أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 20th February,2001 العدد:10372الطبعةالاولـي الثلاثاء 26 ,ذو القعدة 1421

الريـاضيـة

في منتصف الأسبوع
قل هاتوا برهانكم!
عبدالله الضويحي
الاعتراض الذي تقدم به الهلال مؤخرا الى الاتحاد السعودي لكرة القدم على نتيجة مباراته الأخيرة مع شقيقه النصر في درجة الناشئين وخسرها 0/3 بحجة اشراك النصر للاعبه خالد السلامة وقد تخطى السن القانونية -حسب المستندات والوثائق التي اعتمد عليها الهلال-.. هو حلقة في سلسلة الاحتجاجات أو الاعتراضات التي تشهدها ملاعبنا بين فينة وأخرى.. ولن يكون الأخير.. طالما ظل السبب الذي تولدت من خلاله هذه الاعتراضات قائماً..
وبعيداً عن الاسباب.. والمسببات.. والنتائج فإننا يمكن ان نناقش هذا الاحتجاج.. او ننظر اليه من ناحيتين:
احداهما خاصة..
والأخرى عامة..
اولاً: الحالة لخاصة:
كان من الطبيعي -قبول الاحتجاج الهلالي شكلاً ورفضه موضوعاً-.. وتثبيت النتيجة لصالح النصر.. وهو ما يعني بالمفهوم العام -رفض الاحتجاج-..
وأي متابع.. أو من لديه بصيرة.. ودراية بالأمور العامة.. يدرك ذلك.. ويتوقعه.. بغض النظر عن سلامة الموقف الهلالي..، أو صحة المستندات والوثائق التي اعتمد عليها.. وهي وثائق لا يمكن التشكيك فيها.. بل انها صريحة وواضحة وتدعم الموقف..
اقول:
كان من الطبيعي الرفض رغم هذا كله خاصة بعد ان القى النصر باوراقه.. ومستنداته لان الموضوع خرج من اطار النواحي الفنية، والفوز والخسارة بين فريقين متنافسين.. لا يهم الجهات الرسمية أو المحايدة ايهما يكسب.. فالامر سيان.. الى أمور اخرى ذات ابعاد اكبر وأكثر أهمية..
هذا اولاً..
وثانياً:
ان موقف نادي النصر سليم.. وهو ما تبين فيما بعد.. وقد استند هو الآخر الى اوراق رسمية.. لا يمكن التشكيك فيها.. وعليه فمن الظلم ان يتحمل النصر.. او تسحب منه النتيجة حتى وان كانت اوراق الهلال سليمة وحجته داحضة.
فالنصر ايضا كذلك..!
على ان هناك نواحي ايجابية تولدت عن هذا الاحتجاج.. ما كانت لتبرز للوجود لو لم يتم.. وتتعلق باخطاء ادارية ذات اهمية كبرى قد يمتد اثرها الى ما هو ابعد من نتيجة مباراة في كرة القدم..، واحسب وانا متأكد من ذلك ان هذه الاخطاء ستتم معالجتها تحقيقاً للصالح العام.. وبالطرق المناسبة التي تراها الجهات ذات العلاقة..، كما حدث في مواقف واحتجاجات سابقة.. للهلال امام النصر.. وللنصر امام الاتحاد.. وغيرها.. يتذكرها المتابعون للاحداث الرياضية.
على ان المهم في الموضوع.. هو ألاّ ننظر اليه بحساسية مفرطة.. وان نخرج به عن اطاره الموضوعي..
فمن حق أي فريق ان يعترض..
ومن حق كل فريق ان يرمي اوراقه.. ويدلي بحججه..
وتبقى الكلمة الفصل للجهات المسئولة..
ومثل هذه الاعتراضات هي نوع من السباق بين الاندية خاصة ذات الطابع التنافسي لتحقيق مكسب او انتصار ما.. وان كان معنوياً.. يضاف الى انتصاراته الميدانية.. رغم ادراك هذه الاندية ان مثل هذا الاعتراض في بعض الأحيان لا يقدم ولا يؤخر.. او يحقق تغيرا جذرياً.. كما حصل في احتجاج نادي الاتحاد على الاهلي بخصوص تسجيل لاعب الاهلي عبدالله عمر -على ما اظن-.. قبل اكثر من خمسة عشر موسماً تقريباً.. ونظرا لاهمية الموضوع وحساسيته فقد اخذ وقتا للدراسة.. وتم اعلان النتيجة بعد نهاية الدوري ببضعة اشهر.. حيث تم قبول الاحتجاج وسحب النتيجة وتسجيلها لصالح الاتحاد.. وبناء عليه تغير ترتيب الفرق في الدوري حيث قفز الاتحاد من المركز السابع الى السادس.. وتراجع الاهلي من السادس الى السابع! على ما اعتقد..
ونفس الحال في الاحتجاج الهلالي الذي نتحدث عنه لو تم قبوله.. فلن يكون ذا تأثير جذري على مسيرة الهلال وموقفه في دوري الناشئين!
لكن وكما اشرت تبقى طريقة تعاملنا مع الاعتراض كحدث... وكيفية تناولنا له.. وهو ما يمكن ان اتحدث عنه في الحالة العامة.
ثانياً:
الحالة العامة:
واعني بهذه الحالة الاحتجاجات، والاعتراضات بصورة عامة في ملاعبنا ومن مختلف الاندية. والمتابع لمثل هذه الاعتراضات يجد انها تعتمد على حيثيات مختلفة وربما محددة... ولا تخرج عن كونها:
*إما اخطاء ادارية.. كما حصل مع القادسية واشراكه للاعب بصورة غير قانونية.. معتمدا على تعميم قديم.. ومر الخطأ على كثيرين.. ولعب القادسية عدة مباريات دون اعتراض او ملاحظة من المراقب الاداري او من الاندية.. ما عدا نادي سدوس.. الذي احتج على المباراة.. وكسب الاحتجاج..
*أو تلاعب في الوثائق.. مثل اشراك لاعب مكان أخيه.. أو مكان آخر.
*أو تسجيل اللاعب في ناديين.. أو لعبتين في ناد واحد..
*أو تجاوزه السن القانونية..
*وغيرها من أمور مشابهة.. وقريبة من هذه الاخطاء..
وهذا يعني ان كل هذه الاخطاء تحدث لأحد سببين:
إما عدم فهم للوائح..
أو تلاعب مع سبق الاصرار..
وهنا يطرح السؤال:
لماذا يحدث مثل هذا؟!
ولماذا لدينا فقط؟!
لماذا لا نسمع مثل هذه الاعتراضات في الدوري الاوروبي مثلاً.. أو حتى في دول اخرى.؟!
حتى الاحتجاج على الحكام الذي يلجأ له البعض لدينا في محاولة لتبرير الخسارة.. لا نسمع عنه هناك.. رغم ما يقع فيه الحكام سواء هنا... او هناك من اخطاء تصل في بعض الاحيان الى تغيير مسار المباراة.
الفرق واضح..
وهو في نظري يكمن في امرين:
أولهما: الفهم التام للوائح والقوانين.. حتى اللاعب نفسه يفهم ماعليه من حقوق وماعليه من واجبات.
وثانيهما: النظرة إلى معنى التنافس.. ومبادىء الرياضة.. فالفوز لديهم وسيلة..
اما نحن.. فاننا ننظر للفوز وللأسف على انه غاية.. وعليه فان -الغاية تبرر الوسيلة- وهذا مبدأ خاطئ..
اما ما يتعلق بفهمنا للوائح والقوانين فذاك شأن آخر.. وربما كان له حديث آخر..!
ناهيك عن أسلوب التعامل مع الحدث.. ففي الوقت الذي يتعاملون فيه مع مثل هذه المواقف -لو حدثت-.. باسلوب حضاري يعتمد على طرح الحجج.. والوثائق .. و من ثم الاحتكام الى القانون.. والرضى به..! فاننا نتجاوز ذلك الى محاولة الاساءة للطرف الآخر.. والنيل منه والخروج بالموضوع عن طابعه الاساسي.. حيث يؤكد البعض انه -ظاهرة صوتية- بالفعل.. محاولة منه لتغليب وجهة نظره بطريقة -خذهم بطوالة اللسان-، وهو امر غير منطقي.!
كم اتمنى ان ننطلق دائما في مناقشاتنا من اسس سليمة.. ومنطقية لا اقول تعتمد -الحوار الحضاري-.. ولكن اؤكد بانها تعتمد المنهج الاسلامي في الحوار.. الذي اصبح يطلق عليه البعض -الحوارالحضاري-... ذلك المنهج الذي يعتمد المجادلة بالتي هي احسن... والاتيان بالبرهان! الاساس في منطق الحوار.
والله من وراء القصد.
البريد الالكتروني: raseel@L.a.com

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved