أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 8th February,2001 العدد:10360الطبعةالاولـي الخميس 14 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

شمس العصافير
أحلامنا
ناهد باشطح
قبس:
(كل سعادة لا تبلغ إليها اليد ليست سوى حلم)
- حكمة فرنسية -
***
أحلامنا وأمنياتنا جزء منا لا نستطيع ان ننفصل عنه، كيف يتشكل الحلم أو تنمو الأمنية في داخلنا؟ هذا طريق طويل من الغموض.
في المرحلة الجامعية ومع بدايات الكتابة في بيتي الجزيرة سألتني المذيعة في أول لقاء لي في اذاعة الرياض عن أمنيتي فاستشهدت بقولٍ لمي زيادة (ان تكون لي امنية على الدوام) كنت آنذاك مغرمة بقراءة كتب العقاد وكل من لديه صلة بهذا العملاق من كتاب وكاتبات.
أتأمل تلك العبارة بعد مرور سنوات طويلة لأقول بأن عباراتنا التي نقولها أو نرددها ليست مجرد كلمات بل هي جزء من دواخلنا وشيء من مكنون أعماقنا.
على أن الشاعر العربي الذي يقول:


لولا مُنى العاشقين، ماتوا
غمّاً وبعض المنى غرور

يؤكد بأن الأماني أنواع، وبعضها مهلكات، لكنني أرى ان الأمنية طريق جميل من الحيوية وتعلم الصبر الذي هو برأيي مهارة لا يتقنها أي إنسان، عندما كنا في المدرسة صغارا كان هناك لغز جميل عن الصبر كلنا نعرفه (كيف يمكن أن نضع الماء في إناء كالمنخل ولا يتسرب من الثقوب) وكانت الاجابة أن نتركه يتجمد.
جمال وعمق هذا اللغز في الاشارة الى قدرة الصبر على إنجاز ما استحال من الأمور وما استعصى منها.
لكننا وقت الأزمات لا نستطيع بالفعل ان نتأمل إلى أي مدى يمكن للصبر ان يجعل أحلامنا حقيقة وأمانينا ليست غرورا وفي خضم صراعاتنا لتحقيق الطموحات لا نتأمل كيف يستمد المستقبل خطوطه من الماضي.
نسير ونحمل أحلامنا, ونخبئها لئلا تضيع منا ذات يوم وحين يأذن الله ان يتحقق الحلم يبعث في طريقك نوعاً من البشر مختلفين يبدأون في تشكيل ملامح الحلم، ملامحهم لا تشبه الناس بل تشبه وجه طفولتك البريء، وعيونهم جزء من نظرة الحنان التي ترقبتها منذ ان بدأ الحلم يراود قلبك ويتشكل ليصير واقعاً.
لماذا أتوا؟ وكيف التقيت بهم؟! أنت لا تعلم، وفي لحظة الفرح لم يعد مهما ان تعلم، هذه تصاريف الاقدار، وكأجمل ما يهدي الله إلينا ان نلتقي يوما بأولئك الذين أهدوا الينا أحلامنا التي نسيناها ويمطرون القلب بأبهج المشاعر.
هذه حكاية حلم، فتشوا في دواخلكم ستجدون أحلامكم فإن احتضنتموها ومسحتم عنها غبار اليأس وجدتم أريج الحياة.
http://nahed.cjb.net

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved