أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 8th February,2001 العدد:10360الطبعةالاولـي الخميس 14 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

ترانيم صحفية
لا يصلح العطار ما أفسده الدهر ,, أيها الآباء؟!
نجلاء أحمد السويل
للأسف يظل كثير من الناس لا يميزون متى يشتعل الضوء الأحمر في مختلف مواقف حياتهم، بل عندما تنظر اليهم علي أن الأمور تتساوى لديهم فهم لا يلتفتون إلا عندما تحدث الكارثة، اي عندما تقع عبارة: لا يصلح العطار ما أفسده الدهر خاصة مع أطفالهم أو حتى ابنائهم في عمر المراهقة فهم سرعان ما يُخضِعون أي اضطراب نفسي أو سلوكي حتى وان كان كبيراً تحت قاعدة الأقارب والأصدقاء وهم غير مدركين أن لكل فرد ظروفه أو شخصيته التي يتفاعل بها مع محيطه الخارجي حتى وان كان أولئك الأشخاص توائم متشابهين.
قد يعتقد البعض أن هذا الحديث فيه نوع من المبالغة ولكنها الحقيقة التي لا بد أن نحذر منها,, بدليل اننا نجد أخوين أحدهما صالح والآخر عكس ذلك تماما مع وجودهما في بيئة تربوية واحدة، وهذا يعني اننا لا بد ان نستخدم مع كل واحد منهما أسلوباً تربوياً مختلفاً لكي نصل في النهاية لنتيجة مرضية فعليا أما لو عدنا الى صميم موضوعنا في الحقيقة لوجدنا ان (فلانة) طفلها يضرب من حوله من الأطفال ويتشاجر معهم باستمرار ولكنها تنظر للموضوع ببساطة وتتقبله (كمسلَّمة) وينتهي الأمر في نظرها,, أما الأخرى فإن طفلها قد بلغ الثالثة من عمره ويتبول لا إراديا، ولكنها أيضاً تدافع عن موقفها بأنه ما زال صغيراً ومصيره يعتاد أعزكم الله (دورة المياه) اما الثالثة فان طفلها يتلذذ بتحطيم ألعابه ولكنها ترجع ذلك الى أنه طفل (كثير الحركة) وان الموضوع عادي فكل الاطفال هكذا أو أغلبهم!!
يجب ألا ننكر أننا نوجد لأنفسنا كتربويين الأعذار (من تحت الأرض) كما يقولون!! ولكن هذا هو مفتاح (الكارثة) فإن مرور الطفل بأي سلوك سلبي متكرر حتى لو كان كغيره من الأطفال فإن هذا يعني (وجود مشكلة) بل والمشكلة ملحة بإلحاح ظهور هذا السلوك السلبي ولا بد ألا نغمض أعيننا عن هذا الأمر وندقق فيه بكل ما يحويه إدراكنا ووعينا من طاقة ذهنية تحرك في النهاية سلوكياتنا الى توجيه تربوي نتلافى فيه ما يحدث لأطفالنا وما نظن نحن أنه أمر (عادي) لا بد أن نعي ان (التبسط) في أمور كهذه يخلق لنا شخصية مهزوزة قد تسلك طريق الانحراف فيما بعد وما يجب ألا نتجاهله أن اطفالنا ربما نشؤوا أطفالاً منحرفين اذا لم نحسن فعلاً توجيههم التوجيه النفسي المبكر؟! يقال ان المرض العضوي لا بد ان يعالج مبكراً حتى لو كان (انفلونزا) عابرة كذلك يجب ان نؤمن بأن هناك انفلونزا نفسية) أيضا لابد أن نراعيها ونعالج آثارها السلبية على أخلاقيات أبنائنا دون ان ندفن رؤوسنا تحت التراب أو الرمال وننكر ما قد يحدث لهم.
اذاً نحن بأمسّ الحاجة الى الوعي النفسي أو لنقل الاستبصار بما يواجه أبناءنا ويصادفهم من مواقف في حياتهم كي نتمكن من تلافي ما يمكن أن يسيء إليهم ولنفسياتهم بل وحتى لا نضطر الى اللجوء الى علاج نفسي مكثف نحن نستطيع الاستغناء عنه لو نحن فعلاً أولينا الأهمية لسلوكيات أطفالنا وكما يقال دائماً فإن الوقاية خير من العلاج، إلا أن العلاج ليس عيباً إطلاقاً عند الحاجة له، وكل هذا يتوقف على مدى وجود الوعي الذهني قبل كل شيء.
e:mail:najla2001@maktoob.com

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved