أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 22nd February,2001 العدد:10374الطبعةالاولـي الخميس 28 ,ذو القعدة 1421

متابعة

المملكة والحرم المكي صورة من التميز
سلمان بن محمد العُمري
يعتبر الوقف في الإسلام من الأمور الحيوية، والبالغة الأهمية في حياة المجتمع والأمة والأفراد لما له من مقاصد كبيرة، وأهداف سامية، وشمول بالنظرة، وأثره النافع المستمر والدائم، الذي يعود بالخير العميم على مجمل الحياة الإسلامية والحالة الإسلامية.
لقد كان لبلادنا السبق في هذا المجال، وكان اهتمامها به دائما ومستمرا، وكان اهتماما يأتي بالفعل قبل القول، وبالعمل قبل الكلام، وشهدنا ونشهد التطورات الهائلة في هذا المجال بحيث أضحت التجربة السعودية الحكيمة والملتزمة بجوهر الإسلام الحنيف نموذجا يقتدي به جميع أبناء الأمة في مشارق الأرض ومغاربها.
قد يكون ما ذكرته من البديهيات، والحالات التي أصبحت معلومة من قبل القاصي والداني، وما أردته هو إيراد الفكرة المبدعة بهذا المجال، فنحن لدينا من الثروات والخيرات الدفينة وغير الدفينة الكثير والعديد جدا وبلفتات كريمة نحيل ذلك الى خير دافق وعطاء مستمر.
لقد صدرت الموافقة السامية الكريمة على وقف موقع القلعة الكبيرة بجبل )بلبل( المشهورة ب )قلعة جياد( بمكة المكرمة بكامل ما اشتملت عليه من نافع، وعموم الأراضي التابعة لها على المسجد الحرام، وهذا الأمر بغاية الأهمية، ففضلا عن أهمية عملية الوقف الإسلامي بحد ذاتها، فإن الأمر ينطوي على استثمار هائل، وأمر كبير وعظيم الأهمية بأن نحيل تلك المنطقة الى منبع للخيرات، والأمر الثاني هو ان الوقف للمسجد الحرام، وهل هناك أفضل من ذلك؟ وهل من مجال الإنفاق الخيرات والثروات أغلى من هذا المجال الذي ترعاه، وتعطيه حكومة خادم الحرمين الشريفين جل اهتمامها؟ فللمسجد الحرام مكانته في الإسلام، وعند أبناء الأمة، وفي قلوبهم، لا تخفى على أحد، ففيه قبلة الإسلام والمسلمين الكعبة الشريفة حرسها الله تعالى وإليه يأتي المسلمون في مؤتمرهم الأكبر والأهم سنويا، ألا وهو الحج الركن الخامس في الإسلام، ووقف كهذا لا بد أن ينعكس إيجابيا على مستويات عدة في خدمة الحرم المكي الشريف.
لقد تقرر أيضا استثمار ذلك بقيمة اجمالية مقدارها ألفا مليون ريال سعودي، أي أكثر من نصف مليار دولار أمريكي مع العلم ان مساحة موقع القلعة عشرون ألف متر مربع، وهي مساحة هائلة بكل المعايير، ويمكن ان تشكل قلعة راسخة في العطاء والامداد الاقتصادي والنفعي العام.
إن من الأهمية بمكان ان نذكر ان وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وهي الجهة الأكثر ملاءمة لتولي مهمة أمر هذا الوقف، والإشراف عليه، باعتبارها الجهة التي تتولى الاشراف على جميع الأوقاف الخيرية، وقد أثبتت جدارتها وأحقيتها بهذا المجال، ومقدرتها على السير بهذه الأمور نحو كل خير وكل نفع.
إن وضع هذا الوقف كوقف أولا، ومن ثم تخصيصه لخدمة الحرم المكي الشريف وضيوف الرحمن لهو واحد من الأدلة الكثيرة على استمرار جهود الدولة رعاها الله في خدمة الحرمين الشريفين، وفي خدمة ضيوف الرحمن من حجاج بيت الله الحرام، الذين وضعتهم مملكتنا الغالية في قلبها وعيونها، وقدمت لهم الغالي والنفيس من أجل راحتهم أثناء أداء مناسكهم وبما يعطي الصورة الايجابية والناصعة البياض عن بلاد الحرمين وأهلها، وبما يحقق الغاية التي أرادنا الله لها بما يرضيه عز وجل.
لقد كان هناك اهتمام خاص ومباشر من لدن معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ العلامة صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ لتنفيذ هذا المشروع المتميز والفريد والعملاق بنفس الوقت، وبإشراف مباشر منه، ومتابعته خطوة بخطوة، كي يكتمل الحلم، ويصبح واقعا ملموسا له آثاره الايجابية على حالة الوقف عموما، وعلى بيت الله الحرام خصوصا.
إننا ونحن نفتخر بذلك لننتهزها فرصة كي نفتح القول حول ضرورة مشاركة القطاعات بمختلف مشاربها من عامة وخاصة في مملكة الخير لإنجاح هذا الأمر الحيوي، والوصول به الى حقيقة ما أراد ولاة الأمر أيدهم الله من ورائه، وبأسرع وقت، وأقرب فرصة، وبأيد وطنية بإذن الله .
هذا ما نمطح اليه، ونرى تحقيقه وشيكا إن شاء الله وهو فاتحة طريق لمشاريع عملاقة مماثلة يطال نفعها الجميع بلا استثناء، وأرضنا المعطاءة مليئة بمجالات الاستثمار للصالح العام والنفع الدائم، وها هي البسمات أراها أمامي، والقلوب تخفق لكل خير يعم البلاد نفعه.
والله ولي التوفيق.
alomari1420@yahoo.com


أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved