أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 8th February,2001 العدد:10360الطبعةالاولـي الخميس 14 ,ذو القعدة 1421

الثقافية

شهادة عبدالكريم الجهيمان
عبدالرزاق القشعمي عن انتقالي الى المنطقة الشرقية وانشاء اول صحيفة فيها بينما هو يعرف انني تعلمت التعليم النظامي في المنطقة الغربية، ثم واصلت بعد التخرج من المعهد السعودي التعليم في مدارسها حتى بلغت درجة التدريس في اعلى مدارسها وهي مدرسة المعهد وتحضير البعثات، ثم انتقلت الى المنطقة الوسطى وبعدها انتقلت الى المنطقة الشرقية وادرت شركة للطبع والنشر والترجمة وانشأت صحيفة باسم اخبار الظهران .
فأجبته على سؤاله هذا بانني في مطلع شبابي لم تكن حياتي مستقرة في منطقة واحدة ولعل هذا الامر كان سببا في تفتح مداركي واتساع معرفتي بمناطق وطني الواسع الذي يعتبر قارة صغيرة متكاملة العناصر والامكانات البشرية والاقتصادية والفكرية.
ولهذا فانا اعتبر هذه الحياة المتنقلة نعمة من نعم الله علي التي يجب شكرها واعتبارها من كبريات نعم الله جل شأنه علي.
لانني لو اقمت في منطقة واحدة لفاتني الشيء الكثير مما حظيت به من وعي وادراك لكثير من شؤون بلادي,, تلك المعرفة التي جعلتني,, اعالج بتبصر وادراك كثيرا من مشاكل بلادي وما تحتاج اليه في المستقبل القريب,, وفي المستقبل البعيد.
لقد مارست التدريس في المنطقة الغربية ثم الوسطى ثم حدثت لي ظروف نفسية سئمت فيها التدريس,, فاستقلت,, ثم توجهت الى المنطقة الشرقية راسما لنفسي خطة للسياحة والاستجمام في امارات الخليج تبتدئ تلك السياحة بالمنطقة الشرقية وعندما وصلت الدمام التقيت بصديق حميم هو الاستاذ عبدالله الملحوق وكان موظفا في الحكومة ويدير مكتب سمو الامير سعود بن جلوي حاكم المنطقة الشرقية ثم استقال من وظيفته عازما على الانتقال الى بيروت في لبنان.
وكان في اثناء ادارته لمكتب الامير بن جلوي قد اسس مع بعض المواطنين شركة للطبع والنشر والترجمة كانت هي الاولى في المنطقة وكان الاستاذ الملحوق هو الذي يدير هذه الشركة,, ويلتمس لها مديرا بعد مغادرته البلاد.
وعندما التقيت به عرض علي ان اتولى ادارة هذه الشركة واقنعني بانه سيكون لها مستقبل حافل بالنجاح لانها هي الوحيدة في منطقة حيوية لها مستقبل باهر بالحركة والنمو في جميع المجالات الحيوية واستطاع هذا الصديق ان يقنعني باسلوبه المؤثر وان يجعلني اعدل عن خطتي التي رسمتها لنفسي وهي الجولة في امارات الخليج وان اقيم في الدمام وان اتولى ادارة شركة الخط للطبع والنشر والترجمة وعندما استقر وضعي في الدمام وسارت امور الشركة على ما يرام اقترح احد اعضاء مجلس الادارة ان يطلب من الملك سعود ان يمنح شركة الخط اصدار جريدة باسم اخبار الظهران واقتنع الاعضاء لوجاهة الطلب وصواب الفكرة.
وكان الملك سعود -رحمه الله -عندما تولى الحكم حريصا كل الحرص على ان تلحق بلاده بركب الحضارة والتقدم وان تكون عضوا مؤثرا ومنتجا في جميع المجالات الحيوية ولهذا حرص على نشر الثقافة والتعليم في جميع انحاء البلاد.
ونتيجة لهذه الافكار التقدمية التي كانت مسيطرة على توجهات الدولة فقد جاءنا الترخيص باصدار الجريدة باسرع مما كنا نتوقع.
فقد كانت البلاد في طريقها الى تدفق ثروة طائلة من سلعة عالمية هي البترول والبلاد والمال لابد لها من علم وثقافة وحسن ادراك لتسير بخطى علمية ثابتة الى ما فيه رقي البلاد لتلحق ركب الحضارة وكأن رجال الدولة يتمثلون بقول احد الشعراء:


بالعلم والمال يبني الناس ملكهموا
لم يبن ملك على جهل واقلال

واصدرنا الصحيفة وسارت في طريق مرسوم لنشر العلم والثقافة والرقي بالبلاد ببناء جميع المنشآت الحيوية التي تجعلنا مشاركين في بناء هذه الحضارة لا مستهلكين فقط,وانطلقت صحيفة اخبار الظهران في هذه الاجواء انطلاقة مشرفة في خدمة الوطن والمواطن,, حتى صارت صحف سبقتنا في الصدور في البلاد المجاورة تغبطنا على ما نتمتع به من حرية في النقد والتوجيه ,, ومصارحة ولاة الامر بكل ما نريده من مشاريع,, وكلما نشكوه من تقصير او تعقيدات.
وبهذا اكتسبت اخبار الظهران شهرة لا بأس بها الامر الذي شجع بعض ادباء المنطقة بطلب الترخيص باصدار بعض الصحف والمجلات وكان من السابقين الى ميدان الصحافة بعد اخبار الظهران الاستاذ الصديق يوسف بن الشيخ يعقوب فقد طلب ترخيصا باصدار جريدة باسم (الفجر الجديد) فصدر منها بضعة اعداد ثم توقفت لاسباب لا اذكرها.
ثم صدرت بعدها مجلة شهرية باسم الاشعاع لصاحبها الاستاذ الصديق سعد البواردي وكان مقرها ومقر رئيسها في الخبر,, وقد استمرت فترة من الزمن ثم توقفت لاسباب مجهولة ايضا,, كما صدرت مجلة اخرى في الاحساء وكان صاحبها ورئيس تحريرها الصديق الاستاذ عبدالله شباط وقد استمرت فترة من الزمن لا اتذكرها الآن ثم توقفت.
ولم يبق في المنطقة الا جريدة اخبار الظهران التي كانت تكافح في الميدان الصحفي وحدها في هذه المنطقة التي تعج بمختلف الاجناس والثقافات والاتجاهات التي تمثل الكثير من الافكار,, المؤتلفة تارة,, والمختلفة تارات,.
وقد استفدت من رئاسة تحرير هذه الجريدة فوائد جمة قد لا يستفيدها كثير من طلاب الجامعات.
وكأنني بأحد القراء يسألني عن هذه الفوائد فاجيبه بانها معرفة ما يدور في المجتمع من افكار واتجاهات متنوعة فمنها المتشدد ومنها المعتدل ومنها المتطرف الشاذ الذي لا يقبله اي عقل سليم.
وكنت انخل تلك الافكار والكتابات التي ترد الى الصحيفة ولا انشر منها الا ما كان يرمي الى مصلحة وطنية مقبولة,, ويكون لها تأثير في تقدم البلاد سياسيا او اقتصاديا او ادبيا.
وكنت الاقي بعض اللوم من بعض الشخصيات في عدم نشر افكارهم التي تطالب بقفزات واسعة غير مأمونة العواقب.
وكنت اذا التقيت ببعضهم احاول ان اقنعه بوجهة نظري,, ومن هؤلاء الكتاب من يرضى عن الوجهة,, هذه ومنهم من يصر على وجهة نظره ولا تجدي معه شتى المحاولات.
وكان بعض الاخوان المحبين اذا شكوت اليهم بعض تلك الاحتجاجات يقنعني بحكمة معروفة للجميع,, وهي:
ان رضا الناس غاية لا تدرك وان علي ان التزم سلوك الطريق الوسط فلا افراط ولا تفريط.
وكانت هذه الامثال والنصائح تخفف عني بعض الضغط الذي اجده من بعض افراد مجتمعي في تلك الفترة المليئة بالتقلبات والتحولات في شتى جوانب الحياة,.
ويسألني الصديق ابو يعرب 5/10/1421ه كيف تركت رئاسة تحرير اخبار الظهران,, فاجيبه بأن امتياز الجريدة لشركة الخط والنشر والترجمة وهي الشركة التي اديرها واتولى مع ذلك رئاسة تحرير هذه الصحيفة.
اما كيف تركت هذه الصحيفة ورئاسة تحريرها فالسبب في ذلك انني نشرت فيها مقالا عن تعليم المرأة بتوقيع محمد بن عبدالله وقامت بسبب هذا المقال زوبعة من النقد لهذا المقال من بعض المواطنين المحدودي التفكير والذي منهم ضد تعلم المرأة.
وألف لجنة سألتني من كاتب المقال فاجبت بأنني لا اعرفه فقيل لي واذا فانت المسؤول عما فيه فاجبت بنعم,, فقيل لي اما تعلم ان تعليم الفتاة والدعوة اليه سابق لاوانه فقلت انني نشرت هذا المقال لعله يجدد هذه الفكرة ويهيىء الجو لهذا الاتجاه.
ولكن اللجنة لم تقنع بالمبررات التي قلتها وقررت ايقاف الصحيفة حوالي عشرين يوما كما قررت ايقاف رئيس تحريرها المسؤول مدة مماثلة وتلقيت هذه العقوبة بصدر رحب نتيجة لجهل بعض المواطنين الذين هم ضد تعليم الفتاة في تلك الفترة التي كان الجهل يسيطر على بعض العقول التي لا ترى ابعد من مواطن اقدامها كفانا الله شر الجهل والجاهلين.
وعندما اطلق سراحي كان لي مساعد في الشركة هو الاستاذ عبدالعزيز بن حمد العيسى فاسندت اليه ادارة الشركة ورئاسة تحرير الجريدة مؤقتا الى ان يجتمع اعضاء مجلس الادارة ما يرون,,,؟
وبعد ذلك عدت ادراجي الى المنطقة الوسطى,, ومن حسن حظي ان ذلك كان عند تأسيس وزارة للمعارف فالتحقت بهذه الوزارة الفتية وتوليت فيها ادارة مكتب التفتيش الاداري.
وبدأت صفحة من حياتي الجديدة حيث انتهى الدور الذي قبلها.
وهكذا تفنى ادوار الحياة دورا بعد دور حتى نلقى ربنا في الدار الآخرة، فنسأل الله ان يهدينا الى الصراط المستقيم,, وان يثبتنا عليه حتى نلقاه آمين يا رب العالمين.
عبدالكريم الجهيمان

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved