أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 22nd February,2001 العدد:10374الطبعةالاولـي الخميس 28 ,ذو القعدة 1421

شعر

اليتيم.. في عيني سلمان
شعر: عبدالله بن سالم الحميد
هذه مشاعر يتيم وجد في سلمان أباه..
فذرفت عينا «سلمان» الإنسان..


عيني ترقْرقُ بالدموع، وتغرقُ
ويداك تمسحُها، وعطفك يُغدقُ
وسحابة الحرمان ولّتْ حين ما
هطلت سحائبك المنى تستغرقُ
ما كان أصدقَها عواطفك التي
سبقت مدامعَنا التي تغروْرقُ
أجهشْتَ بالدمع الغزير فأمطرت
مُزْنُ الوفاء وشائجاً تتدفّقُ
أشرعْتَ للإحسان ألفَ وسيلةٍ
وغرسْتَ أشجاراً.. سنابلَ تسمُقُ
حتى إذا حان القطاف.. رأيْتَها
جنّات خيرٍ.. بالنّدى تتفتّقُ
نسجت مآثرُكَ النبيلةُ قُدوةً
للباذلين، ونخوةً تُتعشَّقُ
بادرْتَها برؤى السخاء.. فعبّرت
صورُ الجمال قلائداً تستنطقُ
«سلمانُ» يا أبتي: حضورك بهجةٌ
جعلت كوابيس الهموم تمزّقُ
هربت طيوف الحزن والفقد التي
كانت تؤرقنا.. فأنت الأصدقُ
سلمانُ يا أبتي: شكوْتُ فكنتَ لي
نِعْمَ الأبُ الحاني، ونِعْمَ المشفقُ
أنّى التفتُّ.. فتلك أمٌّ أرملٌ
ومشاعرٌ ثكلى.. وحزنٌ أعمقُ
سلمانُ يا أبتي أرقتُ فكنتَ لي
عوناً لموْجِدتي، ونِعْمَ الفيلقُ
سلمانُ يا أبتي حزنتُ فكنتَ في
كلِّ المواقف حاضراً.. تتألقُ
كم كان يحلم بالأماني فاقدٌ
للحبِّ والايلاف يهوى يعشَقُ
سلمانُ يا أغلى حروفٍ طرّزت
صورَ الوفاءِ، وأجبرتْها تنطقُ
صُغْنا نشيداً.. أنت نبضُ حروفهِ
عينٌ معبّرةٌ.. وقلبٌ يخفقُ
حلّقتَ في وجدان كلِّ ميتَّمٍ
فرأيتَهم يا والدي بكَ عُلِّقوا
يا كافلَ الأيتام: شكراً.. إنّهُ
في ذمَّة الرحمن ما تتعشَّقُ
يا كافلَ الأيتام:نِعْمَ خليقةً
ما يرتضيه المؤثرون ويصدُقُ
أعلنتَ للإيثار أجملَ صفحةٍ
وجلوْتَها.. فازدان فيها المنطقُ
أسرجْتَ للبذل الجيادَ.. وأُسْرجتْ
خيلٌ مطهمةٌ أجوراً تسبقُ
هذي ميادينُ التنافس أشرعت
خيلُ البراءة في ذراها الأبلقُ
من كان يمنحنا الوفاء سوى الذي
جعل الوفاء شريعةً لا تَخْلَقُ
وتوحَّدت أصواتُنا فتلاحمت
لا تكذبُ الأصداءُ حين تُصدِّقُ
يا والدي سلمانُ كحلِّ بالمنى
عينَ اليتيم.. فعينُه تتحرَّقُ
وازرعْ له دربَ الحياة شتائلاً
تزهو به الآفاقُ.. وهو يحلّقُ
في موئل الاحسان كنتَ له أباً
يرعاه في سُبل الحياةِ ويسمقُ
أنّى التفتَّ إلى الفضائل والنّدى
حضرت بحضرتك الجموع وحلّقوا
هذا تُحاورُه، وذلك مُطرِقٌ
وعيونُ بِرِّك بالوفاءِ تُحدِّقُ


أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved