أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 8th February,2001 العدد:10360الطبعةالاولـي الخميس 14 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

بوح
الوقت
إبراهيم الناصر الحميدان
يعيب بعض القراء على كتابهم عندما يطرحون همومهم في كتاباتهم ومعالجاتهم الاجتماعية باعتبار ان القارىء ليس معنيا بمشكلات وهموم الكاتب الشخصية, ربما القارىء هنا على حق في جانب ولكنه مشاكس في جانب آخر, اذ اتصور ان الكاتب هنا عندما طرح تلك الهموم انما من باب الثقة بتوقع ان يشاركه قارئه مشكلاته وربما سوف يتحقق عن طريق المشاركة بعض الحلول التي هي في الاساس مشكلات اجتماعية باعتبار ان الكاتب اكثر صراحة وجرأة في طرح الرؤى التي يتوصل اليها سواء نالت استحسان وتأييد القارىء او انه اعتبرها فاشلة او غير واقعية من وجهة نظره, فالاختلاف وارد في كافة الاحوال وليس في ذلك اية غرابة لأن منطلق التفكير ليس واحدا وان كانت المشكلة ليست فردية يعاني منها طائفة من الناس فالتواصل بين القارىء والكاتب ضرورة لاستمرار الطرح المفيد الناجح طالما ان الكاتب من موقع المسئولية معني بتحسس هموم الاخرين والتفاعل معها.
احد المثقفين طرح عليّ في معرض الحديث مشكلة قد يعاني منها بعض الشعراء تلك هي مشكلة الوقت الذي يحول دون ان يحقق له رغبته الكامنة في قراءة الكثير من الاصدارات المتنوعة والتي يدفعه حب القراءة الى المسارعة في اقتنائها من معارض الكتب اضافة الى زياراته المتكررة للمكتبات حتى لا تفوته اصدارات ثقافية مما جعله ازاء هذا الكم الذي تراكم له ان يصاب بالاحباط ويفكر جديا بعدم تنامي مكتبته بالاصدارات طالما ان وقته لا يسمح له بقراءة اكثرها لسببين الأول توفير النقود التي قد يعتبرها ذهبت هباء طالما بددها فيما سوف لن يعود عليه بالنفع بعدم تحقق الاطلاع والسبب الاخر ربما ان شراء ما لا يملك الوقت لقراءته قد يحرم قارئا يبحث عن ذات الاصدار فأخبرته بأنني شخصيا قد اكون اعاني من نفس ظروفه رغم انني متفرغ للأدب لأنه يصعب الاطلاع اليومي على الصحف والمجلات والمطبوعات التي تهمني خاصة انني اتوقف عند الكثير من المواضيع ما بين التفكير والتحليل وكذلك بسبب الزيارات والارتباطات الشخصية ثم ان وسائل الاتصالات تأخذ من وقتي الى جانب الكتابة التي اصبحت شبه يومية ولاسيما الابداعية مما يجعل الوقت الذي احتاجه للقراءة المركزة في بطون الكتب القيمة التي تغص بها مكتبتي صعبا انما ذلك الوقت الضائع لا يجعلني افكر بالتوقف عن اقتناء الاصدارات الجديدة لانها في اعتقادي لن تبقى متوفرة في المكتبات الى الابد وهي ما قد احتاجه لمتابعة وتنمية معلوماتي الثقافية والمطلوب كما قلت للصديق المثقف اننا ينبغي ان نبعد عن الممارسات السطحية التي يمكن ان نوكلها الى آخرين من افراد الاسرة والوقت الضائع كثير من بينه فترة النوم الطويلة التي اعتقد اننا نغالي في الاستحواذ عليها دون رقابة او نقد ذاتي وبدافع الكسل! والسيطرة على الوقت من ضرورات تقنين الحياة بما يعود بالنفع على الانسان والوطن بالتالي، فالمواطن عضو مطالب بالانتاج وتحمل مسؤوليته الاجتماعية واحسب ان ادارة الوقت والاستفادة منه كما يجب علم قائم بذاته يدرس في الجامعات والمعاهد العليا حيث ان المشكلة قد لا تكمن في الوقت وانما في تحديد الاولويات التي نمارسها في حياتنا اليومية لانه من الظلم الفادح ان نجعل السلبيات تحتل جانبا كبيرا من وقتنا بينما هناك العديد من الأعمال التي تحتاج الى توقف للاستمتاع الايجابي فمن تلك الامور قضاء المزيد من الوقت فيما يعود بالنفع على تماسك الاسرة انطلاقا من مشاعر الحب والمسؤولية الاجتماعية كما اتمنى بأن يرتفع وعي وسائل الاعلام للقيام بدورها الثقافي في الوطن العربي ولاسيما الفضائيات العربية التي تضيع وقت المشاهد بالبرامج السطحية وعلى رأسها نقل اكثر من محطة للمنافسات الرياضية نقلا مباشرا وكأنما كافة المشاهدين لا يهمهم في حياتهم سوى الرياضة التي هي جزء صغير من النشاط الاجتماعي بينما ثمة جوانب هامة لا ينبغي تجاهلها وعلى رأسها رفع الوعي الثقافي والاجتماعي والصحي والاقتصادي في مواجهة جحافل الامية والممارسات الضارة التي تهدر الوقت والجهد.
للمراسلة ص,ب 6324 الرياض 11442

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved