أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 15th February,2001 العدد:10367الطبعةالاولـي الخميس 21 ,ذو القعدة 1421

عزيزتـي الجزيرة

تذكر أنك أعرف الناس بشخصك
يعتقد البعض أنك حينما تواجه مشكلة تتعلق بموضوع ما أو امر ذي أهمية بالنسبة لك، فإنه ليس لك أن تتضجر منها وان تأخذ الكثير من حيز التفكير لديك، وهذا الكلام فيه شيء كثير من الصحة ولكن باقي القليل منه يفوق ما يحمله الكثير من معتقدات الناس وآرائهم لماذا؟
قد يكون ذلك نوعا من الفلسفة أو النظرية التي فقط تعتمد على إبداء الرأي وعلى الإبداع اللغوي ومقدرة التلاعب بالألفاظ دون النظر إلى نوع المشكلة التي يعاني منها الشخص، ولكن الواقع الذي يعايشه أي فرد مر بتلك المشكلة يعي تماماً مقدار الضيق الذي ينتابه، لماذا هو فقط يعيش ذلك الموقف والبقية الباقية تستنكر هذا الأمر أو تجعله نوعاً من المبالغة غير المبررة؟
الجواب هنا هو أن كثيراً من الناس ليس لديهم القدرة على تقييم ما أنت فيه وذلك بسبب انهم لم يعايشوا تلك المواقف أو يتعرضوا لها، فهم يلتزمون الصمت دون الخوض في أمور لم يعرفوا كافة جوانبها وهذه فئة ذات قدرة عقلية راجحة لها مبدأ ومنطق يحترم، فهذا النوع من الاشخاص يجب أن تضع لهم القدر الأكبر في الاستشارة وان تهتم كثيرا بما يبدون من آراء ومقترحات لحل المشكلة التي تواجهها، لأن هؤلاء الناس كما ذكرت سابقا لاتبدي لك أي رأي قبل ان تعرف اي الاشخاص أنت، وما هو هدفك من طرح تلك المشكلة ... هل أنت تطرحها لايجاد الحل الأمثل والانسب، أم ان لديك الحل واتخذ القرار مسبقاً وتريد من يؤيدك فقط. لذا تبقى انت المستفيد في معظم الاوقات من هذه الفئة حينما تحاول استشارتها. أما الفئة الاخرى فهي فئة حينما تحاول شرح موقفك وتأخذ آراءهم فانك لا تجدهم قادرين على تفهم تلك المشكلة فذلك النوع من الناس يريد ان يبدي رأيه لك دون اخذ جوانب الموضوع، حيث انك لاتجد في هذه الفئة شخصا لا يريد ان يبدي رأيه وذلك لأسباب عدة منها ان الآراء التي يرمونها لك جزافا لحل مشكلتك تعطيهم نوعا من الثقة التي يفتقدونها في حياتهم العملية واما ان تكون ايضاحاً منهم بانهم على اطلاع بما يدور حولهم من الامور رغم انهم اجهل الناس بها، اما البعض الآخر فيعتبرها فرصة لاظهار ما لديه من مقدرة لغوية وثقافة وهمية تصب في الاتجاه السلبي في بناء شخصيته ونسوا او تناسوا قول احد العلماء «كلما ازدت علما ازدت جهلاً».
وبعد استماعك للفئة الثانية تجدك مشبعا ببضعة آلاف من الآراء والافكار التي هي اقرب الى الخيال منها الى الواقع ولا تجيب على سؤالك الحقيقي، أو تقودك لوضع بادرة امل لحل المشكلة او السؤال الذي طرحت، فتلك الآراء قد تذهب بك الى حلول هي اقرب ان توقعك في الكثير من المشاكل.
لذلك أنت رجل قد يكون لديك القليل أو الكثير من المعرفة وقدومك على المشورة واخذ الآراء يدل على ا نك قادر الى درجة ليست بالقليلة على تمييز الآراء الخاطئة والآراء الصحيحة المتخفية وراء الخطأ».
فيجب أن تعرف انك اكثر الناس معرفة بشخصك وقدراتك لذلك يجب ان يأخذ رأيك الحيز الاكبر في اتخاذ القرار، مهما كان حجم من استشرته او أخذت رأيه في الموضوع الذي طرحت .. لماذا؟
لأنك سوف تستفيد هنا أمرين لا ثالث لهما و اولهما هو أن تكون قد أصبت فبذلك تزداد مقدرة وحكمة وقدرة على قراءة الموضوع واخذ جوانبه الايجابية والسلبية وبهذا يزداد تقديرك لذاتك، أما الامر الآخر فهو ان تكون اخطأت وبهذا تكون لديك خبرة في الاستفادة من الاخطاء وتحويلها الى عامل ايجابي في المستقبل يساعدك كثيراً في اتخاذ قراراتك. لذا يجب ان تتخذ قرارك عندما يحدثك عقلك بانك في موقف افضل من استشارة من هم بحاجة الى من يسد النقص الذي يعانون منه او ان تقفل افواههم بحجة انهم الافضل ....!!؟
ختاماً يجب عليك أن تستشير من يسعى الى توجيهك لا الى ارشادك فقط ويتركك تواجه الحل المقترح لوحدك دون أن يقف على نتائجه.
وتذكر :
*حينما تحاول الاستشارة استشر عقلك أولاً.
*احترام الآراء الاخرى من اهم الطرق لتجاوز المشكلات التي تواجهك.
*تبقى أنت الملام حينما تفرط في اخذ الآراء دون تحديد نوعية الاشخاص الذي ستستشيرهم.
*حينما تتخذ اي قرار لحل مشكلتك فانك ستواجه لوحدك نتائجه السلبية والايجابية.
*في كثير من الأحيان تنظر لشخص ما على انه افضل من تستشير وذلك لعدة عوامل منها المكانة الاجتماعية وعامل السن ولكن تفاجأ بالعكس.


حسبهم ان يقتبسوا منك بعض المخابري
فليس من سبقك زمنه جُعل عالمي

*عند اتخاذك أي قرار يجب ان تكون لديك الثقة الكاملة وان تترك من يحاولون زعزعة ثقتك بنفسك لاظهار انه الافضل دائماً.
بدر سعد الشنار

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved