أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 23rd February,2001 العدد:10375الطبعةالاولـي الجمعة 29 ,ذو القعدة 1421

شرفات

الفنان التشكيلي حسين الجبالي وأربعون عاماً مع الفن
الألوان الإسلامية والخط العربي هما أهم ما يميزني كفنان
أكثر من «70» بينالياً دولياً وعديد من الجوائز العربية والدولية
نضطر لبيع لوحاتنا أغلى عشر مرات عن الفنانين الأوروبيين .. !!
*حوار : شريف صالح
يقول عن نشأته: ولدت في امبابة وهذا جعلني أشاهد الحياة الشعبية، وملابس الناس المزركشة وجلسات الذكر. كما كنت أتطلع الى أبواب الجوامع الكبيرة المشغولة بالزخارف الإسلامية. وكل هذا أثر فيّ دون أن أشعر وجعلني قريبا من الخط العربي على وجه الخصوص الذي يعد ملمحا أساسياً في تجربتي الابداعية فظهر في أعمالي بعد الكلية التكعيب الهندسي جنبا الى جنب مع الخط الكوفي البسيط.
ولأنه ارتبط بفن الجرافيك سألناه: وما الأسباب التي جعلتك تختار الجرافيك كهواية واحتراف؟
ليس لي دخل كبير في هذا .. كنت قد استلطفت قسم الجرافيك، وبطبعي كنت خجولا ولا أبغى سوى أن ارسم. ربما تمنيت في بعض الأوقات أن أكون مصوراً، لكن أقول الآن: لو لم أكن حفاراً لوددت أن أكون حفارا لأنني ألعب بكم من الألوان بدرجاتها المختلفة بطريقة يستحيل ان يوفرها لي التصوير. بالاضافة الى انني أستطيع ان أقدم نسخا متعددة من اللوحة الواحدة وهذا لا يستطيع المصور ان يجاريني فيه كفنان جرافيك.
* في العادة نجد لكل فنان طقوسا خاصة به.. فهل لديك هذه الطقوس كفنان؟
عادة يبدأ يومي مبكرا للغاية، من السادسة صباحا واستمر في العمل المتواصل الى السابعة مساء تقريبا. وأحرص على توفير جو ملائم لكن لا أبالغ في ذلك كبعض الفنانين الذين يشترطون جواً معينا. انني ارفع شعار ان هذا عمل ولا بد أن ينجز طالما الخامات جاهزة ، وهذه الارادة تجعلني أنسلخ عما حولي وأركز في العمل فحسب.
حفّار الخشب
* الملاحظ أنك تركز على الحفر على الخشب، كمادة خام مفضلة لديك لماذا؟
عندما رشحت لبينالي فينسيا اكتشفت أنهم يفضلون مساحات كبيرة وكنت آنذاك أقوم بطبعات صغيرة لا تناسب، فارتأيت أنه من الأفضل أن الجأ إلى تقنية جديدة وهي الحفر على الخشب.. بدأت بمساحة 70X70 ومع التباديل والتوفيق كنت أغير الشكل بالطول أو بالعرض.. وفي نفس الوقت بدأت أعمل السجاد مع عراقته بفنون الجرافيك، وأحيانا أمزج الخشب بالزنك بطريقة معينة. وهذا التنويع جعلني أحصل على العديد من الجوائز في بينالي القاهرة والاسكندرية ولبنان.
وأعتقد أن خامة الخشب تناسبني كفنان وتتواءم مع المخزون التعبيري بداخلي. فهي تعطيني تنوعا في الألوان أكثر من المواد الصخرية والمعدنية وكذلك أستطيع ان أشكلها حسبما أستطيع وفي مساحات متعددة.. فمثلا في مشروعي الحالي اعتمد على مساحات مثل )8X26.1( و«8م X 50ر2» وهكذا.
70 بينالياً
* بعد هذا المشوار الطويل ومشاركاتك في المسابقات الدولية والمحلية.. ما أهم بينالي شاركت فيه؟ وما هي أهم الجوائز التي حصلت عليها؟
اشتركت في أكثر من 70 بينالياً دولياً، من أهمها بينالي لوبليانا في يوغسلافيا وحصلت على الجائزة الثانية، كما اقتنى العمل هيئة الصحافة العالمية ومتحف تيتوجراد لدول عدم الانحياز. ويعتبر هذا البينالي هو أهم بينالي في الحفر على مستوى العالم . كما اشتركت ضمن 75 دولة في بينالي تشيكوسلوفاكيا وحصلت على الجائرة الأولى «بعد الكبرى» وأول ترينالي بالقاهرة عام 1993م حصلت على الجائرة الأولى أيضا.. وهناك ميداليات من بينالي أنكونا بإيطاليا وبينالي روسيا، بجانب دبلومات شرف كثيرة وعضوية لجان تحكيم، وجائزة الدولة التشجيعية عام 79 والتقديرية عام 2000م .. كل هذا بفضل الله ثم نتيجة الجهد والعرق طالما الواحد يعمل وينتج.
والمشاركة في أي بينالي دولي في اي بلد ليست طمعا في الحصول على الجوائز بقدر المشاركة والحضور كفنان، ويكفي ان يقابلني أحد الأشخاص فيقول لي لقد شاهدت أعمالك في هذا البينالي من عشرين او ثلاثين سنة. وفي النهاية هذه البلاد لا تجاملنا عندما تعطينا إحدى الجوائز.
* من خلال المشاركة في أكثر من بينالي.. ما هي أهم الأماكن التي يوجد به حفر على الخشب على نحو متميز؟
ليس هناك شك في اي لوبليانا هي أقوى مكان في الحفر على الخشب، وقد عرضت فيها وأنا شاب عام 1969 وبجانب عمالقة الحفر ثم عرضت بها عام 1987 وحصلت على جائزة وكذلك عام 89 ، وأظل خلال المشاركة متعطشا لرؤية عملي وأعمال غيري وما حدث من تطور نتيجة التواصل المنتظم وبعد النظر.
هناك ايضا شيكاغو، وقد زرتها في واحدة من أنجح الزيارات، حيث شاهدت العديد من الأكاديميات والمتاحف. وأثناء زيارتي كانوا يعدون معرضا لبيكاسو بمناسبة ذكراه السابعة، وبالفعل عرضوا أعمالا لم تعرض للمشاهدين من قبل وكانت متعة حقيقية، وأثناء تلك الزيارة أيضا قابلت فنانين كباراً وعلى رأسهم لوسن بيرج وهو واحد من كبار الحفارين في العالم وهو فنان متواضع رغم عظمة أعماله وانتشارها في متاحف امريكا، ويعتمد في تميزه على تنوع الألوان وعلى الاعتماد على مساحات كبيرة. وقد جاء الى مصر وأصر ان يشاهدها بطريقة غير رسمية، فكان يتحول بمفرده ليرى الخضرة وحياة الفلاحين.
وسواء لوبليانا او شيكاغو او أنكونا، فان هذه الأماكن جميعا توفر المعارض الفنية وورش الإعداد والقدرة على استضافة فنانين كبار والقدرة على تسويق الأعمال بأسعار مناسبة.
* هناك مشاركة لك من خلال اليونسكو من أجل بناء مجمع في ناميبيا حاليا.. فما حكاية هذه المشاركة بالتفصيل؟
رشحت ضمن أهم 70 حفاراً في اليونسكو للمساهمة بعمل من أعمالي يتم بيعه في متاحف أوروبا او امريكا من أجل بيعه لصالح بناء مجمع في ناميبيا. لأن الفن لعب وهواية ممتازة ومتعة وفي نفس الوقت ثقافة وحضارة وتواصل. وبالفعل أرسلت قطعة من أعمالي وتم نسخ 225 نسخة منها على يد طبّاعين على مستوى عال لكي يتم تسويق هذه النسخ جميعا لصالح المشروع.
أسعار اللوحات
* بمناسبة هذا العدد الكبير من النسخ 225 نسخة لعمل واحد.. لماذا استنساخ أعمال الجرافيك بهذا الشكل لا يجعل أسعارها معقولة للمتلقي العربي .. ؟
للأسف قد تجد في أوروبا النسخة الواحدة تباع بألف جنيه على حين تباع لدينا ب «15» او «20» ألفا من الجنيهات!! هذه المفارقة المضحكة سببها ان الفنان في اوروبا يضمن التوزيع للعديد من النسخ..
فمتى أرخص السعر وجد إقبالا على أعماله.
أما لدينا فالأمر معكوس لأن حركة التوزيع محدودة، فغالبا يشتري منا الأجانب وقد أصبح عددهم أقل، كذلك كان هناك بعض الإخوة العرب لكن بسبب حرب الخليج الثانية تراجع الوضع. وبالتالي يجد الفنان نفسه لا يبيع سوى قطعة واحدة فماذا تنفع عشرة آلاف جنيه كثمن قطعة حاليا .. ؟! أذكر أنني قديما اشتريت عربة من حصيلة معرض أما الآن فالأمور أصبحت أصعب لأنها في النهاية مسألة عرض وطلب.
* وما أهم المشاريع التي تشغلك حاليا؟
أريد ان أعد مشروعا مركزا استخدم فيه مرايات وصوت الفن الشعبي في الخلفية ، لأمزج بين الموسيقى والرسم والجرافيك.
* أخيرا.. ما الذي يميزك كفنان جرافيك؟
أعتقد ان ما يميزني هو ما يمكن ان نسميه السهل الممتنع في التكنيك بجانب استخدام للألوان الإسلامية كالتركواز والأصفر، كذلك الاعتماد على الخط العربي كقيمة تشكيلية.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved