أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 8th February,2001 العدد:10360الطبعةالاولـي الخميس 14 ,ذو القعدة 1421

عزيزتـي الجزيرة

مقاضاة شركات التبغ مواجهة جريئة غير مسبوقة!!
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,, وبعد:
في يوم الثلاثاء 12/11/1421ه نشرت جريدة الجزيرة الغراء على صفحتها الاخيرة تصريح الدكتور أنور الجبرتي المستشار والمشرف على أعمال الادارة والمدير التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث بالرياض، بأن احدى شركات التبغ الامريكية تفاوضت معه لتسوية القضية التي رفعها المستشفى ضد شركات التبغ لتعويض المستشفى بمبلغ لا يقل عن عشرة مليارات ريال مقابل الخسائر التي تكبدها المستشفى التخصصي لقاء علاجه للمتضررين من التدخين, وأوضح الدكتور الجبرتي انه رفض عرض التسوية خارج المحاكم, وذكر ان هناك دعوى جديدة ضد مصانع الجراك والمعسل ووكلائها في المملكة.
إن هذا الاجراء من قبل مستشفى الملك فيصل التخصصي ضد شركات التبغ يعد خطوة جادة وجريئة وغير مسبوقة في الوطن العربي لصد هجمات هذا الوباء الخطير وقد لاقت هذه البادرة التقدير والثناء من الكثيرين في الداخل والخارج، لما لوحظ من انتشار عادة التدخين بشكل ملفت للنظر بين الرجال والنساء والشباب وحتى بين الاطفال الذين هم دون سن التاسعة رغم الابحاث والدراسات المستفيضة التي اثبتت ان معظم المدخنين يصابون بسرطان الرئة وأمراض مزمنة في الشعب الهوائية وأمراض القلب, فالدخان شر مستطير لا فائدة ترجى من ورائه فهو من الخبائث التي حرمها الله عز وجل قال تعالى: (ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث) فبعد كل هذه الحقائق والمشاهد المؤلمة والخسائر الفادحة في الأموال والارواح لم نلحظ أية تحركات جادة ومثمرة من قبل بعض الجهات المسؤولة كوزارة التجارة والصحة والشؤون البلدية، في حين نجد بعض قرارات وزارة التجارة تصدر لحظر استيراد بعض السلع والمواد الغذائية التي ثبت ضررها اومجرد الشك في ذلك لحماية المستهلكين بينما لم نجد مثل هذه القرارات تصدر بحق الدخان هذا (القاتل المدلل) الذي ثبتت إدانته بالادلة والبراهين القاطعة, وتجاه هذا التعاون من قبل الجهات المسؤولة تدفقت علينا اصناف وأنواع كثيرة من الدخان والجراك المعسل بشكل لا مثيل له في وارداتنا، هذا بالاضافة إلى الانتشار المطرد في فتح محلات بيع الدخان والجراك والمعسل ومنح التصاريح لها من قبل البلديات دون قيود, وهذه المحلات تعلق على واجهاتها لوحات النيون التي تروج لهذه السلع الخاسرة وتعرض مبيعاتها الضارة بطريقة مثيرة وجذابة لاقتناص الزبائن من المدخنين واستدراج غير المدخنين من الشباب والشابات وغيرهم لممارسة هذه العادة السيئة الضارة التي غزت مجتمعنا بمختلف طبقاته من اميين ومتعلمين من اصحاب الشهادات العالية حتى ان بعض الاطباء والمعلمين والمشرفين التربويين الذين نتوسم فيهم القدوة الحسنة قد جرفهم تيار التدخين واوقعهم في مستنقعه النتن, لقد هانت على هؤلاء انفسهم فقدموها قرابين لهذا المنكر اللعين (قاتل الملايين) انها مأساة اناس من بني البشر تركوا العنان لانفسهم الامارة بالسوء فصموا آذانهم عن النصح والارشاد وما يلقى من مواعظ وارشادات في الندوات ومحاضرات التوعية بأضرار التدخين وكأنهم يرددون ما قاله شوقي:


لقد أنلتك أذنا غير واعية
ورب مستمع والقلب في صمم

أي تناقض هذا الذي نسمعه ونشاهده؟
مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث بالرياض يقاضي شركات التبغ ويطالبها بالتعويض عن الخسائر التي تكبدها لقاء علاجه للمتضررين من التدخين, وفي نفس الوقت نجد الابواب مفتحة على مصراعيها تتدفق منها واردات الدخان ومستلزماته دون قيود بالاضافة إلى التوسع المفرط في منح تصاريح من قبل البلديات لفتح محلات بيع وترويج هذا الوباء الخطير الذي ينهش في اجساد افراد المجتمع كبارا وصغارا,, وحتى الآن لم نتخذ اية اجراءات حازمة ضد هذا الداء العضال سوى برامج التوعية العقيمة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
لقد آن الأوان ان تتضافر جهود كافة المسؤولين في حكومتنا الرشيدة لتضييق الخناق على هذا الوباء الخطير والحد من انتشاره لحماية افراد المجتمع من آثاره الضارة والله المستعان.
قال الشاعر الناصح:


يا شارب الدخان ما أجراكَ
من ذا الذي في شربه أفتاكَ
هل فيه نفع ظاهر يا فتى
كلا، فلا فيه سوى إيذاكَ
مضرة تبدو وخبث روائح
مكروهة تؤذي بها جلساكَ
وفتور جسم وارتخاء مفاصل
مع ضيق أنفاس وضعف قواكَ
فإذا حضرت بمجلس واستنشقوا
من فِيكَ ريحاً يكرهون لقاكَ

عبدالرحمن سراج منشي
مكة المكرمة

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved