أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 23rd February,2001 العدد:10375الطبعةالاولـي الجمعة 29 ,ذو القعدة 1421

محليــات

لما هو آت
عجائب
د. خيرية إبراهيم السقاف
*** تستقطب هذه البلاد دوماً من شتى أنحاء الأرض مَنْ يزورها، ويعمل فيها، ويتبادل الخبرات لأغراض عديدة تفرضها سيرورة الحياة.. وتقارب المجتمعات...، وتبادل المصالح...، بدءاً بالثقافات وانتهاء بوسائل الحضارة المعبرة عنها، لتحريك عجلة الاقتصاد العالمي، واستثمار الإنسان...
من خلال هذا التبادل...، وفي التقاء الإنسان بالإنسان، خرجت بعجيبة مفادها:
أنَّ عدد العجائب تضاعف مع طبيعة المتغيرات حول الإنسان وبه، ولم تعد سبعاً، فمن هذه العجائب الحديثة أن )يظل( هناك في العالم الذي يُصدِّر وسائل الاتصال )المذهلة( في اختزالها، وكثافة ما فيها من الخبرات والمعلومات والمعارف، وسرعتها في الوصول، وامكانية تداولها بين العامة والخاصة، مَنْ يجهل أن المرأة في هذه البقعة من الأرض، وبين سكان العالم قادرة على ما هو أبعد من )فكِّ الحرف(، وأنها خرجت من تحت مظلَّة )الأميِّة( إلى )العملية( بل و)الفكرية( بل و)إتقان اللغات المختلفة(.. وهي تتقن لغاتهم وتتحدث إليهم بها... كما أنها تنابز )كفاءة( كثير من متعلميهم!!...
*** وعجيبة أخرى، أن توظف المرأة هنا إمكاناتها في كثير فيما يخدم )خارجها(، لا فيما يؤكد )فحوى داخلها(، ولا تعمل على ما ينفي عنها تهمة )الجهل(،...
*** ومن العجائب أن توظَّف العقول في كيف تعطي، ولا توظَّف في كيف تستثمر ما تعطي..
*** ومن العجائب أن تظل الكيفية في معدل المقياس الأدنى، بينما تحتل الكمية موقع المؤشر الأعلى في المقياس ذاته وأين:
في المؤسسات التعليمية التي تحرص على تكدُّس أعداد المعلمين والمعلمات فيها بينما لا تخضعهم لمعايير )الكفاءة( في الأداء، والإمكانية في المجال كما يُثبت ذلك الواقع وليس المُقال..
في الجامعات حين لا يتم التقويم المتتابِع )لأداء( أعضاء هيئة التدريس فيها...، وتحفيز المجدد، وذي الابتكار، وتقدير ذوي الخبرة بأساليب غير شفاهية...
في استمرارية التقويم الانطباعي، أو الورقي، دون وضع الاعتبار للكفاءة والتميز حين لا يتم استثناء ذلك من الروتين.
في الإدارات المختلفة في المؤسسات العديدة حين يتم الاتكال على رأي المسؤول الأول القائم على رأي )بطانته( دون الحذر من مغبة الأمور الشخصية التي تصل إلى )الظلم(، فيتدنَّى مؤشر المقياس بالأميز، ويرتفع بالأدنى.
وحين تتم الأمور في كلِّ الأمور وفق ما يُذاع وما يُشاع، دون التنقيب عما خُفي وما لم يُذع.
*** ومن العجائب أن يُعمَّم استخدام وسائل )التِّقانة( الحديثة في كثير من المؤسسات ولا يتم تدريب منسوبيها عن طريقها..
*** ومن العجائب أن تطغى الحاسَّة المادية في التعامل بين المستفيد والمفيد في كثير من )شركات( الخدمات العامة على الأخلاقيات الأساس التي تميز المجتمع الذي يقوم في أخلاقه على )خلق القرآن( ضمن دعائم تربيته...
*** ومن العجائب أنَّ مَنْ )به صمم( ازداد صممُه عند سماعه صوت غيره، بينما حدَّ سمعه عند سماع صوته نفسه.
*** ومن العجب أن يضحك الناس ويسدِرون في غيِّهم، وهم بعد لم يضمنوا المرور على الصراط، ولا تأكدوا من دخول الجنات.
*** ومن العجب أن تكتظ أقسام كثير من المؤسسات التعليمية، والكليات الجامعية، والشركات )بغير( السعوديين، فيما يُرفَض )السعودي( أو لا يُتاح له مجال بحجج واهية.
*** ومن العجب أن يرفع رأسه الشاعر الذي قال:


وظلم ذوي القربى أشدُّ مضاضةً
على النَّفس من وقع الحسام المهنَّد

ليؤكد أنه لا يزال حياً يرزق حتى اليوم!!.
حين يتفقَّد كلُّ واحد صدره ليجده اكتظ بآهات الحسرة، وآلام الفجيعة وهو يُظلم من زملائه، وجيرانه، وأهله، ورؤسائه،...
*** ومن العجب أن الكلمة الطيبة تُشحذُ...
والبحث عن الحقيقة يُجهِد...
وَتَوَقُّعِ الأفضلِ مشكوكٌ فيه...
وانتظار الفرح بعيدٍ لليأس أقرب.
** وأكثر العجائب عجباً أنَّ مَنْ معك لا تعرفه، وخلف مقعدك لا تدريه، بل أمامك لا تدري إلى أين يقودك...
فثمَّة مَنْ لا تعرفه وتعرفه وهو معك، وثمَّة مَنْ يقف خلف مقعدك ولا تراه، وثمَّة مَنْ يتقدَّمك وتجهل ما الذي سيقدمه لك.
*** ولكن ليس من العجب أنَّ كلَّ العجائب تتلاشى أمام رحمة الله بالإنسان..
ألا فقدِّموا بين يدي عجائبكم الثِّقة في رحمته ولطفه تعالى.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved