أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 22nd February,2001 العدد:10374الطبعةالاولـي الخميس 28 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

بناء الحصانة الثقافية.. أم الرقابة؟
عندما ندعي اننا نحاول الممكن فلا بأس ان نحاول.. اما ان ندعي بالقدرة على المستحيل.. ونصر على ذلك ونوظف الموظفين ونركِّب الاجهزة المكلفة التي تنفع ساعة ويبطل مفعولها ساعة اخرى وندعي اننا نمنع ما نريد ونسمح ونغلق ونفتح كما نريد على شبكات الانترنت ونقنع المسؤولين بجدوى عملنا فهذا امر يفترض ان لا يكون، بل علينا في عالم المستحيل ان نعترف اننا لا نستطيع شيئا ازاء عالم جديد متفجر متدفق له عدد من الخطوط والمسارات غير محدد واننا مهما حاولنا يطلع الناس ببدع يدخلون بها الى مواقعهم. مراقبة الانترنت مستحيلة مهما قال المستفيدون.. وهذه الرقابة جعلت الناس في لعبة العسكر والحرامية في تصيد المواقع واساليب فك الموقوف من المواقع.. والناس القادرون يشترون الان اطباقا فضائية لاستقبال الانترنت يروج لها البعض بأسعار خيالية كما كان الحال ايام عدم السماح بتركيبات المحطات الفضائية.
ماذا يريد الناس.. ليس بالضرورة مواقع اباحية او ممنوعة وهي المواقع التي لو اتحناها لما فتحها احد وحتى اولئك الراغبين بالممنوع سرعان ما يتركونها.
مراقبة الانترنت الان تضر المستفيد الجاد اكثر مما تمنع العابث الباحث عن المواقع الاباحية او مواقع الافكار الشاذة، علما ان اكثر ما يراقب قد يكون غير جدير بالمنع والدليل ظهور علامة تقول اذا لم تكن مقتنعا بالمنع فاكتب رأيك.. والحقيقة اني منذ بدء مراقبة الانترنت كتبت واشرت الى صعوبة المراقبة على كل شيء وبالذات البريد الخاص الذي ينقل لك ما تريد ومالا تريد ولا تطاله الرقابة وهذا الكلام لا ابتداعه بل يفرضه واقع الشبكة المتوفر بثها بالف طريق وطريق.هناك اناس خيرون وغير خيرين كل في اتجاهه يقومون بعرض او ارسال ما يظنونه مفيدا او يشيرون الى موقعه على الشبكة مما جعلني شخصيا لم اعد افتح رسائل بعينها مع انها ليست بالضرورة اباحية او شاذة التفكير بل لاني غير مقتنع باتجاهها ولكني لا اريد ان تمنع عني قبل ان اعرفها لان من المهم للانسان العادي ان يتلقى اتصالاته دون تدخل.
لازال الذين يقلبون الورق الاصفر على الانترنت اقل بكثير من الذين يبحثون عن معرفة بيضاء ولا يجدون الا مواقع محلية بعضها يغفو ويفيق بدون فكر او تجديد وحتى التبادل التجاري محلي او خليجي سليم.
ها انت ترى انه حتى المواقع التجارية يصعب التعامل مع بعضها لانها تدار اصلا بغير اهل المنطقة واحيانا من خارج المنطقة.
هذه الايام من يراقب الناس يموت هما.. واحسب ان مبتدع المثل عاش عصرا شبيها بعصر الانترنت الذي يعتقد المعتنقون لرقابة المسؤولية الاجتماعية ان عليهم مراقبته مثل رقابة الكتب والصور مع انها الرقابة المستحيلة.. ويظن اللبراليون ان على الناس ان يراقبوا انفسهم ومن يريد الوقوع بالهاوية فله الهاوية حيث لا تنفع الرقابة ولا الرقيب اما رقابة ما يصل للاطفال فحسب علمي توجد الان برمجيات شخصية يلحقها الاهل بالكمبيوتر الشخصي تمنع الطفل من الوصول الى المواقع غير المستحية.
انا مع الرأي الاخير حيث ان الانترنت لا تشغل نفسها ولا تطارد ارادة صاحب الجهاز فدعوا الناس لضمائرهم ومسؤولياتهم الشخصية لاننا في زمن يبدو عمل الرقيب عملا غريبا لا يجب ان يستمر الا في مسائل محدودة تمس الامن الوطني والاجتماعي وتهدد الانسان رغم ارادته.. اما ان يشتري احدهم جهازا ويفتحه الى العالم فلا احسب اننا يجب ان نقطع عليه الاسلاك.
انا لا ادعو ان يشاهد الناس ما يشاؤون لكن وجهة نظري ان استعمال الانترنت امر فردي وشخصي وخارج التداول العام اذا كان في خصوصية الفرد، والوقوف بينه وبين تلفونه مهما قلنا ليس صحيحا في هذا الوقت الذي اصبح به استعمال المعلومات مهما لكل انسان ولا يشكل تهديدا للامن او الاخلاق لاننا مهما تجاوز بعضنا فيما يقرأ او يسمع يبقى محصنا باخلاقه الدينية وعاداته اما من لا حصانة لديه فلن نستطيع منعه.بدلا من هذه الرقابة على المواقع غير المرغوبة لِمَ لا نفعل ثقافة مواجهة تملأ الفرد من داخله برفض ما لا يتفق مع اخلاقه ودينه بدل الحرص والاصرار على موضوع الرقابة على الناس من منطقة مرتفعة اسمها الرقيب.
اكرر لجهات الرقابة ايا كانت انها لو صرفت عشر ما يصرف في الرقابة من اجهزة ووظائف على جوانب التنمية الاخلاقية والسلوكية لكان هذا انفع واجدى من الاصرار على قطع الموقع او منع صورة او كلمة وقد لا تستطيع وان استطعت اليوم فقد لا تستطيع في الغد.
محمد العثيم

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved