أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 22nd February,2001 العدد:10374الطبعةالاولـي الخميس 28 ,ذو القعدة 1421

الثقافية

هكذا
أوراق
فهد العتيق
1
** روايات الكاتبة قماشة العليان، وبالذات رواية )انثى العنكبوت( تذكرنا بكتابات )فجر السعيد( للتلفزيون الكويتي التي تحولت الى دراما مميزة مثل )القرار الاخير( وغيرها من المسلسلات التي تحاول الاقتراب من قضايا المجتمع وتفاصيلها الصغيرة بلغة سهلة ومباشرة، ورؤية خبيرة بالهموم الاجتماعية، وشديدة الواقعية وليس السوداوية كما يرى البعض!!
تقول الدكتورة اميرة كشغري ضمن رأيها في )انثى العنكبوت( نشر في جريدة الوطن:) وعلى الرغم من انه قد يؤخذ على الرواية الاسلوب المباشر في الطرح الا ان الكاتبة اجادت في صياغة الفكرة اذ تتميز هذه الرواية بالواقعية والجرأة في تصوير المشاعر والعواطف الانسانية وهي بذلك تستحوذ على مشاعر القارئ وتجعله يعيش التجربة الروائية بكل احداثها وما تتمثله شخصياتها بحيث تظل محفورة في كيانه لفترة تطول حتى بعد ان ينتهي من قراءتها(.
والحقيقة ان هذا الرأي للدكتورة اميرة سمعته من محبي القراءة من الاصدقاء الذين اكدوا انهم قرأوا )انثى العنكبوت( باستمتاع وحزن ايضاً نظراً للمواقف والصور الاجتماعية المأساوية في الرواية، فهل تسير قماشة العليان على خطى الكاتب الكبير )اسامة انور عكاشة( الذي قدم للعرب الكثير من المسلسلات العربية العظيمة،على سبيل المثال )ليالي الحلمية( طبعاً نأمل ذلك من قماشة، نأمل ان تواصل الحفر في هذا الطريق الصعب، ونأمل ايضاً من التلفزيون السعودي ان يدعم هذه الموهبة الواعدة بالكثير في المستقبل القريب، يدعمها مادياً ومعنوياً حتى تستطيع ان تواصل مشوارها الذي بدأته بهذا الطموح الابداعي المميز،ونرجو من المنتجين الآخرين الاستفادة من اعمال هذه الكاتبة التي من الممكن تحويلها الى دراما تمثيلية بالقليل من الجهد، لان هذا النوع من الروايات الذي تكتبه قماشة العليان اقرب ما يكون بالفعل الى العمل الدرامي اذ نلاحظ تعدد الشخصيات وتنوعها وحركيتها داخل النص بالاضافة الى الحوار، وهذه التجربة في تقدمها الى الامام سوف تتجاوز التركيز على فكرة واحدة او على هدف واحد داخل النص والمتمثل )مثلاً( في الصراع بين الرجل والمرأة والانطلاق الى آفاق اجتماعية ارحب لا تهمل هذا الموضوع ولكنه لا يكون محورها بل يكون جزئية داخل النص تتكامل مع اجزاء او صور تعبر عن التناقضات والهموم الاجتماعية بشكل عام بما يضيف للنص او للعمل الدرامي بعد تحويله ابعاداً ودلالات متعددة تعمق افكاره وتوسع المجال او المساحة لابداع اكثر سطوعاً.
لدينا كتاب وكاتبات تقترب كتاباتهم مع هذا الخط الاجتماعي الواضح )مثلاً( عبدالعزيز الصقعبي الذي كتب بعض المسرحيات وتنطوي نصوصه على حواريات واضحة، والى حد ما كتابات ليلى الجهني وليلى الهلالي بعد محاولاتها الاخيرة لكن يظل هناك مشكلة في الانتاج المحلي الدرامي الذي يفترض ان يبدأ من الآن في البحث عن نصوص ادبية من الممكن تحويلها الى )دراما( تمثيلية مميزة، وهي موجودة على اية حال حتى لو كانت قليلة ولكن متى يتحرك التلفزيون والمنتجون المحليون هذا هو السؤال؟؟، وهذا لا يمنعنا من التأكيد مرة اخرى على الكاتبة قماشة العليان التي تتناول القضايا الاجتماعية بأن تحاول دائماً وقدر الامكان الا تجعل من موضوع الرجل والمرأة محوراً اساسياً لكتاباتها، لان هذا الخط الادبي التقليدي حوّل كتابات بعض )الزميلات( الى ما يعرف بالكتابة النسائية، وهو مصطلح مرفوض، لان حقوق المرأة التاريخية مسؤولية الجميع وهي قضية ازلية يساهم في حلها الزمن مع ارتفاع مستوى التعليم والوعي في المجتمعات الانسانية ولا يمكن ان يحلها كتاب ادبي غاضب يحوّل الفن الى )حرب( لا معنى لها، لان الادب، وهمومه الاجتماعية والانسانية اكبر من حصرها في اطار واحد يحد من فضاء الابداع الواسع والمتجدد دائماً، كما ان مثل هؤلاء الكتاب والكاتبات )للدراما( سوف تتطور تجربتهم تدريجياً اذا صبروا عليها قليلاً، وفي الاسابيع القادمة نتحدث عن اتهام البعض للادب الواقعي بالسوداوية!!
2
* الاحلام ليست لعبة نتسلى بها او نقلد عن طريقها، انها كنز كبير لا يفتح بابه لكل من حاول، والمثل يقول: الذي لا يعرف الصقر يشويه )شياً( عظيماً،كما ان وجهة النظر النقدية او الانطباعية ليست )طبطبة( على الاكتاف على طريقة ما يحصل في الفصول الدراسية: )أنت الان افضل من الاول( الرؤية الانطباعية يفترض ان تكون رؤية مكتملة وليست مجرد تلميح غير مفيد.
3
* الشاعر مازن اليحيا عاد الى الساحة الثقافية بديوانه الاول )شياطين( الصادر عن دار الكنوز ببيروت بالاضافة الى ديوان آخر باللغة الانجليزية، ويحسب للشاعر مازن عدم استهلاك نفسه اعلامياً والصبر على تجربته المتميزة، بخلاف البعض الذين يوزعون كتاباتهم على الصفحات الثقافية؟!! وقد حاوره القاص النشط احمد زين بأسئلة بعيدة عن اسئلة الاستفزاز التقليدية محاولاً الدخول معه في كثير من مناطق تجربته الشعرية التي قال عنها صادقاً انها لا تستطيع الابتعاد كثيراً عن قضيتنا العربية الفلسطينية وما تعنيه كمتابع على حياته اليومية.
للتواصل: ص.ب: 7823 الرياض: 11472

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved