أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 23rd February,2001 العدد:10375الطبعةالاولـي الجمعة 29 ,ذو القعدة 1421

أفاق اسلامية

نقاط فوق الحروف
خصائص الأمة الإسلامية
علي بن صالح الشمراني*
ثمة خصائص تميز أمتنا الإسلامية عن غيرها متى التزمنا بها وحافظنا عليها وتمسكنا بها باخلاص لله تعالى وعملنا ما يحول دون تلبسها بالأهواء والبدع وحميناها من أعدائنا الذين يطمعون فيها أو يريدون تدنيسها بشوائبهم، منها أن الله هدانا لدين الإسلام فله الفضل والمنة بأن هدانا لدين الحق الذي شرعه لنا وأكمله وأتم به النعمة وجعله ناسخاً لجميع الأديان مشتملاً على أحسن ما فيها وجعله خالداً لآخر الدهر فلا ينسخ ولا يتبدل ولا يقبل الله تعالى دينا سواه قال تعالى: )هو سماكم المسلمين من قبل(، وقال سبحانه )بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان( ويقول: )اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا( وقال: )ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين(.
إن الله تعالى اختص أهل الإسلام بالقرآن العظيم والحبل المتين والنور المبين والصراط المستقيم والذكر الحكيم الذي أنزله الله تعالى تبيانا لكل شيء وهادياً للتي هي أقوم وضمنه القواعد الشرعية وقواعد الملة الحنيفية قال تعالى: )وإنه لكتاب عزيز، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد( وقال سبحانه: )فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم، وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون(. وقال صلى الله عليه وسلم «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي» وكذلك أن جعلهم الله أتباعاً لخير خلقه وصفيه من رسله وخاتم الأنبياء والمرسلين وخيرته من خلقه أجمعين الذين أثنى الله عليه بقوله )وإنك لعلى خلق عظيم( فهو صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بموجبات رضى الله تعالى وأسباب ودواعي مغفرته ورضوانه وهو أرحم الخلق بالخلق وأنصحهم لهم بما يسعدهم في الدارين لا خير إلا دل أمته عليه ورغبها فيه ولا شر إلا حذرها منه ولقد قال لأمته في الدجال قولاً ما قاله نبي لأمته وما توفي صلى الله عليه وسلم وطائر يقلب جناحيه في السماء إلا واستودع عند أصحابه منه خبراً وعلماً وما توفي صلى الله عليه وسلم حتى ترك أمته على البيضاء نقية لا يزيغ عنها إلا هالك. ومن خصائص هذه الأمة الهجرة من مجتمعات الشرك والجاهلية والحذر من الإقامة بين ظهرانيهم قال تعالى حاثاً على الهجرة من بلاد الكفر مظنة الفتنة في الدين وضياع هوية المسلم )إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً، إلا المستضعفين من الرجال والنساء لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً، فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفواً غفوراً(، كما حذر الرسول صلى الله عليه وسلم تحذيراً شديداً من ترك الهجرة مع القدرة عليها فقال صلى الله عليه وسلم: «أنا بريء من مسلم يقيم بين ظهراني المشركين»وقال أيضاً: «لا يقبل الله من مسلم عملاً أو يزايل المشركين» قوله: «من جامع المشرك أو سكن معه فهو مثله» وبين الله تعالى خطرهم بقوله )ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا( كما بين الله سبحانه ما أعده لمن هاجر ابتغاء وجه الله من أجل دينه فقال عز من قائل: )ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغماً كثيراً وسعة ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفوراً رحيماً( ومن الخصائص أيضاً الدعوة إلى دين الله بإخلاص وبصيرة وعلى نهج سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام امتثالاً لقوله تعالى: )ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن( لأن الدعوة إلى الله فيها قوة عقل وقلب واستشعار للواجب نحو المبدأ في العقيدة وهي من أسباب المحافظة على العقيدة ودعوة للعز والأمن من الفتنة. فلهذه الخصائص العظيمة ومالها من الآثار الكريمة في خير الأمة المسلمةوتميزها عمن سواها دنيا وأخرى هذا بالإضافة إلى خصائص أخرى فقد جعل الله هذه الأمة خير الأمم قال تعالى: )كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله(. وجعلها أمة وسطاً: )وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس(.فهذه وغيرها ميزة خيرة أمة محمد صلى الله عليه وسلم عن غيرها.
* رئيس هيئة محافظة خميس مشيط

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved