أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 8th February,2001 العدد:10360الطبعةالاولـي الخميس 14 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

في الأفق التربوي
مهارة إدارة الوقت
أ, د, عبدالرحمن بن إبراهيم الشاعر
قضية إدارة الوقت من القضايا الهامة في حياة الإنسان، ومهارة إدارة الوقت عبارة عن ترشيد عملي للهدر في الوقت والجهد والمال, كما أن فوائد إدارة الوقت الإدارة السليمة لا تعود بالفائدة على صاحبها فحسب بل تنعكس على المجتمع الذي يعيش فيه, ومن السلوكيات المشاهدة يومياً نجد من ينطلق مسرعا بسيارته متجاوزا السرعة القانونية وقد يتجاوز الإشارات المرورية دون اكتراث بدعوى انه قد يتأخر عن موعد رحلة جوية أو موعد امتحان أو اجتماع أو مقابلة طبيب والسبب سوء تقدير الوقت مع علمه مسبقا بأوقات تلك المواعيد، وقد ينجم عن سوء التقدير هذا ما لا تحمد عقباه.
إن قيمة وحجم ما ننجزه من أعمال يومية يقاس بمقدار الوقت الذي نستهلكه في ذلك الإنجاز وذلك لان الجهد المطلوب للإنجاز مرتبط بالمساحة الزمنية المتاحة لإنجاز أعمالنا, والتخطيط السليم لاستثمار تلك المساحة الزمنية كفيل برفع الطاقة الإنتاجية دون الحاجة الى مضاعفة الجهد وبالتالي حدوث القلق والضغوط النفسية من جراء هدر الوقت, والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل نحن نرث السلوك المتعلق بهدر الوقت أم نكتسبه؟ والحقيقة أن لكثير من المورثات الاجتماعية دوراً أساسياً في سلوكنا وهذه أمور محمودة إذا كانت تلك المورثات إيجابية ومرتبطة بالقيم الحميدة والأخلاق الفاضلة، ولكن من بين الأمور الحميدة الموروثة تبرز عادات وتقاليد اجتماعية أخرى توجه سلوك الفرد منها عدم الاكتراث بإدارة الوقت وترك معظم شؤون الحياة للظروف.
أن المنطلق الذي يجب أن ننطلق منه لادارة شؤون حياتنا هو منطلق (اعقلها وتوكل)، وكلمة اعقلها تعني في مفهومنا التربوي التنظيم والاستعداد وتهيئة جميع الظروف التي تمكننا من النجاح في إنجاز مهامنا الحياتية، وبالمفهوم العلمي العملي وضع أهداف محددة لتوجيه الجهد المبذول لإنجاز الأعمال اليومية والأسبوعية والشهرية.
وفي الشأن التربوي تبرز أهمية إدارة الوقت من خلال التوزيع المنهجي للمقررات المراد تدريسها، فعندما تضع الإدارة التربوية الجدول الزمني لتنفيذ مقرر ما وتوزع موضوعات ذلك المقرر الى وحدات تعليمية وفق اهداف تعليمية سلوكية قوامها القدرات الذهنية الادراكية للطلاب فهي بذلك تحدد حجم وزمن الجهد المطلوب لتنفيذ المقرر الدراسي، وكذلك الزمن المطلوب لتهيئة إدراك الطالب عند الانتقال من مقرر الى مقرر آخر أثناء اليوم الدراسي، فالنظرية التربوية تؤكد على اهمية إتاحة الفرصة الزمنية للاستعداد الذهني عند الانتقال من مقرر في الدرس الأول الى مقرر آخر في الدرس الثاني والا سوف يكون ذلك على حساب الاستيعاب المبكر في بداية كل درس، إنما جعلت الفسحة في نهاية كل درس لهذا الغرض، لذا تناط مهمة متابعة إدارة الوقت في المدرسة بعد تنظيمها نظريا بإدارة المدرسة والمدرسين أنفسهم، كما أن مهارة المعلم في إدارة الوقت تبرز من خلال تنفيذه للمنهج الموكل إليه في الوقت المحدد دون اللجوء في نهاية الفصل الدراسي الى سلب الطلاب حقوقهم في حصص الرياضة والرسم والأنشطة الأخرى بحجة ان مدرسا لم يتمكن من إنهاء مقرره في الوقت الممنوح له في الجدول الدراسي، او تقليص الأنشطة اللاصفية التي لا تقل أهمية عن بقية المقررات.
إن عدم الاهتمام باستغلال الوقت وتنظيمه إدارته كما يجب من السلوكيات المشاهدة يوميا وذلك لان تأجيل المهام والأنشطة العملية والاجتماعية اصبح اقتناعاً ذاتياً بأن هناك متسعا من الوقت لمثل هذه الأمور وبالتالي يصبح التأجيل هو القاعدة ومفهوم المفروض والواجب وما ينبغي هو الأسلوب السائد في حياتنا وهذه القاعدة تمارس نتيجة عدم التخطيط ورسم الأهداف لأنشطتنا اليومية التي تعد من مصوغات مهارة ادارة الوقت.
shaer@anet.net.sa

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved