أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 9th February,2001 العدد:10361الطبعةالاولـي الجمعة 15 ,ذو القعدة 1421

تحقيقات

ولدت أنواعاً من الفيروسات شرق الرياض
أغنام حي السعادة تثير حفيظة السكان ضد البلدية
البلدية تستغرب احتجاجات السكان على سوق معتمد في مخطط الحي
* تحقيق : عبدالعزيز الثميري
أبدى عدد من سكان حي السعادة الواقع شرق مدينة الرياض استياءهم من وجود سوق الأغنام نظامي تابع لأمانة مدينة الرياض يتوسط الحي ويجاور المباني.
والاستياء يعود لكون السوق بموقعه هذا يسبب العديد من المشاكل، يأتي من أهمها الأمراض التي انتشرت مؤخراً بين سكان الحي وخاصة أمراض الصدر والحساسية، وكذلك التلوث الواضح الناتج عن الروائح الكريهة التي تصدر من الماشية وكذلك الحشرات الزاحفة التي ساعد السوق على كثرتها وانتشارها,.
لالجزيرةî التقت بعدد من سكان الحي الذين وصفوا لنا معاناتهم واستياءهم من وضع السوق.
مصدر للفيروسات
في البداية كان لنا لقاء مع المواطن سيار هليل العنزي الذي أعرب عن أسفه من قيام أمانة مدينة الرياض بانشاء هذا السوق على الرغم من الأضرار الكبيرة التي يسببها, وقال من غير المعقول أن يتم انشاء سوق للأغنام داخل حي سكني ومن المعروف أن الأسواق التي تختص ببيع المواشي تكون دائماً خارج المدن، كما هو الحال مع سوق الأغنام الرئيسي الذي يقع جنوب مدينة الرياض, ولا أخفيك سراً أن سبب الأمراض التي أصيب بها أبناء هذا الحي وخاصة الأطفال تعود لهذه السوق، والحال يزداد سوءاً عند هطول الأمطار حيث تنتشر الروائح بشكل واسع مما يسبب تضايق أهل الحي وزائريهم, وقد سبق وخاطبنا أمانة مدينة الرياض بهذا الخصوص ولكننا لم نجد أي تجاوب يذكر, وكل ما نتمناه حالياً أن يتم نقل هذا السوق إلى مكان بعيد عن السكان ليرتاح هذا الحي وساكنيه الذين ضاقوا ذرعاً من استمرار وجود السوق.
الأمانة ترفض التعويض
أما المواطن منيف الدهمشي فقد أبدى استغرابه من استمرار هذا السوق على الرغم من النداءات العديدة المطالبة بضرورة اغلاقه, والحقيقة أن مضار هذا السوق أكثر من فوائده فهو صغير ومرتادوه من مشتري الماشية قلة والباعة أنفسهم يشتكون من قلة المشترين.
وقد سبق أن ناقشنا موضوع اغلاقه مع الباعة داخل السوق وأخبرونا بعدم ممانعتهم باغلاق محلاتهم ونقلها إلى السوق الرئيسي للأغنام شرط أن يتم تعويضهم، إلا أن المسؤولين في الأمانة رفضوا تعويضهم بحجة أن السوق نظامي!!
والغريب في هذا أن أمانة مدينة الرياض تطالب أصحاب المنازل بعدم تربية المواشي داخل منازلهم لمضارها العديدة إلا أنها مع ذلك تقوم بإنشاء سوق أغنام نظامي داخل حي سكني!!
أما المواطن مصلح العنزي وهو يملك منزلاً قريباً جداً من السوق فقد نقل لنا همومه ومتاعبه من هذه السوق حيث أوضح بأن منزله لم يعد صالحاً للسكن مطلقاً، فتلوث الهواء وكثرة الحشرات الزاحفة التي أصبحت تنقاد من السوق إلى المنازل والأصوات المزعجة التي تصدر من الأغنام، ناهيك عن المشكلة الكبرى التي يخشاها الجميع وهي الخوف من وجود البعوض الناقل لحمى الوادي المتصدع التي أصبحت تشكل هاجساً مزعجاً لكل سكان الحي، كما أن النشاط العقاري قد هوى إلى الحضيض لعدم رغبة المستثمرين بأي نشاط تجاري وكذلك المواطنين الذين بالتأكيد لا يرغبون بشراء منازل أو أراض بحي تقطنه معهم الأغنام.
أثر السوق على العقارات
وقد التقينا بعدد من أصحاب المكاتب العقارية وسألناهم حول النشاط العقاري في المنطقة المحيطة بالسوق وأكدوا لنا أنه لا توجد طلبات شراء حالياً في هذه المنطقة، بل ان عروض البيع هنا كثيرة ولكن دون مشترين, كما أفادوا بأن طلبات الشراء مجملاً في حي السعادة وحتى في المواقع البعيدة عن السوق بدأت تقل والكل يبحث عن أماكن بعيدة جداً عن السوق, أصحاب المكاتب العقارية بدورهم طالبوا بايجاد حل لهذه السوق وذلك حتى يعود الوضع العقاري إلى نشاطه مجدداً,أما الدكتور سطام العنزي وهو أحد سكان الحي فقد ذكر أن المشكلة لا تتوقف عند السوق فقط، بل إن هناك مشكلة أخرى وهي ان بلدية السلي بنظافة السوق فأصحاب الأحواش يقومون برمي مخلفاتهم خلف السوق مما يسبب روائح عفنة وتجمع للكلاب السائبة مما سبب الذعر والهلع للساكنين خاصة الأطفال.
وأكد بأن حي السعادة اسم على غير مسمى فهو لا يبدو سعيداً كما أن سكانه ليسوا بالسعداء في ظل وجود هذا السوق الذي لم يخدم مطلقاً سكان هذا الحي وانما جلب لهم المتاعب تلو المتاعب.
لماذا الاعتراض الآن؟!
لالجزيرةî التقت بعد ذلك برئيس بلدية السلي الفرعية المهندس أحمد عبدالله السحيباني لنقل شكاوى ومتاعب سكان حي السعادة من وجود سوق أغنام يتوسط المباني والمنازل حيث أفاد بأن السوق معتمد بالمخطط منذ إنشاء الحي واستغرب اعتراض سكان الحي الآن على الرغم من وجوده قبل ظهور معظم المباني, كما أن السوق يغذي منطقة شرق الرياض بالكامل وفائدته كبيرة لقربه من معظم الأحياء، وحول عدم نظافة السوق أوضح المهندس السحيباني أن هناك برنامجاً يوحي لنظافة السوق, وهناك مراقبون عملهم مراقبة السوق من حيث النظافة والعمالة وغير ذلك كما أن هناك مكتباً للإشراف داخل السوق, وما يحدث من سلبيات تتعلق بالنظافة والمخلفات فنحن نحاول علاجها دائماً إلا أن المشكلة في عدم تعاون الباعة داخل السوق، وبإمكان المواطنين من سكان الحي تقديم شكاويهم للبلدية لأخذها بعين الاعتبار وحل ما يمكن حله ورفعه للجهات المسؤولة بأمانة مدينة الرياض,
وأوضح المهندس السحيباني أن نقل السوق من موقعه يتم عبر أمانة مدينة الرياض والبلدية الفرعية التي يرأسها ليس لها من صلاحيات في هذا الشأن.
** من الجولة :
*لاحظنا أثناء تجولنا داخل السوق قلة المشترين وهو ما يؤكد ضرورة اغلاق السوق لعدم وجود فائدة ترجى من وجوده.
*مكتب الإشراف على السوق التابع لبلدية السلي دوره مفقود تماماً، وهو ما سبب الفوضى داخل السوق وعدم اهتمام الباعة بالنظافة.
*اغلاق السوق ونقله إلى مكان بعيد عن السكان ضروري لأن صحة الناس وسلامتهم أهم، خصوصاً مع توفر أسواق قريبة قائمة على أسس أقرب للسلامة ووضعها أفضل بكثير من وضع هذه السوق .
أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved