|
| محليــات
* الرياض عبيدالله الحازمي
نوّه المشاركون في الندوة العلمية التي نظمتها أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية ورابطة الجامعات الإسلامية في مقر الأكاديمية بالرياض في الفترة من 11 13/11/1421ه بأهمية الدراسات المقارنة في حقوق الإسلام وأشادوا بتنظيم هذه الندوة مشيرين إلى ما بذلته أكاديمية نايف من جهود لإنجاحها كما أشادوا بحكومة المملكة العربية السعودية التي اتخذت من الإسلام نظاماً ودستوراً كما نوهوا بإحسانها في تطبيق الحدود الإسلامية ضماناً وحماية لحقوق الإنسان.
فقد أثنى معالي الدكتور كامل الشريف الأمين العام اللمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة على جهود اكاديمية نايف وجهود المملكة العربية السعودية في نشر الثقافة الإسلامية ونقل مبادىء الإسلام للعالم ولاسيما العالم الغربي، وذكر معاليه بوثيقة المدينة واستنبط مضامين حقوق الإنسان فيها ورعاية الإسلام والمسلمين لها وقال: لقد بقيت علاقات المسلمين مع اتباع الأديان الأخرى قائمة وفق مبادىء صحيفة المدينة على امتداد تاريخ الدولة الإسلامية، وقال ان المستشرق اليهودي برنارد لويس كتب في كتابه (يهود في بلاد الإسلام): في الحقيقة فإن العلاقات بين الدولة الإسلامية والقوانين الدينية كانت محكومة بقانون ونظام، فأهل الذمة كانوا يخضعون لعلاقة تعاقدية محددة ، واستشهد معاليه بتحريم الإسلام لنقض المعاهدات من خلال عدد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية حيث دعت إلى احترام الحرية والحياة والممتلكات التابعة لمعاهدين.
من جهته أشاد الاستاذ الدكتور جعفر عبدالسلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية بحكومة المملكة العربية السعودية لجهودها في إبراز حقوق الانسان في الإسلام، وقال ان الدراسات التي تتصل بحقوق الإنسان في الشريعة الإسلامية كثيرة، وعن الندوة التي استضافتها اكاديمية نايف بالرياض قال: ان هذه الندوة تعالج وبتميز ابعاداً جديدة في قضية حقوق الانسان وحرياته في الشريعة الإسلامية والقانون الوضعي وتركز على الجانب العملي الذي يظهر التفوق في التعليق من خلال الوثائق التي حفظها التاريخ الإسلامي.
وأضاف: إنها فرصة مهمة لدراسة الوثائق الإسلامية التي تظهر موقف الإسلام من حقوق الإنسان على مدى التاريخ الإسلامي، وآن الأوان لدراسة تحليلية لهذه الوثائق من منظور احترام الحقوق والحريات.
وقال لاشك ان القانون الوضعي قد تأثر في الأحكام والدراسات القانونية سواء في مجال القانون الدولي أو الداخلي بأحكام الشرائع المختلفة وان انتهج منهجاً خاصاً في تقنينها في العصر الحديث من خلال ما اصطلح على تسميته بالوثيقة الدولية لحقوق الانسان وهي تتضمن ثلاثة أعمال وهي: الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية, وهي دراسات صيغت بشكل عصري متقدم وتراعي سرد مختلف الحقوق والضوابط التي ترتبط بممارستها ويلتقى بعض ما جاء في هذه الوثيقة بمبادىء من الشريعة، لذا فإن اعمال هذه الندوة تنحو نحو المقارنة بها وبيان اوجه الاتفاق او الاختلاف معها من المنظور الإسلامي لأن هذه الوثيقة هي عمل انساني تأثر بما لقيه الانسان من عنت في العصور الحديثة وحاول ان يضع الأحكام التي تتلافى وقوعه في المحن وتحت ضغط الممارسات السيئة التي جرت ضد الإنسان في العصور الحديثة.
وعن القوة القانونية لمبادىء حقوق الانسان في الإسلام أوضح الأستاذ مصطفى دسوقي كسبة رئيس قسم الاستشارات بمركز الاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر ان هذه المبادىء لاتقبل عند علماء المسلمين حذفا ولا تعديلاً ولا نسخاً ولا تعطيلاً وذلك لأنها حقوق شرعها الله تعالى فليس من حق البشر تعطيلها والاعتداء عليها، وقال ان مبادىء حقوق الانسان في الشريعة الإسلامية تساوي في المجتمع الإسلامي بين الحاكم والرعية أمام شرعية من وضع الخالق سبحانه وتعالى اختيارا أو تمييزا مشيرا إلى ان السلطة في المجتمع المسلم إنما هي أمانة توضع في عنق الحاكم ليحقق ما رسمته الشريعة.
وقارن الاستاذ دسوقي بين مرجعية الحقوق عند المسلمين إلى شريعتهم وقيام حقوق الإنسان في الخطاب الغربي مؤسسة على مصادر فكرية علمانية تستبعد الدين من ان يكون مصدراً واستشهد على ذلك بنص اعلان الاستقلال الأمريكي وإعلان حقوق الإنسان والمواطن الذي أصدرته الجمعية الوطنية الفرنسية حيث لم يكن الدين مصدراً لما فيهما من مواد وقال ان تلك المواد نودي بها كحقوق من قبل الفلاسفة ضد جميع السلطات التي كانت تتحكم في الانسان الأوروبي في ذلك الوقت وعلى رأسها سلطة الكنيسة، وأبان الأستاذ دسوقي ان كل المواثيق والاعلانات التي صدرت في أمريكا وأوروبا كانت موجهة لإنسان تلك المجتمعات.
وفي موضوع البيئة وعلاقته بحقوق الانسان وحريته في بيئة تكفل له اسباب القوة الروحية والنفسية والمادية قال الدكتور حسن اسماعيل موسى رئيس الأكاديمية الإسلامية في العاصمة النمساوية فيينا ان الحديث عن الحقوق والبيئة ليس من قبيل الحديث عن مدن فاضلة ومثل عالية في الخيال ولكنها من قبيل الواقع الذي عاشه الإنسان المسلم محافظا على حقوقه التي انعم الله بها عليه، وتنوع حاجاته المعنوية والمادية والعقدية والروحية والنفسية والبدنية ومن هذه الحقوق ما يكتنفه في بيئته التي يعيش فيها ومن حقه ان تكون له اعني الإنسان لأنها خلق الله قال تعالى: هذا خلق الله والإشارة هنا إلى البيئة الطبيعية الحية وغير الحية السماء والأرض ومابين السماء والأرض هو ايضا من خلق الله، قال الله تعالى: وماخلقنا السماء والأرض وما بينهما إلا بالحق ولأن الخالق هو رب العالمين الذي لاشريك له في فعله جاءت توعية الخلق وجودته علىنسق غير مسبوق ولا ملحوق قال الله تعالى: هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه .
|
|
|
|
|