أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 18th February,2001 العدد:10370الطبعةالاولـي الأحد 24 ,ذو القعدة 1421

عزيزتـي الجزيرة

أيحتاج النهار إلى دليل؟
ليتك تركت أمر المعلمين جانباً
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:
للحوار والنقد آداب ينبغي لمن هم بالدخول في معتركهما ان يدركها ويعيها، ومن ثم يعتمد عليها في نقده ومناقشته وحواره، ولعل ابرز هذه الاصول ما يأتي:
1 حسن النية وسلامة القصد، بحيث يهدف الناقد والمحاور الى المصلحة العامة ويبتعد تماماً عن المصالح الشخصية، إذ ليس من الأدب في المناقشة أن يتجاوز الناقد الموضوع الأصلي إلى تفريخ شُحنات في النفس تجاه شخص معين أو طائفه معينة، وبالتالي يقلب الموضوع رأساً عقب ويركز في نقده على شخص الناقد أو القطاع الذي ينتمي إليه ويبدأ يكيل التهم لهم دون أن يتطرق لأقوالهم بالمناقشة والتحليل، بل يترك لب الموضوع وفحواه خلف ظهره، وكأنه كان ينتظر الفرصة للنيل من ذلك الشخص أو ذلك القطاع فلما رأي سراباً خيل اليه انه ماء فسارع في الذهاب اليه.
2 أن يبني الناقد كلامه على أدلة وبراهين، وإدانة للشخص من نص كلامه، وذلك أن إلقاء الكلام على عواهنه بلا دليل أو برهان لا يمكن أن يقنع المتلقي، أو يشجع على الاستمرار في الحوار.
3 التركيز على لب الموضوع، وترك الأمور الهامشية التي لا علاقة لها بصلب الموضوع، فليس من اللائق بالمناقش سلوك هذا الطريق خاصة إذا لم يكن له مستند يستند إليه في تفسيره ذلك.
4 أن يكون الناقد واضحاً في نقده وألا يلوي الكلام ويصرف الألفاظ عن ظاهرها الذي تدل عليه إلى ما يخالفه ، فالنقل أمانة تدل على صدق المناقش ووضوحه.
عزيزتي الجزيرة : ما دعاني لكتابة هذه المقدمة عن أصول المناقشة والحوار هو ما كتبه الأخ علي العمر من الرياض في صفحة )عزيزتي الجزيرة( من العدد )10363( والذي كان بعنوان )الإنصاف وإحسان الظن مطلب الجميع( تعليقاً على ما كتبته في العدد )10361( والمعنون ب )شيئاً من الإنصاف والموضوعية وإحسان الظن( والذي علقت فيه على كتابته الأولى )العلم اليقين في مطالب المعلمين( وحقيقة لم أكن أود العودة للكلام عن هذا الموضوع مرة أخرى إلا أنني عدت لسببين هامين:
أولهما: أنني رأيت أن في المقدمة التي ذكرت شيئاً من الفائدة لمن يريد الدخول في مجال النقد والحوار.
ثانيهما: التحامل الواضح من الأخ علي وقلبه للأمور بشكل لا يمكن السكوت عنه، وسيكون التعليق من خلال النقاط التالية وهي مرتبطة ترتيباً بآداب الحوار السابقة:
1 كثرت الكتابات الصحفية حول )طول إجازة العيد وقصر إجازة الربيع( وكان من ضمن المشاركين في تلك الكتابات بعض المعلمين، فعقب الأخ علي على تلك الكتابات بانفعال بين وواضح، وتكلم بأمور لا علاقة لها بفحوى الموضوع، بل صبّ جام غضبه على المعلمين أنفسهم ، فراح يفسر كتاباتهم بأنها رغبة منهم بالحصول على المزيد من الإجازات وأنهم جعلوا الطلاب حجة وذريعة للوصول إلى ذلك ثم ذكر أن المعلمين ينعمون بإجازات لا مثيل لها على مستوى العالم ثم فصَّلها، ولم يكتف بذلك بل انتقل بشكل عشوائي إلى أجورهم ومرتباتهم وعلاواتهم وذكرها بالريال وذكر أنها الأعلى على كافة المستويات في لوائح الخدمة المدنية، ثم واصل هجومه عليهم في تعقيبه الثاني وذكر أنهم يرون أنهم الوحيدون العاملون الكادحون المرهقون بينما غيرهم من الأطباء والمهندسين ونحوهم يأتون لمكاتبهم من أجل تبادل الحديث وقراءة الصحف وو.. الخ فبالله عليكم ما علاقة كل ما ذكر بالموضوع الأساسي، وأين النقد الموجه للآراء التي تطرقت للموضوع؟! ونحن هنا لم نخرج من تعليقه بفائدة سوى التنفيس عن شيء في نفسه تجاه المعلمين، وهذا الشيء تشم رائحته من الأمور التي تطرق إليها ولا علاقة لها بصلب الموضوع.
2 ذكر الأخ علي أن المعلمين الذين كتبوا عن نظام الإجازة والعيد بأنهم يهدفون للمزيد من الإجازات، ووصف تلك الكتابات بأنها مما تهوى النفس وتحب الروح، وأكد ذلك حينما قال في مقطع آخر من مقالته ما نصه :
)يبدو أن الأجواء الربيعية السائدة هذه الأيام قد زادت من حدة الاحتجاج والمطالبة( وهذا سوء ظن بالمعلمين وهو واضح وضوح الشمس في رابعة النهار فذكرت له ذلك أثناء تعقيبي الأول عليه وبينت له أننا لم نفكر بذلك وذكرت له جزءاً من كتاباتنا عن نقد طول إجازة العيد وبيان سلبياتها وأننا كنا نبحث عن المزيد من الإجازات ما تطرقنا لذلك فجاء مرة أخرى ليلقي الكلام على عواهنة بدون أدلة أو مستند من كلامنا، بل ذكر أننا نسيء الظن به بدون دليل، فيا سبحان الله، إذا لم يكن كلامه السابق الذي أشرت إليه حول اتهام المعلمين بالبحث عن مصالحهم إساءة ظن واضحة فما هي إساءة الظن في نظره؟! وإذا لم يكن كلامه السابق دليلاً على سوء ظنه بنا معاشر المعلمين فما الدليل إذن وقد صدق الشاعر الأول حينما قال:
وكيف يصح في الأذهان شيء
إذا احتاج النهار إلى دليل
3 تمنيت من الأخ علي لو أنه ترك المعلمين جانباً وتناول أبرز سلبيات بدء الدراسة وسط الأسبوع ألا وهي الغياب الجماعي للطلبة حيث قلت نصاً )ما دمت قد سللت قلمك لإبداء رأيك حول ما كتبه الأكثرون عن سلبيات بدء الدراسة وسط الأسبوع فلم لم تعلق على أهم سلبية فيه ألا وهي غياب الطلبة الجماعي( فرد علي ذلك بقوله : )لن أعلق على غياب الطلاب وأصر على حجب رأيي لأن المسؤولين عن التعليم أدرى بمصالحه( فهو هنا رفض التعليق على سلبية بينة وظاهرة للعيان وفي نفس الوقت انتقل للتعليق على أمر هامشي وتفسيره حسب ما يريد حيث تناول كلمة )سللت( وذكر أن فيها اتهاماً له بأنه كان منفعلاً وقلقاً بشكل غريب. فيا سبحان الله تترك المهم المفيد وتتجه لأمر تافه لا علاقة له بالموضوع؟
4 ذكرتُ للأخ علي أن وزارة المعارف ترحب بالنقد، ثم ذكرت له أن نقد المعلم لما يتعلق بالشؤون التعليمية والتربوية أقرب للصواب من غيره بحكم معايشته لواقع الطلاب والأنظمة حيث قلت له ما نصه: )أيهما أكثر التصاقاً بالعملية التعليمية والتربوية ومعايشة لمشاكل الطلاب «المعلم» الذي يعيش يومه الدراسي في ميادين التعليم ويتعايش مع الأنظمة والطلاب لحظة بلحظة؟ أم «الموظف» الذي يقبع خلف مكتبه ويقتصر دوره على إيصال أبنائه للمدرسة دون علم بما يجري فيها؟ إذن فنقد المعلم غالباً يكون صادراً عن واقع يعيشه فهو الأقرب لمعرفة الأنسب( فيا ترى كيف تعامل الأخ علي هداه الله مع هذه الجزئية التي نقلتها نصاً ؟! لقد نقل العبارة ناقصة وفسرها بتفسير لا تحتمله على الإطلاق واستدل بها على أن بعض المعلمين يرون أنهم العاملون الكادحون.. الخ حيث قال ما نصه )قال البدر: أيهما أكثر معايشة للطلاب المعلم أم الموظف الذي يقبع خلف مكتبه ويقتصر دوره على إيصال أبنائه للمدرسة دون علم بما يجري فيها( ثم علق على ذلك بأن هذا اتهام لأولياء أمور الطلاب وأنهم لا يعلمون شيئاً بل وكأنهم سائقين .
ثم ذكر أن هذه جناية عليهم، فانظر بعين البصيرة للنصين وحكم عقلك وسترى أن الأخ علي قلب الكلام رأساً على عقب وفسره بتفسير غريب لا يحتمله على الإطلاق، ولا أدري إلى الآن كيف أدخل أخونا أولياء أمور الطلبة بالموضوع؟! ومعاذ الله أن نفكر بما ذكر الأخ علي مجرد التفكير ولكن لا أقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل!!
وختاماً أقفل هذا الموضوع ببعض الإشارات السريعة حول كتابة الأخ علي الأخيرة:
. ذكر الأخ علي أنه كان متيقناً من الرد على تعقيبه حول كتابات المعلمين وأنه كان بانتظار الرد وتوقع أن يكون أسلوبه قوياً، وفي نظري أنه لم ينتظر إلا لأنه يعرف أن ما ذكر في تعقيبه لا يمكن السكوت عليه أو غض الطرف عنه، وأتمنى ألا يكون كلامه ذلك من باب )كاد المريب ان يقول خذوني(.
. ليس هناك ثمرة ترتجى من عقد المقارنة بن عمل الموظف والمعلم خاصة وأن كل واحد منهما قد اختار طريقه بنفسه ولم يجبره عليه أحد، والدولة وفقها الله تعطي كل واحد منهما على قدر عمله!!
. أكرر كلامي السابق من أن السكوت وحجب الرأي وعدم التعليق على السلبيات والاكتفاء بالعبارة الشهيرة )المسؤولون أدرى( أسلوب عفا عليه الزمن، وذلك أن الأفكار والدراسات النظرية قد تصطدم بالواقع ومن ثم يترتب عليها بعض السلبيات. فإذا سكت الجميع استمر الخطأ وإذا تحدث الناصحون وذكروا مكامن الخلل تم تلافيه أو تعديله، ولذا نرى الكثير من الكتاب المعروفين يخصص جزءاً من كتاباته لنقد بعض الأنظمة ونرى المسؤولين يتجاوبون معها ونتيجة لذلك تتغير بعض الأنظمة أو يتم تعديلها، كما حصل مع نظام التعليم المطور الذي تم تعديله بعد بيان سلبياته.
ذكر الأخ علي أن غياب الطلبة مع نداءات الوزارة، بأهمية بدء الدراسة لا يؤدي إلى تساهلهم مع تعليماتها الأخرى وأنا أقول: ما رأيك بابن يدخن فحذره والده من ذلك وهدده ولكنه لم ينفذ تهديده له ألا يجرئ ذلك الابن على مخالفات أخرى؟!
اعترض الأخ علي على أخذ آراء الطلاب بتلك الصورة ويبدو أنه نسي أن ذلك مما يقتضيه العمل الصحفي وأن هذا ما يعمل به في التحقيقات الصحفية، وأما الدراسات المستوفاة والاستبانات فهي من اختصاص الجهات المختصة!!
اقترح الأخ علي أن أناقش بعض الموضوعات المتعلقة بالمعلمين كغياب هيبتهم وطول سهرهم وكثرة غيابهم ونحو ذلك وكم كان بودي لو أنه تكلم عنها بنفسه لأنه صاحب الاقتراح ويبدو أن لديه ما يقوله عنها وعموماً أعده بالحديث عنها مستقبلاً متى ما سنحت الفرصة واذن الله بذلك.
طالب الأخ علي بإقفال الموضوع وأبشره أنني سأوصد باب هذا الموضوع بأقوى الاقفال ولن أعود إليه مرة أخرى لأنني أرى أن المناقشة فيه صارت عقيمة بلا فائدة وهناك موضوعات مفيدة أولى بطرحها عبر هذه العزيزة )عزيزتي الجزيرة( وختاماً شكري الجزيل لهذه الصفحة الغالية وللأخ علي ولجميع القراء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحمد بن محمد البدر الزلفي

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved