أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 20th February,2001 العدد:10372الطبعةالاولـي الثلاثاء 26 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

الوسائل التعليمية وعلاقتها بتقبل الطلاب للمادة الدراسية
د. محمد بن سعد بن حسين
ان يشغل التعليم ووسائله أذهان المربين أمر طبيعي بل هو واجبهم الذي ليس لهم بُدٌّ من القيام بأمانته.
ومن هنا تأتي أهمية البحوث والمؤلفات التي يكتبها هؤلاء، غير ان هناك ما هو أهم من ذلك وهو التطبيق الذي تترتب على صلاحه النتائج الصالحة المثمرة، لكون النظريات تظل عديمة الفائدة إذ لم تخرج إلى مجال التطبيق.
والكتاب الذي معنا اليوم لأحد رجال التربية بل العملية التعليمية في أوسع دوائرها التطبيقية والنظرية والإدارية وهو الدكتور ناصر بن عبدالعزيز الداود وله في هذا المجال أكثر من كتاب عرضنا سلفاً أحدها وهو «ظاهرة التسرب».
وكتابه الذي معنا هو: «الوسائل التعليمية وعلاقتها بتقبل الطلاب للمادة الدراسية» الذي نشره في عام 1412ه في 196 صفحة من القطع المتوسط.
في مقدمته ذكر ان كتابه هذا ثمرة تجربة عملية أثناء قيامه على التدريب العملي لطلاب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. بعد ذلك أورد خطة بحثه وانه يتكون من بابين تحت كل باب فصول إلا انه جعل للفصول تسلسلاً واحداً ينتهي فيه الباب الأول بالفصل الرابع، ويبدأ الباب الثاني بالفصل الخامس وكان الأولى ان تلغى كلمة «باب» او يستقل كل باب بفصوله.
في الباب الأول: «الإطار المنهجي والنظري للدراسة» تحدث في أربعة فصول عن: مشكلة البحث وأهميتها والدراسات المتصلة، والوسائل التعليمية وأهميتها وأنواع الوسائل التعليمية.
وقد جاء في حديثه عن الوسائل وفاعليتها وجوانب اخرى من العملية التعليمية قوله مبيناً أهمية التمرين والتدريب والتطبيق في ص 20، 21.. فالتعليم القائم على الرموز اللفظية غالباً ما يقوم على التلقين ويؤدي إلى الحفظ دون اتاحة الفرصة للكشف والتجريب والفهم وإبداء مظاهر السلوك الابداعي من جانب المتعلم، كما يحول دون فعاليته في الموقف التعليمي، يؤكد ذلك ما ذهب إليه بعض المربين من ان «التعليم الذي يتم عن طريق اللغة اللفظية الفقيرة المعنى وحدها ناقص.. وهو موسوم بطابع الصم والاستظهار وليس من شك ان هدف التربية أبعد من هذا بكثير وأشمل.
وفي بعض هذا القول نظر لكون الحفظ ضرورة فيما هو من باب الضوابط والقواعد وهذه معروفة في كل فن.
ثم تحدث عن مشكلة البحث وأهميته وفي صدر حديثه عاد إلى الحديث عن بحثه ومن قوله في ذلك في ص22: «يحاول البحث الحالي دراسة العلاقة بين استخدام الوسائل التعليمية «التقنية» الحديثة من جانب وتقبل الطلاب للمادة الدراسية من جانب آخر.
ولهذه الدراسة أهميتها في ضوء ما سبق عرضه في مقدمتها ولاسيما في وقت تشتد فيه الحاجة الى تطوير الوسائل المستخدمة في العمليات التعليمية وفي إطار توجيهات إدارة التطوير التربوي بوزارة المعارف التي ترى ان اختيار الوسائل التعليمية المناسبة يعتبر أحد الأركان الأساسية كما أنها تساعد على تحقيق أهدافه وفي رعاية الفروق الفردية بين الطلاب.. معللاً لهذه العودة بندرة البحث والمؤلفات في هذا الميدان.
وعن أهداف البحث قال إنها تنحصر في:
1 محاولة تحديد العلاقة بين استخدام بعض الوسائل التعليمية «سمعية وبصرية» الحديثة وتقبل الطلاب للمادة الدراسية.
2 محاولة معرفة مقدار التقبل لدى مجموعة من الطلاب نتيجة استخدام الوسائل التعليمية الحديثة في المادة الدراسية.
وتحدث عن مصطلحات هذا البحث وفي نهاية الحديث قال في ص25: «كما يشير مصطلح الوسائل التعليمية لدى بعض الرواد الأوائل إلى التعليم البصري للدلالة على التعليم القائم على استخدام حاسة البصر ولاعتقادهم ان حوالي 80% إلى 90% من خبرات الفرد يحصل عليها عن طريق حاسة البصر».
ولو أنه قيد ذلك بالمراحل الأولى أي المرحلة الابتدائية لصح له هذا القول، وذلك ان الطالب بعد هذه المرحلة تقل استفادته من الوسائل المبصرة إلا في العلوم التجريبية وبقدر، في حين ترتفع نسبة تقبله واستفادته من المسموع والمقروء سواء أكان هذا الأخير مبصراً أو مسموعاً.
على انه في ص28 قال: «يقصد في هذا البحث طالب المرحلة الثانوية الذي يدرس في المدارس التي تطبق الوسائل التعليمية الحديثة في العملية التعليمية» على أنه أكد ذلك في الصفحة نفسها بقوله في ص28: «هي ما يقوم الطالب «التلميذ» بدراسته من مواد نظرية وعملية في المدرسة».
وفي الفصل الثاني تحدث عن: «القراءات المتصلة والبحوث السابقة» لبحثه المتصلة بالتعليم بالعربية والأجنبية وله في ذلك أحاديث طيبة.
أما الفصل الثالث: فقد وقفه المؤلف على: «الوسائل التعليمية الحديثة في التعليم».
أما الفصل الرابع، فقد وقفه على: أنواع الوسائل التعليمية بصفة عامة، والتلفاز كوسيلة وعلاقته بتقبل الطلاب للمادة الدراسية، وأشرطة الفيديو كوسيلة تعليمية وعلاقتها بتقبل الطلاب للمادة الدراسية.
أما الباب الثاني: «الدراسة الميدانية» ففيه ثلاثة فصول: الإجراءات المنهجية ووصف عينة البحث، والاجابة عن اسئلة البحث والنتائج العامة للبحث والتوصيات.
تحدث في أولها عن: نوع الدراسة، والمنهج العلمي المستخدم، وأدوات الدراسة، ووصف العينة.
وفي ثانيها تحدث عن: الجداول الخاصة للطلاب والجداول الخاصة بالمدرسين.
وفي ثالثها وهو الفصل الأخير: «اجابة عن أسئلة البحث».
مثل:
س1: ما هي الوسائل التعليمية الحديثة المستخدمة في المدارس «مجتمع البحث».
وهل هي متوفرة أم لا؟ وما هو أنسب الوسائل التعليمية لتقبل الطلاب للمادة الدراسية.
س2: هل يقوم المدرسون باستخدام الوسائل التعليمية في نقل المادة الدراسية، وكيف يتم ذلك؟، وما مدى اتاحة الفرصة للطلاب لاختيار الوسيلة المناسبة؟
س3: ما هي العوامل التي تحول دون الاستفادة من الوسائل التعليمية؟.
س4: ما هي العلاقة بين استخدام الوسائل التعليمية الحديثة وتقبل الطلاب للمادة الدراسية؟.
وفي نهاية الفصل قدم المؤلف توصياته في هذا الميدان ثم ختم هذا الكتاب بملحقين هما: استبانتان، الأولى خاصة بالمدرسين والثانية خاصة بالطلاب. والكتاب ذو أهمية وبخاصة بالنسبة للمدرسين وللمتخصصين في التربية وفيه ظهر جهد المؤلف النظري والميداني على حد سواء.

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved