعودة إلا انها لا تريد التنازل ولو بشكل بسيط عن بعض الشروط المطلوب توافرها في الموظف السعودي، وعدم الإدراك السليم لما وصل اليه الحال من جراء تزايد العمالة الاجنبية, وما جلبته معها من عادات وتقاليد وممارسات دخيلة على مجتمعنا وتأثيرها السلبي اكثر من الايجابي, أما من الناحية المادية فهنالك كثير من بنود الصرف على العامل الاجنبي منها السكن والمواصلات والعلاج ومصروفات الجوازات والتجديدات وتذاكر السفر.
* نظام السعودة هذا القرار الرائد، الى ماذا يطمح في نظركم وكذلك الى ماذا تطمح العمالة الوطنية؟
لو رجعنا بذاكرتنا قليلا الى الوراء لوجدنا أن آباءنا منهم البناء ومنهم النجار والحداد والخباز والفلاح وغيرهم؟ فماذا سنرى؟ نرى ان هذا النظام الذي كان سائداً في زماننا القديم وهو نظام السعودة الذي كان يقوم على توزيع المسؤوليات على ابناء المجتمع ومن ثم يسود التعاون وتبادل المنفعة والمحافظة على المكاسب والأموال وعلى نقاء المجتمع, اما العمالة الوطنية فتطمح في زماننا الحالي وخاصة بعد تغير الأوضاع الاقتصادية وانتشار التكنولوجيا وغلاء المعيشة الى مستوى يتناسب مع هذا الوضع الجديد فهي تطمح دائما للعمل في المكاتب وترك الاجواء الخارجية المحرقة والحصول على رواتب تسد حاجات المواطن الضرورية، وأحياناً بعض الكماليات وإعطاء التقدير المناسب في مجال العمل بالاضافة الى منح بعض الدورات التدريبية التي تناسب مجال عمله.
* قلة رواتب القطاعات الخاصة وضعفها للعمالة السعودية!! ما مبرراتها!!
السبب هو ضعف المستوى الربحي لهذه المؤسسات.
* لماذا تفضل القطاعات الخاصة العملاقة العمالة الاجنبية بدلاً من العمالة الوطنية!!
يعود السبب الى قلة راتب العامل الاجنبي مقارنة مع العامل السعودي.
تفرغ العامل الاجنبي للعمل بشكل أكبر لعدم تواجد اسرته.
مجال العمل مفتوح للسعوديين
ثم انتقلنا لشركة عبدالرحمن الزامل للتجارة (مجموعة اختصاصات) والتقينا بالسيد هشام بن عبدالرحمن الزامل.
وتحدث لنا قائلاً: بناءً على دعم صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز والجهود المبذولة لإحلال الكوادر الوطنية بدلا من العمالة الوافدة بجميع الوظائف والمهن في القطاعين الحكومي والخاص نحن نقف معه جنباً الى جنب لأنه جهد يشكر عليه.
فمجال العمل للعمالة السعودية مفتوح على مصراعيه بالدعم الحكومي وهنالك مهن خصصت لا يزاولها الا ابناء الوطن ولكن يبقى أيضا التضحية من المواطن للبحث عن هذه الوظائف والمهن, وقبول العروض المقدمة سواء من القطاع الحكومي أو الخاص مبدئياً وابتداء الممارسة واثبات الذات, فالشركات والمؤسسات الأهلية جميعها شركات ربحية، فمتى اثبت المواطن السعودي جدارته في أداء العمل سيتطور سريعا في القطاع الخاص أكثر من القطاعات الاخرى، متى كان الشخص منضبطا في عمله ويعطي العمل حقه, علماً بأن التكلفة النهائية للعمالة السعودية أقل بكثير من العمالة الاجنبية ولكن ينقصها الانضباط فبعد تطبيق القرار جزئيا حدثت بعض السلبيات على بعض المهن إثر احلال المواطن في هذه الوظائف والمهن, فمثلا في الأعمال الميدانية الثقيلة المتنقلة لم يكن المواطن السعودي مؤهلا لهذه النوعية من المهن كالبناء، فهي تحتاج لعمالة مدربة وكذلك الأعمال الحسابية تحتاج الى الشهادات والخبرات أيضا المدربة وعموما لا تخلو مؤسسة او شركة او مصنع او مستشفى سعودي من الموظفين السعوديين واصبحت هذه الشركات هي التي تبحث عن الكوادر الوطنية المنتجة والمؤهلة, ولكن المشكلة الرئيسية التي تواجهها هذه القطاعات هي عدم الالتزام في أداء العمل وسهولة ترك العمل بدون مبررات والبحث عن عمل آخر، فالمعروض ليس لوجود عمل آخر وعرض افضل وترك العمل في الأوقات الحرجة فيجب ان يكون هناك قرار يدعم القطاع الخاص في المحافظة على الموظفين وخاصة الذين يتم تدريبهم وتطويرهم واعطاؤهم الفرصة, أو على الأقل بعقد محدود المدة أو مطالبته بإثبات اسباب ترك العمل ويجب وضع هذا القرار بعد دراسته من ذوي الاختصاص كنظام الاحتراف المعمول به حالياً.
فإحلال المواطن السعودي مكان العامل الأجنبي مهم من عدة جهات وله عدة اعتبارات فمن المهم أولاً ان يستفيد المواطن من خبرات ذوي الكفاءات والخبرات السابقة, فمردود ذلك على الاقتصاد الوطني وتنشيط التجارة الداخلية إذا أجاد الاستفادة وكل ما يصرف على المواطن سيقوم المواطن بدوره بصرفه داخل الوطن مما يحرك عجلة التجارة للافضل, وامنياتنا ارتفاع مستوى خبرات المواطنين العلمية والتقنية وأن يتقبل هذا المواطن ظرف العمل، ويتقبل الوظائف التي لم يتعود عليها ويتعلمها ويتدرب عليها ليؤديها بجد واجتهاد، حينها سنلحظ بما لاشك فيه التنمية والتطوير والحصول على اعلى المستويات التي تجعلنا في مصاف الامم المتقدمة, ولننظر لأبنائنا وقبولهم جميع الوظائف التي طوروها فطورتهم وجعلت منهم مديري شركات عالمية وتجاراً عالميين ومقاولين أكفاء يدعمون الاقتصاد الوطني فجهد كل شخص مطلوب من الطالب, عالماً او تاجراً إلخ,, مع الدعم الذي يغدقه علينا ولاة أمرنا, وخصوصاً صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز بخصوص السعودة فمن المؤكد أنها ستتطور وسنرى إخواننا وابناءنا هم عماد أمتنا بإذن الله .
تجاوب سريع
ثم انتقلنا لنجري الحوار التالي مع شركة نبراس للأجرة العامة لصاحبها ومديرها السيد سعد بن علي الحميدي وسألناه في البداية عن مدى تجاوبهم في تطبيق السعودة والى كم وصلت نسبة السعودة في الشركة؟
التجاوب كان سريعاً وكبيرا مع قرار السعودة بحيث ايدناه فوراً والنسبة وصلت الى 10% الآن.
* لهذا القرار ايجابيات كثيرة بلا ادنى شك, من وجهة نظركم بعد تطبيق هذا القرار هل وجدتم هنالك اي سلبيات.
نعم نعاني الكثير من السائقين, مثل عدم السداد والمحافظة على السيارة وذلك لظروفهم المادية بالنسبة للسعوديين ونحاول ان نصبر ونتحمل لان المحافظة على تطوير القدرات البشرية والاعتماد على الكفاءات والكوادر الوطنية هي من اهم عوامل الاستقرار الاقتصادي الوطني والاجتماعي
* هل استطاعت الكوادر السعودية عندما حلت محل العمالة الوافدة أن تعطي نفس العطاء؟
من الممكن ان يعطي المواطن نفس العطاء إذا كانت السيارة ملكاً خاصاً لصاحبها لأن المواصلات سمحت لهم بالعمل بسيارات فردية كما ان الرواتب لا تتناسب مع وضعهم الحالي في العمل لدى مؤسسة او شركات الأجرة العامة, كما ان الشركات لا تستطيع زيادة الرواتب وذلك لضعف العمل وكثرة السيارات في هذا النشاط.
نعاني الكثير
* هل يتناسب حجم العمال مع حجم النشاط بعد هذا القرار وتطبيقه إثر التخلص من العمالة الزائدة.
نعاني ايضا الكثير لعدم توفر العمالة وعدم الموافقة بالاستقدام لشركات الاجرة العامة, وعدم توفر المواطن السعودي لهذا العمل.
وبعدها انتقلنا الى شركة حسن آل فردان وشركاه, والتقينا بمديرها السيد محمد بن حسن آل فردان وكان النتاج كالتالي:
* بعد صدور قرار السعودة من صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز يحفظه الله لإحلال المواطن السعودي بدل العامل الوافد في المهن والوظائف وبعد التطبيق لهذا القرار التطبيق الجزئي لحداثة هذا القرار من وجهة نظركم هل العمالة الوطنية أعطت الأدوار التي أنيطت بها حقها؟
لم تعط العمالة الوطنية الدور الكافي الذي أنيط بها والسبب في ذلك افتقادهم الخبرة الكافية حيث أن العمالة الأجنبية تأتي البلاد ولديها معلومات عن طبيعة العمل الذي سوف تقوم به مما لذلك من اثر على سرعة وتقنية الإنتاج لصاحب العمل.
* هل طرأت بعض السلبيات على العمل بعد إحلال العمالة الوطنية؟,, وما السبب؟ نرجو توضيح ذلك؟
العمالة السعودية لها سلبيات وايجابيات كما هو الحال في العمالة الوافدة الاجنبية، ولكن السلبيات التي يعاني منها صاحب العمل بالنسبة للسعوديين هي بمجرد حصوله على عمل أفضل، يترك المؤسسة او الشركة التي يعمل بها دون اي إنذار مسبق يخطر به صاحب العمل مما يتسبب في ربك صاحب العمل والحد من إنتاجه.
* ما مدى تجاوبكم مع هذا القرار!! وما هي ايجابياته وسلبياته إن وجدت بعد تطبيقكم له وكم وصلت نسبة السعودة في شركتكم؟!
نحن ولله الحمد أوصلنا نسبة العمالة في فرع الاجرة العامة وتأجير السيارات 100% قبل تطبيق القرار وذلك لوجود الثقة في العامل السعودي في هذا المكان بالذات ونسبة السعودة في جميع فروع الشركة تصل الى 60%.
* هل يتناسب حجم العمال مع حجم النشاط اثر التخلص من العمالة الزائدة على ضوء القرار؟!
لكل شركة أو مؤسسة ظروفها الخاصة في ذلك وبالنسبة لنا فحجم العمل مع حجم النشاط.
لا صعوبات
* هل تواجهون صعوبات في التعامل مع العمالة الوطنية وإن وجدت فما هي؟!
لا توجد صعوبات لأنه من السهل التعامل معهم, ويفهم كل منا الآخر.
* السعودة شعار يرفعه البعض ولكنه لا يطبقه قط!! فما رأيكم؟
لقد وضعت الحكومة الرشيدة معايير للسعودة حيث يتم تطبيق هذا القرار خطوة بخطوة، والسبب في افتقاد العمالة السعودية في المصانع وغيرها هو انه لا توجد لديهم الخبرة الكافية لإدارة هذه القطاعات الكبيرة, فمتى ما وجدت الخبرة الكافية حل السعودي مكان الأجنبي، وسبب وجود السعودي في سوق الخضار او البقالات أو الاجرة العامة ان هذه الوظائف لا تحتاج الى كفاءات لذا من السهل وضع السعودي في هذه المجالات.
* نظام السعودة هذا القرار الرائد الى ماذا يطمح في نظركم وكذلك الى ماذا تطمح العمالة الوطنية ايضا من وجهة نظركم؟
يطمح القرار الى تحريك الاقتصاد وفعاليات المجتمع في داخل القطر الذي يعيش فيه بدلاً من هذه الأموال الطائلة والمليارات التي تخرج سنويا بل شهرياً من داخل البلاد, لما لها من أثر سلبي على ضعف الاقتصاد الوطني كما ان المواطن السعودي يطمح في أن يبني مستقبله وان يرتقي للأفضل.
* قلة رواتب القطاعات الخاصة وضعفها للعمالة السعودية ما مبرراتها!!
راتب الموظف السعودي في القطاع الخاص ليس ضعيفاً بل هو متوسط وكلٌ على حسب مهنته وعلى قدر تعليمه وقدرته على الإنتاج.
* لماذا تفضل القطاعات الخاصة (العملاقة) العمالة الاجنبية بدلاً من العمالة الوطنية؟
كما ذكرنا في السابق ان السبب يعود لوجود الخبرة في العمالة الأجنبية ولعدم جرأة صاحب العمل بالمخاطرة بغير ذوي الخبرة لخوفه من السلبيات التي تحدث.
شباب,, على رأس العمل
وتفرعت جولتنا الى أماكن عديدة,, لنلتقي من خلالها بالشاب السعودي على رأس العمل لنأخذ رأيه ونرى طموحه ونتعرف على مشاكله ونتعرف على ايجابيات نظام السعودة بعد التطبيق الجزئي له من منظور انه بناء وتطور لمستقبل افضل بإذن الله, ونرى السلبيات لبعض الوظائف والمهن في القطاعات الخاصة من وجهة نظره, فكان اللقاء الأول مع استاذ قدير لاحدى المراحل التعليمية بالمنطقة الشرقية وكان رأيه كالآتي:
قد يزين الانسان حديقة منزله بورود اصطناعية لا رائحة لها, بعد ان يكون قد فكر في ان ينبت فيها أزهاراً تتمايل تثبت جذورها في الأرض متشعبة,, لترتفع أعناقها متمايلة تداعب النسيم لتعطر الجو بأزكى الروائح وأبهجها فما أجمل الحدائق وهي تزدان بورودها التي نبتت من أرضها وشربت من مائها, قديماً قالوا (الثوب المستعار لا يعطي دفئاً وإذا أعطى فإنه لا يدوم), من المسلم به أبداً ان أقوى الدول لا تستغني عن الاستعانة بخبرات الامم الاخرى ولكن لا يغفل بالها عن أنها في يوم من الايام سوف تستغني عن هذه الخبرات لأنها أوجدت البديل من أبنائها الذين اكلوا من خيراتها واحتموا بقوتها,, على ان من أجمل المناظر التي تبعث السرور وتبهج النفس ان ينظر الإنسان الى وطنه فيجده شامخاً يعلو,, دعائمه زنود أبنائه الشرفاء الذين آمنوا أنهم أمل أمتهم المنشود إن احسنوا علا البناء، وإن اساءوا طاح وتهدّم, ولعل الخطوة المشرفة التي سعت إليها حكومة هذا الوطن وهي الاعتماد على ابناء الوطن لإعلاء شأنه خطوة رائدة تستحق التقدير والاحترام يسعى اليها كل وطني صادق مؤمن بالله ومؤمن بأن من لا يخدم وطنه بشرف لا يستحق ان يتنعم بخيراته ولا بد ان يستظل برايته, ولكن لابد من أن نطرح على أنفسنا أسئلة توصلنا الى الطريق, ومتى عرفنا الجواب نكون قد وصلنا الى الطريق.
فهل فكرة الاعتماد على الذات فكرة عابرة أم أنها تتطلب عملاً شاقاً في بدايته ليصبح سهلاً في المستقبل؟ من الملاحظ ان الامم في تطورها عبر الزمن لم تعتمد على فكرة حرق المراحل (اي الانتقال من القاعدة الى القمة) في غمضة عين بل لا بد من عمل جاد مثمر دعامته الشباب المؤهل القادر على أن يكافح ويتعلم حتى يصل الى المرحلة التي تمكنه من الاستغناء عن البديل، والسؤال هنا: هل فكر الشباب في وطننا بذلك؟ أم أنهم اكتفوا وتلذذوا بالنظر الى العمالة وهي تمارس مختلف الأعمال وهو بعيد عنها؟ في الواقع والحق يقال ان هناك شباباً شرفاء يعملون قصارى جهدهم لرفعة هذا الوطن لكن الذين غفلوا عن تحمل المسؤولية كثيرون,, اكتفوا بأن يكونوا مستهلكين ولم يفكروا في يوم من الايام أن يكونوا منتجين، أعمتهم مباهج الحياة بأنوارها الساطعة، والأدهى من ذلك ان حياتهم امتلأت بالفوضى والاضطراب والمغامرات التي تدل على فساد العقول, وعلى المصير السيىء الذي تقودنا اليه هذه الاخلاقيات والذي لا يجني منه الوطن الا الاضرار الفادحة والعواقب الوخيمة, والتحدي الذي يطرحه نمط حياتنا هو كيف نبني أنفسنا لكي نبني وطننا وهل بناء النفس يكون بالبعد عن العمل الذي دعا اليه الله في قرآنه العظيم (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم) ولا ننسى قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) ولكن كيف يكون الاتقان!! إن هذه الحكومة الرشيدة لم تبخل بعطائها لأبنائها, فقد فتحت لهم المدارس المتعددة واستعانت بأفضل الخبرات من الدول الاخرى املاً في ان تزودهم بعلم نافع يكون درعاً واقياً يحمي الوطن, فهل استفاد الشباب واغتنموا الفرصة لنبدأ ونتعلم من الاخطاء السابقة, فالخطأ وارد ومن لم يخطىء فليس بشراً وقال نبينا الكريم على الصلاة والسلام: (لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون ويستغفرون الله فيغفر لهم) فكم هم رائعون أولئك الذين يخطئون ثم لا يصرون على مافعلوا بل يندمون عندما تغسل غيمة الندم غياهب أخطائهم وتمنحهم من بعدها طهر الصواب ونقاء الحياة, وأخيراً اتوجه الى كل شاب سعودي قائلا:
ما أجمل الشوق بهاتف حنين الأيام حتى ولو كان القلب يتوجع,, افتح نافذة دنياك وامنحني بارقة أمل,, لأقول وداعاً يا عمالة.
ورأي آخر
وهذا رأي اخر لشاب سعودي (إعلامي) عن قرار السعودة في القطاع الحكومي والخاص (ايجابياته وسلبياته بعض التطبيق الجزئي له):
الحديث عن السعودة أمر جاء بما تمليه مصلحة الوطن والمواطن وبدأ تحقيقه بهدف سعودة الوظائف الحكومية بداية ثم في القطاع الخاص وغيره من الأعمال التي يجب سعودتها, ومن خلال هذه التظاهرة الوطنية التي تدعو الى التفاؤل حول السعودة والالتفاف حول المواطن في وطنه لإيجاد عمل له يؤمن من خلاله استقراره وطمأنينته فقد تبنى مجلس القوى العاملة هذه الحملة وسعى بكل جهد لتحقيق أعلى معدل للسعودة في القطاعين العام والخاص, ولكن دعونا نسأل انفسنا هل السعودي كسول كما هو شائع لدى ارباب العمل؟ وهل هو ايضا اتكالي حتى في تأديته لواجبه الوظيفي؟ وهل المؤسسات والشركات ادت واجبها نحو توظيف السعودي وتدريبه على رأس العمل؟ اعتقد ان مثل هذه الاسئلة تحتاج الى كثير من التعليق والاستقصاء حتى نصل الى لب الحقيقة، التي احسب انها في ظل هذه الأعذار وما يرتبط بالسعودة في مثل هذه المنشآت غير قادرة على التعامل مع الاسف بأمانة وصدق مع السعوديين الراغبين في العمل في القطاع الخاص (إداري، وفني مهني وخلافه من المهن) لأسباب عدة قد يكون اهمها هو ان العامل المستقدم أقل تكلفة من حيث استقدامه وسفره وسكنه ومعيشته من أن يوظف سعودياً وهذا في حد ذاته مبدأ مرفوض، فالسعوديون قادرون على التعايش مع كل متغيرات الحياة وبأي شكل تكون ظروفها وما يأتي هنا هو شيء من العشم وشيء من الإلزام والالتزام حتى تصبح الدعوة الى السعودة ذات جدوى وقيمة أدبية ومعنوية.
سلبيات يجب أن نتخطاها
ثم انتقلنا لطرح أسئلتنا على أحد موظفي الاستقبال في المصنع السعودي الحديث,, الشاب السعودي محمد بن ابراهيم محمد المسري وسألناه:
* هل لك ان تطلعنا على إيجابيات وسلبيات قرار السعودة بعد تطبيقك وزملائك له ما لكم وما عليكم!!
قرار السعودة الهاجس الذي كان يرافق أحلامنا في نومنا ويقظتنا وصدوره أثلج صدور المواطنين وكنا جميعاً له ملبين, لرفع كفاءتنا وتنمية قدراتنا وإحلالنا بدل العمالة الوافدة التي وجدت لمبررات محددة, وقرار السعودة جاء لبناء قاعدة اقتصادية قوية تطمح لمستقبل أفضل, بالاعتماد على ابناء الوطن المخلصين ولكن هنالك عدة سلبيات تعترض اداءنا الوظيفي والمهني مثلاً:
1 ضعف الراتب, فبعض الشركات والمصانع الخاصة رواتبها تتراوح بين 1200 الى 1500 ريال, مع خصم 75 ريالا للتأمينات الاجتماعية للعامل وهذا الراتب لا يغطي مصروفات من يعول اسرة, فيذهب الراتب ما بين ايجار ومواصلات ومأكل ومشرب لان ليس جميعنا نمتلك منزلاً وسيارة, ولهذا نرفض العمل بهذا الراتب ولكن اذا كان الشاب صبورا فعليه ان يتحمل آملاً في تحسين راتبه لانه مضطر.
2 الوظيفة الإدارية: كثير منا معشر الشباب يلجأ للوظيفة الادارية هرباً من المهنة التي تتطلب جهداً جسدياً مثل حمل الكراتين في مصنع او في ورشة حديد, أو أي عمل ميداني, وربما يعود السبب الى كسل بعض الشباب او خجله من هذه المهن التي لم يتعود عليها, مع أنها من وجهة نظري بعد الممارسة ستزول هذه العوائق.
3 اما اصحاب القطاعات الخاصة فبعض رجال الاعمال يفضلون العمالة الوافدة من آسيويين وعرب, لأن رواتبهم اقل بدل المواطن الذي سيأخذ الضعف, ويرون ان المواطن وتوظيفه ساعات لا يستطيعون السيطرة عليه, من حيث التفاهم معه بخصوص العمل والغياب لأنه على استعداد لمغادرة العمل بعد اي خلاف معه, غير الوافد القادم من البعيد تحت كفالته, وهذه السلبية من المواطن تجعل اصحاب القطاعات الخاصة تعزف عن توظيف البعض وتفضل الاجنبي وهناك سلبيات كثيرة علينا ان نتحد لنتخطاها.
إتهامات ودفوع
أما زكي بن مال الله موظف استقبال في شركة الفردان: فيجيب على أسئلتنا وفقا لما يلي:
* ما العقبات التي تعرضتم وتتعرضون لها عند إحلالكم هذه الوظائف بعد العمالة الوافدة.
الحمد لله لم أمربأي عقبات.
* ينعتكم البعض بالتقاعس والكسل، خصوصاً بعض اصحاب وأرباب الشركات والمصانع والقطاعات الخاصة, وكذلك أنكم أقصد البعض منكم ليس أهلاً للمسؤولية وانكم اتكاليون ولا ترغبون العمل، والعمالة الوافدة أنشط وأوفر, فما تعليقكم المنطقي والإيجابي حيال هذه الاتهامات التي يصدق أحياناً أن تكون في مكانها!!
نعم هناك من يتقاعس عن العمل وليس أهلاً للمسؤولية في العمالة السعودية, كما هو الحال في العمالة الأجنبية أيضاً، ولكنّ هناك موظفين سعوديين نشأت على ايديهم الكثير من الاعمال, وما يذكره بعض اصحاب العمل ليس كله صحيحاً في هذا الجانب إنما ليجدوا لهم مبرراً لاستقدام العمالة الأجنبية قبل صدور القرار الذي أجبرهم بإحلال العمالة السعودية بدل الوافدة.
* عند تطبيق أي نظام جديد من المؤكد انه سيمر بعدة سلبيات حتى لو كانت النهاية ايجابية وتعود بالفائدة والرفاهية على الفرد والمجتمع, وفي مثل هذه القرارات والنظم يحتاج الفرد لنوع من الصبر والمصداقية والروية والعقلانية بدل الرفض والاستهجان!! فما رأيكم!!
إن من يرفض ويستهجن هم اصحاب الشركات والمؤسسات الكبيرة وذلك لقلة مرتبات العمالة الاجنبية.
* الى ماذا يطمح الشاب والمواطن السعودي الذي لم يوفق في استكمال دراسته!!
يرغب في أن يحصل على أي وظيفة تمكنه من العيش وتساعده على مواكبة الحياة.
* ما سلبيات القطاع الخاص، عند تطبيق قرار السعودة وإحلالكم بديلاً للعمالة الوافدة من وجهة نظركم.
انهم في كثير من القطاعات الخاصة يريدون الخبرة, وكيف تأتي الخبرة لنا مع بداية حياتنا العملية.
عقبات من الأجانب!!
ونستضيف أحد موظفي السنترال (الأوبريتر) بأحد اكبر المستشفيات الخاصة بالخبر المنطقة الشرقية,, لينقل لنا وجهة نظره ووجهة نظر زملائه,, فنطرح سؤالنا قائلين,.
* ما هي العقبات التي تعرضتم وتتعرضون لها عند إحلالكم في المهن والوظائف الشاغرة بعد العمالة الوافدة وعند تطبيق نظام السعودة في جميع القطاعات الخاصة كالمصنع والمستشفى والشركة والمؤسسة.
من العقبات التي نتعرض لها دائما عند العمل في القطاعات الخاصة هي ان معظم رؤساء الأقسام من غير السعوديين وهم يبخسوننا حقنا دائما في تقييمهم للاداء الوظيفي, مما يجعلنا مقصرين دائماً في نظر أصحاب العمل في القطاعات الخاصة، ومن العقبات التي نتعرض لها ايضا، ضعف المرتب, حيث يحل المواطن بدل الوافد بمرتب أقل وبدون أي مزايا أو بدلات أخرى والتي كان العامل الوافد يتمتع بها.
* نعتّم بالكسل والتقاعس من معظم المسؤولين واصحاب القطاع الخاص وبأن البعض منكم ليس أهلاً للمسؤولية التي تقع على عاتقه, وإنكم اتكاليون والعمالة الوافدة هي الأنشط والأوفر, فما هو تعليقكم المنطقي حيال هذه الاتهامات!!
وهذا غير صحيح على الاطلاق والذي أوصل هذا الانطباع السيىء عنا لاصحاب رؤساء العمل كما ذكرنا سابقاً هم رؤساء الاقسام والمسؤولون من العمالة الوافدة ليضمنوا بقاءهم, وليثبتوا بأن العمالة الوافدة هي الأصلح لأنها الانشط وللأسف ان كل ذلك يحدث بعيداً عن أصحاب ومديري المستشفيات والشركات الى آخر القطاعات الخاصة.
* عند تطبيق أي نظام جديد، يمر بعدة سلبيات ما دامت النهاية ايجابية تعود بالفائدة والرفاهية على الفرد والمجتمع, ولمثل هذه القرارات والنظم يحتاج الفرد منا لنوع من الصبر والمصداقية فلماذا لا يؤخذ قرار السعودة بالروية والعقلانية من قبلكم بدلاً من الرفض والاستنكار لكل سلبية!!
المسألة ليست مسألة رفض واستنكار وإنما (ضعف المرتب) فإذا كان هذا المرتب لا يكفي حتى جزءاً بسيطاً من متطلبات الحياة الصعبة فكيف يمكننا الصبر والاستمرار, وبالطبع فإن كل انسان يسعى دائماً للأفضل سواء كان من ناحية العمل او المرتب, في ظل مصروفات كهرباء وإيجار وفواتير تلفون فنحن نعيش داخل المجتمع وليس بمنأى عنه كي لا يعنينا الأمر.
* الى ماذا يطمح الشاب السعودي الذي لم يوفق باستكمال مسيرته التعليمية سواء الثانوية او المتوسطة او الابتدائية, ويبحث عن فرصة عمل في احد القطاعات الخاصة.
لا اعتقد بأنه يطمح الى اكثر من الحصول على فرصة عمل أياً كان نوعها ومكانها ليعمل ومن ثم يستقر ويكمل نصف دينه وينجب ليصبح عضواً نافعاً وفعالاً لهذا الوطن, ولكن بدون مرتب مناسب سنبقى (مكانك سر).
مشكلتنا ضعف المرتب!!
* ما هي سلبيات القطاع الخاص عند تطبيق قرار السعودة واحلال الكوادر الوطنية بدل الوافدة من وجهة نظرك وزملائك!!
أكبر سلبية نواجهها عند التحاقنا بالعمل في القطاع الخاص هي (ضعف المرتب) والذي لا يغطي حتى مصاريف الطعام والملبس، وأنا أتمنى وزملائي من كل مسؤول في القطاع الخاص وخصوصاً المستشفيات إعادة النظر في موضوع الرواتب وتعديلها ليتسنى للجميع تطبيق السعودة, وجني ثمارها بالكامل ونتمنى ايضا أن لا تقتصر السعودة علينا موظفو البدالة وسوق الخضار والأجرة العامة, فهناك شباب سعودي متعلم يحمل أعلى الشهادات التي تؤهله الخوض في جميع ميادين العمل في القطاعات الخاصة والحكومية, فلتفتح هذه القطاعات أبوابها وتحتضن هذه الكوادر المعطاءة بدلا من التشبث بالوافد, علماً بأن الكوادر الوطنية هي الأوفر والأحرص فلا علاج ولا تذاكر سفر ولا سكن الخ,, ويبقى العمل أمانة بين أهله لتطويره وتنميته.
مضايقات كبيرة
وانتقلت الى شاب يزاحم ويتحمل الصعوبات ليثبت بجدارة انه شاب سعودي قادر على العطاء مهما كانت الظروف, يقف في سوق الخضار وبكل اعتزاز وثقة بالنفس, ويجيب على سؤالي: من اين كانت نقطة البداية؟ وكيف وصلت الى هنا, هذا المكان الأول الذي لبى نداء قرار صاحب السمو الملكي الامير نايف وانت شاب شهد لك زملاؤك هنا أنك على مستوى ثقافي عال!!
بعد صدور قرار صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز بإحلال المواطن السعودي بديلاً للعمالة الوافدة، استبشرنا خيرا بأنه سوف تتوفر الوظائف ولكن بعد البحث الطويل لم نجد اي وظيفة شاغرة تتناسب مع مؤهلاتنا حيث نذهب للشركات فلا نجد سوى (عفواً لا يوجد لدينا وظائف) وبعض الشركات كتبت نشرة على أبواب الشركة بأنه لا يوجد وظائف كي لا يأتي من يسأل عن عمل، ثم بعد ذلك وبعد بحث طويل وجدت عملا في أحد المصانع غمرتني الفرحة بالعمل الجديد صحيح ان المرتب زهيد ولكن (نصف العمى ولا العمى كله) وأنا الآن في بداية حياتي واريد أن أؤمن مستقبلي, فلابد أن اعمل كي أوفر لاكمل نصف ديني وأتمكن من الزواج ولو بعد 12 سنة من التوفير, فربما يكون خلال هذه الفترة التي وضعتها تحسن وضعي قليلاً, صحيح ان العمل الذي أقدمت عليه لا اعرف به اي شيء ولكن بفضل الله تعلمته في وقت قياسي خلال اربعة ايام والذي من المفروض ان اتعلمه بعد ثلاثة اشهر مما أدهش رئيس القسم الانجليزي وسألني اذا كنت قد عملت بنفس هذا المجال من قبل فأجبته بكل سجية وطيبة نفس، هذه هي أول مرة أعمل فيها بهذا المجال, وبعد ذلك احسست بأن كلامي أثار غضبه وبدأت المضايقات من قبله والإدارة, رغم انها من السعوديين !! وبدأوا يضيقون علي حتى فرصة الراحة (الساعة المقررة لجميع العاملين) وهددوني بالفصل لو تأخرت دقيقة واحدة, فضاقت بي الأحوال, واستغربت من هذا التعسف في التعامل!! إنني أجيد عملي وأؤديه على اكمل وجهة بل إنني اتفوق على زملائي الأجانب الذين بدأوا ايضاً بمضايقتي حاولت أن اتخطى هذه المضايقات فلم استطع, علماً بأنني لم أكمل الشهرين كاملين رغم مرتبي الذي منهم بكثير فلهم بدل سكن ومواصلات وتذاكر سفر, وأنا ليس لدي سوى راتبي والحمد لله علماً بأنه لا يغطي احتياجاتي وأنا أعزب فما بالكم لو كنت متزوجا ولي أطفال, حاولت كثيراً ان اتخطى هذه المصاعب ولكن كما سبق وقلت لم استطع, لأنه كان الأجدر بالادارة السعودية دعمي وتشجيعي لأنني أنا وغيري من ابناء الوطن نحن الذين نحرص على مصلحة بلادنا الحبيبة ونعمل المستحيل لنرتقي بمصانعنا وشركاتنا ومؤسساتنا الى الافضل لنتفوق على جميع الشركات والمصانع الاجنبية, فيجب ان يضعوا فينا الثقة لأننا شباب سعودي طموح حتى نصل بالتكاتف الى مصاف الدول المتقدمة بالتقنية الحديثة والتكنولوجيا.
فلقد وصل الشاب السعودي الى الفضاء بمشاركة صاحب السمو الملكي الشاب الأمير سلطان بن سلمان, وفي الطب لدينا اطباء على أعلى مستويات من القدرة والكفاءة وفي مجال الطيران المدني والحربي ابهروا العالم بقدراتهم وتمكنهم, وفي مجال البترول فهناك شباب نفتخر بهم كما افتخر بهم سيدي صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني في يوم افتتاح مصفاة الشعيبة, وفي مجال التعليم الآن ولله الحمد وصلت نسبة السعودة الى 95% من المدرسين والمدرسات من ابناء الوطن الغالي, وهم على كفاءة عالية جدا في إيصال الرسالة لأبنائنا وبناتنا, اذاً كيف ينعتنا البعض (بالاتكالية والتقاعس والغياب واننا لسنا أهلاً للعمل)!! إن ما ينقص الشاب السعودي الثقة الكاملة, ليتمكن من ابراز قدراته في كل مجال, وإنني من خلال هذه الاسطر أود اتقدم بنداء من مواطن غيور على هذا الوطن الغالي العزيز الذي ينتمي اليه ويتظلل تحت سمائه الى كل مسؤول مهما كان منصبه في اتخاذ اللازم والمعقول وبعين فاحصة وعقل متيقن لتفعيل السعودة.
وننتقل الى رأي أخير من سائق أجرة عامة يقول لنا:
فرحنا جدا جداً بصدور قرار السعودة وكنت من أوائل الملبين له, ولكن هنالك عقبات كثيرة تعترضني, فمثلاً أنا رجل كبير في السن متقاعد من الحرس الوطني ولي من الأبناء ولد واحد ومن البنات إحدى عشرة بنتاً, فكما تعلمين ظروفي قاسية للغاية, عملت سائقاً للاجرة بمرتب ضعيف جدا وهو لا يكفي حتى إطعامهم فما بالك بالكهرباء وأجرة المنزل والشرب والتعليم ومن بناتي من هن على مشارف الجامعة, رغم ان صاحب السيارة رحمني وتساعد معي وطلب يوميا 50 ريالا بدلاً من مائة وخمسين وكان رجلاً معي للغاية ولكن أقسم بالله أني أعمل من الثامنة حتى الواحدة أحياناً لا أحصل زبوناً فلا أعتقد هذا الحال سيبقى كما هو عليه مع صاحب السيارة, فالمرتب قليل والعمل قليل واسأل الله أن يأخذ بيدي لأنني حقاً لا اريد ان يزاحمني في عملي عامل وافد لأنني أولى منه بالعمل ونحن لسنا كما ينعتنا البعض اتكاليين وكسالى ولكن مرتبات القطاعات الخاصة قليلة نحن نعطي من قلوبنا وبإخلاص ولكن لا نجد بالمقابل حوافز تشجعنا على العطاء, ولا أخفيك انني قدمت لإحدى الجمعيات الخيرية هنا فصرفوا لي عزبة معيشه كالأرز والشاي والسكر وغيره, أما نقداً فقد قالت لي المديرة أنني استطيع العمل، فاعمل, وها أنا لا أذوق طعم الراحة, وأتمنى من القطاعات الخاصة أن ترفع رواتبنا إذا كان يهمها مصلحة العمل والوطن فتشغيلنا بدلاً من الوافدين قرارات حكيمة وايجابية وعلى الجميع أن يتكاتف لقطف ثمار هذا النظام لتعم الرفاهية الجميع, وآن الأوان للجميع أن يستغني عن العمالة الوافدة لنستطيع الصمود أمام هذه التقلبات, فهذه هي ايجابيات وسلبيات السعودة بعد التطبيق من وجهة نظري المتواضعة.
أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved